وسم: المصائب
محمد بن أحمد القرطبي
المقولات
منذ 2024-10-21
كيف حالك عند مصيبة البيت والشارع والأمة
كيف حالك عند مصيبة البيت والشارع والأمة ؟
﴿ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ سورة الأنعام الآيات ٤٣-٤٥
قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا} {فَلَوْلا} تَحْضِيضٌ، وَهِيَ الَّتِي تَلِّي الْفِعْلَ بِمَعْنَى هَلَّا، وَهَذَا عِتَابٌ عَلَى تَرْكِ الدُّعَاءِ، وَإِخْبَارٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَضَرَّعُوا حِينَ نُزُولِ الْعَذَابِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا تَضَرَّعُوا تَضَرُّعَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ، أَوْ تَضَرَّعُوا حِينَ لَابَسَهُمُ الْعَذَابُ، وَالتَّضَرُّعُ عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ غَيْرُ نَافِعٍ. وَالدُّعَاءُ مَأْمُورٌ بِهِ حَالَ الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }غافر: ٦٠
وقال: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي } غافر: ٦٠- أي دعائي {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} ] غافر: ٦٠] وَهَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ. {وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} أَيْ صَلُبَتْ وَغَلُظَتْ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ} أَيْ أَغْوَاهُمْ بِالْمَعَاصِي وحملهم عليها.
المصدر: تفسير القرطبي