فضيحة بيان وزير الإعلام المصري

منذ 2010-10-23

القرار الصادر أمس شمل عددا من القنوات التي لا ذكر لها ولا قيمة ولا حضور ، وإنما حرص على إدخالها في القرار من باب التعمية والتمويه حتى يخفف من وقع الفضيحة التي حدثت بأن الحكومة المصرية تطارد القنوات الدينية الملتزمة بمنهج أهل السنة ، منهج جمهور المسلمين


القرار الذي أصدره وزير الإعلام المصري أنس الفقي أمس بوقف اثنتي عشرة قناة فضائية معظمها قنوات دينية تتبنى منهج أهل السنة ، هو بمثابة إعلان هزيمة للإعلام الرسمي في مضمار الحرية ، وهو هزيمة للإعلام الرسمي في مواجهة الإعلام الديني المستقل والنظيف والجاد ، وهو إعلان هزيمة أمام شاشات الفضيلة والدعوة إلى الله على بصيرة ، ما حدث بالأمس يلحق العار بالإعلام المصري ويفقد الثقة لدى أي مستثمر في المجال الإعلامي في أنه يتعامل مع دولة مؤسسات وقانون .

يوم الثلاثاء قبل الماضي أصدر أنس الفقي قرارا بوقف قناة الناس عن البث هي وأخواتها في شركة البراهين ، الخليجية والصحة والجمال ، كان المقصود بالأساس قناة الناس صاحبة الجماهيرية الطاغية في مصر والعالم العربي ، وقالوا فيها قصائد من الهجاء والسب والوصف بالتطرف والحض على الكراهية ونشر الخرافات ، دون أن يقدم أحد أي دليل على هذا "الدجل الإعلامي" الذي تم ترويجه من قبل الخطاب الرسمي ، ثم بعد أسبوع كامل ، وأمس الثلاثاء صدر قرار جديد بإغلاق بقية القنوات الإسلامية المنتمية إلى منهج أهل السنة ، ولا أدري هل اكتشفوا بعد أسبوع أن هذه القنوات فيها كل هذه الموبقات الإعلامية التي أذاعوها ، وكانوا قبل ذلك عندما أغلقوا قناة الناس لم ينتبهوا إليها أو لا يعرفون عنها كل ذلك ، أم أن "التوجيهات" صدرت للبعض باستكمال حملة القمع وإغلاق بقية القنوات دفعة واحدة .

وزير الإعلام أعلن ـ فيما أعلن ـ ضيقه من أن بعض تلك القنوات كانت تنتقد المذهب الشيعي ، ومن قبل قال رجاله في خطابات رسمية أن هذه القنوات تنتقد إيران وبالتالي وجهوا إليها إنذارا بالغلق ، وعندما خطب حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله اللبناني قبل أسبوع وهاجم في خطابه ما أسماه "الإعلام الفتنوي" أغلقت في اليوم التالي مباشرة للخطاب قناة "صفا" الفضائية ، وهي قناة دينية وثقافية ترد على شبهات بعض المتطرفين الشيعة وتنتقد تطاولهم على أم المؤمنين عائشة وأصحاب النبي ، وقادت حملة كبيرة خلال الأسابيع الماضية ضد رجل دين شيعي متطرف عقد احتفالية لشتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في لندن ، وأدت الحملة إلى أن قامت السلطات الكويتية بإسقاط الجنسية عن هذا المتطرف الشيعي وملاحقته قضائيا ، غضب أنس الفقي لذلك ، , واعتبره إساءة إلى الشيعة ، فأغلق قناة صفا فيما يبدو استجابة لتهديد حسن نصر الله في اليوم التالي مباشرة ، ثم لما احتج أصحاب القناة قالوا لهم أن هناك تشويشا حدث على القناة من جهات إيرانية ولذلك تم قطع الإشارة عن القناة حتى لا تضر "الباقة" المتصلة معها في نطاقها ، ثم اعتذروا لهم بعد تدخل جهات أمنية وأعادوا بث القناة ، ثم اليوم بعد أسبوع أو أقل اتضح أن قطع الإشارة لم يكن من إيران وإنما من القاهرة ، ولكنهم كذبوا على الجميع خجلا ، أمس ، خلعوا برقع الخجل وأعلن وزير الإعلام صراحة ، نعم نحن أغلقنا قناة صفا .

وزير الإعلام اتهم تلك القنوات بأنها مارست النصب والاحتيال ، وتلك جريمة في القانون المصري ، ويلزم وزير الإعلام أن يذهب إلى النائب العام بطلب التحقيق في تلك الجريمة ، إن كانت هناك جريمة ، وإلا كان متسترا على جريمة ومجرمين ، ولكنه لن يفعل ، لأنه يعرف أن ما قاله محض دجل إعلامي لا قيمة له ، قنابل دخان للتغطية على "الجريمة الحقيقية" التي ارتكبت بإغلاق القنوات الإسلامية وتدمير استثمارات كبيرة وثقت أن في مصر قانون ودولة ومؤسسات .


وزير الإعلام تكلم في بيانه عن أن قرار الغلق استهدف قنوات تنشر الإباحية ، وهذا الاعتراف الخطير يكفي وحده لمحاكمة الوزير برلمانيا وجنائيا ، لأن هذه القنوات المشار إليها تعمل عبر النايل سات منذ سنوات ، فكيف سمح وزير إعلام مصر لقنوات إباحية بالعمل كل هذه المدة وتبث المواد الإباحية على المشاهد المصري والعربي ، وأين كان الوزير كل هذه السنوات ، وهل كان يعرف هو ورجاله أن هناك مواد إباحية تبث وسكتوا وتستروا عليها ، أم أنهم كانوا لا يعرفون ولا يتابعون وهي مصيبة أعظم من المصيبة الأولى .

القرار الصادر أمس شمل عددا من القنوات التي لا ذكر لها ولا قيمة ولا حضور ، وإنما حرص على إدخالها في القرار من باب التعمية والتمويه حتى يخفف من وقع الفضيحة التي حدثت بأن الحكومة المصرية تطارد القنوات الدينية الملتزمة بمنهج أهل السنة ، منهج جمهور المسلمين وغالبيتهم الساحقة .

كان الخطاب الإعلامي الرسمي في السنوات السابقة يهاجم الخطاب الإسلامي ويطارده بدعوى محاصرة الإرهاب والعنف ، الآن هو يطارد الإعلام الإسلامي الذي يهاجم العنف والإرهاب ، بما يعني أن المسألة لم تكن مطاردة العنف والإرهاب ، وإنما مطاردة الدين نفسه وكل ما يحض على تدين حقيقي للناس .

[email protected]


20-10-2010 م
 

المصدر: جمال سلطان - موقع المصريين
  • 1
  • 0
  • 3,837
  • nada

      منذ
    قال د.علي جمعة مفتي الديار المصرية إن السلفية المتشددة أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام، وأن الفكر السلفي المنغلق هو الوجه الآخر للفكر العلماني، شارحا أنه إذا كانت العلمانية تريد أن تعزل الدين عن سير الحياة، فإن السلفية تسعى إلى أن تنعزل بالدين عن الواقع.واعتبر د. علي جمعة أن د.عبد الوهاب المسيري المفكر المصري الراحل هو أول من شرح هذا وهو يصف السلفية بأنها أقرب إلى العلمانية، وباختصار شديد يمكن القول إن العلمانية لا تنكر الدين، لكنها تنحي الدين عن سير الحياة، والسلفية المتشددة تريد أن تنعزل بالدين عن سير الحياة،بحسب جريدة الأنباء الكويتية. وأضاف ان "العلمانية تؤمن بالخصوصية، ولذلك تدعو إلى اختصاص كل قوم بلغتهم، بثقافتهم، بفلكلورهم، بتاريخهم، بمصالحهم، فهي تؤيد انفصال الأكراد والتركمان والعرب والشيعة من السنة والأقباط من المسلمين، العلمانية تريد هذا، لذلك تريد خريطة أخرى للعالم. وبدلا من 200 دولة يصبح 400 دولة". وتابع "السلفي المتشدد يريد الخصوصية، يريد أن تتركه في حاله، يلبس كما يشاء ويصلي كما يشاء منعزلا في مسجده، ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقابلها العلمانية، ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري". ويستطرد المفتي شارحا رؤيته "عندما يسمع السلفيون هذا الكلام يغضبون، يقولون لا، نحن مؤمنون والعلمانية كفر، أبدا، العلمانية أصلا لم ينكروا الدين، هم يريدون أن يخصصوا الدين أو يعزلوا الدين، وأنتم تريدون أن تنعزلوا بالدين، وهذه هي المشابهة". وتابع "كان بعض دعاة السلفية يقول إن هؤلاء الناس يدعون إلى الإسلام المتميع، لكننا ندعو لإسلام غير متميع، هو يراه على هذا النحو لأن به جزئيات كثيرة، يقول للفرد افعل، افعل، افعل، ولا تفعل، لا تفعل، لا تفعل، وهذه الجزئيات كلها مختصة بالخصوصية وبالهوية، ومختصة بالاعتزال لا بالتفاعل، ومن هنا كانت هناك مشابهة، مشابهة أستطيع أن أقول إنها مؤلمة لكنها حقيقية". ورأى الشيخ د.علي جمعة أن انتشار السلفية جاء كردة فعل على موجات العلمانية التي تكتسح المجتمعات الإسلامية، وقال "عندما تريد هذه المجتمعات أن تتمسك بهويتها، فلا يكون عندها قدرة على التفكر والوسطية والاعتدال والانفتاح والترقب، فتلقي نفسها في أحضان السلفية، لأن السلفية حينئذ ستمثل لها هوية محددة". ونفى المفتي في المقابل أن تكون ثقة جموع المسلمين في الأزهر قد اهتزت في السنوات الأخيرة، مشددا على أن المنهج الأزهري الوسطي "كالهرم، يتجاوز الزمان والمكان، وسيظل هرماً". وقال إنه مطمئن لكل الفتاوى التي أصدرها خلال ثمانية أعوام تقريباً قضاها في منصبه، ولا يعتقد أنه بحاجة لأن يراجع أيا منها، لأن كل ما صدر كان جهدا مؤسسيا "عدنا فيه دائما لأهل الذكر، ولم يكن اجتهاداً فردياً".
  • nada

      منذ
    هل من مانع لعرض نص قرار وزير الإعلام المصري لنتعرف على ماساقه من أكاذيبأكاذيب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً