السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 53- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !

منذ 2016-07-14

- فقال مدافعا بعجب: بل العفو يمحو الإساءة والغضب !!

 - تأذى أحد محارمي من أحد رفقائه يوما؛ ثم شكا لي من ظلمه له دوما !
وبعد أيام رأيته معه، يغدوان ويروحان  يتضاحكان في انبساط  شديد و سعة !
- فلما خلوت به، أبديت العجب من أمره !!
- فقـال : جاءني فسامحته، وكلمني فصالحته، مالك ! عجبا  لكِ عجبا !! ألا يكفي العفو لاجتماعنا سببا !!
- فقلت: لا أعترض على العفو، ولا أكره أن تعامله بالصفح، فقط أعجب من تخلّيك عن الحذر، مع تكرار ظلمه لك والكدر !!
- فقال مدافعا بعجب: بل العفو يمحو الإساءة والغضب !!
- فقلت مفسرة: أذكر الحذر قاصرة، فلا يعارض العفو الحذر، والتحسب من خطر !! ألا تذكر تكراره الإيذاء والظلم !!  
- فقال: العفو يعني نسيان الأثر، ونقاء القلب من كل سوء وكدر !!
- فقلت: بل العفو يستحب مع الحذر، والتحسب الدائم بذكر ما ترك قبلا من أثر !!
- قال: بل هذا من سواد القلب، وعدم القدرة على الصفاء والحــب !!
* حينها  آثرت ترك  الجدال؛ لعلمي أن الاتفاق بيننا من المحال .

- وبعد أيام جاءني  يبكي؛ وعن ظلم رفيقه يسهب لي و يحكي !
- فقلت : ألم أحذرك، وعن مثل ذلك أخبرك !!
- قال: لا تلوميني،  فضلا ولا تقرعيني .
وبعد أياما تصافيا، ولكل ما سبق من ظلم محيا !
- فعاودت تذكير محرمي، أمازلت لا ترعوي !!
- فقال بعجب: يالك من سوداء القلب !!
 رحمه الله، كم  كان أبيض القلب .

أم هانئ

  • 1
  • 0
  • 2,311
المقال السابق
52/ أ- وِِحْشة!!
المقال التالي
55- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّـا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً