القرض السكني ومسألة الجبر

منذ 2015-03-20
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته

أشكرُكم على هذا الموقع الهادِف، وعلى حُسْن ردِّكم على رسائِل النَّاس الَّتي تنوِّر طريقَهم، وسؤالاي هما كالتَّالي:

ما حكم مَن يقترض من البنك قصد شراء مسكن للعائلة؟

هل نحن البشر مسيَّرون أو مخيَّرون؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد سبق حكم الاقتراض من البنك لشراء سكن في الفتاوى: "هل القروض الربوية حلال في هذه الظروف؟"، "حكم الاقتراض من البنك لبناء بيت"،  "شراء البيوت في أمريكا عن طريق البنك".

أمَّا كون البشر مسيَّرين أم مخيرين، فاعلمي أنَّهم مسيَّرون ومخيَّرون: مسيَّرون لأنَّهم لا يخرجون بشيءٍ من أعمالِهم كلّها عن قدرة الله - تعالى - ومشيئتِه، ومخيَّرون في أفعالهم من خير أو شرٍّ، ولم يُكرهْهُم أحدٌ على انتهاج هذا المسلك أو ذاك، وقد سُئِل - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن مسألة القدر وما يعمل النَّاس فيه: أهو أمرٌ قد قُضِي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: «بل أمر قد قُضِي وفرغ منه»، فقالوا: ففيمَ العمل؟ فقال: «اعملوا؛ فكلٌّ ميسَّر لما خلق له ...» الحديث؛ رواه مسلم.

وعن علي - رضي الله عنه – قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فأخذ شيئًا فجعل ينكت به الأرض، فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة» قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة، فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فييسر لعمل أهل الشقاوة»؛ ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}  [الليل:5-10]؛ متفق عليه.

وراجعي للأهميَّة فتوى: "شبهات"،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 1
  • 5,821

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً