وسم: حرب
خالد عبد المنعم الرفاعي
هاجرنا بسبب الحرب ورفض والدي السفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ سوريٌّ، وواقع الحرب والتشرُّد والتشتُّت العائلي في بلدي لَم يَعُدْ خافيًا على أحد.
وصل الدَّمارُ إلى بيتنا فخرج الأهل من المدينة، ولجأنا إلى بلد مجاور لنعيش في أمان، لكن أبي رفض الخروج معنا؛ بحجَّة أنه لا يستطيع ترْك المنزل فارغًا، ووافق على أن نذهبَ أنا وأمي وأختي إلى البلد المجاور؛ بسبب ما عانتْهُ أمي وأختي من خوفٍ كبيرٍ.
أخذتُ أمي وأختي وسافرتُ بهما إلى بلد مجاور، على أمل العودة القريبة، ريثما تنتهي الحربُ في بلدي، وطالت الفترةُ ولم تنتهِ الحربُ، وطالت فترة غيابنا عنْ والدي، علمًا بأننا على تواصُل دائمٍ معه عبر الهاتف.
أشعُر أن والدي ضمنيًّا يُريدنا أن نعودَ، علمًا بأنَّ وضْعَ مدينتا في سوريا هادئٌ نوعًا ما حاليًّا، ولكن لا نعلم ربما يعود الخرابُ في أيِّ لحظة.
طلَبتُ مِن أمي وأختي أن نعودَ إلى والدي، فرفضتا رفضًا قاطعًا بسبب الخوف، فطلبتُ من والدي أن يأتي ويسكنَ معنا في البلد المجاور فرفض، وقال: لن أترُك المدينة والمنزل!
الله وحده يعلَم ما في صدري مِن ضيقٍ تُجاه هذا الوضع، فأنا أرى أن لوالدي حقًّا علينا أن نعودَ ونسكن معه في المدينة، وأمي وأختي خائفتان من العودة ولا يريدان العودة!
أنا حائرٌ بين الطرفين أشد الحيرة، وأحيانًا أرى الأفضل أن أذهبَ وأعيش مع والدي، وأترُك أمي وأختي وحدهما في البلد المجاور، ولكن أجد أن هذا الحلَّ ليس منطقيًّا ولا شرعيًّا، وعندما أنظُر في وجودنا هنا ووالدي في سوريا وحده أجد أيضًا أن هذا ليس حلاًّ بسبب هذا الضيق، وعدم استجابة الطرفين لحلٍّ يرضي الجميع، وأحيانًا أفكر في السفر إلى مكان بعيد وترك الجميع، لكن هذا لا ينفع بسبب أمي وأختي.
أرجو نُصحكم وإفادتكم بارك الله فيكم.