شاب يهددني بنشر فيديو فاضح لي على الإنترنت
أنا رجلٌ متزوجٌ، ولديَّ أطفال، تعرَّفْتُ إلى فتاةٍ عبر الإنترنت، وتحدثنا معًا، وحدثتْ بيننا أعمالٌ فاضحةٌ عبر (الكاميرا)!
وبعد أن انتهينا مِن ذلك، فوجئتُ بأن الطرف الآخر لم يكن فتاةً، بل كان شابًّا، وقام بتسجيل الفيديو كاملًا!
والآن يُهَدِّدني بأنه يريد مالًا مُقابل عدم نَشْر الفيديو على الإنترنت، وأنا لا أملك المال لدفْعِه، وحتى لو دفعتُ له، فبإمكانه أن يُهَدِّدني مرة أخرى، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟
مع العلم بأنني قد تُبتُ إلى الله -عز وجل- مِن هذه الأفعال.
فأخبروني وأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فاحْمَدِ الله الذي وفَّقك للتوبة، وأدعوك للثبات عليها، وستكون سببًا في نجاتك، ولتكنْ على يقينٍ جازمٍ بأنَّ الله تعالى سيجعل لك مِن كلِّ هَمٍّ فرَجًا، وكلما كانتْ توبتك صادقةً كانتْ سببًا أكيدًا لجلب السِّتر والرزق الحسَن؛ فالله تعالى شكورٌ جوادٌ كريمٌ، وقد وعد المتقي بالفرَج؛ فقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، وتَذَكَّرْ أن الذنوبَ سبب البلاء، وتسلُّط الأعداء، وحرمان الخيرات والتوبة؛ قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}[هود: 3]، كما قال صالح لقومه: {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}[هود: 61]، وقال شُعَيْبٌ: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}[هود: 90].
وأما تخوُّفك مِن هذا الشابِّ، فإن مما يرفع هذا التخوُّف أنْ تُحْسِنَ الظن بالله تعالى، وأنه لن يَخْذُلَك، بل هو كما أخْبَر عن نفسه سبحانه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]؛ أي: فهو كافيه، فلا تخفْ مِن هذا؛ فهو أقل مِن أن يخاف منه.
فأكثِرْ مِن الدعاء بالحِفْظ والستر، وبالدعاء المأثور الذي رواه أبو داود عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خاف من رجلٍ أو مِن قومٍ؛ قال: « »؛ « » (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).
كما عليك أن تُواظِبَ على أذكار الصباح والمساء؛ فقد أخبرنا الصادقُ المصدوقُ أنَّ مَن قال أذكارًا منها: «
»، « »، « »، إلى غير ذلك من حفظ الله للعبد ببركة ذكر الله، وهي مجموعةٌ في كتيب صغير أنصحك بشرائه، وهو: "حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة".
وفي الختام أوصيك بألا تستجيبَ للابتزاز؛ لأنه لن يكفَّ عنك بذلك، وإنما يكف بإهمالك له، والمُداوَمة على ما ذكرناه لك سابقًا.
وأسأل الله أن يغفرَ ذنوبنا، وأن يسترنا جميعًا في الدُّنيا والآخرة.
- التصنيف:
- المصدر: