معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام 4- جيوش "الفتح": • وهو أحدث ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

4- جيوش "الفتح":

• وهو أحدث ألاعيب "جبهة الجولانيّ" لتجميع الفصائل تحت قيادتها بشكل غير مباشر، وهو في الأساس تجمّعٌ عسكريٌّ لتنسيق العمل العسكريّ ضدّ النّظام النّصيريّ، مكوّنٌ من فصائل مختلفةٍ من حيث التّوجّهات والأهداف بل وحتى مصادر الدّعم، رغم أنّ الكثير من العارفين بالوضع يقولون أنّ مصدر دعمه العام (تركيّ - قطريّ)، وبعد تمكّن هذا "الجيش" من السّيطرة على مدينة (إدلب) حاولت "جبهة الجولانيّ" مجدّداً تحويله إلى حكومةٍ مصغّرةٍ تحت اسم "هيئة الفتح" لها مؤسّساتها ومحكمتها، ولكنّ النّزاع بين فصائل هذا الجيش كان أكبر من أن يمكن تجاوزه إذ سرعان ما طُرح تحويل هذا "الجيش" إلى أداةٍ لقتال الدّولة الإسلاميّة، الأمر الذي رفضته بعض فصائله التي تريد تركيز جهدها على قتال النّظام النّصيريّ أو أنّها تريد تأجيل المعركة معها، وكذلك فإنّ الخلافات والنّزاعات تشقّ صفوف هذا التّجمّع بخصوص خطط بعض الفصائل للتفاوض مع النّظام، أو عَرْض خدماتها على التّحالف الصّليبيّ في قتال الدّولة الإسلاميّة، وعَرْض فصائل أخرى منه على طواغيت آل سلول تقديم آلاف المقاتلين للعمل تحت إمرتهم في حربهم في اليمن، بل قد أعلنت بعض فصائله انسحابها من "جيش الفتح" الذي صار في حكم المتوقف عن العمل واقعيّاً، وتجري الآن جهود كبيرة من الوسطاء لإعادة لملمته بدعوى التّصدي للحملة الرّافضيّة الرّوسيّة على الرّيف الجنوبيّ لحلب.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام 3- الهيئات "الشرعيّة"، ودُور ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

3- الهيئات "الشرعيّة"، ودُور "العدل":

• وهذه التّجمعات من ألاعيب "جبهة الجولانيّ" لتجميع الفصائل تحت قيادتها بشكلٍ تدريجيٍّ وغير مباشرٍ، فلمّا كانت المناطق الخارجة عن سيطرة النّظام النّصيريّ تفتقد لأيّ شكل من أشكال السّلطة الموحّدة، وحاجة هذه المناطق إلى ضبط الأمن وتقديم الخدمات، ونظراً لزعم أغلب الفصائل أنّها تريد تطبيق الشّريعة، اختُرعت هذه التّسمية "الهيئات الشّرعيّة" للدّلالة على المحاكم التي أنشأتها "جبهة الجولانيّ" وبعض الفصائل الأخرى على أساس التّشاركيّة، حيث يقدّم كلّ فصيلٍ عدداً من القضاة، ويشارك بعددٍ من العناصر في "القوّة التّنفيذيّة" التي تنفّذ أحكام القضاة، وكذلك يقع على عاتقها جزء من العبء الماليّ لتسيير هذه "الهيئات" التي بدأت رويداً رويداً توسّع من صلاحيّاتها، وتسعى للاستيلاء على أكبر كمٍّ ممكن من الموارد المتوفّرة في المناطق التي تعمل ضمنها، بزعم تأمين الاحتياجات الماليّة لتسيير شؤون هذه المناطق عبر المؤسّسات الخدميّة والأمنيّة المختلفة، بل وحتّى العسكريّة التي ألحقت بها، حيث قامت "هيئة حلب" بالسّيطرة على (معبر كراج الحجز) الذي كان يمثّل -في وقتها- الرّئة الوحيدة للمناطق الواقعة تحت سيطرة النّظام من المدينة، وذلك للاستيلاء على الرّسوم التي كانت تفرض على البضائع الدّاخلة إلى هذه المناطق، كما بدأت "هيئة المنطقة الشّرقيّة" بالسّيطرة على آبار النّفط في ولاية الخير بزعم تمويل العمل العسكريّ في المدينة، وبالتّالي إعلان الحرب على كلّ الفصائل والعشائر التي تقع الآبار تحت سيطرتها.

انهار مشروع "الهيئات الشّرعيّة" الذي لم يكن أصحابه يرجون منه وجه الله وتحكيم شريعته كما كانوا يزعمون لعدّة أسباب، أهمّها أنّ هذه الهيئات لم تكن تحكم بشرع الله عزّ وجلّ وإنما بأهواء القضاة المختلفين عقيدةً وديناً، فمنهم الصّوفيّ القبوريّ، ومنهم المرجئي الجهميّ، ومنهم "السّلفيّ الجهاديّ"، ومنهم من كان قاضياً أو محامياً في محاكم الطّاغوت ولم يتبْ من رِدّته، وكلٌّ منهم يحكم بما يؤمن ويعتقد، وفضلاً عن هذا فإنّ قرارات هذه الهيئات ومحاكمها كانت مسلّطة على المستضعفين من النّاس، دون عناصر الفصائل المنتمية إليها، كونهم تحت حمايتها، أمّا الكتائب القويّة التي لم تشترك في هذه الهيئات فإنّها كانت هي وعناصرها بعيدةً عن أيّ شكلٍ من أشكال المساءلة والحساب مهما بلغ إجرامها، وكذلك ساد التّنازع بين الفصائل على الموارد الماليّة الواقعة تحت تصرّف الهيئات، وبالتّالي انهارت "هيئة حلب" أولاً، خاصّة بعد إعلان الدّولة الإسلاميّة، وتبعتها "هيئة الشّرقيّة" التي حُوِّلت إلى إطارٍ لتنظيم العمل العسكريّ ضد الدّولة الإسلاميّة، وكان أوّل أعمالها العسكريّة الهجوم على جنود الدّولة الإسلاميّة في ولاية الخير للسّيطرة على الموارد التي صارت تحت سيطرتهم، ثم انهارت هذه الهيئة وزالت بزوال "جبهة الجولانيّ" والفصائل المتحالفة معها، وهروبهم من المنطقة الشّرقيّة باتجاه درعا والقلمون.

وبانهيار "الهيئات الشرعيّة"، وانسحاب "جبهة الجولانيّ" منها بعد أن ساءت سمعتها وكرهها النّاس، ابتُدعت لعبة تجميع جديدةٌ أطلق عليها اسم "دار العدل"، للإشارة إلى المحاكم التي أنشأتها "جبهة الجولانيّ" في مناطق الشّمال وحوران وكان لها فيها سطوةٌ ونفوذٌ أشدّ، بل وصل الأمر بهم أن يهدّدوا بالحرب كل من يرفض الانضمام والخضوع لهذه المحاكم التي لم تكن بأفضل من محاكم "الهيئات الشّرعيّة"، لتعود "جبهة الجولانيّ" إلى الانسحاب منها، كما حدث مع "دار العدل في حوران"، التي أعلنت لاحقاً التزامها بتطبيق "القانون العربيّ الموحّد" الوضعيّ الذي أصدرته "جامعة الدّول العربيّة"، فانهارت هذه المشاريع البدعيّة، التي باتت في حقيقتها مشاريع ردّةٍ عن الدّين وامتناع عن شرائع الإسلام، بل واستبدالها بشرائع الكفر الظاهرة لاحقاً، وظل أصحابها يبحثون عن وسائل بدعيّةٍ جديدةٍ لجمع الفصائل إليهم، والتوحّد تحت لوائهم، وكلٌّ منهم يظنّ أنّه يخدع صاحبه، وفي النّهاية يكتشف الجميع أنّهم خُدعوا بهذه المشاريع فيتركونها ويعلنون فشلها.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام 2- الجبهات: • فضلاً عن ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

2- الجبهات:

• فضلاً عن مشابهتها "جبهات" الضّرار التي نشأت في العراق بعد إعلان (دولة العراق الإسلاميّة) في المسمّى، فإن "الجبهات" التي أُنشِئت في الشّام بعد إعلان (الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام) شابهتها في الغاية من إنشائها، وهي صدّ النّاس عن الانضمام إليها، وتحشيد القوى ضدّها، والتّحضير لقتالها، وكذلك لطرح هذه "الجبهات" كقوّة حقيقيّة على الأرض ذات فعاليّةٍ في قتال الجيش النّصيريّ وذات قيادة موجودة في الدّاخل، وبالتالي احتكار تمثيل "الثّورة السّوريّة" ضدّ المجالس العسكريّة الشّكليّة التي تتلقى الدّعم دون أن يكون لها دورٌ ملموسٌ في المعركة، وأغلب قياداتها موجودون بعيداً عنها في فنادق تركيا، وكان من أبرز هذه "الجبهات" ما أطلق عليه "جبهة أحرار سوريا" (في شوال ١٤٣٣ هـ)، والتي لم تدخل حيز الواقع، تلاها تشكيل "الجبهة الإسلاميّة" (مقابل الدّولة الإسلاميّة!) (في محرّم ١٤٣٤ هـ) والتي ضمّت عدّة فصائل أهمّها (جيش الإسلام، وصقور الشّام، وأحرار الشّام)، ولم تكن هذه الجبهة تجمّعاً حقيقيّاً بمقدار ما يمكن تصويرها بهيئة تنسيقٍ لا أكثر، فالفصائل التي شاركت في هذه "الجبهة" لم تعلن ذوبانها في التّجمّع الجديد، بل حافظ كلٌّ منها على وجوده وقيادته وعمليّاته المستقلّة، بل وحتّى اسمه ورايته وشعاره إلى جانب ما يرمز إلى انضمامها إلى "الجبهة الإسلاميّة" ولم يعيّن أحد قادة الفصائل قائداً عامّاً عليها، بل جرى تقاسم المناصب بينهم، فغدا (زهران علوش قائد "جيش الإسلام" مسؤولاً عسكرياً، حسّان عبّود قائد "أحرار الشّام" مسؤولاً سّياسيّاً، محمّد عيسى الشّيخ قائد "صقور الشّام" مسؤولَ مجلس الشّورى...).

وقد اقتصر دور هذه "الجبهة" على حشد الفصائل المنضوية تحتها لقتال الدّولة الإسلاميّة في إطار الخطّة الشّاملة لصحوات الشّام التي نُفّذت في (صفر ١٤٣٤ هـ)، ونلاحظ أنّ الفترة الفاصلة بين إعلان "الجبهة الإسلاميّة" وبين إعلان الصّحوات الحرب على الدّولة الإسلاميّة لم تتجاوز الشّهر والنّصف (٩ محرّم إلى ٢٢ صفر)، وبعد تحقيق هذه الغاية من التّجمّع عاد كلٌّ من قادة هذه الفصائل ليعمل على هواه، وظهر جليّاً أنّ هذه الجبهة لا وجود لها إلا في البيانات التي تنشر على شبكة الإنترنت، وفي حين نجح قادة "أحرار الشّام" في ضمّ عدّة فصائل كانت ضمن "الجبهة الإسلاميّة" إلى صفوف حركتهم، بقي قسمٌ منها مستقلّاً وخاصّة من يتبعون طاغية الغوطة الشّرقيّة (زهران علوش)، بل وظهرت تصريحات من كلا الطّرفين ضدّ الآخر في عدّة مواقف، ومع هذا لا زالت أطراف هذه "الجبهة" تحافظ على اسم "الجبهة الإسلاميّة" في بعض بياناتها وعلى شعارها في وسائل إعلامها، ربّما بسبب مطالب الدّاعمين الذين شُكّلت "الجبهة الإسلاميّة" بالأساس بناءً على طلبهم وشروطهم لتقديم الدّعم. ثم تشكّلت "الجبهة الشاميّة" لتضمّ فصائل ريفي حلب الشّماليّ والغربيّ (في ربيع الأول ١٤٣٦ هـ) وذلك لتوحيد صفوفها في قتال الدّولة الإسلاميّة، دون أن يكون لهذا التّوحيد نتائج ملموسة على الأرض، بل وبقي كلٌّ من فصائل هذه "الجبهة" يعمل باسمه الخاص، ويحتفظ بسلاحه ومقرّاته وقيادته المستقلّة.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • ويمكننا تلخيص أهمّ البدع ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• ويمكننا تلخيص أهمّ البدع التي استحدثها أمراء الفصائل والفرق في الشّام، والتي أثبتت فشلها كلّها، وتبيّن للنّاس أنّها لم تكن سوى ألاعيب يخدع بها بعضهم بعضاً، أو هي طرقٌ لتحصيل الدّعم من الخارج، أو لفرض الهيمنة والوصاية على الدّاخل، بما يلي:

1- المجالس العسكريّة للجيش الحرّ:

في ظل التّكاثر اللّامحدود للكتائب المسلّحة التي أعلنت انتماءها للكيان غير الموجود في ساحة الواقع والمسمّى "الجيش الحرّ" (الذي أنشئ في شعبان ١٤٣٢ هـ)، وتزايد حالات الانشقاق من جيش النّظام النّصيريّ، وخروج ضبّاطٍ من رتبٍ عاليةٍ إلى خارج البلاد، وتأسيسهم كيانات قياديّة أعلى من الكيان الذي شكّله (العقيد رياض الأسعد)، من قبيل "المجلس العسكريّ الثّوريّ الأعلى" (في ربيع الأول 1433 هـ) بقيادة (العميد مصطفى الشّيخ) و"القيادة العسكريّة العليا المشتركة" (في شوال 1433 هـ) التي باتت فيما بعد تمثّل وزارة الدّفاع في "الحكومة المؤقّتة" التي شكّلها "الائتلاف"، وبالتّالي محاولة كلٍّ من هذه الكيانات الجديدة فرض سيطرتها على العمل المسلّح في الشّام -ومن ورائها طبعاً الدّول العربيّة والغربيّة الدّاعمة لها- عن طريق ربط كلِّ الكتائب والفصائل المقاتلة في مجالس عسكريّةٍ مناطقيّةٍ وإقليميّةٍ، بحيث يكون على رأس كلِّ مجلسٍ منها ضابطٌ منشقٌّ من جيش النّظام حصراً، وذلك مقابل أن تحصل الكتائب والفصائل بناءً على أحجامها وحجم نشاطها على الدّعم والتّمويل والتّسليح والتّذخير من تلك المجالس.

فكانت حقيقتها أطرافاً يخدع بعضها بعضاً، فالضّبّاط المشرفون على توزيع السّلاح والذّخيرة بكافّة مستوياتهم كانوا بالغالب فاسدين، حيث أنّهم انشقّوا حديثاً من جيش النّظام النّصيريّ، المعروف بفساد ضبّاطه فضلاً عن رِدّتهم، فكان هؤلاء الضّباط يبيعون السّلاح للكتائب التي تدفع رشىً أكبر لهم بغضّ النّظر عن حقيقة وجودها على الأرض وحجمها وطبيعة نشاطها، وبالمثل كانت أكثر الكتائب المنضمّة إلى هذه المجالس عبارةً عن تجمّعاتٍ شكليّةٍ ليس لها أيُّ تأثير أو نشاطٍ على الأرض، التي عُرفت بالاقتصار على تصوير بعض التّمثيليّات لمعارك مفتعلة، وإطلاقات الهاون التي لا يُعرف أين حدثت، وبناءً على هذا التّصوير تحصل على الدّعم والتّمويل.

ولكن رغم حقيقة هذا الوجود الشّكليّ لهذه المجالس، فإنّ الكتائب التي انضمّت إليها قد أوقعت نفسها في الرّدّة، بانضمامها إلى كيانات تعلن تأييدها لقوى طاغوتيّة مثل"المجلس الوطنيّ" و"الائتلاف الوطنيّ"، وكذلك إعلانها الموافقة على تبنّي الدّيموقراطيّة والعلمانيّة بعد إسقاط النّظام النّصيريّ.

ومع انخفاض وتيرة الدّعم العسكريّ المقدّم لهذه المجالس العسكريّة، وبظهور تجمّعاتٍ عسكريّةٍ تمثّل قوى لها وجودٌ قويّ على الأرض، وتحت تأثير حرب الدّولة الإسلاميّة عليها وبيانها لكفر تلك المجالس وردّتها، فقد اختفت المجالس العسكريّة تقريباً من السّاحة، بل واختفت أسماء أغلب الكتائب التي كانت منضوية تحتها.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟

فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

وحدك ولو تخلى عنك الجميع • قال الله عز وجل: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ ...

وحدك ولو تخلى عنك الجميع

• قال الله عز وجل: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا.. ﴾، هكذا كان الأمر الرباني واضحا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قاتل في سبيل الله ولو تخلى عنك الجميع وبقيت وحدك، تحمل هم الدين وتقارع به الكفرة المعاندين، فأنت لا تُكلف إلا نفسك، ولست محاسبا عمن نكل وانخذل، أو تراجع وبدّل، ومع ذلك حرّض المؤمنين، واحملهم معك في هذا الطريق الصعب الشاق المتعب، حتى ولو كان للكفار بأس، فإن الله تعالى سيكفيكم بأسهم إن استجبتم لأمره بقتالهم.

افتتاحية النبأ "واغزهم نغزك" 435
...المزيد

ليس الذلة أن يقتل المرء أو يعتقل، ولكن الذلة أن يعيش عاجزا عن تطبيق شرعة ربه في الأرض، والذلة أن ...

ليس الذلة أن يقتل المرء أو يعتقل، ولكن الذلة أن يعيش عاجزا عن تطبيق شرعة ربه في الأرض، والذلة أن ترى اليهود يسرحون ويمرحون بين ظهراني المسلمين وأنت صامتٌ لا تستطيع حراكًا، ومكبلٌ لا تستطيع فكاكًا، والذلة أن يتمكن الصليبيون وأعوانهم من بسط سيطرتهم وبناء قواعد لهم، ثم الانطلاق منها لقتل المسلمين ومحاربة الله ورسوله، والذلة أن ترى أخواتك وهن يصرخنّ من قهر السجان الصليبي وأنت مرتاح البال قرير العين!

• من كلمة صوتية بعنوان "فسيكفيكهم الله" للشيخ أبي مصعب الزرقاوي (رحمه الله تعالى)
...المزيد

فضائل القرآن 7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ ...

فضائل القرآن

7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ وَإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ ﴾ الآية
وقوله: ﴿ مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا ﴾ الآية.
عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟". رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليـه وسـلم لما أنزل عليه: ﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ﴾ إلى قوله: ﴿سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه.

فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب
...المزيد

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام • اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ...

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾، ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر، فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: ﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ﴾، قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله، وعن أنس بن مالك: القرآن، وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله، قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها"، فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع. ...المزيد

إنَّما العلم الخشية • والعلماء الذين ينفعهم علمهم هم الذين يورثهم علمهم خشية الله تعالى كما قال ...

إنَّما العلم الخشية

• والعلماء الذين ينفعهم علمهم هم الذين يورثهم علمهم خشية الله تعالى كما قال سبحانه:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [ فاطر - ٢٨ ]

والخشية هي الخوف المقرون بتعظيم الله عز وجل، فاجتمع فيهم العلم بالله والعلم بأوامره مع الخوف منه وتعظيمه سبحانه، ولذلك كان اللائق بهم أن يكونوا ألزم الناس لطاعة الله وأبعدهم عن معصيته، ومعرفتهم بالله تدعوهم إلى إخلاص العمل له فهو سبحانه الذي عنده حسن الثواب وهو الذي لا يوثق وثاقه أحد ولا يعذب عذابه أحد.

مقتَطَفاتٌ مِنْ سِلسلةِ "الطَّواغِيتُ وَمَشايخ السُّوء" -٢-.
...المزيد

أنْواع البُكاء • قال ابن القيم - رحمه الله - والبُكاء أنواع: ▪ 1 بكاءُ الرّحمة ...

أنْواع البُكاء


• قال ابن القيم - رحمه الله - والبُكاء أنواع:

▪ 1 بكاءُ الرّحمة وَالرّقة

▪ 2 بكاءُ الخوف والخشية

▪ 3 بكاءُ الفرح والسّرور

▪ 4 بكاءُ الحزن

▪ 5 بكاءُ النّفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوعَ وهو مِنْ أقسى النّاس قلبًا

▪ 6 البكاءُ المستعارُ والمستأجرُ عليه، كبُكاءِ النّائحة بالأجرة

▪ 7 بكاءُ الخور والضّعف

▪ 8 بكاءُ الجزع مِن ورودِ المؤلم وعدمِ احتماله

▪ 9 بكاءُ المحبّة والشّوق

▪ 10 بكاءُ الموافقة، وهو أن يرى الرّجل النّاسَ يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم

◾ بكاء النبي صلى الله عليه وسلم

وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية

[زاد المعاد من هدي خير العباد]

المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 459 - أنْواع البُكاء
الخميس 2 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

مع أي الجبهتين أنت؟! • وإن المطلوب اليوم من المنتسبين إلى الجبهة السنية هو تحرير وحسم الموقف ...

مع أي الجبهتين أنت؟!

• وإن المطلوب اليوم من المنتسبين إلى الجبهة السنية هو تحرير وحسم الموقف العقدي المنهجي من الرافضة، بصفتهم طائفة كفر وردة، وأن عداءنا معهم عداء ديني من جنس العداء مع اليهود والنصارى وليس مجرد صراع سياسي، وأن الحل معهم تبعا لهذا الموقف المنهجي هو القتال والجهاد، وليس التحالف تحت أي ذريعة كانت، خصوصا أن ما صرح به الطاغوت الرافضي يقطع كل الذرائع التي روّجوا لها من قبل، فالذي ظهر أن العداء الرافضي الحقيقي منصبٌّ نحو المسلمين، وليس ضد اليهود، وأن صراعهم مع اليهود لا يغدو كونه صراعا سياسيا تنافسيا على غزو المحيط السني العربي، وتقاسم خيراته وليست حرب وجود كالتي بينهم وبين أهل السنة.

من زاوية أخرى، فإن ما جرى أيضا هو من قبيل عدل الله تعالى في إقامة الحجج على الخلق، {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ}، فالموقف الرافضي طلّق التقية ثلاثا وصار يصدع بالعداء للمسلمين، حتى أدركه كل أهل الأرض عالمهم وجاهلهم.

والعجيب أن كل أعداء الإسلام يفاصلون أهله!، ويخيّرونهم بين فريقين لا ثالث لهما، فالصليبيون بالأمس قالوا على لسان طاغوتهم "بوش": إما معنا أو مع الإرهاب، والرافضة اليوم يقولون: إما جبهتهم وإما جبهة السُّنة، بينما المنتسبون للسُّنة يتفننون في الاندماج والتعايش والتماهي مع هذه المعسكرات المحاربة للإسلام، وليسوا على استعداد للاصطفاف خلف الراية السُّنية التي تميزت بقتالها لكل هذه المعسكرات الجاهلية، لكن لا مناص ولا مفر من الاختيار والتمايز، فالناس يصيرون إلى فريقين، إلى معسكرين، إلى جبهتين لا ثالث لهما؛ جبهة تسلم الراية إلى عيسى -عليه السلام-، وأخرى تسلمها إلى الدجال، فاختر من أي الجبهتين أنت.


المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 459
الخميس 2 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً