من صور بر الشيخ عبد الرحمن البراك بأمه
لما اشتد عليها المرض رحمه الله، كانت عند شيخنا حفظه الله، وكان يقوم بتطبيبها، وينوم معها ويقوم بإطعامها وسقيها.. بر الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
♦ 1. الشيخ حفظه الله عُرف عنه قلة الحج، وما ذاك إلاّ لعدم موافقة والدته رحمها الله، وما بدأ يتابع الحج إلا بعد أن ضعفت ذاكرتها واختلطت بعض الشيء فأصبحت تسمح له بالحج.
♦ 2. ومن قبيل النوع السابق، وهو عدم السفر إلاّ بعد الاستئذان: حصل إشكالية بسيطة في بلدة الشيخ بالقصيم، وهي البكيرية، فطلب أهل البلد من الشيخ القدوم لحل الإشكال، وذلك لوجاهته عندهم حفظه الله، فوافق الشيخ بشرط موافقة أمه، فقام بعض محارمها بتكليمها في ذلك فوافقت على مضض، فلما خرج محارمها؛ قالت أم عبد الرحمن رحمها الله لولدها الشيخ عبد الرحمن: أنا وافقت لأنهم ألحوا علي، فاعتذر الشيخ عن الذهاب إلى القصيم، واكتفى بالاتصال لحل الإشكال.
♦ 3. الشيخ في سفره إلى مكة في الإجازة الصيفية لا يقطع الاتصال بوالدته يومياً، بل لا تقل اتصالاته عن الاتصالين يومياً، بل إنه ليقطع الدرس ونحن نقرأ عليه في الدور الثاني من الحرم فيتصل عليها ثم يعود لإكمال الدرس.
♦ 4. والدة الشيخ ليست مقيمة عنده بشكل دائم، وإنما تتنقل بين بيت الشيخ، وبين بيت أخيه، وعندما تكون رحمها الله عند الشيخ، فإنه يترك النوم مع زوجه، وينام مع أمه في غرفتها، ليلبي لها طلباتها.
♦ 5. ومن قبيل هذا النوع، وهو تلبيته مطالب والدته رحمها الله: أنه وفقه الله يقوم بمسك يديها، حيث إنها بطيئة المشي، فيقوم بإيصالها إلى الحمام، ووضعها على الكرسي الخاص بها، ثم ينتظر حتى تفرغ من حاجتها، ثم يعود بها إلى مكانها، مع وجود بنات الشيخ وزوجته.
♦ 6. كما أن من بر الشيخ حفظه الله لوالدته رحمها الله أنه لا يقطع لها عادة اعتادت عليها؛ ومن ذلك أني كنت أقرأ عليه في يومٍ جميل في ساحة المنزل عند باب الرجال وكان الدرس لا ينتهي إلا مع أذان المغرب دائماً وفي ذلك اليوم لاحظت أن الشيخ يستعجل علي في الخروج بأسلوب لطيف خفي ولما قرُب أذان المغرب أمرني الشيخ حفظه الله بالخروج من المنزل، ولم تكن هذه عادته وفقه الله، ولما كان بعد العشاء من ذلك اليوم فوجئت باتصال الشيخ وفقه الله علي في المنزل ويعتذر عما بدا منه ذلك اليوم، ويخبر أنه فعل ذلك لأن والدته لها عادة أنها تتوضأ المغرب من حنفية كانت في حوض النخلة التي عند الباب، وأنه لا يريد قطع عادتها تلك.
♦ 7. ومن بره حفظه الله بوالدته رحمه الله أنه يراعي رغائبها، ومن ذلك أن من عادة الشيخ حفظه الله أن يجلس مع ضيوفه إلى أن يؤذن، ثم يخرجون إلى الصلاة، أما إذا كانت أمه موجودة فإنه حفظه الله يقوم قبل الأذان لأن هذه رغبة والدته الصالحة.
♦ 8. لما اشتد عليها المرض رحمه الله، كانت عند شيخنا حفظه الله، وكان يقوم بتطبيبها، وينوم معها ويقوم بإطعامها وسقيها، بل إن شيخنا حفظه الله كان إذا صلى الفجر خرج من المسجد وقام بإصلاح الشاهي، ثم يقوم بسقيها، وأحياناً يبرده لها، ويقوم بسقيها من خلال المصاص، كل هذا وهو أعمى وفقه الله، ثم يرجع بعد ذلك للمسجد ليلقي درس الفجر.
هذه بعض الصور من بر شيخنا بأمه رحمه الله، وهؤلاء هم العلماء الربانيون علمٌ وعملٌ.
اللهم احفظ علمائنا، واجعلهم حصناً ضد هجمات المفسدين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
- التصنيف:
- المصدر: