الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار إليه، فإن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه قام على أصول صلبة، أدّت وبلا شك إلى حصر العاملين في فئة قليلة وعزوف الكثيرين عنها ربّما مع قناعتهم بصحّة الطريق وجدارة القائد بالاتّباع، وكان من أهم هذه الأصول:

- وضوح الهدف: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي).

- وضوح المهمّة التي يجب على الأنصار أداؤها: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم).

- توضيح الصعوبات والعقبات التي ستعترض الأنصار في سبيل قيامهم بالمهمّة: بإقراره قول صاحبهم: (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف).

- توضيح الغاية الوحيدة والمقابل الوحيد الذي سيحصل عليه الأنصار لقاء قيامهم بالمهمّة: (قالوا: نعم فما لنا؟ قال: الجنة).

وبخلاف هذا المنهج في حشد الأنصار تعمل الجماعات المنحرفة في سعيها المزعوم لإقامة الدّولة الإسلاميّة والخلافة الإسلاميّة.

- فعوضاً عن توضيح هدفها الحقيقي ساد الخداع والتقيّة بدعوى الاقتراب من هموم الناس، وذلك بإخفاء هذه الجماعات لحقيقة مشاريعها وأهدافها عن الجماهير والحشود التي اجتمعت فيها وكلٌّ يأمل من نصرته لهذه الجماعة ما يشتهيه، فمنهم من يرى في هذه الجماعات وسيلة للخلاص من مستبدٍّ ظالم، ومنهم من يرى فيها أملاً في توحيد المسلمين وجمعهم بعد فرقة، ومنهم من يرى فيها بديلاً أفضل من زمر الفساد التي تحكم البلاد بالاستناد إلى الطواغيت، ومنهم من يأمل منها أن تقيم الشريعة الإسلاميّة، و(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)، وقيادات الجماعات تزداد فرحاً باتساع "حاضنتها الشعبيّة" أو حتى "قاعدتها الانتخابيّة"، ولا تلتفت في الغالب إلى مصير هؤلاء النّاس في الآخرة، وإلامَ هم صائرون بعد موتهم، وكأن تأييد الجماعة أو الحزب صار في دين هؤلاء من مفاتيح الجنّة، فيحجز "المناصر" أو "المؤيد" مقعده فيها بمجرد انتسابه إليها.

- وعوضاً عن توضيح حقيقة الطريق لتنفيذ المهمّة، والصعوبات والعقبات التي يجب على الأنصار أن يستعدّوا لها، ساد الكذب على الأتباع والأنصار بإخفاء حقيقة ما سيلاقونه من مشاق وما يجب عليهم من صبر وجهاد في سبيل تجاوزها والتغلّب عليها، إذ لو علم الذين شاركوا بما تسمّى "ثورات الربيع العربي" بنتيجة هذه الثورات وما ستؤدّي إليه من حروب ومآسٍ لهم ولأهلهم وبلدانهم على أيادي الطغاة لأحجم معظمهم -وبلا شك- عن سلوك هذا الطريق، ولفضّل الكثير منهم أن يعيش تحت حكم الطاغوت على أن يتحمل نتيجة الخروج عليه، ولو علم معظم الذين انتخبوا "جبهة الإنقاذ" ما سيلاقونه من طواغيت الجزائر بسبب إسقاطهم في الانتخابات لما شاركوا فيها، هذا إن لم ينتخبوا الطواغيت ويسقطوا "جبهة الإنقاذ".

وعلى هذا الأساس تنتشر أكثر الانحرافات في صفوف "الجماعات الجهاديّة" التي انحرفت عن طريق الجهاد في سبيل إقامة الدّولة الإسلاميّة، لمّا طال عليهم الأمد، وكثرت فيهم الجراح، تفرّقوا بين منحرفٍ عن غاية ما خرج في سبيله، وقاعدٍ رَكَنَ إلى الدنيا وزينتها، بل وحتى منقلبٍ على عقبيه صار من أنصار الطاغوت، وقليلٌ من يثبت على هذا الطريق.

- وعوضاً عن دعوة الأنصار إلى الإخلاص في العمل وأن تكون غايتهم الوحيدة منه إرضاء الله تعالى، والمقابل الوحيد الذي يأملونه هو الجنّة، تنهال الوعود على الجماهير بما سيلقونه في دولة السمن والعسل التي ستقيمها هذه الجماعات إذا وصلت للحكم، وتنثر على رؤوسهم أحلام السيادة العالميّة السريعة والاكتساح الحتمي للدول والقارات، هذا فضلاً عن تحفيز الطموحات الشخصية والآمال الدنيوية للأنصار بما سيحصلون عليه إذا انتصرت الجماعة التي نصروها وأيّدوها، حتّى إذا وصلت الجماعة للحكم وبدأت الضغوطات، وارتفعت الأسعار، أو انقطعت الكهرباء، أو تأخرت الرواتب، رأيت أنصار الأمس معارضين لهذه الحكومة التي لم تزد عليهم في شؤون معاشهم شيئاً إن لم تنقص منه، ولكم في "حكومة الإخوان" التي أُسقطت في مصر خير مثال.

إن الداعي إلى الله تعالى يجب أن يبيّن للناس حقيقة هذا الدين، فيؤمنوا به على بصيرة، ويبيّن لهم ما عليهم من واجبات إن آمنوا، فيعملوا بها، ويبين لهم ما سيلقونه من مشقّة في سبيل إقامة هذا الدين، وتبليغه للناس، ويوصيهم بالصبر على ذلك كلّه، فإن فعلوا ذلك كانوا من الفائزين بالجنّة، وإلا كانوا في جملة الخاسرين من بني آدم، كما قال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)).

مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.

ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام.

فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على توحيد الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من المشركين وفعالهم التي أخرجتهم عن التوحيد، حان الوقت لإقامة دار الإسلام التي سيكون فيها الدين كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة عداء المشركين لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا الدين في أنفسهم إلى الاستعداد للدفاع عنه بأنفسهم وأموالهم.

ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار إليه، فإن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه قام على أصول صلبة، أدّت وبلا شك إلى حصر العاملين في فئة قليلة وعزوف الكثيرين عنها ربّما مع قناعتهم بصحّة الطريق وجدارة القائد بالاتّباع، وكان من أهم هذه الأصول:

- وضوح الهدف: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي).

- وضوح المهمّة التي يجب على الأنصار أداؤها: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم).

- توضيح الصعوبات والعقبات التي ستعترض الأنصار في سبيل قيامهم بالمهمّة: بإقراره قول صاحبهم: (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف).

- توضيح الغاية الوحيدة والمقابل الوحيد الذي سيحصل عليه الأنصار لقاء قيامهم بالمهمّة: (قالوا: نعم فما لنا؟ قال: الجنة).

وبخلاف هذا المنهج في حشد الأنصار تعمل الجماعات المنحرفة في سعيها المزعوم لإقامة الدّولة الإسلاميّة والخلافة الإسلاميّة.

مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) كانت بيعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

كانت بيعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مرحلة تكوين الدّولة الإسلاميّة بهجرته بعدها من دار الاستضعاف (مكة) إلى دار النصرة ثم التمكين (يثرب)، حيث كان عليه الصلاة والسلام يبحث عن هذه النصرة فيدور في المواسم يقول: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي) [صحيح ابن حبّان]، ولكن تلك القبائل كانت تخشى على نفسها ما خشيته قريش من قبولها دعوة هذا النبي عليه الصلاة والسلام (وَقَالُوا إِنْ نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)، ولم يكن عند هذا النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المستضعفين في مكّة من المكاسب المتوقّعة ما يغري القبائل لأن تحتمل في سبيل نصرته الخسائر المؤكّدة من عداوة العرب والعجم لها، هذه الخسائر أدركها أصغر نقباء يثرب وهو أسعد بن زرارة رضي الله عنه، فبيّن لهم نتيجة قرارهم في خروج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم أن (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف)، فاستبانت لمن يريد أن يسلك هذا الطريق مكارهه، فلما أرادوا أن يعرفوا ثمرات هذا الطريق الشاق إن هم سلكوه، لم يزد عليه الصلاة والسلام على أن وعدهم بالجنة، فكان عقد البيعة بينهم (تؤووني وتمنعوني قالوا: نعم، فما لنا؟ قال: الجنة)، وبالأسلوب ذاته حذّر أسعد بن زرارة قومه بعد أن بين لهم حقيقة النصرة (فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبناً فبيّنوا ذلك، فهو أعذر لكم، فقالوا: أمط عنا، فوالله لا ندع هذه البيعة أبداً فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة).

فعلى هذه الصفقة الواضحة التي لا غشّ فيها ولا غبن ولا تدليس قامت الدولة الإسلاميّة الأولى، على أن يقدّم المسلمون كل ما لديهم لنصرة دينهم، ولا يطلبوا مقابل ذلك غير الجنّة، مهما كان حجم التضحيات والنفقات التي سيقدمونها.

إن قصّة هذه البيعة يجب أن تكون من أهم المنارات للسائر في طريق العبوديّة لله، حتى يتّضح له المقصد، وتستبين له الرؤية، ويستقيم لديه المنهج، فيمشي سويّاً على الصراط المستقيم الذي يؤدّي به إلى الغاية الوحيدة له من كل أعماله في الدنيا وهي الجنّة، ولا يلتفت إلى السبل التي على رأس كلٍّ منها شيطانٌ يدعوه إلى النار.

فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.

ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام.

فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على توحيد الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من المشركين وفعالهم التي أخرجتهم عن التوحيد، حان الوقت لإقامة دار الإسلام التي سيكون فيها الدين كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة عداء المشركين لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا الدين في أنفسهم إلى الاستعداد للدفاع عنه بأنفسهم وأموالهم.

مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

تَنكيس الوَسيلة وَالغَايَة لقد قرأنا كتاب الله فوجدنا فيه أنّ العبد مأمور باتخاذ ما آتاه الله في ...

تَنكيس الوَسيلة وَالغَايَة

لقد قرأنا كتاب الله فوجدنا فيه أنّ العبد مأمور باتخاذ ما آتاه الله في الدنيا وسيلة للنجاة في الآخرة، كما قال سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}، إلا أن المتاجرين بالدين قلبوا الآية ونكّسوا الغاية فابتغوا الدنيا بالتدين الكاذب وباعوا الباقية بالفانية، دون أن يُبقوا لهم نصيبا في الآخرة فكانوا بذلك أخسر خاسرين، فأنت أيها العبد إذن بين تجارتين تجارة نصرة للدين، وأخرى طلبا للدنيا!، والمغبون المحروم من حُرم الهداية فقدّم دنياه على دينه، والسعيد من أحسن الاختيار ففاز بتجارة لن تبور.

افتتاحية النبأ "ويشترون به ثمنا قليلا" 447

مؤسسة صرح الخلافة
صفر 1446 هـ
...المزيد

فضائل القرآن ➏ باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ ...

فضائل القرآن

➏ باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين

وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ} الآية، وقوله عز وجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الآية.

عن أسماء أن رسول الله ﷺ قال: "إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم [فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء] فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا.
وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ".أخرجاه. وفي حديث البراء في الصحيح: "أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"


فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب
...المزيد

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ومن الطواغيت المعاصرة: طاغـوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار ...

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغـوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ}.
ومـن الطواغيـت الـمعاصـرة الأحـزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة، ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكافرين.
وجريا على القواعد التي قعّدها علماء الملة استقاء من نصوص الكتاب والسنة، فإن صور الطواغيت أكثر من أن تُحصى أو تحصر في مقال، فقد يكون الطاغوت حاكما أو عالما أو رويبضة مشهورا أو ساحرا مغمورا... أو كما قال الطبري في عبارته الجامعة: "إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء". ولئن كان رأس الطواغيت بالأمس الشيطان وأبرز صوره الأوثان، فإن رأس الطاغوت في عصرنا هو هو، غير أن أبرز صوره الإنسان وما انبثق عنه من أفكار ومذاهب تنافي وتناقض الإيمان.
وأيًّا كانت صورة الطاغوت اليوم، فإن الواجب على المسلم الكفر بها، وذلك لا يكون إلا بالبراءة منها وبغضها وعداوتها ومحاربتها ومدافعتها ومفارقة جيوشها وصفوفها، مهما نزل بالمسلم من بلية ومهما خُذل من البرية، فحسبه سلامة الدين إن أصيب في دنياه، والبشرى من مولاه كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ}.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ...

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر، فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ}، قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله، وعن أنس بن مالك: القرآن، وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله، قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها"، فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع.
وقد أجاد أئمة السنة في بيان حقيقة الطاغوت وصوره والتشديد في التحذير منه والدعوة إلى اجتنابه أسوة بالأنبياء، فقال الإمام ابن القيم رحمه الله-: "الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع"، وقال الإمام ابن عبد الوهاب: "الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس -لعنه الله-، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله"؛ وتأمل عمق التوصيف ودقة العبارة التي اتخذها الإمام بقوله: "الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة"، فدلَّ هذا على تعدّد وتنوّع صور الطواغيت، واتخاذها أشكالا مختلفة ومتجددة بحسب كل زمان، وهو ما أدركه وأكده الإمام الطبري حين قال: "الصواب من القول عندي في الطاغوت، أنه كل ذي طغيان على الله! فعُبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، وإنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء".
فيُفهم مما سبق أنّ الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة للترويج لعبادته المنافية لعبادة الله تعالى، وهذا يحتّم على ورثة الأنبياء، اتباعَ سبيلهم وانتهاجَ منهجهم في تبيان الطواغيت وتحديثاتهم في كل عصر، وزجر الناس عنها، وبالأخص في عصرنا الذي غدت فيه صناعة الطاغوت الحرفة الرائجة والمهنة الشائعة، بل وصارت بضاعة المُضلين من الكبراء الذين استكبروا، ومتاع الضالين من الضعفاء الذين اتبعوا، فقد توسعت هذه الصناعة الإبليسية في عصرنا حتى طغت وبغت ودخلت كل بيت، وزاحمت المسلم في توحيده وعبادته وفطرته وأخلاقه، وغدا -صدقا وعدلا- أنّ إيمان العبد لا يستقيم ولا يسلم إلا باجتناب الطاغوت والكفر به.
وأدّت وسائل الإعلام الخبيثة في عصرنا دورا كبيرا في الترويج لصناعة الطاغوت، وتعليبها وتغليفها وتوزيعها على الزبائن المتلقين، لتكون جاهزة للاستهلاك، بأشكال ونماذج جديدة وحلل وحيل متعددة لإغواء الناس باتباعها وعبادتها من دون الله تعالى، ولا عجب فقد توعد زعيم الطواغيت "إبليس" بني آدم منذ طرده من الجنة بصرفهم عن عبادة الله، كما في قوله: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}، قال ابن عباس: "أي طريق الحق وسبيل النجاة، ولأضلنهم عنها لئلا يعبدوك ولا يوحدوك!". [التفسير]
ومن أبرز صور الطواغيت المعاصرة: طاغوت الديمقراطية وما اتصل بها من أحكام وقوانين ومواثيق وأنظمة ومحاكم كفرية تحارب الله تعالى وتنازعه في حاكميته وشريعته، ويلحق بها -قطعا- الطاغوت الحاكم بغير ما أنزل الله الذي يحكم بالدساتير الوضعية الشركية ويدعو الناس إلى التزامها واحترامها، وبالجملة فكل ما اتصل بمنظومة الديمقراطية فهو طاغوت وجب الكفر به وترك التحاكم إليه، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ}.
ومـن الطواغيـت الـمعاصـرة: طاغـوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة التقارب بين الأديان على مدار الساعة ويضعونها بديلا لرابطة الإسلام، فالناس في "الإنسانية" سواء وأولياء بغض النظر عن دينهم كفارا كانوا أو مسلمين! عبادا لله أو للطاغوت! والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}؛ فلا ولاية ولا محبة ولا نصرة إلا للمسلم، والبغض والعداوة للكافر ولا اعتبار لإنسانيته عند انتقاض أو انعدام توحيده.
ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت الوطن والوطنية، فغدا الوطن هو الغاية العظمى، يقاتلون في سبيله ويتسابقون لتحريره من حكم طاغوت إلى حكم آخر. وصارت الوطنية تجبُّ عن صاحبها كل كفر! فمن قاتل للوطن عدّوه شهيدا مجيدا حتى لو كان شيوعيا أو رافضيا شيعيا بل ولو كان نصرانيا يعتقد التثليث لا التوحيد! والله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

وصف الجنة "وكيفَ يُقَدِّرُ قَدْرَ دار غَرَسَها الله بيده وجعلَها مَقَرًّا لأحبابه ومَلأها من ...

وصف الجنة

"وكيفَ يُقَدِّرُ قَدْرَ دار غَرَسَها الله بيده وجعلَها مَقَرًّا لأحبابه ومَلأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووَصَفَ نعيمها بالفوز العظيم، ومُلْكَها بالمُلْك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطَهَّرَها مِن كُلِّ عَيبِ وَآفةٍ ونقص"

فإنْ سألتَ عن أرضِها وتِربتِها:
فهي المِسكُ والزعفران

وإنْ سألتَ عن سَقْفِها:
فهو عَرش الرحمن

وإن سألتَ عن مِلاطِها:
فهو المِسكُ الإذفر

وإن سألتَ عن حَصبائِها:
فهو اللؤلؤ والجوهَر

وإن سألتَ عن بِنائِها:
فلَبِنةٌ من فضة ولَبِنةٌ من ذهب

وإن سألتَ عن أشجارِها:
فما فيها شجرةٌ إلَّا وساقها من
ذهب وفضة لا مِن الحطَب والخشَب

وإن سألتَ عن ثَمَرها:
فأمثالُ القِلال أليَنُ مِن الزَّبد، وأحلى من العسل

وإن سألتَ عن ورَقِها:
فأحسَنُ ما يكون مِن رقائِق الحُلل

وإن سألتَ عن أنهارِها:
فأنهارُها مِن لبَن لَم يَتَغَيَّر طَعمُه
وأنهارٌ من خمر لَذةٌ للشاربين
وأنهارٌ من عسل مصَفى

وإن سألتَ عن طعامِهم:
ففاكهةٌ مما يَتخيَّرون
ولحمِ طيرٍ ممَّا يشتهون

وإن سألتَ عن شرابهم:
فالتسنيم والزنجبيل والكافور

وإن سألتَ عن آنيتهم:
فآنيةٌ من الذهب والفضة
في صَفاءِ القوارير

وإن سألتَ عن سَعَة أبوابِها:
فبَينَ المِصراعَين مسيرة أربعين
من الأعوام ولَيأتيَنَّ عليه يومٌ
وهو كغيظ من الزَّحام

وإن سألتَ عن تصفيق الرياح لأشجارها:
فإنها تَستَفِز بالطَّرَب لَمِن يَسمعها

وإن سألتَ عن ظِلِّها:
ففيها شجرة واحدة يَسير الراكب
المُجِد السريع في ظِلِّها مائة عام لا يَقطعُها

[حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - لابن القيم رحمه الله]

إنفوغرافيك النبأ العدد 457
صفر 1446 هـ
...المزيد

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (خيرُ يوم طلعتْ عليه الشمسُ يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (خيرُ يوم طلعتْ عليه الشمسُ يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعةُ إلا في يوم الجمعة) [رواه مسلم].

اقتباس [عودة المياه إلى مجاريها!] افتتاحية النبأ العدد 392 "لا ندري ما العجب من عودة ...

اقتباس

[عودة المياه إلى مجاريها!]
افتتاحية النبأ العدد 392

"لا ندري ما العجب من عودة الطاغوت "بشار" إلى وكرٍ فيه "السيسي" و"ابن سلمان" وآخرون مثلهم لا يقلّون عنهم كفرًا وجرمًا وحربًا على الإسلام والمسلمين، بل ربما كانت حروب بعضهم على الإسلام أشد وأخطر وأوسع مدى وأبعد أثرا.."

"قرار عودة النظام النصيري إلى جامعة الطواغيت المتماثلين حُكما المتشابهين قلبا، جاء على نحو غير مفاجئ البتة، فكل الخطوات والقنوات في السنوات الأخيرة تصبّ في هذا المجرى وتدعم بقوة عودة المياه إلى مجاريها، فلا شيء يدعو إلى الاستغراب سوى مِمّن يستغربون عودة مجرم إلى وكره وبين أمثاله وأقرانه، ولا يُعرف في عالم الحيوان خنزير ينفر من عودة أخيه أو يستوحش مِن بني جنسه!
فكل طواغيت العرب ما هم إلا نسخة من "بشار" آخر ينتظر الظروف المناسبة لإخراج "السفّاح" الذي بداخله، فكلهم عند تعرُّض عروشهم للخطر "بشار".
...المزيد

إن دولة الإسلام باقية فاعلمي أمتي أننا بعون الله ماضون مهما طالت الطريق واشتدت الصعاب، مهما قلّت ...

إن دولة الإسلام باقية

فاعلمي أمتي أننا بعون الله ماضون مهما طالت الطريق واشتدت الصعاب، مهما قلّت الرفاق أو خانت الصحاب، فقد فرغت نفوسنا من زخرف الدنيا وزيفها وتركنا كل أعراضها وأغراضها، وقد بتنا نفترش الجمر ونتسربل اللهب، وقد ألفنا الضيق والبلاء والهم والنصب حتى استحالت عندنا الخطوب مراكب، وصارت لنا الصعاب مطالب.

مقتطف من كلمة الشيخ أبي محمد العدناني (تقبله الله) بعنوان (إن دولة الإسلام باقية)
...المزيد

أعلام من أئمة السُّنَّة ⓶ سَعِيدُ بنُ جُبَير اسمه وكنيته: سعيد بن جُبَير بن هشام، الإمام، ...

أعلام من أئمة السُّنَّة ⓶ سَعِيدُ بنُ جُبَير

اسمه وكنيته: سعيد بن جُبَير بن هشام، الإمام، الحافظ، المقرئ، المفسر، الشهيد، أبو محمد - ويقال: أبو عبد الله الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي.

مولده: ٤٦ هـ

وفاته: قتله الحجاج بن يوسف ظلماً في شعبان سنة خمس وتسعين.

علمه: علمه روى عن ابن عبَّاس، وعبد الله بن مغفل وعائشة، وعدي بن حاتم وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة، وأبي مسعود البدري، وعن ابن عمر، وابن الزبير، والضحاك بن قيس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وروى عن التابعين، مثل: أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من كبار العلماء وقرأ القرآن على ابن عبَّاس، وقرأ عليه القرآن أبو عمرو بن العلاء، وطائفةٌ [سير أعلام النبلاء للذهبي]

قال له ابن عبَّاس: انظر كيف تحدث عني فإنك قد حفظت عني حديثًا كثيرًا [الطبقات الكبرى لابن سعد]

ثناء العلماء عليه: عن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال: سعيد بن جُبَير جِهْبِذ العلماء [حلية الأولياء لأبي نعيم]

عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال لقد مات سعيد بن جُبَير، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه [سير أعلام النبلاء]

عبادته: قال عبد الله بن مسلم: كان سعيد بن جُبَير إذا قام في الصلاة كأنه وتدٌ [المعرفة والتاريخ للفسوي]

قال هلال بن يساف: دخل سعيد بن جُبَير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة واحدة [الزهد للإمام أحمد]

من أقواله: إن الخشيةَ أن تخشى الله تعالى حتى تحُولَ خشيتُك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية [حلية الأولياء لأبي نعيم]
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً