نحو تجديد العقل المسلم - (٢٠) النظام العربي البائس
جهود ضخمة تنهض في أطراف العالم الإسلامي، ولكن ضعف القلب العربي له ارتدادات سلبية جدا على تلك الأطراف، وما يقع الآن في الهند والصين وميانمار وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها شاهد على ذلك.
في الأيام الفضيلة التي في رحابها عيد الأضحى المبارك وقعت ثلاث حوادث تؤكد من جديد الحاجة الماسة لنظام عربي جديد يقام على أنقاض النظام القائم الذي أصبح باليا وفاشلا وعاجزا لدرجة تستعصي على الإصلاح أو الترميم.
الأولى: ما أعلنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بأن أكثر من ١٧٥٠ مستوطنا دخلوا ساحات المسجد الأقصى نهار يوم عيد الأضحى.
الثانية: الانقلاب الذي قام به متمردو المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن وسيطروا به على كل شبر في عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمينة المعترف بها عربيا ودوليا.
الثالثة: إعلان وزير خارجية إسرائيل أنها ستشارك في التحالف الذي دعت إليه واشنطن لحماية الملاحة بالخليج.
الحوادث الثلاث خطيرة ودالة على هلهلة النظام العربي، واللافت أنه لم يخرج رئيس أو ملك عربي واحد للتعليق على أي من هذه الأحداث الجلل، مجرد التعليق أو الإنكار اللفظي أو حتى إصدار بيان مكتوب أصبح النظام العربي عاجزا عنه.
أما المؤسسات العربية كجامعة الدول العربية فتعدت مرحلة الشلل إلى الموت التام.
العالم الإسلامي به طاقات هائلة، ورصيد بشري وحضاري عظيم، لكن في القلب منه عالم عربي بهذا الضعف والتخاذل والهوان غير المسبوق.
جهود ضخمة تنهض في أطراف العالم الإسلامي، ولكن ضعف القلب العربي له ارتدادات سلبية جدا على تلك الأطراف، وما يقع الآن في الهند والصين وميانمار وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها شاهد على ذلك.
واجب الوقت للسياسيين والمفكرين والاستراتيجيين أن يساهموا في تأسيس نظام عربي جديد.
- التصنيف:
- المصدر: