آمال المؤمنين وآلام المجرمين!

منذ 2017-12-01

حلفاء الشر يقع اليوم بينهم الشر، ودائرة السوء قد بدأت تدور على قوم السوء، وطاولة تآمرهم ستنقلب عليهم، وكيدهم سيرتد إليهم، في مواسم (تصفية قدرية) تفرضها السنن الكونية الإلهية.

من تأمل في آمال المؤمنين التي يكابدون الآلام من أجل تحقيقها لتمكين الدين سيجد أن كلَ ألمٍ يُبذل للوصول لها أو لبعضها يهون مصابه لأجلها، خاصة عندما تكون آمالهم التي يرجونها وآلامهم التي يتحملونها على طريق حق وسبيل صدق، ومسار إخلاص في رجاء ما عند الله، فآمال الصادقين لنصرة دينهم في الدنيا –حتى ولو لم يقدروا على تحقيقها كلها؛ هي رأس مالهم عندما توزن الأعمال وتنصب الموازين وتتطاير الصحف، في يوم الافتقار ولو لحسنة؛ ينجو بها الأبرار من دار البوار.

قد يبدو أن عناء الموحدين –بحسب ما نرى ونشاهد – يزيد أضعافًا على معاناة أعدائهم من الملحدين والمشركين والفجار والمنافقين؛ لكن النظر من زاوية أخرى يُصوِّب الرؤية ويُجلي الحقيقة ويُهِّون الخَطْب وذلك عندما نلقي نظرة على واقع المرارة والانكسار التي ينتهي إليها طموح الفجار وجموحهم، في الدنيا قبل الآخرة، ولعله يكفينا في ذلك أن نراقب ما يجب أن نوقن به، مما يجري من آثار مكر الله بالماكرين، وكيده للكائدين، وعدم إصلاحه عمل المفسدين، وكونه سبحانه محيطًا بالكافرين ، وبالمرصاد للمجرمين، وليس غافلًا عما يعمل الظالمون.

وقد يكون تمتُع أعداء الإسلام وتشهيهم الشامت بمشاهد النار والدمار والضُر والشر الذي جلبوه على المسلمين في السنوات الماضية عاملَ إحباطٍ وانكسارٍ لدى الكثيرين، لكن هناك مؤشرات –بدت مقدماتها– تشير إلى أن دائرة السوء قد بدأت تدور على قوم السوء، وأن طاولة تآمرهم ستنقلب عليهم، وكيدهم سيرتد إليهم، في مواسم (تصفية قدرية) تفرضها السنن الكونية الإلهية. صحيح أنها كان لها متطلبات وواجبات شرعية، لكن الأحرار الأبرار في الأمة بذلوا الكثير من أثمانها بالدماء والأشلاء وصنوف الابتلاء -ولا يزالون- وما كان الله ليضيع أعمالهم.

حلفاء الشر يقع اليوم بينهم الشر، فرافضة الحق من الشيعة بحشدهم الشعبي الوحشي تثور بينهم وبين عصابات البشمركة الكردية الهمجية مواجهات صدام دموية، قد تمتد من العراق إلى الشام، وأنظمة مجلس التعاون الخليجي التي طالما تعاون أكثرها على الاثم والعدوان ها هي تفكك بنفسها قواعد بنيانها، بما سيبدد أحلام الخُشُب المُسَّندة إليها. و أحجار رقع الشطرنج في مراحل ما بعد الثورات تعيش اليوم هواجس ما قبل الثورات، والجيوش التي تحولت في أكثر بلاد المسلمين من حماية حدودها إلى تعدي حدود ربها؛ هاهي تتفتت وتتفكك واحدة بعد الأخرى على أمل أن يعاد بناؤها لبناء أوطانها. أما مليارات "قارونات" العصر التي كان يُعد أكثرها للصد عن سبيل الله؛ فها هي تُصادَر ومعها حريات أصحابها.

ومن يراقب المتغيرات المربكة والتحولات المتلاحقة التي تطارد أحلام أحلاف الشر العالمية؛ يرى أنها تشهد وستشهد مسلسلات تصفيات حسابات بين أكابر المجرمين، في ظروف ارتباك منظور ومنتظر داخل الاتحاد الأمريكي ونظيره ونصيره الأوروبي، وقد تكون البداية بدخول حلف الصليب في الغرب رغم أنوفهم ومع حلفائهم؛ في معارك تكسير عظام حتمية مع حلف إيران المجوسية وما يتبعها من أحزاب شيطان إقليمية وعالمية. فالفتن والملاحم ليست وقفًا على المسلمين، والأمر كما قال الله: {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:104].

قريبًا سيتلو المستضعفون والمنكوبون المصابون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم خطاب الوحي الموجه للصابرين من العباد، وكأنه يتنزل من جديد: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:139-141].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 7
  • 0
  • 3,815

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً