من أقوال السلف في المرض والعلاج -2
الطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما, كان هو الطبيب الكامل, والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب.
& من أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء, والتضرع والابتهال إلى الله, والتوبة, ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل, وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية, ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه.
& المريض له مدد من الله يُغذيه به زائداً على ما ذكره الأطباء من تغذيته بالدم وهذا المدد بحسب ضعفه وانطراحه بين يدي ربه, فيحصل له من ذلك ما يُوجب له قرباً من ربه فإن العبد أقربُ ما يكون من ربه إذا انكسر قلبُهُ ورحمةُ ربه عند ئذٍ قريبة منه
&كل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه وتقوية روحه وقواه بالصدقة وفعل الخير والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر.
& الطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما, كان هو الطبيب الكامل, والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب.
& اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء, ومتى أمكن بالبسيط لا يعدلُ عنه إلى المركب. فلا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية, فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داءً يُحلِّله, أو وجد داءً لا يوافقه, أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه, أو كيفيته, تشبَّث بالصحة وعبث بها.
& المريض...إن كان ولياً لله حصل له من الأغذية القلبية ما تقوى به قوى طبيعته وتنتعش به قواه أعظم من قوتها وانتعاشها بالأغذية البدنية وكلما قوى إيمانه وحبه لربه...وقوى يقينه بربه...وجد في نفسه من هذه القوة ما لا يُعبرُ عنه.
& كنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً وأشربه, فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء, والأمرُ أعظم من ذلك, ولكن بحسب قوّة الإيمان.
& لا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة, فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول, واعتقاد الشفا به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان, فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور _إن لم يتلق هذا التلقي – لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها
& الأدوية الطبيعية الإلهية تنفعُ من الداء بعد حصوله وتمنعُ من وقوعه وإن وقع لم يقع وقوعاً مضراً وإن كان مؤذياً والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير. وتأثير ذلك...أعظم من تأثير الأدوية البدنية, ولكن...أمرين: أحدهما: من جهة العليل وهو صدق القصد, والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل
** قال العلامة ابن باز رحمه الله: الموسيقي ليست بعلاج, ولكنها داء, وهي من آلات الملاهي, فكلها مرض للقلوب وسبب لانحراف الأخلاق, وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة أما العلاج بالموسيقى وغيرها من الآت الطرب فهو مما يعودهم الباطل, ويزيدهم مرضاً إلى مرضهم ويقلً عليهم سماع القرآن والسنة والمواعظ المفيدة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
** قال العلامة العثيمين رحمه الله: من آمن بأن الله على كل شيء قدير، فإنه يطرد عنه اليأس؛ لأن الإنسان قد يُصاب بمرض مثلًا فيَيْئَس مِن برئه بعد العلاج، فيُقال له لا تيئس إن الله على كل شيء قدير وأنت إذا أراد الله أن يبقي المرض بك فقد يكون خيرًا لك لأنك تكسب من ورائه الثواب من الله عز وجل لأنه لا يصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ ولا أذًى حتى الشوكة يُشاكها، إلَّا كفَّر الله به يعني: من ذنوبه فأنت لا تيئس إذا أصابك مرضٌ لا يُرجى زوالُه مثلًا، فإن الله على كل شيء قدير.
- متفرقات:
** دخل رجل على بشر بن الحارث وهو مريض, فقال له الرجل: أوصني. قال: إذا دخلت على مريض فلا تطل القعود عنده.
** قال ابن وضاح: أفضل العيادة أن لا يطيل الرجل في القعود عند المريض.
** قال الشعبي: عيادة حمقى القرى, أشدُّ على أهل المريض من مرض صاحبهم, يجيئون في غير حين عيادة مريض, ويطيلون الجلوس.
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
& شاهد الناس كثيراً من المرضى تنتعش قواه بعيادة من يُحبونه, ويعظمونه, ورؤيتهم لهم, ولُطفهم بهم, ومكالمتهم إياهم, وهذا أحد فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم.
& تفريج نفس المريض وتطيب قلبه وإدخال ما يسُرُّه عليه, له تأثير عجيب في شفاء علته وخفتها, فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك, فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي
& أربعة تمرض الجسم: الكلام الكثير, والنوم الكثير, والأكل الكثير, والجماع الكثير
& أربعة تهدم البدن: الهم, والحزن, والجوع, والسهر.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
& جواز إخبار المريض بشدة مرضه, وقوة ألمه, إذا لم يقترن بذلك شيء مما يمنع, أو يكره من التبرم, وعدم الرضا, بل حيث يكون ذلك لطلب دعاء, أو دواء, وربما استحب, وأن ذلك لا ينافي الاتصاف بالصبر المحمود.
& لا يطيل العائد عند المريض حتى لا يضجره... ولا يحضر في وقت غير لائق بالعيادة...ولا يتكلم عنده بما يزعجه, ويقلل السؤال, ويظهر الرقة ويُخلص الدعاء ويوسع للمريض, ويشير عليه بالصبر, ويحذره من الجزع.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: