إسبال الثوب
من برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة السابعة والسبعون 15/4/1433 هـ
أرجو منكم إفادتي في الحكم الشرعي في إسبال الثوب؟
الإسبال محرم؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار» [البخاري: 5787] فهذا وعيد شديد، فإن قارنته الخيلاء فمن جر إزاره خيلاء لا ينظر الله إليه ولا يكلمه وله في الآخرة عذاب عظيم، فهذا أشد، فإذا كان بخيلاء فأمره أعظم وإن كان بدون خيلاء فوعيده بالنار يدل على تحريم ذلك بل جَعْلِه من الكبائر، وأكبر منه إذا كان مقرونًا بالخيلاء.
وفي مثل هذه الصورة لا يُحمل المطلق على المقيد، فالمطلق قوله –صلى الله عليه وسلم «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار»، والمقيد قوله –عليه الصلاة والسلام-: «من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة» [البخاري: 3665]، وللاختلاف في الحكم والسبب لا يُحمل المطلق على المقيد بالاتفاق في هذه القاعدة: إذا اختلفا في الحكم والسبب.
وإن وجد من أهل العلم من يحمل المطلق على المقيد في هذه الصورة، لكنه خلاف ما قعده أهل العلم؛ للاختلاف في الحكم والسبب، فالسبب في الوعيد الشديد: الإسبال مع الخيلاء، والسبب في الوعيد الذي هو أقل منه وهو التوعد بالنار: مجرد نزول الإزار عن الكعبين، وإذا طبَّقنا القاعدة فالحكم مختلف والسبب مختلف، إذن لا يُحمل المطلق على المقيد في هذه الصورة، والله أعلم.
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- التصنيف:
- المصدر: