وسم: إضاعة الوقت
خالد عبد المنعم الرفاعي
زوجي وتكاسله عن طلب العلم
أنا امرأةٌ معقود عليها منذ شهور كزوجةٍ ثانية، اختارني زوجي لما رأى فيَّ مِن شهامة وحبٍّ للخير ونفْع للناس. وكذلك كان زوجي، كان نافعًا للناس، محبًّا لهم، يُنفق على الأيتام والأرامل، وهذا كان السبب الرئيس الذي جعلني أتقبَّله وأختاره زوجًا لي.
بعد فترةٍ مِن العقد بدأ يتسلَّل إليه المللُ، فأصبح سؤالُه قليلًا، ولا يهتم بزياراتي للطبيبة، ولا يتحدث معي كما كان يتحدَّث، ولا يشتاق إليَّ كما كان يفعل!
لا يُشَجِّعني على العبادة، ولا يُكَلِّمني عن مستقبلنا بعد الزواج، مع أني دومًا أقرأ في الكتب التي تتكلَّم عن حقوق الزوج وكيفية التعامل مع الرجل؛ حتى أكونَ صالحة له.
الآن أصبحتُ أتألم وأتأسَّف على تعلُّقي به وزواجي منه، حتى مجالس العلم التي كنتُ أريدها وأريده أن يحضرَها عندما أسأله عنها يجيب بلا اهتمامٍ، ويقول: لا أحضر؛ كسلًا، أو لوجود مشاغل كثيرة تمنعني عن الحضور.
أُصبتُ بخيبة أمل كبيرةٍ؛ فالزوجُ الذي رسمتُ له صورةً مُعينةً لم يكنْ كما رسمتها له؛ فهو يميل للهو واللعب، وإضاعة الوقت في الفسح والنكت، وإذا بينتُ له استيائي مما يفعل وإهماله للعلم، يخبرني بأن هناك مَن دخل الجنة ولم يكن عالمًا!
أفكِّر جديًّا في الانفصال، فلا أستطيع العيش مع رجلٍ كلُّ همِّه الأكل والنوم والفراش، مع قلة العبادة، وانعدام طلب العلم.
أما الشيء الذي يكسر ظهري أكثر مِن كلِّ هذا فهو حديثُه مع النساء، بدعوى مساعدتهنَّ، لكني أجده يمرح ويفرح ويضحك ويخضع بالقول معهنَّ، وإذا غضبتُ منه يثور عليَّ، ويقول: أنت تُسيئين الظن بي.
أخبروني ما التصرُّف السليم الذي يمكن أن أتعامل معه به؟