قمة الفشل.. !!
الأزمة السورية التي أظهرت تعاظم خطر الرافضة، وتجبُّرالتحالف بين الروس والمجوس؛ تحولت في أعين المؤتمرين إلى مجرد قضية لاجئين مثل قضية فلسطين، انتظارًا لبت دول التحالف فيها من خلال مفاوضاتهم السياسية
تأسست (الجامعة العربية) - كفكرة بريطانية – بهدف خدمة أغراض الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية، ولكي يجعل الغرب رابطة (العروبة) القومية العنصرية العلمانية؛ بديلًا عن رابطة الأخوة الإسلامية.. ومن يومها ظل العرب يتنقلون بانتظام وبصورة جماعية؛ من فشل إلى فشل، ومن تراجع إلى تراجع في كل المجالات - في الوقت الذي تطورت فيه أمامهم قوة دولة اليهود في جميع الحالات.!
المحصلة الحقيقية والنتائج الإجمالية للقمم العربية المتعاقبة منذ قمة أنشاص عام 1946 وعلى مدى سبعين عامًا.. كان عنوانها الدائم هو الفشل.. فالقادة المتعاقبون من يومها لا يسأمون من تكرار المُكرر.. واجترار الكلام عن الأخطار، دون إدراك لأبعادها، ولا تصدٍ حقيقيٍ لها.. وما من مشروع جاد عُرض أمام تلك الجامعة؛ إلا حاد عن الجادة، و أُجهض بعد مدة..
- قضية فلسطين وأرضها المغتصبة التي طالما تاجر الأكثرون بها؛ لم تنجح جيوش دول الجامعة مجتمعة في تحرير شبر منها على مدى سبعين عامًا.. ولم يُجمعوا يومًا على شيء جاد جديد بشأنها، اللهم إلا إجماعهم منذ نحو خمسة عشر عامًا على ضلالة (المبادرة العربية) التي لا تُعد إلا استنساخًا ممسوخًا لكامب ديفيد المصرية الإسرائيلية..! وهم لايزالون ينتظرون من يومها " تفضل" الدولة العبرية بقبولها كي يُقبلوا جميعًا على التطبيع معها بعد الاعتراف بها ..
- إرهاب اليهود؛ أجمع عرب الجامعة على تناسيه في نهاية المطاف، بعد أن قزَّموا الصراع معهم وصغَّروه ، من صراع يُفترض أنه (إسلامي/ يهودي)..إلى ما سُمى ماضيًا بـ (الصراع العربي الإسرائيلي) ليصل – بعد فشل(قومية المعركة) إلى خلاف (فلسطيني/ إسرائيلي) ولينكمش أكثر فأكثر..فيتحول بعد تدجين المنظمة من صراع وجود، إلى مجرد "نزاع" محدود بين منظمة (حماس) وكيان اليهود..
- الأمين العام للجامعة العربية - الذي لم يحسن النطق بالعربية في جملة واحدة - جدد في البيان الختامي لمؤتمر البحر الميت الدعوة الممجوجة لإحياء موات عملية السلام – الإسرائيلية - التي تموت وتحيا دائمًا بحسب رغبات القوى الصهيونية، وتقلبات السياسة الأمريكية.. وبقدر ما تحتاج بعض القيادات العربية من اكتساب لـ (الشرعية)اللاشرعية..
- مع التبني الواضح لتوجه أمريكا ترامب لدق طبول الحرب - ضد إيران - مستعملًا ما تبقى من جيوش العرب، فإن الأزمة السورية التي أظهرت تعاظم خطر الرافضة، وتجبُّرالتحالف بين الروس والمجوس؛ تحولت في أعين المؤتمرين إلى مجرد قضية لاجئين مثل قضية فلسطين، انتظارًا لبت دول التحالف فيها من خلال مفاوضاتهم السياسية ؛ بعد أن أحرقوا الأخضر واليابس بمغامراتهم الحربية وتجاربهم العسكرية..
- الجامعة العربية التي تنكرت للشرعية في مصر؛ والتي تحمست – في تناقض واضح - لدعم (تحالف دعم الشرعية) في اليمن؛ أظهرت التمسك - في البيان الختامي - بمبادرة دول الخليج التي أجهضت كل الثورات العربية - بما فيها اليمنية - بإشارة غربية .. وأيضًا فإن مصير بلاد الرافدين التي سلمتها دول الجامعة (العربية) – على مراحل - ليد إيران (الفارسية) تُذرف دموع التماسيح عليها اليوم بعد مقاومة المقاومة فيها أثناء الغزو..ومجاهدة المجاهدين فيها بعد نجاحهم في دحر الغزو، بدعوى تهديدهم "الآمنين".. وفي مقدمتهم اليهود في فلسطين..!
فشل القمة سيلقي بأصحابها إلى قمة الفشل.. خاصة وأن بعض قادة العرب سلموا قيادهم بشكل نهائي إلى معسكر الفُرس. بينما ارتمى الآخرون في أحضان الروم.. ومع ذلك يوهموننا أنهم متضامنون مجتمعون..
فأنى يؤفكون..؟!
- التصنيف: