(أعوذ بالله من قول: أنا) كلام لا معنى له

منذ 2024-09-29

يجري على لسانِ كثير من الناس عباراتٌ مختلفةٌ، توظَّف في مواضيعَ متنوعةٍ، كلٌّ حسب سياقها، من ذلك مثلًا قول البعض: (أعوذ بالله من قول: أنا)  في مَعرِضِ حديثه عن نفسه وعمَّا أنجزه من أعمال

 

عبدالحق التويول

يجري على لسانِ كثير من الناس عباراتٌ مختلفةٌ، توظَّف في مواضيعَ متنوعةٍ، كلٌّ حسب سياقها، من ذلك مثلًا قول البعض: (أعوذ بالله من قول: أنا)  في مَعرِضِ حديثه عن نفسه وعمَّا أنجزه من أعمال؛ إذ بمجرد ما يقول: أنا الذي فعلت كذا، أو أنا الذي قلت كذا، إلا ويُبادر إلى التعوُّذ بالله من أناه (أنا)، علمًا أن التعوُّذ بالله إنما يكون من الشيطان، ومعناه أنك تطلب اللجوء والاحتماء بالله تعالى؛ ليُجنِّبَك مكايدَ الشيطان ووساوسه التي تجري منك مجرى الدم من العروق؛ ولهذا فسياق التعوُّذ من (أنا) لا محلَّ له، اللهم إلا إذا كان الإنسان هو شيطانَ نفسِه، فحينها يجوز له أن يتعوَّذ من نفسه بنفسه؛ تطهيرًا لها من الرياء والمفاخرة المضمرة، بالمبادرة إلى نفي ذلك عن نفسه، وتزكيتها من كل ما يمكن أن يتبادر إلى ذهن السامع، محاولًا أن يقول لك تلميحًا لا تصريحًا: (أنا لست مُرائيًا ولا مفاخرًا)، وهذا في حد ذاته رياءٌ وفخرٌ ناتجٌ من خلل نفسيٍّ داخلي، يشعر صاحبه بالتضخُّم  فيحاول ستره بالمبادرة إلى نفيه وإظهار عكسه، ولو كان الإنسان واثقًا بنفسه، مخلصًا لربه، بعيدًا كلَّ البُعد عن الأنانية والرياء والفخر، لما احتاج إلى قول: (أعوذ بالله من قول: أنا)؛ لأنه يعرف أن الله تعالى هو من يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، وهو الذي يعلم مقدار الصدق الذي يتَّصف به عبدُه من عدمه.

 

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة في قوله وفعله؛ فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (( «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفَّع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر» ))[1]، وقال صلى الله عليه وسلم : (( «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه - يعني: السبابة، والوسطى» ))[2]، وغير ذلك من الشواهد الكثيرة التي تحدَّث فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن نفسه بضمير (أنا)، ولم يتعوَّذ، ولو كان في ذلك ما تدعو الحاجة إليه، لبيَّنها لنا ولأرشدنا إليها.

 

وعلى ذلك قس ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم؛ فكثيرًا ما كانوا يتحدَّثون عن أعمالهم دون تعوُّذ، من ذلك مثلًا ما رواه أبو هريرةَ قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمَن تبع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن أطعَمَ منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعن في امرئ إلا دخَل الجنة))» [3].

 

فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن جملة من أعمال البر: (الصيام - إطعام مسكين - اتِّباع جنازة - عيادة مريض)، وفي كل مرة يجيب سيدنا أبو بكر بقوله: (أنا)، دون أن يتعوَّذ، ودون أن يُنكر عليه الرسولُ صلى الله عليه وسلم هذا الإنكارَ الذي يجرؤ عليه البعض، ويعلنونه بطريقة فجة محرجة أمام الملأ، إذا حدثتهم عن شيءٍ ما يخصُّك ولم تتعوَّذ، فيبادرونك بالقول: (قل: أعوذ بالله من قول أنا)، وكأنك ارتكبت محظورًا والعياذ بالله.

 


[1] سنن ابن ماجه.

[2] جامع الترمذي.

[3] صحيح مسلم.

  • 2
  • 0
  • 406
  • منير الخالدي

      منذ
    ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم المولى ونعم النصير، اصبروا فإنما هي معركة أحزاب جديدة، وعما قريب - بإذن الله - تقلع خيامهم وتنكفئ قدورهم ويهزمهم الله - سبحانه -، وبعدها نغزوهم - بإذن الله - ولا يغزوننا، فاثبتوا وكونوا على يقين من نصر الله، وإن هذا الاجتماع عليكم وهذه الزلزلة لهو وعد الله للمؤمنين، فقد وعد الله عباده المتقين بالنصر بعد البأساء والضراء والزلزلة، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، فقد استبشر المؤمنون يوم الأحزاب بقرب النصر، لما رأوا مَثَل الذين خلوا من قبلهم من الشدة والابتلاء، فلا بد أن يشتد البلاء وتعظم المحن، حتى ينجم النفاق ويرسخ الإيمان، لينزل النصر، ولقد نصرنا الله - تبارك وتعالى - منذ عشر سنين، يوم أعلنا قيام دولة الإسلام، ثم نزلت بنا المحن، وماجت الفتن، وعظم الابتلاء، حتى انحسرت الدولة الإس،لامية عن كثير من المناطق التي فتحتها وسيطرت عليها، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، حتى ظن أعداء الدولة الإس،لامية أنهم قضوا عليها، وحتى قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)، وحتى قال المج،اهدون الصابرون المؤمنون: (مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ)، فلما ثبتوا وصبروا وعلم الله المنافقين وعلم المؤمنين نزل نصر الله، أقرب وأسرع مما ظن المؤمنون، وعادت الدولة - بفضل الله - أقوى مما كانت بأضعاف، فاثبتوا أيها المج،اهدون، وما أمامكم إلا إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة، ولا خير في عيشنا إن لم نعش تحت حكم الله وفي ظل شرعه، وما أعذب الموت في نصرة دين الله والذود عن شرعه وحكمه، فاثبتوا فإما حياة عزيزة كريمة وإما قتلة سعيدة وشهادة مشرِّفة، فازهدوا في الدنيا وأقبلوا على الله، فالدنيا فانية، وما عند الله خير وأبقى، وأقلعوا عن المعاصي، واجتنبوا الظلم، وأطيعوا أمراءكم، فلا تنازعوا، وأكثروا من قراءة القرآن، وأكثروا من التوبة والاستغفار، (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وإذا لقيتم أعداء الله فاستعينوا بالله واثبتوا ورددوا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، واصبروا ينصركم الله ويثبت أقدامكم، ويفتح عليكم من حيث لم تحتسبوا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). وإن وصيتي لكم إخراج أسرى المسلمين في كل مكان وخصوصا طلبة العلم في غياهب سجون الطواغيت، فاصبروا يا أسرانا ولا تظنوا أن يطيب لنا عيش ولمّا نخرجكم جميعا بحول الله وقوته مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس الحربة في الصراع بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، بل هي عمود هذا الفسطاط وأركانُه وأساسُه، ولأن أعداء الله يدركون هذا جيدا، اجتمعت جميع قوى الكفار والمرتدين في العالم بأسره، واتفقت قاطبة على حرب الدول،ة الإس،لا،مية، والسعي ليل نهار لإضعافها والقضاء عليها بكافة الوسائل وشتى السبل، وإن اجتماعهم هذا دليل على أن الدولة الإسلا،مية عمود فسطاط الإيمان ورأس حربة خندقه، دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار، لم يعد يخفى حتى على العجائز والصبيان، ولا ينكره إلا مشاقق للحق معاند. أيها المسلمون، إن خوض هذه الحرب واجب على كل مسلم، ولا يعذر فيها أحد، وإنا نستنفركم جميعا في كل مكان، ونخص أبناء بلاد الحرمين، فانفروا خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، قوموا يا أحفاد المهاجرين والأنصار، قوموا على آل سلول الطغاة المرتدين، وانصروا أهلكم وإخوانكم في الشام والعراق واليمن، وأفغانستان والقوقاز ومصر وليبيا والصومال والفلبين وإفريقيا وإندونيسيا وتركستان وبنغلادش وكل مكان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً