مات الجن الأزرق.. فمتى نعيش منطق عصرنا؟؟

منذ 2017-01-14

لا أصادر رأيكم ولكن أضع نقطة نظام لمن شاء... وتقبلوا احترامى لكم جميعًا.

الآن إذا مات الجِن الأزرق.. إيه بيحصل؟؟ بيحصل أنه بيكثر البحث عن معلومات عنه على الإنترنت وتكثر الصحف ورقيةً أو إلكترونية من الكتابة عنه، أي تروج أيَ كتابةٍ عنه.

وأنا رغم أني باحثٌ أصلًا لكني أيضًا صحفيٌ ودماغي شغّالة صحافة وإعلام، وأحاول أطور نفسي إعلاميًا، وألاحظ أنني عندما أكتب عن مسألةٍ متداولةٍ ومُعاشة يُقبل عليها القراء أكثر من إقبالهم على موضوعٍ نظري، فأجد الجن الأزرق مات فأستغل حالة (السوق الإعلامي) وأكتب أفكارًا "أراها مفيدة" في إطار الكلام عن الجن الأزرق الذي مات.

وهذا أسلوبٌ صحفيٌ عادي ومعروف فأنت تغلف دواء غير مستساغ (وهو هنا صعوبة الأفكار النظرية على الفهم لميل النفس للراحة وعدم إِعمال الفكر) بحلوى محبوبة (وهي هنا قضيةٌ رائجة)، وفجأةً تجد قُراء يُغفلون هذا كله ويناقشون كيف تتكلم عن الجن الأزرق وهو سليل إبليس وهو كافر؟ .. إلخ، ويخرجونا عن الأفكار التي نريد لفت الانتباه لها..
وهذا حدث عندما كتبنا عن رفسنجانى ومما قاله أحد الأخوة لماذا تمجده الآن بعدما مات رغم أن الواجب هو الشماتة فيه..

رغم أني أولًا لم أمجده وثانيًا سبق وكتبت عدة مرات (خلال الـ ١٠ سنوات الأخيرة) منبهًا على أهمية الاستفادة من تجربة إيران في نجاحاتها وسلبياتها كأي تجربةٍ فى العالم.

عندنا الآن كيسنجر أحد أبرز علماء السياسة والدبلوماسية في العصر الحديث وعمره فاق ٩٠ عامًا الآن وسيموت غدًا.. وسأكتب عن الفوائد في علمه وأفكاره حينئذٍ.. وأؤكد لكم من الآن أنه عندما أكتب هذا سيعلق بعض الأخوة: (ألا تعلم أنه يهودي كافر.. ألا تحذر الأخوة من سمومه وتشمت بهلاكه).. وسيعلق آخر (ألم تقرأ كتاب كذا ومذكرات كذا وتعلم أنه دعم إسرائيل ضد العرب سنة كذا وكذا)...

يا أخ أنت وهو، أنا قرأت لكني أتكلم عن موضوعٍ آخر، فأرجوكم ركزوا معي شوية وركزوا في الموضوع.

طبعًا هناك مخاوف من أن يقرأ الموضوع عن رفسنجاني شخص غير مؤهل عقيديًا فيميل للتشيع أو يقرأ عن كيسنجر فيميل لليهودية، لكن هذه المخاوف تشبه الوصف الملغى في أحكام القياس بعلم أصول الفقه لأن تقاليد العلم عند المسلمين لم تمنع الكتابة عن علمٍ نافع لمثل هذا السبب، وكان أجدر بالمعلقين المتخوفين أن يقولوا خذوا بالكم المقصود الانتفاع بكذا واحذروا من كذا  بدلًا من أن يخروجوا بنا عن مرامي وفوائد الموضوع..
وفي النهاية لا أصادر رأيكم ولكن أضع نقطة نظام لمن شاء... وتقبلوا احترامى لكم جميعًا.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 2
  • 1
  • 2,039

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً