روح الصيام ومعانيه - بيتك في رمضان
ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته
جعل الله بيت الإنسان وأهله؛ سكنا وسكينة، كما قال : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [النحل/ ٨٠] وقال :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكنوا إليها }[ الروم/٢١].. وسكينة بيوت المؤمنين تزداد في رمضان؛ بقدر تعميرها بالطاعات والصالحات، وعلى رأسها الصيام والقيام و تلاوة القرآن، ولهذا ينقل أن بيوت السلف كان لها بالقرآن في رمضان دوي كدوي النحل..
#.. من مكرمات الشهر الكريم في أيامه المعدودات ؛ أنها سبيل للارتقاء أو التغيير والتقويم على مستوى الأسر، كشأنها على مستوى الأفراد ، فواجب كل منا نحو نفسه في الصلاح ، لا يقل وجوبا نحو أهله في الإصلاح، وقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يرقي بأهل بيته في مراقي التقوى ومنازلها فقال :{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ}[طه /132] واأثنى الله على نبيه إسماعيل فقال: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} (مريم/ 55)
رعاية البيوت مسؤولية لها الأولوية، وهي مقسمة على عامريها ومسؤوليها رجالا ونساء، والمسؤولية تتضاعف في مواسم الطاعات، حيث تتركز شرور تجار الموبقات من لصوص القلوب والعقول، ليفسدوا على الناس الأجواء فيما يسمع في الأرض ويبث في الفضاء ..وهنا تتأكد مسؤولية كل راع تجاه كل رعية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ» [ متفق عليه]
# .. وعندما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } (التحريم/ 6) بين أن التقوى والوقاية ليست واجبة نحو نفس الإنسان فحسب؛ بل واجبة تجاه كل من ولاه الله امره، ولا تتقوى المناعة والوقاية إلا بالأخذ بأسباب التقوى.. كما قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية : " وقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالًا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه" .
فاللهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة اعين ، واجعلنا للمتقين إماما..
آمين
- التصنيف: