فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء الرابع عشر
{ ولا تحزن عليهم} إذا دعوتهم فلم تر منهم قبولا لدعوتك, فإن الحزن لا يجدي عليك شيئاً.
سورة الحجر:
* الغاوي: ضد الراشد, فهو الذي عرف الحق وتركه, والضال: الذي تركه من غير علم منه به.
* من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم, فلا سبيل إلى القنوط إليه, لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئاً كثيراً.
* الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية, زاد شرهم وطغيانهم, فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه.
* الصفح الجميل, أي: الحسن الذي سلم من الحقد, والأذية القولية والفعلية, دون الصفح الذي ليس بجميل, وهو الصفح في غير محله, فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة, كعقوبة المعتدين الظالمين, الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة.
* ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله, وقتله شر قتله.
* أكثر من ذكر الله, وتسبيحه, وتحميده, والصلاة, فإن ذلك يوسع الصدر, ويشرحه, ويعينك على أمورك.
* ( { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} ) أي: الموت.
سورة النحل:
* نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس واللحظات من جميع أصناف النعم, مما يعرف العباد ومما لا يعرفون, وما يدفع عنهم من النقم فأكثر من أن يحصى
* ( {فلبئس مثوى المتكبرين} ) نار جهنم, فإنها مثوى الحسرة والندم, ومنزل الشقاء والألم, ومحل الهموم والغموم, وموضع السخط من الحي القيوم, لا يُفتَّر عنهم من عذابها, ولا يرفع عنهم يوماً من أليم عقابها, قد أعرض عنهم الرب الرحيم, وأذاقهم العذاب العظيم.
* ( {للذين أحسنوا} ) في عبادة الله تعالى, وأحسنوا إلى عباد الله, فلهم ( { في هذه الدنيا حسنة} ) رزق واسع, وعيشة هنية, وطمأنينة قلب, وأمن, وسرور.
* يعطى الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه حتى أنه يُذكرُهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم, فتبارك الذي لا نهاية لكرمه, ولا حد لجوده.
* ( { طيبين } ) طابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته, وألسنتهم بذكره والثناء عليه, وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه.
* ( فسيروا في الأرض ) بأبدانكم وقلوبكم, ( {فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ) فإنكم سترون من ذلك العجائب, فلا تجد مكذباً إلا كان عاقبته الهلاك.
* ما فات أحداً شيء من الخير إلا لعدم صبره, وبذل جهده فيما أريد منه, أو لعدم توكله واعتماده على الله.
* هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب وأنواع المعاصي, من أن يأخذهم بالعذاب على غرَّة وهم لا يشعرون, إما أن يأخذهم بالعذاب من فوقهم أو من أسفل منهم بالخسف أو غيره, وإما في حال تقلبهم وشغلهم وعدم خطور العذاب ببالهم.
* فليستحِ المجرم من ربه, أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات, ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات, وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل, وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر. فليتُب إليه, وليرجع إليه في جميع أموره, فإنه رءوف رحيم. فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة, وبره العميم, وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم, ألا وهي تقواه, والعمل بما يحبه ويرضاه.
* ( ثم إذا مسكم الضر ) من فقر, ومرض, وشدة, ( {فإليه تجأرون} ) أي: تضجون بالدعاء والتضرع, لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة إلا هو, فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون, وصرف ما تكرهون, هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده, ولكن كثيراً من الناس يظلمون أنفسهم, ويحمدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة. فإذا صاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة.
* ( { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم} ) من غير زيادة ولا نقص ( {ما ترك على ظهرها من دابة} ) أي لأهلك المباشرين للمعصية وغيرهم من أنواع الدواب والحيوانات فإن شؤم المعاصي يهلك به الحرث والنسل, ( ولكن يؤخرهم ) عن تعجيل العقوبة عليهم إلى أجل مسمى, وهو يوم القيامة, (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فليحذروا, ما داموا في وقت الإمهال, قبل أن يجيء الوقت الذي لا إمهال فيه.
* أي: (إن لكم في الأنعام) التي سخرها الله لمنافعكم (لعبرة) تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه, حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم فأخرج من بين ذلك لبناً خالصاً من الكدر سائغاً للشاربين للذته, ولأنه يسقي ويغذي. فهل هذه إلا قدرة إلهية, لا أمور طبيعية, فأي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة, والشرب الذي تشربه من الماء العذب والمالح لبنا خالصاً سائغاً للشاربين.
* ( { وبنعمة الله هم يكفرون } ) يجحدونها, ويستعينون بها على معاصي الله والكفر به. هل هذ إلا من أظلم الظلم, وأفجر الفجور, وأسفه السفه ؟!!
* ليس بعاقل من آثر الفاني الخسيس على الباقي النفيس.
* الحث والترغيب على الزهد في الدنيا, خصوصاً الزهد المتعين, وهو الزهد فيما يكون ضرراً على العبد, ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه, وتقديمه على حق الله, فإن هذا الزهد واجب.
* من الدواعي للزهد, أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة, فإنه يجد من الفرق والتفاوت ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين.
* ليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة, كالصلاة والصيام والذكر ونحوها, بل لا يكون العبد زاهداً زهداً صحيحاً حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة, ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل.
* كتاب الله...أشرف الكتب وأجلها, وفيه صلاح القلوب والعلوم الكثيرة.
* يدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه شر الشيطان, ولا يبقى له عليهم سبيل.
* ( {وهدى وبشرى للمسلمين } ) أي: يهديهم إلى حقائق الأشياء, ويبين لهم الحق من الباطل, والهدى من الضلال.
* الكاذب يكذب, ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه, فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب رده, بمجرد تصوره.
* ( { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة} ) أي: كل أحد على حسب حاله, وفهمه, وقبوله, وانقياده. ومن الحكمة, الدعوة بالعلم لا بالجهل, والبدأة بالأهم فالأهم, وبالأقرب إلى الأذهان والفهم, وبما يكون قبوله أتم, وبالرفق واللين.
* ( { ولا تحزن عليهم} ) إذا دعوتهم فلم تر منهم قبولا لدعوتك, فإن الحزن لا يجدي عليك شيئاً.
* الله مع المتقين المحسنين, بعونه, وتوفيقه, وتسديده, وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي, وأحسنوا في عبادة الله, بأن عبدوا الله, كأنهم يرونه, فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم, والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: