شموع - (10) ومضات

منذ 2023-12-02

لكَ مِنْ ملايين السنين هذه السنواتُ المعدودة؛ فانظرْ كيف ستقضيها!

• إلهي، يا سامعًا أنينَ الحزين.

ويا عالِمًا بحوائج الصامتين.

طالَ انكسارُ أرواحنا.

وامتدَّ حزنُ قلوبنا.

فهل مِنْ بارقةِ فرجٍ تنعش نفوسَنا، وتُحيي مواتَ آمالنا، وتفتحُ خزانة بهجتنا التي ضاعتْ مفاتيحُها؟!

 

 رأي:

قال الشيخ أبو بكر الطَّمَستاني الفارسي (ت بعد: 340): "جالسوا اللهَ كثيرًا، وجالسوا الناسَ قليلاً"؛ الطبقات؛ للسلمي، ص (472).

 

فقلتُ:

مَنْ يُرِدْ حالاً جميلاَ   ***   فلْيَعِ القولَ الجليلاَ 

جالِسوا اللهَ كثيـرًا   ***   جالسوا النَّاسَ قَليلاَ 

 

 قصة حفيد في القرن الحادي والعشرين:

قدِمَتْ جدَّتُه مِنْ سفر.

تردَّد في الاتِّصال بها أربعَ ساعات.

واتصل أخيرًا بعد أربعة أيام!

وكلَّمها أربعَ كلمات.

وزارَها بعد أربعة أسابيع.

وفكَّرَ أنْ يدعُوَها إلى بيته بعد أربعة أشهر.

وخطرَ له أنْ يقدِّم لها هدية بعد أربعِ سنَوات.

وعرَف أنه مخطئٌ بعد أربعين سنة!

 

• الكتب:

أورد الشيخ عبدالحي الكَتَّاني رحمه الله في كتابه "الإفادات والإنشادات، وبعض ما تحمَّلتُه من لطائف المحاضرات" بإسناده هذا البيت:

وما الكتْبُ إلا كالضُّيوف وحقُّها ♦♦♦ بأنْ تُتلقَّى بالقَبول وأن تُقْرَا

 

فذيلتُه بقولي:

ومِنْ حقِّها أنْ يَعرفَ المرءُ قدرَها ♦♦♦ وأن تُحفظ اﻷنقالُ فيها وأن تُدْرَى

 

وقال الدكتور عبدالله بن محمد المنيف:

وما الكُتْبُ إلا صاحباتُ بيوتِنا ♦♦♦ ونحن ضيوفٌ نازلون بفَيئِها

 

قال: "وهذا البيت قلبتُ فيه المعنى فصرنا الضيوف، والكتب صاحبات البيوت؛ لأنَّ الضيف يرحل، وصاحب البيت يبقى إلى أن يشاء الله".

 

وذيلتُه بقولي:

فتَقْري عُقوﻻً تَطلبُ النورَ والهدى ♦♦♦ وتمنحُنا اﻷشياءَ جمْعًا بشَيئِها

 

 آداب رسائل الوتساب:

1- التزِمِ العربيةَ نحوًا، وصرفًا، وإملاءً، وأسلوبًا.

2- راجِعْ ما تَكتُب.

3- إذا كنتَ في مجموعةٍ فأرسِلْ ما يهمُّ الجميع.

4- ﻻ تُكثِرْ من اﻹرسال.

5- اقرأ ما تريدُ إعادة إرساله.

6- ليَكُنِ المزحُ في الكلام بمقدارِ الملح في الطعام.

7- لا تكن ناقلاً فقط.

8- أوجِزْ؛ فالوقتُ ﻻ يتَّسعُ للإطالة.

9- إذا أُعلِنَ عن خبرٍ سارٍّ أو وفاة أو غير ذلك - ممَّا يقتضي التهنئة أو التعزية - فيلكن ذلك على الخاص.

10- وكذلك الترحيب بعضو جديد يُضَمُّ إلى مجموعةٍ ما.

11- استفِدْ من الوتساب في تنمية ثقافتك، وتوسيع آفاق مَعرفتك ومعارفك.

 

 إلى كاتب عراقي حرّ:

شكرًا لك أيها العراقي الحرُّ، اليوم قلَّ الأحرار، وكَثُر العبيد؛ عبيد العقلِ والقلبِ والروح.

ما أجملَ وما أعمقَ ما قلتَ عن الفُرات الذي يغذِّي قلبَ الشاميِّ والعراقي!

فهل يصلُ هذا الصوت إلى مَن أصمَّته الأحقادُ الموروثةُ مِنْ زمنٍ لوَّث نَقاءَه الغدرُ والتعصُّبُ والظلم؟!

آه على العراق؛ بغداده، وبصرته، وموصله.

وآه على الشام؛ دِمَشقه، وحلَبه، وحِمصه.

وشكرًا لك مرة أخرى، على كلِّ حرفٍ جميلٍ كتبتَه عن الشام الجريح.

 

 ومضة:

لكَ مِنْ ملايين السنين هذه السنواتُ المعدودة؛ فانظرْ كيف ستقضيها!

 

 بارقة:

لا تحبِسْ نفسَك في شيء - سواء كان مكانًا أو زمانًا أو فِكرةً أو وهمًا - واسمعْ فحتَّى (القمقم) يقول لك: قُم قم!

_______________________________________________________
الكاتب: د. عبدالحكيم الأنيس

  • 2
  • 0
  • 489
المقال السابق
(9) تعسف الوالدين
المقال التالي
(11) الخوف والقلق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً