التصنيف: اللغة العربية
الخصائص البلاغية للبيان النبوي
عبد الله بن محمد الحكمي
موطأة الفصيح [نظم فصيح ثعلب]
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (42)- تنحية السلاح قاعدة!
فمن يومئذ صارت القاعدة الراسخة في سياسة أوربة هي اجتناب استثارة هذا العالم الضخم المبهم الذي كان الترك هم طلائعه المظفرة الناشبة أظافيرها في صميم المسيحية الشمالية في قلب أوربة، ثم العمل الدائب البصير الصامت الذي يتيح لهم يومًا ما تقليم هذه الأظافر وخلعها من جذورها، حتى يأتي عليه يوم لا يملك فيه إلا أن يستكين ويستسلم، وليكن كل ذلك وراء الغفلة، وبالدهاء والرفق تارة، وبالتنمر والتكشير عن الأنياب تارة أخرى.. وكذلك كان ما كان، وما هو كائن إلى هذه الساعة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (40)- بطل عمل الميزان!
ولا أقول شال الميزان، بل أقول بطل عمل الميزان، وصار في الأرض عالمان، عالم في دار الإسلام مفتحة عيونهم نيام، يتاخم من أوربة عالمًا أيقاظًا عيونهم لا تنام، وقضى الأمر الذي فيه تستفتيان! وبدأت المرحلة الرابعة في الصراع بين المسيحية المحصورة في الشمال، وبين دار الإسلام التي تحجب عنهم من ورائها عالمًا مبهمًا مترامي الأطراف.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (39)- لا تفرق قط بين أحد منهم!
همي هنا مصروف إلى (الإستشراق) لعلاقته الحميمة بفساد حياتنا الأدبية والاجتماعية، ولأن حاجة (التبشير) و(الاستعمار) إليه، حاجة كانت ملحة، وهي إلى اليوم حاجة دائمة، لا يستغنيان عنه ولا عن نصائحه وإرشاداته وملاحظاته طرفة عين. ومرة أخرى، لا تنس ما حييت أن هذه الثلاثة إخوة أعيان لأب واحد وأم واحدة، لا تفرق قط بين أحد منهم!
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (38)- الاستعمار والتبشير
وبفضل هؤلاء المتبتلين المنقطعين عن زخرف الحياة الجديدة، وبفضلهم وحدهم، وبفضل ملاحظاتهم التي جمعوها من السياحة في دار الإسلام ومن الكتب، وبذلوها لملوك المسيحية الشمالية، نشأت طبقة الساسة الذين يعدون ما استطاعوا من عدة لرد غائلة الإسلام ثم قهره في عقر دياره، ولتحقيق الأحلام والأشواق التي كانت تخامر قلب كل أوربي، أن يظفر بكنوز الدنيا المدفونة في دار الإسلام وما وراء دار الإسلام، وهم الذي عرفوا فيما بعد باسم رجال (الاستعمار)، وبفضلهم وحدهم، وبفضل ملاحظاتهم التي زودوا بها رهبان الكنيسة، ثارت حمية الرهبان، ونشات الطائفة التي نذرت نفسها للجهاد في سبيل المسيحية، وللدخول في قلب العالم الإسلامي لكي تحول من تستطيع تحويله عن دينه إلى المللة المسيحية، وأن ينتهي الأمر إلى قهر الإسلام في عقر داره، هكذا ظنوا يومئذ وهذه الطائفة هي التي عرفت فيما بعد باسم رجال (التبشير).
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (37)- المستشرقين
ومن يومئذ نشأت هذه الطبقة من الأوربيين الذي عرفوا فيما بعد باسم (المستشرقين) وهم أهم وأعظم طبقة تمخضت عنها اليقظة الأوربية، لأنهم جند المسيحية الشمالية، الذين وهبوا أنفسهم للجهاد الأكبر، ورضوا لأنفسهم أن يظلوا مغمورين في حياة بدأت تموج بالحركة والغنى والصيت الذائع، وحبسوا أنفسهم بين الجدران المخفية وراء أكداس من الكتب، مكتوبة بلسان غير لسان أممهم التي ينتمون إليها، وفي قلوبهم كل اللهيب الممض الذي في قلب أوربة، والذي أحدثته فجيعة سقوط القسطنطينية في حوزة الإسلام، ولكن لا هم لهم ليلًا ولا نهارًا إلا حيازة كنوز علم دار الإسلام بكل سبيل، تتوهج أفئدتهم نارًا أعتى من كل ما في قلوب رهبان الكنيسة، ولكنهم كانوا يملكون من القدرة الخارقة أن يخالطوا أهل الإسلام في ديارهم، وعلى وجوههم سيمياء البراءة واللين والتواضه وسامة طوية البشر.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (35)- العلم الحي
فالذي يعنيني هنا ما كان عند بدء اليقظة في أوربة. فبالهمة والإخلاص والعقل أيضًا، كان لا بد لهم من أن يزداد عدد الذين يعرفون اللسان العربي ويجدونه زيادة وافرة، لحاجتهم يومئذ أن يعتمدوا اعتمادًا مباشرًا على الاتصال بالعلم الحي عند علماء الإسلام، لكي يتمكنوا من حل الرموز اللغوية الكثيرة المسطرة في الكتب العربية، ولا سيما كتب الرياضة والجبر والكيمياء والطب والفلك وسائر علوم الصناعة التي قل من يعرفها.
عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر
[7] باب الإعراب
في هذا الدرس شرح لباب الإعراب من المقدمة الآجرومية ومعناه والفرق بين الإعراب والبناء
-
6:33
-
19:23
-
22:29
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (36)- السياحة في أرض الإسلام
فكان من الأهداف والوسائل بعثة أعداد كبيرة ممن تعلموا العربية وأجادوها إجادة ما، تخرج لتسيح في أرض الإسلام، وتجمع الكتب شراءً أو سرقة، وتلاقي العلماء، وتخالط العامة من المثقفين والدهماء، وتدون في العقول وفي القراطيس ما عسى أن ينفعهم في فهم هذا العالم الذي استعصى على المسيحية واستعلى قرونًأ طوالًا. يخرجون أفواجًا تتكاثر على الأيام، ويجوبون أرجاء هذا العالم، ويعودون لإتمام عملين عظيمين: إمداد علماء اليقظة بهذه الكنوز النفيسة من الكتب التي حازوها أو سطوا عليها، وإطلاعهم على ما وقفوا عليه فيها، باذلين كل جهد ومعونة في ترجمتها لهم، وفي تفسير رموزها بقدر ما استفادوا من العلم بها، وأيضًا إطلاع رهبان الكنيسة وملوكها على كل ما علموا من أحوال دار الإسلام، وما رأوه عيانًا فيها، وما لاحظوه استبصارًا.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (33)- يا لها من فجيعة!
وهذه رعايا الكنيسة أمام أعينهم تتساقط في الإسلام طائعة مختارة! يا لها من فجيعة! ويرتاع مع كل فجر قلب المسيحية ويغلي رهباتها ورعاياهم بغضًا للإسلام، وحماسة وغضبًا للمسيحية، ويرسخ الإصرار في القلوب على دفع غائلة الإسلام، وعلى التماس قهره بكل وسيلة ومن كل سبيل، وتتلتهب أماني الاستيلاء على كنوزه الباهرة التي لا تنفذ، والتي غالي في تصويرها لهم العائدون من الحرب الصليبية الثالثة، وصارت أحلامًا بهيجة يحلم بها كل صغير وكبير، وعالم وجاهل، وراهب ورعية، صارت شهوة عارمة تدب دبيبًا في كل نفس، بل صارت غريزة مستحكمة من غرائز النفس الأوربية.