أختى الصغيرة أصبحت صامتة نهائيًا في المنزل وفي المدرسة!
أختي تبلغ من العمر 12عامًا، وأنا أبلغ 25 عامًا، بدأ الأمر عندما حدثتني عن أشخاص أحذر منهم؛ حتى لا يقوموا بأذيتي، لكنها لا تعرفهم، وربما لم تلتقي بهم أبدًا، لكن الأشخاص موجودون وأعرفهم، منهم عمي وجارتي التي لا أعرفها غير الشكل والاسم فقط، ودائمًا تمسك بي بشدة، وتشدد أن لا أقول لأي أحد.
أصبحت صامتة نهائيًا، لا تقول شيئًا غير أنها لا تريد المكوث في المنزل، وقد فرت من المنزل مرتين وأرجعناها، وكانت منتظمة بالصلاة، لكن عندما نحدثها أن تقوم بواجبها نحو الصلاة لا ترد، ولا تنهض من فراشها.
تغير رأيها في الثانية، بمعنى أنها قالت سوف تصلي معنا جماعة بالمنزل، فتتوضأ ونقوم بتهيئة المكان للصلاة، وننظر، فنراها جلست على فراشها بدون أي أعذار!
قمت بالسؤال عليها بـالمدرسة؛ فقالوا: إنها تخرج آخر واحدة منها، ويدفعوها دفعًا كي تذهب للبيت، وعندها تصرخ لا أريد الذهاب للمنزل، وفي بالنهاية تخرج وتأتي للمنزل، ولا تقوم بالرد على أحد مهما تكلم هذا الشخص، وتتفقد المكان من حولها مرارًا وتكرارًا.
أعطي الدواء لوالدتي فتمنعني أختي ظنًا منها أنه سم أو ما شابه، ومن قريب قالت لي: إن أبى وعمتي سوف يقومون بخنق أمي! ولا تتحدث إلينا، فقط تنظر مع رفع حاجبيها وتغير ملامحها.
قرأنا عليها الرقية الشرعية؛ فظلت كما هي، وكلنا عاملناها بلطف، فلم نقم بعقابها أو ما شابه، ودائمًا تريدنا أن نخفض أصواتنا رغم طبيعة الصوت.
أرجو أن أكون أوضحت الأمر بـالكامل، وأرجو أن تتقبل معذرتي على إعادة الأمر. وشكرًا.
أخي الفاضل. أشكرك على التوضيح ثانية، ولكن يبدو أن هناك تاريخًا مَرضيًا لأختك، بمعنى: أن هذه الأعراض التي ذكرتها آنفًا لا تظهر فجأة أو خلال فترة وجيزة، فعلى الأغلب أنها أعراض لتراكمات وخبرات مرضيَّة سابقة.
أريد أن أتحدث معك بكل وضوح: هذا الأمر يحتاج أن تُعرض أختك على طبيب نفسي، بحيث يسمع منك في البداية، ومن ثم يجلس مع أختك، ويعمل على تشخيص الحالة بدقة، ويحدد لها الجلسات العلاجية اللازمة؛ فعلى ما يبدو أن هناك خللاً ما لا يمكن لنا اكتشافه عن بُعد، ووصف العلاج.
إن كل ما يمكن تزويدك به هو كيفية التعامل الشخصي من قبل أعضاء الأسرة مع أختك -وهذا تم ذكره في الاستشارة السابقة-. أما موضوع السلوكيات التي الظاهرة على أختك، وكيفية علاجها؛ فهذه تحتاج إلى تحويل لطبيب نفسي.