برجاء الإفادة في حكم الدين في الفطام - كيفية الفطام - والوقت المناسب للفطام

منذ 2006-12-01
السؤال: برجاء الإفادة في حكم الدين في الفطام - كيفية الفطام - والوقت المناسب للفطام
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
أما وقت الفطام :
حَدَّدَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ مُدَّةَ الْحَمْلِ وَالرَّضَاعِ بِثَلاثِينَ شَهْرًا فِي قَوْله تَعَالَى :{ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا } وَنَصَّ فِي آيَةٍ أُخْرَى عَلَى مُدَّةِ الرَّضَاعِ فَقَطْ فَقَالَ :{ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } وَصَرَّحَ فِي آيَةٍ ثَالِثَةٍ بِأَنَّ الْفِطَامَ يَكُونُ بَعْدَ سَنَتَيْنِ فَقَالَ : { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } , وَمِنْ الْوَاضِحِ أَنَّ الْعَامَيْنِ يبدأن مِنْ الْوِلادَةِ .قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ وَالْمُفَسِّرِينَ : الْحَوْلانِ غَايَةٌ لإرْضَاعِ كُلِّ مَوْلُودٍ . وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ أَنَّ إرْضَاعَ الأم الْحَوْلَيْنِ كَانَ فَرْضًا , ثُمَّ خُفِّفَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : إنَّ إرْضَاعَ الأم الْحَوْلَيْنِ مُخْتَصٌّ بِمَنْ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ , وَمَهْمَا وَضَعَتْ لأكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ نَقَصَ مِنْ مُدَّةِ الْحَوْلَيْنِ . وَالْغَايَةُ مِنْ التَّحْدِيدِ دَفْعُ اخْتِلافِ الزَّوْجَيْنِ فِي وَقْتِ الْفِطَامِ , إذْ الْمُدَّةُ الْمُعْتَبَرَةُ شَرْعًا لِلرَّضَاعِ هِيَ سَنَتَانِ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُمَا التَّنْقِيصُ مِنْهُمَا إذَا تَشَاوَرَا وَتَرَاضَيَا . عَلَى أَنْ يَكُونَ التَّرَاضِي عَنْ تَفَكُّرٍ لِئَلا يَتَضَرَّرَ الرَّضِيعُ , وَاعْتُبِرَ اتِّفَاقُ الأبوين لِمَا للأبِ مِنْ النَّسَبِ وَالْوِلايَةِ , وَلِلامِّ مِنْ الشَّفَقَةِ وَالْعِنَايَةِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا جَعَلَ مُدَّةَ الرَّضَاعِ حَوْلَيْنِ بَيَّنَ أَنَّ فِطَامَهَا هُوَ الْفِطَامُ , وَفِصَالَهَا هُوَ الْفِصَالُ , وَلَيْسَ لأحَدٍ عَنْهُ مَنْزَعٌ , إلَّا أَنْ يَتَّفِقَ الأبَوَانِ عَلَى أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ الْعَدَدِ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ بِالْوَلَدِ , فَذَلِكَ جَائِزٌ بِهَذَا الْبَيَانِ .

وأما كيفية الفطام فذلك راجع إلى أعراف الناس وما يكون أصلح للطفل، ليس في ذلك تحديد من الشرع والله أعلم.

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 11
  • 4
  • 218,067

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً