الفرق بين العرش والكرسي

منذ 2009-03-20
السؤال:

سائل يسأل عن العرش والكرسي: هل هما شيء واحد، أم أن الكرسي غير العرش، وما حقيقة كل منهما، وما الفرق بينهما؟

الإجابة:

▪ أما العرش: فهو عرش الرحمن المعروف الذي ذكره الله في كتابه، فقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (1). في سبع آيات من القرآن الكريم، وأخبر سبحانه أن له حَمَلة من الملائكة، وأنهم يكونون يوم القيامة ثمانية، فقال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (2)، فيجب على العبد الإيمان بذلك كله.

وفي دعاء الكرب المروي في (الصحيح): "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" (3).
وفي (صحيح البخاري) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن" (4).

قال في (شرح الطحاوية) (5): وقد ثبت في الشرع أن له قوائم، تحمله الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور؟..." (6).

▪ وأما الكرسي، فقال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} (7)، وقد قيل: هو العرش، والصحيح أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.

روى ابن أبي شيبة في كتاب (صفة العرش)، والحاكم في (مستدركه)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} أنه قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يَقْدُرُ قدرَه إلا الله تعالى (8).
وقد روي مرفوعًا، والصواب أنه موقوف على ابن عباس.

وقال السُّدِّي: السموات والأرض في جوف الكرسي بين يدي العرش.

وقال ابن جرير: قال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد ألقيتْ بين ظهرَي فلاة من الأرض" (9) انتهى من (شرح الطحاوية)، والله أعلم.

___________________________________________

1 - سورة طه: الآية (5).
2 - سورة الحاقة: الآية (17).
3 - البخاري (6345، 6346، 7426، 7431).
4 - البخاري (2790) و(7423).
5 - (270- 278).
6 - البخاري (2411)، ومسلم (2373)، وأحمد (2/ 264) بنحوه من حديث أبي هريرة.
7 - سورة البقرة: الآية (255).
8 - (كتاب العرش) لمحمد ابن عثمان بن أبي شيبة رقم (61)، وعبد الله بن أحمد في (السنة) (586)، وابن خزيمة في (التوحيد) (154- 156)، والطبري في (تفسيره) (3/ 10) من قول مسلم البطين، والحاكم في (المستدرك) (2/282) وغيرهم موقوفا، وقال الذهبي في (العلو): رواته ثقات، وصحح الشيخ الألباني إسناده في (مختصر العلو) رقم (45).
9 - (كتاب العرش) رقم 58، و(الأسماء والصفات) للبيهقي (2/ 148-149)، و(تفسير الطبري) (5/399) وطرقه كلها لا تقوم بها حجة، وأغلبها واهية.

عبد الله بن عبد العزيز العقيل

كان الشيخ عضوا في مجلس القضاء الأعلى ومن هيئة كبار العلماء في المملكة. توفي رحمه الله عام 1432هـ .

  • 9
  • 0
  • 76,886

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً