التعامل مع نفوس البشر المختلفة

منذ 2021-01-13

فتاة ترى السوء في البشر حولها، ولا تستطيع من ثَمَّ التعامل مع الناس، ولا تجد للحياة طعمًا ولا تجد فيها راحة، وتتساءل عن اتصاف الناس بالأنانية والظلم، وترى نفسها مختلفة عن البشر؛ لذا فهي لا تستطيع التعامل معهم، وتسأل: ما النصيحة؟

السؤال:

أنا فتاة في العشرين من عمري، بيد أنني أُحِسُّ أني بلغت الثمانين، فقد تعبتُ من هذه الحياة، فلا طعمَ لها ولا سعادةَ فيها، لا أحدَ يفهمني، كأنني أتكلم بلغة غريبة لا أحد يعرفها، دومًا يُساء الظنُّ، وأحس نفسي مختلفة تمامًا عن البشر، وأشعر بأن تفكير الناس غريب عجيب، فهم يعتمدون مبدأ: إن لم تكن معي، فأنت عدوي، فلا يمكنك أن تقول الحق لأي شخص مهما كانت درجة قرابته لك، فبمجرد أن تقول له أنت مخطئٌ، فسيقاطعك، وإن لم يقاطعك، فستلاحظ أن تعامله قد تغيَّر معك، وتتبدَّى علامات الكراهية على وجهه، وربما يشوِّه صورتك عند الناس، وأنا دائمًا أحاول أن أُفهِمَ الناس أنه ليس معنى أني لست معك في موقف ما، أنني أكرهك، إنما أنا لا أوافق على موقفك هذا، لكن لا أحد يفهم هذا؛ لذا فقد تعبت من التعامل مع البشر، وأتساءل دائمًا: لماذا يتصف الناس في زماننا هذا بالأنانية؟ ولماذا قد يتحد مجموعة أشخاص لمواجهة شخص واحد لمجرد أنه مختلف عنهم؟

ولماذا يُصدِّق الناس الأغلبية، مع أنها موسومة في القرآن بصفات سيئة؟ ولماذا يقف الناس إلى جوار الظالم لا المظلوم؟ وقد انتصرت كثيرًا للمظلومين، وفجأة يصير المظلوم تابعًا لمن ظلموه ويُناصبني العَدَاء، ولماذا دائمًا الناس يقيسون الظلم تبعًا لأهوائهم ومصلحتهم الشخصية؟

كنت دائمًا أسمع عبارة: الطيب يحبه الناس جميعًا، لكنني أصبحت أعتقد أن هذه العبارة كَذِبٌ محض، فالناس يقدِّسون الكذب، ويعشقونك وأنت تنافقهم، ويعطونك قيمة إذا ما أسمعتهم ما يحبونه، لا الحقيقة، ويجب أن تكون شرسًا مع الناس كي يحسِبون لك حسابًا، حتى الحب عندنا يكون حبًّا طبقًا لشروط، أو مرتبطًا بمصالح، فلماذا؟ لماذا يشوِّه الناس دائمًا سمعةَ الإنسان الطيب ذي الخلق، كي يُظهِروه بمظهرٍ أقلَّ منهم؟

وألف سؤال وسؤال يدور بخَلدي، فهل أنا طبيعية أو مختلفة عن باقي البشر؟ وهل هناك أناس يشبهونني أو ليس هناك أمل في ذلك؟ أجيبوني، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

أختي الكريمة:

أولًا: عليِك معرفة أن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، فلا تعتقدي أنكِ ستجدين فيها الراحة الكاملة التي تنشدين؛ فلا راحة وسعادة حقيقية إلا في الجنة.

 

ثانيًا: رسولنا صلى الله عليه وسلم أُوذيَ أشدَّ الإيذاء، وهو الرسول المبعوث من الله رب العالمين، فكيف بكِ وبنا؟ لذا عليكِ التحلِّي بالصبر والمجاهدة والدعاء.

 

ثالثًا: قول الحق والنصح لا بد فيه من اختيار الوقت المناسب والأسلوب الأمثل في المناصحة، فيكون معه رِفق وتلطُّف.

 

رابعًا: ليس كل الناس يتقبل النصح لظروف معينة؛ لذلك ليس عليك مناصحة كل أحد؛ لأنه قد يجلب لك مشاكلَ لا حصرَ لها، وكما جاء في الحديث الشريف: «من رأى منكم منكرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

 

وأمر أخير وجوهري:

لاحظت في رسالتكِ تنزيه النفس عن الخطأ، وأنكِ على حق والبشر على باطل، هنا أقول لكِ: يا فاضلة، قفي عند نفسكِ وراجعيها، وتأكدي فعلًا مما تقولينه، فمن غير المنطقي أن يكون الناس على خطأ وأنتِ على صواب.

 

نصيحتي لكِ:

الاهتمام بقراءة القرآن الكريم وتفسيره، وقراءة الكتب التي تنفعكِ في دينكِ ودنياكِ، وكذلك حضور الدورات عن بُعد، وفي اليوتيوب لأهل الاختصاص لتطوير نفسكِ.

 

والحمد لله لا زلتِ صغيرة بالسن والعمر، والخير أمامكِ، وتستطيعين أن ترفعي من كفاءة نفسكِ، وتحرِصي على جودة تعليمها وتعاملها مع الأحداث والوقائع، فالحياة مدرسة للتعلم والإبداع.

 

أسأل الله لكِ صلاحَ القلب، وراحة البال، والتوفيق لِما يحبه الله ويرضاه.

محمد بن إبراهيم السبر

إمام وخطيب جامع الأميرة موضي بنت أحمد السديري بالعريجاء من عام 1418هـ ، والمدير التنفيذي المكلف لمكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالبديعة بالرياض، والمتحدث الرسمي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض

  • 4
  • 0
  • 1,370
  • ResT.94

      منذ
    وكاني ارى نفسي بنسبة 99% مررت بتلك اللحضة التي لاتشعرين فيها بالحياة وان كل شي لا طعم فيه , هي مراحل , انا وصلت حتى لو اهدوني سيارة رولزرايز لم اكن لافرح , وكانه اتت في وقت انا قد مت فيه وماتت احاسيسي بالحياة وضحكتي الصادقة من قلب , وكانه نوع من نوع جديد من الأكتاب الغير منطوي , لان تخرجين واجتماعية لاكن تستطيعين معرفة الشخص اذا كان خبيث ام لا . وكانها تجارب سابقة مررت , اصبحت اعرف ماذا سيكون معنى الحديث الذي لم يقله بعد لكن ليس بترتيب الكلمات . وتعابير الوجه. ( المشكلة لو انها كانت كذبا ) = لاكني لما اصادف الا شخص واحد او اثنين من بين مئات , اخطأت في تحليله , او لم يتضح لي مراده هل هو شخص تأتمن عليه وصادق وشريف ولا يكثر الكذب الخ . ثم بدأت اتبع طريقة استمر فاكثر الناس اصبحو ممثلين وسارقين وكاذبين الخ . ونحن الحساسين لمشاعرهم او الطيبون او الشريفين اصبحنا كاذبون ولا نغلط ابدا , ( لدرجة مره تغرس سهام سكاكين في قلبي ) ( يقولون : انك لاتعترف انك مخطئ ابدا : وعندما اذكر لهم اخطائي واعترف انني اخط لست بملاك منزل فيتجاهلون كلامي وكانهم يعاندون او لايرون لا اعلم , ( يقودوني الى الجنون )
  • ResT.94

      منذ
    ولا حياة لمن تنادي > مقولة من صغري كنت ارددها بعد ان ظلمت في اشياء لم اقم بها واشياء قمت بها وضربت اقسى من غيري , ( تغيرت الحياة قليلا للافضل طبعا بدعوتي لله بان يريهم الحق ويفتح اعينهم ان كانو لايرون الحقيقة , وان كانو يتجاهلونها ..( اتكلم عن اهلي ) .. فالله يصلحهم لاني لم ولن اضرهم . سابقا كانو ياخذون عاداتهم وتقاليدهم فوق القران الذي هو ينصف الجميع دون استثناء ,, فهذا كان يضعني في خانة انك ستظلم ليس هناك مفر , وهناك الكثير الكثير , واخيرا عدت الى نفسي وصارحتها باغلاطها وحسنت من سلبياتي , التي تراكمت بسبب تعاملهم الغير عادل فاصبحو يضغطون علي بان تحس وتحسن اشياء هم صنعوها ويحملوني فوق طاقتي , مع العلم انني شخص عصبي ومزاجي لاكن لا اووذي احد الا من تسلط علي . 1+1 =2 . بداو يبحثون عن اخطائي الصغيرة ويكبرونها . انا احارب بيت من 6 اشخاص لوحدي من اتهامات وسوء ظن وكانني قتلت اولادهم ويتمتهم , والان تعاطفو معي ثلاثة ولحقهم الرابع تغيرو للافضل حمدلله , والمضحك تحسنو في كل شي الا عندما تناقشهم وكانهم يحسبوني اتحداهم بانني سافوز وانا فقط اظهر الحق او النقل الصحيح او ماحدث مع الادلة , هههههه , ينادونني حكيم ومرات ذكي ومرات غبي . في صغري كنت اغمق لون بشرة في اخوتي اما الان اصبحت قريب لهم لاكن مازال فرق بسيط , وانا " وسيم قليلا " ملامحي عندما يصفني اشخاص تعجبهم وابتسامتي ايضا , ولم اكن اعطي بالا لذالك لاني لا اقيم البشر بجمالهم . فالمنافق او القاتل او الخبيث قد يكون جميل والعكس . فلا القي بالا ال بان مظهرهم يستحسن فقط لاكن لا اكون صداقة عميقة ابدا . ووهناك الكثير لاكن اطلت جداااا ^^ .
  • ResT.94

      منذ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً