وسم: العرب
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (1) في قصة ومعنى (كناشة النوادر) 2
ويعقب عليه صاحب التاج -أيضًا بقوله-: قلت ومنه الكناشة الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط، هكذا يستعمله المغاربة واستعمله شيخنا -يعني ابن الطيب الفاسي اللغوي- في حاشيته علي هذا الكتاب كثيرًا.
يعني حواشي ابن الطيب علي القاموس أما الخفاجي: في شفاء الغليل، فيضبطه بلفظ كُنَاش -بضم الكاف وتخفيف النون بزنة غراب-، ويقول: إنه لفظ سرياني، معناه المجموعة والتذكرة، وقد وقع هذا اللفظ كثيرًا في كلام الحكماء، وسموا به بعض كتبهم".
ثم استطرد الأستاذ في ذكر أمثلة من مجاميع العلماء ثم قال: "وأعتقد أني بذلك قد أطلت واستطردت في تعليل تسمية مذكراتي هذه باسم: كناشة النوادر".
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (1) في قصة ومعنى (كناشة النوادر)
قال الأستاذ عبدالسلام هارون (ت: 1408هـ) في كتابه (كناشة النوادر) ص: [5]:
"تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف، بها جلاء لكثير من غوامض العلم، كما أنه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان أيضًا.
وكثيرًا ما يقرأ الإنسان شيئًا فيعجبه، ويظن أنه قد علق بذاكرته، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فأنتهي إلى حيرة في استعادته واسترجاعه.
والباحثون -ولاسيما في أيامنا هذه- يقيدون هذه المعارف في جذاذات، يرجعون إليها عند الحاجة، ولكني سلكت طريقًا أوثق من طريق الجذاذات، هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته (كناشة النوادر) أقيد فيها رؤوس المسائل، مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها، وقد وجدت أن هذه التسمية -مع ما فيها من التوليد أو التعريب- أقرب في الدلالة وأدق في التعبير؛ ففي القاموس: كناشات بالضم والشد: الأصول التي تتشعب منها الفروع.
وعلق صاحب تاج العروس بقوله: نقله الصاغاني عن ابن عباد.
إذن فهنا أصل عربي يولد منه كناشة الأوراق.
عبد الكريم بكار
موت المروءة والنخوة
مضايا تموت جوعاً موت الألوف في مضايا جوعًا، ليس أصعب من موت المروءة والنخوة في رؤوس ملايين العرب!
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (48)- أنه الصورة الوثيقة المأمونة (2)
كان جوهر هذه الصورة، المبثوث تحت المباحث كلها، هو أن هؤلاء العرب المسلمين هم في الأصل قوم بداة جهال لا علم لهم كان، جياع في صحراء مجدبة، جاءهم رجل من أنفسهم فادعى أنه نبي مرسل، ولفق لهم دينًا من اليهودية والنصرانية، فصدقوه بجهلهم واتبعوه، ولم يلبث هؤلاء الجياع أن عاثوا بدينهم هذا في الأرض يفتحونها بسيوفهم، حتى كان ما كان، ودان لهم من غوغاء الأمم من دان، وقامت لهم في الأرض بعد قليل ثقافة وحضارة جلها مسلوب من ثقافات الأمم السالفة كالفرس والهند واليونان وغيرهم، حتى لغتهم كلها مسلوبة وعالة على العبرية والسريانية والآرامية والفارسية والحبشية. ثم كان من تصاريف الأقدار أن يكون علماء هذه الأمة العربية من غير أبناء العرب، الموالي، وأن هؤلاء هم الذين جعلوا لهذه الحضارة الإسلامية كلها معنى! هذا هو جوهر الصورة التي بثها المستشرقون في كل كتبهم عن دين الإسلام، وعن علوم أهل الإسلام وفنونهم وآثارهم وحضارتهم، وأن هذه الحضارة إنما هى إحدى حضارات القرون الوسطى المظلمة التى كان العالم يومئذ غارقًا فيها -يعنون عالمهم هم- يجري عليها حكم قرونهم الوسطى!