مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)} [الجن]
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} :
بعدما عم الشرك أرجاء الأرض وزادت ظلمات الجهل والجاهلية نشأ الظن بأن الله تعالى لن يرسل رسولاً جديداً لأهل الأرض وبأن الأمور ستستقر على ما هي عليه من شرك وجهل وتبديل للشرائع وتغيير لعقيدة التوحيد , وتناقل الإنس والجن هذا الاعتقاد الخاطيء.
وبينما الأمر كذلك إذ بعث الله عز وجل رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم ليبدد به وبرسالته كل هذه الظلمات ولينشر به نور التوحيد ويكمل به الرسالات.
وهذا ما أكده القرآن على لسان هؤلاء النفر من الجن الذين آمنوا بعد استماعهم لكلام الله.
قال تعالى :
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)} [الجن]
قال الطبري في تفسيره:
القول في تأويل قوله تعالى : {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا}
يقول تعالى ذكره. مخبرا عن قيل هؤلاء النفر من الجنّ( {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} ) يعني أن الرجال من الجنّ ظنوا كما ظنّ الرجال من الإنس أن لن يبعث الله أحدا رسولا إلى خلقه، يدعوهم إلى توحيده.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن الكلبيّ( {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ} ) ظنّ كفار الجنّ كما ظنّ كفرة الإنس أن لن يبعث الله رسولا.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: