مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
{ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) } [الغاشية]
{ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } :
أفلا ينظر الخلق إلى عجائب صنع الله فيما حولهم من مخلوقاته الدالة على عظمته وقدرته, والتي منها تلك الإبل التي لازال الإنسان يكتشف فيها من عجائب قدرة الله الكثير والكثير, وإلى السماء العظيمة التي لم يصل الإنسان بعد لمدى نهايتها واتساعها لمسافات وأجرام لا يستطيع الإنسان لها عداً ولا إحصاءاً.
وإلى الجبال الرواسي كيف نصبها الملك سبحانه كي لا تميد الأرض وتضطرب.
وإلى الأرض وخلقها وكيف هي مسطحة وفي ذات الأرض مكورة تكويراً عظيماً.
قال تعالى:
{ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) } [الغاشية]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده: { {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } } أي: ألا ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها.
قال ابن كثير:
وإلى السماء كيف رفعت ؟ أي : كيف رفعها الله ، - عز وجل - عن الأرض هذا الرفع العظيم ، كما قال تعالى : { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج } [ ق : 6 ]
{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)} أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن.
{وإلى الأرض كيف سطحت } أي : كيف بسطت ومدت ومهدت ، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه ، والسماء التي فوق رأسه ، والجبل الذي تجاهه ، والأرض التي تحته - على قدرة خالق ذلك وصانعه ، وأنه الرب العظيم الخالق المتصرف المالك ، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: