مع كتاب الله كانت بداية حياة الشيخ رحمه الله تعالى، فقد حفظ القرآن
الكريم في بلده مطوبس محافظة كفر الشيخ، بمصر، ثم درس في الأزهر وتخصص
في فرع الدعوة والإرشاد بكلية أصول الدين، وكان أول تعيين له في
المنصورة، ثم نقل إلى قنا وأمضى فترة من أنضج فترات حياته. ثم أشار
عليه صديقه الشيخ محمد العزالي، رحمه الله تعالى، بالتوجه إلى
الإمارات مع بعثة الأزهر الشريف وكان معه الشيخ الحصري والشيخ البنا
والشيخ البرشومي، في رمضان 1393 هجرية، وبعد عدة زيارات استقر به
المطاف في مدينة العين واعظاً ومسئولا عن الشئون الدينية في كلية زايد
العسكرية.
أنعم الله تعالى على الشيخ بشخصية محببة آسرة، وكان رحمة الله من
العلماء العاملين ينظر في الأحكام ويرجح بين الأدلة ولا يألو. وكان
مجلسه مجلس علم وفائدة، وكانت له دروس كثيرة ومحاضرات (مكتوبة ومسجلة)
ومواعظ وخطب في الكلية وفي المساجد وفي الإذاعة والمحافل والمناسبات،
وفوق ذلك كله مواقف شجاعة، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويرضى
ويغضب لله ولا يزيده ذلك عند الناس إلا حباً فيبادرون طواعية إلى الحق
والرشاد.
وكان منها دروسه الأسبوعية في المسجد الكبير، في مدينة العين، والتي
تجاوزت الأربعين ومئتي درس، في مختلف فروع الفقة والعقيدة والأخلاق.
توفي رحمة الله سنة 1985م في الإمارات بعد معاناة شديدة من مرض القلب،
وصبر جميل على البلاء، ضرب فيه المثال العملي لما كان يدعو إليه طوال
حياته المباركة.
كتب هذه الكلمات أحد مرافقي الشيخ طوال 10 سنوات في إقامته بالإمارات