سليمان بن ناصر العلوان
-
هو سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان، ولد في مدينة بريدة ونشأ بها، وكان مولده عام 1389هـ، ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من الأخوة أيضاً خمسة ذكور. تزوج عام 1410هـ وله من الأبناء ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات.
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، و كان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط، وبعد التخرج من المتوسطة، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.
طريقة الشيخ في طلب العلم :
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، و العقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة، وكان يختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة، زيادة على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وسألت الشيخ : كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة هذه الأيام ؟.
فأجاب : أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة عشر ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.
ثم سألته : زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري ؟
فأجاب : قد كنت أقرأ هذه الكتب في بداية الطلب، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب، والمخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب كثيراً، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مئتي كتاب، كما أني قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة.
وسألت الشيخ : فقلت له لم تذكر شيئاً من كتب الأدب، ومؤلفات الأدباء، هل يعني أنك لا تقرأ فيها ؟.
فأجاب : لا يعني هذا أني لم أقرأ في هذه الكتب، فقد قرأت مؤلفات الجاحظ كلها، والكامل للمبرد، ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب، وشروح المعلقات السبع، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة، ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي، وبعض مؤلفات عباس العقاد، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي، ومؤلفات محمود محمد شاكر، وسيد قطب، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر.
وسألت الشيخ : عن طريقة تدوينه للفوائد التي يقع عليها أثناء قراءته ؟
فأجاب : كنت في أثناء الطلب أخصص لكل كتاب أقرأه أوراقاً خاصة ألخص فيها أهم ما في الكتاب من مسائل وفوائد وإشكالات وغيرها، أما هذه الأيام فإني لا أفعل ذلك بل ألخص الفوائد التي في الكتاب على صفحته الأولى فأكتب رأس المسألة ورقم الصفحة أمامها، ليتسنى لي الرجوع إليها عند الحاجة.
مشايخه وقراءاته :
قرأ الشيخ على بعض العلماء في القصيم وكان منهم :
1 - فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم البليهي - حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام - وقرأ عليه السلسبيل (المجلد الأول منه )- وبلوغ المرام إلى كتاب النكاح )
2 - فضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش - حفظ عليه كتاب التوحيد كله - والعقيدة الواسطية والفتوى الحموية والآجرومية.
3 - فضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين أبا الخيل - حفظ عليه نخبة الفكر - والبيقونية والفتوى الحموية والرحبية وبلوغ المرام - وقرأ عليه شرح الطحاوية وجامع الأصول لابن الأثير وصحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرها.
4 - فضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط - حفظ عليه الأصول الثلاثة - وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي - وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب - وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
5 - فضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي - حفظ عليه الورقات لابن الجويني - وبلوغ المرام لابن حجر - والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية - ومسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب- والكلم الطيب لابن تيمي - والفوائد الجلية في المباحث الفرضية للشيخ ابن باز - وغيرها كثير.
6 - فضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان - حفظ عليه الآجرومية - وأكثر ألفية ابن مالك - وقد حفظ من النحو أيضاً ملحة الإعراب.
7 - وقد قرأ الشيخ أيضاً على مجموعة من طلبة العلم في بريدة وذلك في بداية الطلب - وحفظ عليهم آداب المشي إلى الصلاة بجزأيه وكشف الشبهات والأصول الثلاثة.
التدريس:
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في بيته عام 1410هـ وفي عام 1411هـ انتقل للإفادة والتدريس في المسجد. وكانت الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة.
وقد شرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري، وجامع أبي عيسى الترمذي، وسنن أبي داود، وموطأ مالك، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وغيرها.
وفي المصطلح الموقظة للذهبي ومختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير وشرح السخاوي على ألفية العراقي.
وفي العلل : الجزء المطبوع من العلل لعلي ابن المديني والتمييز لمسلم وشرح ابن رجب على علل الترمذي.
وفي العقيدة شرح التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الواسطية، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشريعة للآجري، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة لابن نصر، والإبانة لابن بطة، والصواعق لابن القيم، والنونية لابن القيم وغيرها.
وفي الفقه شرح زاد المستقنع، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي، والروضة الندية لصديق حسن خان، وحاشية الروض المربع لابن قاسم، وعمدة الفقه لابن قدامة، والرحبية في الفرائض، والورقات في أصول الفقه، ومراقي السعود وغيرها.
وفي النحو شرح الآجرومية، والملحة، وألفية ابن مالك.
وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، وتفسير البغوي.
إيقاف الشيخ عن التدريس :
أوقف الشيخ عن التدريس في المسجد عام 1417هـ لأسباب غير معروفة ولا يزال موقوفاً حتى اليوم -
السعودية