هل المدن والسيارات مخلوقة لله
هل يجوز لي أن أقول: إن السيارات مصنوعة؟ وإن المدن مبنية؟ أم هما مخلوقتان؟ يدور في بالي - كثيرًا - هذا السؤال، وهل يجوز أن أقول: إن السيارات غير مخلوقة؟ وكذلك المدن غير مخلوقة؟
ولكم جزيل الشكر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقولك: إن السيارة مصنوعة، وإن المدن مبنية، لا شيءَ فيه، وأما كونهما مخلوقتين أو لا؟
فاعلم أن الله - عز وجل - خلق العباد، وخلق أفعالهم، وهي تشمل حركاتِهم، وأفكارَهم، واختيارَهم، وإرادتهم، وقصدهم؛ فكل ما يعمله الإنسان، أو يحصل له من خير أو شر، لا يخرج عن قدرة الله - تعالى - ومشيئته؛ قال - عز وجل -: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29]، وقال – تعالى -: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: « »؛ رواه الحاكم وصححه، والبخاري في "خلق أفعال العباد"، قال - عقبه -: "فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة".
قال ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (1 / 184):
"ونقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه لم يخلق شيئًا إلا وقد قال له: كن؛ فيكون، وإنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر، إلا ما شاء الله، وإن الأشياء تكون بمشيئة الله، وإن أحدًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا قبل أن يفعله الله، وأن لا يستغني عن الله، ولا نقدر عن الخروج من علم الله، وإنه لا خالق إلا الله، وأن أعمال العباد مخلوقة لله مقدورة له؛ كما قال – تعالى -: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، وإن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئًا وهم يخلقون؛ كما قال - تعالى –: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر:3]، وكما قال - تعالى -: {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل:20]". اهـ.
وعليه؛ فكل ما هو مصنوع بيد البشر، مخلوق لله - عز وجل -،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: