فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء الثامن عشر

منذ 2021-08-09

{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم}  أي: موجع للقلب والبدن,...فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة, واستحلاء ذلك بالقلب, فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقله ؟!!

فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء الثامن عشر

سورة المؤمنون:      

* الخشوع في الصلاة هو: حضور القلب بين يدى الله تعالى, مستحضراً لقربه, فيسكن لذلك قلبه, وتطمئن نفسه, وتسكن حركاته ويقل التفاته, متأدباً بين يدي ربه, مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته, من أول صلاته إلى آخرها, فتنتفى بذلك الوساوس والأفكار الرديئة, وهذا روح الصلاة, والمقصود منها.

*  {والذين هم لفروجهم حافظون}  عن الزنا, ومن تمام حفظها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.

* من يداوم على الصلاة من غير خشوع, أو على الخشوع من دون محافظة عليها, فإنه مذموم ناقص.

*  {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}  أي: إذا أساء إليك أعداؤك بالقول والفعل, فلا تقابلهم بالإساءة, مع أنه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته, ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم, فإن ذلك فضل منك على المسيء, ومن مصالح ذلك: أنه تخف الإساءة عنك في الحال وفي المستقبل, وأنه أدعى لجلب المسيء إلى الحق, وأقرب إلى ندمه وأسفه, ورجوعه بالتوبة عما فعل, ويتصف العافي بصفة الإحسان, ويقهر بذلك عدوه الشيطان, ويستوجب الثواب من الرب, قال تعالى:  { فمن عفا وأصلح فأجره على الله}  وقال تعالى: ( { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها} ) أي: ما يوفق لهذا الخلق الجميل ( { إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} )

* ( {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ ارجعون} ) يخبر تعالى عن حال من حضره الموتى من المفرطين الظالمين, أنه يندم في تلك الحال, إذا رأى مآله, وشاهد قبيح أعماله, فيطلب الرجعة إلى الدنيا, لا للتمتع بلذاتها واقتطاف شهواتها, وإنما ذلك ليقول: ( لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) من العمل, وفرطت في جنب الله. ( كلا ) أي: لا رجعة له ولا إمهال, قد قضى الله أنهم لا يرجعون.

* ( {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} ) أي: من أمامهم وبين أيديهم برزخ, وهو الحاجز بين الشيئين, فهو هنا: الحاجز بين الدنيا والآخرة, وفي هذا البرزخ, يتنعم المطيعون, ويعذب العاصون, من ابتداء موتهم واستقرارهم في قبورهم, إلى يوم يبعثون. أي: فليُعدوا له عُدّته, وليأخذوا له أُهبتهُ.

سورة النور:      

* ( {وهو عند الله عظيم } ) وهذا فيه الزجر البليغ, عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها, فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئاً, ولا يخفف من عقوبة الذنب, بل يضاعف الذنب, ويسهل عليه مواقعته مرة أخرى.

* الإيمان الصادق يمنع صاحبه من الإقدام على المحرمات.

*  {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم}  أي: موجع للقلب والبدن,...فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة, واستحلاء ذلك بالقلب, فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهارها ونقلها ؟!!  

                   كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 1,088
المقال السابق
الجزء السابع عشر
المقال التالي
الجزء التاسع عشر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً