ابن قيم الجوزية
ابن قيم الجوزية
الفوائد (59)- الدعاء
قال يحيى بن معاذ: "من جمع الله عليه قلبه، في الدعاء لم يرده"، قلت: إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه، فلا يكاد يرد دعاؤه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (58)- ما أخذ العبد ما حرم عليه
ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين: إحداهما: سوء ظنه بربه، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيراً منه حلال. والثانية: أن يكون عالماً بذلك، وأن من ترك لله شيئاً أعاضه خيراً منه (أعطاه خيراً منه)، لكن تغلب شهوته صبره، وهواه عقله. فالأول من ضعف علمه، والثاني من ضعف عقله وبصيرته.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (57)- أن تعرفه ثم لا تحبه!
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه، ثم تتأخر عن الإجابة. وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره. وأن تعرف قدر غضبه، ثم تتعرّض له. وأن تذوق ألم الوحشة ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته. وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه. وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (56)- ولسان القدر يقول!
سبق العلم بنبوة موسى وإيمان آسية فسيق تابوته إلى بيتها، فجاء طفل منفرد عن أم، إلى امرأة خالية عن ولد، فلله كم من القصة من عبرة، كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد، ولسان القدر يقول: لا نربيه إلا في حجرك.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (55)- الأنس بالله (2)
ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها، ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم، زمن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه، وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس، فأشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه، فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (54)- الأنس بالله (1)
من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف، ومن وجده بين الناس ووجده في الخلوة فهو معلول، ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (53)- يا بائعاً نفسه!
يا بائعاً نفسه بهوى من حبه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن، حتى إذا قدمت يوم التغابن تبيّن لك الغبن في عقد التبايع، لا إله إلا الله سلعة، الله مشتريها، وثمنها الجنّة، والدلال الرسول، ترضى ببيعها مجز يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (52)- ما لا عين رأت!
أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيّق المحشو بالآفات إلى ذلك الفناء الرحب الذي فيه «
»، فهناك لا يتعذّر مطلوب ولا يفقد محبوب.ابن قيم الجوزية
الفوائد (51)- سِنَة الغفلة
لا بد من سِنَة الغفلة ورقاد الهوى، ولكن كن خفيف النوم فحراس البلد يصيحون: "دنا الصباح".
ابن قيم الجوزية
الفوائد (50)- نظرة لا تحل!
إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب، فاستتر منها بحجاب: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ...} [النور:30]، فقد سلمت من الأثر: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال} [الأحزاب:25].
ابن قيم الجوزية
الفوائد (49)- الذنوب
الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل.