صالح بن عبد الرحمن الحصين
-
مولده:
ولد الشيخ صالح الحصين في بلدة شقراء (تبعد عن الرياض 200 كم) عام 1351هـ (1932م).
دراسته:
أتم دراسته في كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1374هـ.
ونال الماجستير من مصر في الدراسات القانونية عام 1380هـ.
سيرته العملية:
عمل مستشاراً في وزارة المالية والاقتصاد الوطني في عهد وزيرها الأمير: مساعد بن عبدالرحمن.
وعين رئيساً لهيئة التأديب ووزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء، في عام 1391هـ.
وكلف بعدها برئاسة شعبة الخبراء في المجلس.
(ثم توقف عن العمل الحكومية فترة تقارب العقدين)
ثم عاد لمزاولة العمل الحكومية بعد تكليفه في عام 1422هـ برئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
ثم رئيساً للجنة العليا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في عام 1424هـ .
خبرته وحياته:
الكثيرون قد لا يعرفون أن الشيخ صالح الحصين قد أسهم بخبراته القانونية في تأسيس صندوق التنمية العقارية، وهو المصرف الذي أنشأته الحكومة منتصف السبعينات الميلادية لتقديم قروض للمواطنين تعفى ما نسبته 30% في حال التزامه بالسداد في الوقت المحدد ، وتولى فضيلته رئاسة مجلس إدارة الصندوق.
ويتناقل الناس منذ السبعينيات قصصاً في غاية الظرف عن تواضعه ، من ذلك :
أنه أتى إلى الديوان الملكي بسيارة أجرة في الوقت الذي كان يحتل فيه مرتبة وزير، وقد أوقفه حرس القصر لكن عبور الدكتور رشاد فرعون سهّل الموقف.
ويذكر قصته مع والدته حينما أخبرها بأنه أصبح مستشاراً في الدولة فقالت له: ” خلف الله على حكومة تختارك مستشار فيها ”
ويروي مراسل إمارة القصيم عندما قصده في مزرعته لإيصال دعوة لاجتماع عاجل في الرياض، فوجده وهو في ملابس المنزل على السلم يعيد طلاء السور! وفوجئ المراسل بأن المطلوب يقف على السلم بعدما ظن أنه أحد العمال !
والكثير الكثير من القصص التي تحكي تواضع هذا الرجل المبدع والعالم الورع ، ولقد التقيت به في عدد من المناسبات خلال السنوات الأخيرة، فأذكر أنه جاء لإحدى الجهات الحكومية في اجتماع مهم مع شخصية بارزة ولكنه أخبرهم أنه لم يصلِ الظهر بعد، فتأخر الاجتماع وذهب الشيخ لدورة المياه المخصصة لذلك المسؤول! للاستعداد إلى الصلاة وحينما جاء وقت الصلاة رفض أن يؤم بمن معه! لولا الحاحهم الشديد.
وهو رجل دقيق في المواعيد يحضر في الموعد مهما يكلف الأمر، ويحرص على الاجتماعات مهما كان مقر عقدها وكثيراً ما يسافر للمشاركة فيها ويعود في اليوم نفسه، وإذا ما علمت بأنه يبتعد في أسفاره عن المظاهر وينتقل بالدرجة السياحية فلا تستغرب! خصوصاً إذا كان الحديث عن صالح الحصين.
إضافة إلى ذلك فهو لا يحب الحاشية والمرافقين، ولا أذكر إلا أن لديه سائق وسكرتير يرتب أوراقه ومواعيده، وهو يتفرغ للقراء والتأليف في مجاله الذي يحبه وهو الاقتصاد والنظريات الإسلامية، وزيادة على ذلك فهو لا ينفق من طلبات المشورة التي تأتيه من كل جانب ، ذلك بسبب خبرته القانونية الكبيرة وإشرافه على الكثير من الأنظمة التي صدرت في البلاد خلال العقود الماضية.
وقد عُرف عن الشيخ حبه للاحتساب، لذلك فقد آثر القرب من الحرم النبوي حينما استراح من العمل الحكومي منذ العقدين ، وقام بمهام الاحتساب في الدعوة، ويتسلى في الزراعة بمنطقة القصيم ثم في المدينة المنورة بعد أن استقر فيها، قبل أن يكلف برئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
ويحكي أنه طوال حياته لم يشاهد التلفاز أكثر من 40 ساعة! ، ولا يشاهدها إلا في مكان مضطر إليه مثل المطاعم أو المطار أو في أي مكان لكنه لا يبحث عنها للمشاهدة، فللله دره! وكيف استغلاله للوقت! ، وكم نحن نجلس 40 ساعة في يومين !! لمشاهدة الأفلام أو المسلسلات
الشيخ واسع الاطلاع حيث أنه يتقن إضافة إلى اللغة العربية لغة القرآن : اللغة الإنجليزية ، واللغة الفرنسية ، وهذا الإلمام والإتقان أتاح له قراءة العديد من الكتب والدراسات، ويكفي فقط أن تسمع لجلسات الحوار الوطني التي تبثها مباشرة قناة الإخبارية وحينما يلقي كلمة الافتتاح، ستجده يبحر ذات اليمين وذات الشمال يمر على كل الأفكار ويستشهد بآراء العديد من العلماء المسلمين والغربيين، ويذكر دراسات ولا يكتفي بها أحياناً يذكرها بنصها الإنجليزية لمزيد من الإثبات والاستشهاد ، لذلك تكون مقدمته عبارة عن مقالة ثقافية فريدة من نوعها يستحق المرء أن يجعلها محوراً ثقافياً للنقاش.
ومادام الحديث عن الحوار الوطني الذي يتولى رئاسته، فمن المعروف عنه توقيعه في نهاية خطابات المركز الرسمية بمقولة: عن رئاسة المركز … ولا يضع نفسه رئيساً كونه يؤمن بأهمية مشاركة الجميع ومساواة زملائه له، وهذا من تواضعه وحسن أخلاقه.
وينقل العديد من المشاركين في الحوارات الوطنية تواضع الشيخ وتقبله للنقاش، ومن طبعه الجنوح إلى الصمت، ويحتفظ بآرائه ليبديها عند الطلب، وهو يتلطف بمداخلاته معتمداً على الأمثال والظرف، ويراعي توجه الأغلبية في الاجتماعات الإدارية التي يحضرها، وتجربته في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مهمة جداً حيث أنه يتعامل مع عدد من أطياف المجتمع بمختلف ثقافاته، وهذا يحتاج مرونة عالية وعلماً واسعاً وأخلاقاً حسنة وقد اجتمعت كلها وزيادة في فضيلته.
وللشيخ أربع بنات وابن واحد هو الدكتور عبدالله الذي يعمل أستاذاً في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود.
وله أخوين هما: الأستاذ سعد الحصين ، ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس: عبدالله بن عبدالرحمن الحصين.
رحم الله الشيخ : صالح بن عبدالرحمن الحصين ، وأثابه الله على أعماله وجهوده المباركة، ونفع بعلمه وجهده.
-
السعودية