هل أنعم القاتل على الشهيد..؟!
إن الشهيد في الجنة ومن قتله يواجه غضب رب العالمين على قاتل وليّه، فمن قتله قتله بسبب إيمانه؛ فمعاداته أصلا لله تعالى، وما المؤمنون إلا من قاموا بالإيمان بالله في دنيا البشر..
وإذا قرأت عن الله تعالى أن الشهيد في الجنة فهذا لا يعني أن قاتليه أنعموا عليه.. فبعض المجرمين يتمادون في بردوهم وإجرامهم فيعلنون أنهم مادام المسلمون في الجنة فقتلهم لهم خدمة تقدم لهم..!
إن الشهيد في الجنة {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}[يس: 26- 27 ]، لكن من قتله يواجه غضب رب العالمين على قاتل وليّه، فمن قتله قتله بسبب إيمانه؛ فمعاداته أصلا لله تعالى، وما المؤمنون إلا من قاموا بالإيمان بالله في دنيا البشر، فمعاداتهم فرع عن معاداة الكافرين لله تعالى.. {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8] {أُخْرِجُوامِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الحج: 40] {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الزمر: 45]..
ولهذا فعندما يقتلون مسلما، فهم يواجهون سخط الله ويقابلون غضبه تعالى، فبعدما بشر تعالى الشهيد بالجنة أخبر تعالى عمّن قتلوه أنهم كانوا محل غضبه تعالى وانتقامه.. وهو من إكرامه تعالى لأوليائه المؤمنين أن ينتقم لهم ممن اعتدى عليهم وقتلهم بغير حق.. فكان بعدها {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}[يس: 28 - 29 ].
فلا أنعم الله عين قاتل ولا معتدٍ ولا مغتصب ولا طاغٍ.. لا أنعم الله عينه ولا أصلح باله ولا قلبه، وأشعل الله قلوبهم ونفوسهم نارا، وملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، وألقاهم تعالى حيث يلحقون بإخوانهم الهلكى.. اللهم عن قريب.
- التصنيف: