قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم ...

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١]، قال ابن حزمٍ رحمه الله: (صحَّ أنّ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنّما هو على ظاهره بأنّه كافرٌ من جملة الكفّار، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)، وقال أيضا: (فإنْ كان هناك محارِباً للمسلمين مُعيناً للكفّار بخدمةٍ، أو كتابةٍ فهو كافرٌ) [المحلّى]، فانظرْ وتأمَّلْ كيف عدَّ إعانة الكافر على المسلم بمجرد الكتابة كفراً مخرجاً عن الملّة؟!

وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: ٨]، وقوله سبحانه: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٤٠] فـالله سبحانه قد سوَّى في الحكم بين فرعون وبين جنوده، وأشركهم في العقاب.

ولذا فجنود هذه الأنظمة كفّارٌ مرتدّون وإنْ كانوا جهّالاً، فالصّحابة لمّا قاتلوا طوائف الرّدّة، قاتلوهم دون تفريقٍ بين جاهلٍ وغير جاهلٍ واستحلّوا دماءهم وغنموا أموالهم، واشترط أبو بكرٍ الصّديق على من تاب منهم أن يشهدوا على قتلاهم بالنّار.

بل إنّ جهل هؤلاء العساكر هو جهل إعراضٍ عن دين الله؛ فهم يرون الكفر والظّلم جهاراً نهاراً ثمّ لا يحرّكون ساكناً ولا يتخلّون عن شركهم ولا يفارقون صفّ الكافرين.

قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: ٢٢-٢٣].

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
...المزيد

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين ...

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين فتراتٌ عصيبةٌ من الاحتلال الصّليبيّ الأوروبيّ المباشر، الذي نشر الكفر والإلحاد وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنّسل.

ثمّ لم يخرج هذا الاحتلال الغاشم من بلاد المسلمين إلا وقد زرع وكلاء محليّين من العلمانيّين ونحوهم، الذين حكّموا في النّاس القوانين الوضعيّة الشّركيّة وعطّلوا الشّريعة، وحاربوا كلّ مَن سعى لإعادة أمجاد الأمّة، ومكّنوا أسيادهم الصّليبيّين واليهود من امتصاص خيرات بلاد المسلمين.

وصارت صورة الوضع القائم؛ حكامٌ طواغيتُ يحكمون البلاد بقوانين وضعيّة شركيّة، ويمكّنون الصّليبيّين واليهود في أراضي المسلمين ليُقيموا فيها قواعد عسكريّةً وشركاتٍ اقتصاديّةً، كما يتعاونون مع "مجلس الأمن" وكلّ دول الكفر في محاربة الإسلام تحت دعوى محاربة الإرهاب!!

وصاروا يطمسون معالم الدّين من التّوحيد والولاء والبراء والجهاد، وينشرون المنكرات والرّذائل ويستحلّونها من بنوك الرّبا ومنتجعات الزنا ودور الدّعارة.

وبسبب غياب الشّريعة وانتشار الفقر كثُر الفساد، وتفشّى الكذب والرّشاوى، وارتفعت نسبة الجريمة من سفك الدّماء والسّرقات.

وكلّ هذا الفساد ونحوه ما كان ليتحقّق لولا وجود جندٍ لهؤلاء الطّواغيت من الجيوش والشُّرَط والمخابرات، إذ إنّ أيّ دولةٍ لا يمكن أن تقوم أركانها إلا بالجند من الجيوش والشُّرَط.

ولا شكّ أنّ أيّ جماعةٍ جادّةٍ تسعى لتغيير هذا الواقع والإطاحة بهذه الأنظمة، لابدّ وأن تصطدم بتلك الجيوش والشرط، وأن يقع الاشتباك والقتال معها.

وقد عُلم أنّ أيّ جماعةٍ تنشد التّغيير دون إزالة هذه الجيوش وقتالها والعمل على تفكيكها هي جماعةٌ فاشلةٌ تصادم السّنن الكونيّة والشّرعيّة، بل وتكذب على الأمّة وتضلّلها.

ومن هذا المنطلق نازع مجاهدو الدّولة الإسلاميّة هذه الحكومات والأنظمة الطّاغوتية بالسّيف، وقاتلوا هذه الجيوش، وقتلوا أفرادها ومنتسبيها دون تفريق بينهم في العراق والشّام ومصر وتونس وليبيا والجزائر وخراسان وجزيرة العرب واليمن وغرب إفريقية وغيرها، فما شرعيّة جهاد هذه الجيوش والشّرط وقتل منتسبيها؟

• أولًا: كلّ حكومةٍ تحكم بغير ما أنزل الله فهي حكومةٌ كافرةٌ.

قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦].

قال الإمام المفسّر ابن كثير: (مَنْ ترك الشّرع المُحكَم المُنزل على محمدٍ خاتم الأنبياء عليه الصّلاة والسّلام وتحاكم إلى غيره من الشّرائع المنسوخة كَفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفرَ بإجماع المسلمين) [البداية والنّهاية]، والياسق هو كتاب التّتار الذي كانوا يحكمون به.

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
...المزيد

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة • التّأثيرات على المدى المتوسّط (حتى خمس سنوات)؛ بتعزيز ...

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة

• التّأثيرات على المدى المتوسّط (حتى خمس سنوات)؛ بتعزيز الإجراءات الأمنيّة عن طريق زيادة عدد رجال الأمن وتحسين تجهيزاتهم وتسليحهم، وضبط الحدود وزيادة الرّقابة والتّجهيزات على المعابر الحدوديّة والمطارات، الأمر الذي يقتضي تحويل جزءٍ كبيرٍ من دخل النّظام لصالح الجيش والقوى الأمنيّة وأجهزة المخابرات، وبالتّالي خفض الإنفاق على الخدمات، وزيادته لدعم الاقتصاد، ما يعني زيادة النّفقات، وانخفاض الإيرادات التي غالبها من الضّرائب بسبب تراجع الاقتصاد، وبالتّالي ظهور العجز في الميزانيّة، وهذا ما شاهدناه في أمريكا سابقاً، وفي فرنسا بعد العمليّات الأخيرة، فالمميّز في العمليّات الأخيرة أنّها جاءت بعد ١٠ شهور تقريباً من عملية استهداف (صحيفة شارلي إيبدو)، وبالتّالي اكتسبت تأثيراً مضاعفاً بأن أجبرت الحكومة الصّليبيّة على اتّخاذ إجراءات متوسّطة المدى تقوم على تعزيز أجهزة أمنهم بحوالي ١٠٠٠٠ عنصرٍ جديدٍ، وتعزيز أنظمة الرّقابة على الحدود، وتقليص سياسة الحدود المفتوحة مع دول الاتّحاد الأوروبيّ، وكذلك زيادة مشاركتها في التّحالف الصّليبيّ بإرسال حاملة الطّائرات (شارل ديغول)، ما يعني بالمحصلة تكاليف بمليارات الدّولارات خلال السّنوات القادمة.

التأثيرات على المدى البعيد (حتى عشر سنوات) باستنزاف موارد النّظام على الجيش والأمن وهي من القطاعات المستهلكة التي لا تعود بأرباح على الاقتصاد إلّا في حالاتٍ خاصّةٍ (كالتّصنيع، وتأجير الجنود للأمم المتّحدة)، ومع ضعف الاقتصاد النّاجم عن تراجع الدّعم الحكوميّ، سيقع النّظام في العجز الماليّ، ما سيدفعه إلى فرض المزيد من الضّرائب على النّاس، أو الاقتراض الخارجيّ بفوائدَ عاليةٍ، ما سيزيد من أعبائه الماليّة المستقبليّة باقتطاع جزءٍ هامٍّ من ميزانيّته السّنويّة لصالح سداد الدّيون، وبالتّالي زيادة الضّغط على حياة النّاس بتقليل الإنفاق على الخدمات والاقتصاد، أو بفرض ضرائب عليهم، أو بكليهما، وهذا الأمر له أهميّة خاصّة في الدّول الغربيّة ذات النّظم الدّيموقراطيّة، فهذا النّظام الشّركي الذي يقوم على جعل تشريع القوانين في يد زمرةٍ من الأشخاص، وذلك بناء على انتخاب النّاس لهم، يجعل ممّن بيدهم السّلطة وتشريع القوانين رهناً لإرادة من يوصلهم إلى مراكز القرار، وبالتّالي يخضعون إمّا لإرادة النّاخبين، أو لإرادة أصحاب الأموال الذين يدعمونهم في عمليّة جذب النّاخبين وخداعهم، ففي حين يلجأ الجمهوريّون في أمريكا -مثلاً- إلى إرضاء الشّركات الكبرى ورؤوس الأموال المستفيدة من الحرب كما فعل (جورج بوش الابن) طيلة سنوات حكمه التي قضاها في "الحرب على الإرهاب"، يتّجه الحزب الدّيموقراطيّ إلى إرضاء عوامّ النّاس المتضايقين من اتجاه الإنفاق الحكوميّ بعيداً عمّا يهمّ حياتهم اليوميّة، فالرّئيس الأمريكيّ الحاليّ (باراك أوباما) كان من أهمّ أسباب انتخاب الأمريكيين له وهزيمته للجمهوريّين مشروعه الانتخابي الذي ركّز فيه على إنهاء حرب العراق، والذي كان يتّفق مع استطلاعات الرّأي التي بيّنت حينها رغبة معظم الأمريكيّين في ذلك بعد الخسائر الكبيرة التي مسّت حياتهم اليوميّة من خلال توجيه قسمٍ كبيرٍ من نفقات حكومتهم إلى تغطية تكاليفها المتزايدة. وكان من أهم النتائج طويلة الأمد أيضاً العجز الأمريكيّ والغربيّ الظاهر عن الدّخول في أيّ معركة بريّة في بلاد المسلمين، وهو ما استفادت منه دولة الخلافة اليوم، حيث لم يتمكن التّحالف الصّليبيّ الدّوليّ من تحقيق نجاحٍ كبيرٍ على الأرض رغم شنّه أكثر من ٨٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ ضدّها، بالإضافة إلى التّغييرات الهائلة في الاستراتيجيّة الأمريكيّة حيال أراضي المسلمين.

فإذا نظرنا لهذه النّتائج المتحقّقة، أدركنا أهمية إدراج الأهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة الأمد في إطار التخطيط للعمليّات الأمنيّة التي تنفذها دولة الخلافة، فضلاً عن الأهداف المباشرة المتوقّعة منها، ولنا في عمل الدّولة في الموصل خير مثال، حيث ساهم استمرار العمل الأمنيّ فيها لعقد من الزّمان تقريباً، إلى سقوطها في أيام قليلة، فكلّ عبوة انفجرت، وكلّ رصاصة كاتم انطلقت، وكلّ استشهاديّ وانغماسيّ، كان لهم سهمٌ في السّقوط السّريع لها عند تطبيق خطّة الفتح.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة
...المزيد

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة • في الذّكرى العاشرة لغزوة (١١ سبتمبر) المباركة، نشرت ...

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة

• في الذّكرى العاشرة لغزوة (١١ سبتمبر) المباركة، نشرت جريدة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة تقديراتٍ إحصائيةً للخسائر الأمريكيّة جرّاء هذه الغزوة وتبعاتها في عشر سنواتٍ، هذه التّقديرات جاءت صادمةً، بسبب ارتفاع الأرقام المطروحة كتكاليف لهذه العمليّة، والتي قدّر الأمريكان أنها كلّفت المجاهدين أقلّ من ٥٠٠ ألف دولار بالمجمل، في حين قدّر باحثوهم الاقتصاديّون تكاليفها على اقتصادهم الكلّي بحوالي 3.3 ترليون دولار، أي ٧ مليون دولار مقابل كلّ دولار دفعه المجاهدون.

المميّز في التّقرير أنّ التّكاليف المباشرة لضربات سبتمبر (المتمثّلة بقيمة برجي التّجارة والمباني المحيطة بهما التي تعرّضت للتّدمير أو الأذى، والخسائر في التّجهيزات والمعدّات والدّمار الذي تعرّضت له البنى التّحتيّة، والتّكاليف الصّحيّة للمصابين، وتنظيف آثار الدّمار وغيرها) قُدّرت فقط بحوالي ٥٥ مليار دولار، ما يعادل (1.6%) فقط من إجمالي الخسائر فقط، في حين كانت التّكاليف الكبرى موزّعة على تعزيز الأمن الدّاخلي، والحروب الخارجية التي دخلها (جورج بوش) في خراسان والعراق، والتّبعات المتوقّعة لهذه الحروب من تعويضات وتكاليف الرّعاية الصّحيّة لجرحاها.

ويمكننا إدراك أهميّة هذه الأرقام إذا عرفنا أنّ هذا المبلغ المقدّر للخسائر الإجمالية (3.3 ترليون دولار) يعادل تقريباً كلّ نفقات الولايات المتحدة في عامي (١٤٢٢ و١٤٢٣) بما فيها من إنفاق على الجيش والأمن والتّعليم والنّقل والصّحة والأبحاث والتّطوير.

هذا النّموذج من تقدير الخسائر المحتملة من العمليّات الجهاديّة في عمق أرض العدوّ يقدّم بوضوح أسلوباً لتقدير آثار هذه العمليّات على العدوّ على المديَيْن المتوسّط والبعيد فضلاً عن المدى القريب، والتّأثير المباشر المتمثّل بخسائر العمليّات نفسها على العدوّ بشريّاً وماديّاً.

وقد ضربنا سابقاً بعمليّات الدّولة الإسلاميّة في تونس -مؤخّراً- مثالاً على هذا النّوع من التّأثيرات، وركّزنا فيها على السّياحة بسبب مكانتها الهامّة في الاقتصاد التّونسيّ وتأثيرها الكبير بذلك على حكومة الطّاغوت في تونس.

وكما تبيّن من تأثيرات عمليّات (١١ سبتمبر) فالخسائر متوسّطة وبعيدة المدى لتلك العمليّات فاقت الآثار المباشرة بـ ٩٨ ضعفاً تقريباً، وهذه التّأثيرات ستصيب كلّ بلدٍ يتعرّض لعملٍ أمنيٍّ، لكن يختلف حجم التّأثيرات ومداها بحسب حجم العمليّات ونكايتها واستمراريّتها، وبحسب طبيعة وشدّة استجابة النّظام فيه، وبحسب إمكانيات المهاجمين وقدرتهم على امتصاص صدمة الانتقام منهم، والاستمرار في توجيه ضربات متتابعة لعدوّهم.

ومن خلال استقراء تاريخ العمليّات الجهاديّة ذات الطّابع الأمنيّ، يمكننا معرفة الكثير عن آثار هذه العمليّات على الدّول المستهدفة ومنها:

التأثيرات المباشرة (خلال شهر من العمل)؛ وتتمثل بالخسائر البشريّة والماديّة التي تصيب العدوّ فور تنفيذ الهجوم، فالقتلى والمصابون من تأثير الهجوم أو من الاشتباكات التي تعقبه، والدّمار الحاصل في المباني والسّيارات والأجهزة وغيرها والتّخريب في شبكات الهاتف والكهرباء والماء والطّرق، كلّها تندرج في هذا الإطار.

والتّأثيرات على المدى القريب (حتى سنة من العمل)؛ مثل تكاليف الاستنفار الأمنيّ، وتكاليف معالجة المصابين، وتكاليف انقطاع الضحايا عن العمل، وهرب السّيّاح، وإغلاق الأسواق والمعامل والمدارس، وهبوط أسواق الأسهم، وفرض حالة الطّوارئ، وقد شاهدنا هذه الظواهر بُعيد العمليّات الأخيرة لجنود الخلافة، فعمليّة إسقاط الطّائرة الرّوسيّة في سيناء، أدّت لهروب أكثر من ١٠٠ ألف سائحٍ روسيٍّ من مصر، فخسرت السّياحة في مصر من جراء ذلك أكثر من مليار دولار، وتحمّلت روسيا تكاليف نقلهم الباهظة، وكذلك تعرّض اقتصاد حكومة الطّاغوت في تونس لخسارة فادحة تقدر بأكثر من ٢ مليار دولار من انهيار السّياحة بعد العمليّات المباركة في ساحل (سوسة) و(متحف باردو)، وكذلك فإن الاقتصاد الفرنسي سيتكلّف خسائر بمليارات الدّولارات حيث تساهم السّياحة بأكثر من ٧% من إجمالي ناتجها القوميّ، ويزورها أكبر عددٍ من السّواح في العالم، حيث قدّروا في العام الفائت فقط بـ ٨٣ مليون سائح، خاصّة أنّ العمليّات الأخيرة جرت قُبيل بدء موسم العطلات الموافق لأعياد النّصارى ورأس السّنة الرّوميّة.

وكذلك تؤدّي حالة القلق إلى هروب المستثمرين ورؤوس الأموال إلى مناطق أكثر أمناً، وخاصّة في حال استمرار حالة الخوف وانعدام الأمن، باستمرار العمليّات الجهاديّة، بدليل تراجع أسواق الأسهم والسّندات في الأيّام الأولى لكلّ عمليّة ثم تعود لتعويض خسائرها رويداً رويداً بل وتحقيق أرباحٍ في حال عدم استمرار العمليّات، وهذا ما حدث بعد كلٍّ من عمليّات أبراج نيويورك وقطارات مدريد ومحطّات قطار الأنفاق في لندن.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة
...المزيد

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن • وما إنْ وصل إلى رحاب الدّولة ...

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن

• وما إنْ وصل إلى رحاب الدّولة الإسلاميّة حتى استُقبل في أحد دور الضّيافة، مع بقية المهاجرين بانتظار دخول المعسكرات، وبعد ساعاتٍ فقط تطوّع في إحدى أصعب كتائب الدّولة الإسلاميّة وأشقّها تدريباً، ولا تستقطب إلا النّخبة من المهاجرين والأنصار، فينقطع المنتسبون إليها عن العالم من حولهم، ويتفرّغون لجهادٍ لا ينقطعون عن غزواته حتى يقتلوا، فأعضاؤها انغماسيون واستشهاديون، لكنّ أبا أويس عاد من الكتيبة بعد يومين اثنين فقط، فالفحوصات الطبيّة الخاصّة بالكتيبة أثبتت أنّ في كاحله إصابةً خفيفةً، فرُفض انتسابه إليها، فعاد حزيناً مهموماً إلى دار الضّيافة، وهو الذي كان يُمنّي النّفس أن يكون ممّن يطلّقون الدّنيا بما فيها نصرةً لدين ربّه، لكنّ الطّريق لا يزال ممهّداً أمامه لإكمال مشواره، فالدّولة الإسلاميّة لها جيوشٌ بدل الجيش الواحد، وباب الجهاد مُشرع لا يغلق حتّى قيام السّاعة، وبالفعل فقد دخل أبو أويس المعسكر الشّرعي، ثم أعقبه بالمعسكر العسكريّ، ليتخرج من تلك المعسكرات أسداً يتأهب للانقضاض على فريسته من نصيريّةٍ ورافضةٍ وصحواتٍ وملاحدةٍ..

تعرّض الشّهم أبو أويس إلى وعكة صحيّة جعلته يتأخّر عن رفقة زملاء جهاده لبضعة أيّام، لكنّه آثر الالتحاق بهم، رغم مرضه..

وهو يسير إلى آخر معاركه في هذه الحياة، وقف يودّع بعضاً من رفاقه، ثم ذرف دمعة وداعٍ وغادر، وكأنه يعلم أنّ موعد الفراق قد اقترب، لذا رفض حتّى أخذ دوائه وعلاجه، وحينما سُئل عن السّبب، قال:

وما حاجتي للدّواء في الجنان!!

غادر الشّاب النّبيل، بعدما كتب آخر كلماته، مخاطباً بها أمه، قائلاً:

"أمي حبيبتي: والله مهما وصفت اشتياقي لك، لن تفهمي كم أنا مشتاق لك! ربّما ستلومينني.. ربّما ستوبّخينني.. ربّما ستقولين إنك لم تحببني يوماً، وكيف تحبّني وقد ذهبت وأحرقت بذهابك كبدي!؟.. لكنّي أقول لك يا قرّة عيني إنّني ربّما أجزم أنّه ليس هناك ابن يحبّ أمّه كحبّي لكِ، لكن يا كبدي أجبت داعي الرحمن إلى الجهاد، وإلى نصرة هذا الدين، ولقاؤنا بإذن الله سيكون في جنّة عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين، منح الله فيها الدّرجات العليا للمجاهدين، فلو أجبتك بقعودي وحبسي عن الجهاد لفررت منّي يوم يفرّ المرء من أبيه، وأمّه وأخيه وصاحبته وبنيه، لكن يا فؤادي نفرت أطلب الشّهادة كي أشفع لكم بإذن الله، فدعواتك يا أرحم الأمّهات..

أمي حبيبتي.. الذي أريده منك اليوم أن تفخري وتفرحي وتضحكي لا أن تستحيي وتبكي وتحزني.. فأنا -بإذن الله- لم أخرج إلا في سبيل اللّه، وابتغاء مرضاة الله، وإعلاءً لكلمته.. وسأقول لك أبياتاً لطالما أنشدتها تحت مسامعك وأذرف الدّموع عند سماعها:

أمّاه لا تبكيني، أمّاه لن أعود ** أمّاه ودّعيني لجنّة الخلود
لا تحزني فإنّي عصفورٌ في الجنّات ** قولي للسائل عنّي ولدي حيٌّ ما مات
ولدي يشدو ويغنّي ولدي نبعُ البسمات ** لا أبكيه لكنّي أنتظر الفجر الآت.

أسأل الله أن يربط على قلبك يا أمّي، ويثبت فؤادك، ويرزقك صبراً جميلاً، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون".

ثم خاطب والده وأخاه وأخواته في كلماته الأخيرة تلك، قائلاً لهم:

"إذا قتلت فلا تحزنوا، بل كبّروا، وهلّلوا، وادعوا الله لي بالقبول، وتيقّنوا أنّ لقاءنا إن تقبّل الله عملنا وأحسن خاتمتنا، سيكون في الفردوس الأعلى بإذن الله، مع النّبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأخيراً أودعكم وأقول لكم: الملتقى الجنة".

غادر أبو أويس ولم يلتفت خلفه، وهو يدخل أول وآخر معاركه التي قاتل فيها حتى قُتل، ولا يزال إخوانه يتذكّرون تلك النّظرة الأخيرة التي رمق بها أصحابه ورفاقه، ممّن بقوا خلفه، والتي ختمها بابتسامة وضحكة، ليقهر بها غصّة وحسرة الفراق ووجعه وليبشّرهم ويغريهم بحسن الختام.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
قصة شهيد:
أبو أويس الأمازيغيّ
من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن
...المزيد

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن • هداه الله إلى معرفة طريق ...

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن

• هداه الله إلى معرفة طريق الحقّ فاتّبعه ولم يتّبع السّبل.. فأصبح مداوماً على الصّلاة، وأصبح القرآن رفيقه بعدما حفظه، فكان يختمه في رمضان سبع مرّاتٍ على الأقلّ، ثم درس العقيدة حتّى فقهها..

تولّى شؤون البيت، من ضمنها المطبخ وأمور التّنظيف، فتداعيات السّنين تمنع والدته من القيام بالمهمّة، وأخواته قد تزوّجن، فحرص على القيام بخدمة والديه وشقيقه الصّغير بنفسه، فكان بارّاً بهما، ما جعله ينقطع أحياناً حتّى عن لقاء أصحابه وأبناء حيّه، الذين أحبّوه وحرصوا على رفقته وتفقّده، فهو ذو طباعٍ حسنةٍ، وأخلاقٍ حميدةٍ، ومراسٍ سهلٍ، ما جعل له قائمةً طويلةً من الأصدقاء والأحباب..

حينما ظهرت الدّولة الإسلاميّة أحبّها ونصرها على مواقع التّواصل الاجتماعي، فكان يذود ويدافع عنها بشراسة، حتّى أصبح كلّ حلمه الهجرة إليها، وأن يجعله الله أحد جنودها..

إنّه أبو أويس الأمازيغيّ، شابٌ بسيطٌ، تجاوز عقده الثّاني بربيع، دخل الجامعة، بعد حصوله على معدلٍ جيّدٍ في (البكالوريا)، وقُبل في كليّة الإعلام والاتّصال، لكنّ أمراً عظيماً جللاً كان يشغله، جعله ينتفض تاركاً جامعته، ومغادراً دراسة الإعلام وأحلامها، بل وزاد على ذلك ترك والديه وهجر أشقائه وأصحابه، فهو يرى أمته تذبح من الوريد إلى الوريد، وقد تكالب عليها القريب والبعيد، فلا بدّ أنْ يهجر كلّ شأن يؤخّره عن الجهاد، حتّى وإن كان أمّه وأباه، وأخته وأخاه، فركب أمواج الصّعاب، وخاض المنايا، وسعى نحو الحتوف، فما عاد عيشٌ له يطيب، فموتٌ يتخطّفه في عزٍ خيرٌ عنده من حياةٍ يعيشها كالبهائم.

حاول أن يسبق أصحابه في الهجرة والنّفير، لا سيّما أنّ لكلّ واحدٍ ممّن اتفق معهم على الهجرة عقباتٍ وموانع كثيرةً، تماماً مثلما كان هو، لكنّ أبا أويس كانت همّته أعلى، فدفعته ليتخلّى عن كلّ شيءٍ، عدا أمر دينه ونصرته، فاستعدّ للهجرة، وبات جاهزاً للنّفير قبل غيره، رغم الحمل الثّقيل الملقى على عاتقه، لكنّه كان يدرك أنّ من سيتخلى عنهم من أهلٍ وإخوة سيكونون في كفلٍ من الله الذي لا تضيع ودائعه، وأنّ خدمته لدينه يجب ألّا تؤخرها دراسةٌ أو علمٌ دنيويّ أبداً، بل رأى أنّ السّنان يشفي غليله أكثر من الأقلام، وهو يشاهد صغار المسلمين يُدفنون تحت أنقاض بيوتهم التي يهدمها قصف الصّليب وبراميل الموت النّصيريّة والرّافضيّة على رؤوسهم..

كان حلمه وأمنيته أن يدخل دار الخلافة ليجاهد في سبيل الله، وأن يصطفيه الله في أوّل غزوةٍ له فحبّه للشّهادة لا يوصف فسعى لنيلها بجدٍ واجتهاد، وكان يدعو الله أنْ يرزقه إيّاها في صلاته، وفي سجوده، وحين أكله -حسب قول أهله- فكان يردّد بلهجته الجزائريّة: "يا خو شحال مليحة غير تلحق تقتل..."، أي ما أجمل أن تُقتل فور وصولك أرض الجهاد!

لم يكن يطيق الانتظار، فلقد أحبّ لقاء ربّه أشدّ الحبّ، وحينما يمازحه أصحابه عن الزّواج، كان يردّ بغضب:

"نحن مقاتلون، فلِمَ نتزوّج ووراؤنا الحور العين"؟!

كان أبو أويس كلّما رأى إصداراً للدّولة الإسلاميّة صاح بأصحابه غضباً "كلّ النّاس هاجروا إلّا نحن"، فكان يتحسّر ويأسف على حاله وحال أصحابه، وما كان يمنعه إلا المال، الذي كان يسعى للحصول عليه، ليسلك درب الهجرة والنّفير، ففتح الله له فتحاً عجيباً، ورزقه من حيث لا يحتسب، وسخّر له المال والطّريق، فهاجر الشّاب قبل صحبه وأصدقائه، ممّن عاهدهم على النّفير، فيسّر الله له أمر الوصول إلى دولة الإسلام في غضون أيامٍ قليلةٍ، في رحلةٍ لا تعب فيها ولا نصب، لا يعكّر صفوها إلا فراق الأهل والصّحب والخلّان، وما عبارته التي كان يُكثر من ترديدها: "والله إنّ طريقي كانت كرحلة سياحيّة" إلّا دليلٌ على يُسر هذه الرّحلة، لكنّه كان يغبط بقيّة المهاجرين ممّن كانوا يتحدّثون عن تفاصيل هجرتهم المضنية، وصِعاب طريقهم الشّائك، فهو يرى في تلك الصّعاب مزيداً من الأجر، وتقرّباً أكثر إلى ربّ العباد.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
قصة شهيد:
أبو أويس الأمازيغيّ
من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن
...المزيد

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة • سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه ...

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة

• سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه وتدبيره، حتّى لا تختلف الكلمة ويتفرّق الصّفّ، ما دام الأمر رأياً أو مسألةً اجتهاديةً أو له وجهٌ من الشّريعة وليس معصيةً بحتةً، وما دمت تطلب الأجر فإنّ الأجر في السّمع والطّاعة ما لم يُخالف الشّرع.

لا تكتمْ عن أميرك أمراً ترى في ذكره مصلحةً شرعيّةً كفساد على المجموع، فإنّ إخباره من النّصح وعكسه من الغشّ، وليس هذا من الغيبة المحرّمة ولا النّميمة المذمومة، شرط أن يكون ما ترفعه قد ثبت عندك بيقينٍ أو غلبة ظنٍّ، قال النّوويّ: "فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها، وذلك كما إذا.... أخبر الإمام، أو من له ولاية بأنّ إنساناً يفعل كذا، ويسعى بما فيه مفسدةٌ، ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته، فكلّ هذا وما أشبه ليس بحرامٍ، وقد يكون بعضه واجباً، وبعضه مُستحباً على حسب المَوَاطن".

وإيّاك وأنْ تكون خائناً أو أميناً للخونة، فقد كان يُقال: "كفى بالمرء خيانةً أنْ يكون أميناً للخونة".

قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 83].

أبو حمزة المهاجر تقبّله الله وزير الحرب (سابقا) في الدّولة الإسلاميّة


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة
...المزيد

• إِلى الشُّجعانِ في بَرنُو: إلَى الشُّجعَانِ في بَرنُو ** إلَيهِم كَم فَتَى يَرنُو أسُودُ ...

• إِلى الشُّجعانِ في بَرنُو:

إلَى الشُّجعَانِ في بَرنُو ** إلَيهِم كَم فَتَى يَرنُو
أسُودُ الحَربِ فُرسَانٌ ** وَكَم مِن مُعدَمٍ أغنُوا
وَفِي الإنفَاقِ إخوَانِي ** كِرَامٌ مَا لَهُم مَنُّ
رِجَالُ الحَقِّ إخوَانٌ ** لِكُلِّ الخَيرِ هُم عَونُ
مَعَ الإخوَانِ فيِ ذُلٍّ ** علَى الطَاغُوتِ مَا حَنُّوا
وَعِندَ الزَّحفِ أبطَالُ ** تَرَاهُم خِلتَهُم جُنُّوا
وَفيِ الغَارَاتِ إن بَانُوا ** كَأنَّ النَّازِلَ الجِنُّ
وَحَزُّ الرَّأسِ إن يَبدُو ** وَفيِ الحَزِّ لَهُم فَنُّ
رَأينَا فِيهُم التَّقوَى ** وَأهلَ الكُفرِ قَد أنُّوا
ذَوِي التَّوحيدِ فِي عِزٍّ ** وَأمَّا الكُفرُ لَن يَدنوا
أقِلُّوا اللَّومَ يَا قَومِي ** فَإنَّ القَومَ لَم يَجنُوا
أقَامُوا الشَّرعَ فِي أرضٍ ** عَلاَهَا الكُفرُ مَا ضَنُّوا
سَلاَمُ اللهِ إخوَانِي ** وَفِيكُم يُحسَنُ الظَنُّ

• نَظَمَها حَفيدُ أُسامَةَ - وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى -
...المزيد

فشل قوات الصليبيين في إفريقية القوات الصليبية التي تقاتل جنود الخلافة في الكونغو لم تفشل في ...

فشل قوات الصليبيين في إفريقية

القوات الصليبية التي تقاتل جنود الخلافة في الكونغو لم تفشل في حماية النصارى فحسب، بل صارت هي أيضا موضع استنزاف كبير على المستوى العسكري والاقتصادي والنفسي، خصوصا مع حرب الكر والفر في الغابات الواسعة، والتي ترهق أقوى الجيوش النظامية تسليحا وإمكانيات، ولذلك، لم يكن أمام القوات الكونغولية الصليبية إلا أن تستعين بقوات خارجية أكثر تدريبا وخبرة من قواتهم المتهالكة، خصوصا الأوغندية، غير أن النتيجة واحدة: فشل واستنزاف مستمرَّين بفضل الله تعالى.

افتتاحية النبأ "الجهاد في الكونغو" 448
...المزيد

مواقف من ثبات الصحابة • أولئك أصحاب محمد ﷺ كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً ...

مواقف من ثبات الصحابة

• أولئك أصحاب محمد ﷺ كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ﷺ كانوا على الهدى المستقيم وربِّ الكعبة.

"فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، إن التشبه بالكرام فلاحُ"

- بلال بن رباح:
كان أمية بن خلف يُخرج بلالاً رضي الله عنه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، قال ابن كثير: "كان بلال رضي الله عنه يأبى عليهم ذلك وهم يفعلون به الأفاعيل، حتى أنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر، ويأمرونه أن يشرك بالله فيابى عليهم وهو يقول: أحدٌ أحد، ويقول: والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها رضي الله عنه وأرضاه".

- خباب بن الأرت:
خباب بن الأرت رضي الله عنه أسلم ولم يبلغ العشرين من عمره، وهو من السابقين الأولين في الإسلام، إذ كان سادس ستة أسلموا على ظهر الأرض، وكان رضي الله عنه مولى لأم أنمار بنت سباع الخزاعية، فلما علمت بإسلامه عذبته بالنار، وكانت تأتي بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره ورأسه، ليكفر برسول الله ﷺ ويرجع عن إسلامه، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانا، وكذلك كان المشركون يعدبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفاها إلا شحم ظهره.. ولما اشتد تعذيب المشركين له رضي الله عنه ولغيره من المسلمين المستضعفين ذهب إلى النبي ﷺ يشكو إليه ويطلب منه الدعاء له ولأصحابه فقال: (شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [رواه البخاري].

- عثمان ابن عفان:
روی ابن سعد في الطبقات عن محمد بن إبراهيم بن حارث التيمي قال: "لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدَثْ؟ والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين، فقال عثمان والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه، فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه".

- خالد بن سعيد بن العاص:
روی ابن سعد عن عمرو بن شعيب قال: "كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص ثالثاً أو رابعاً، وكان ذلك ورسول الله ﷺ يدعو سرا، وكان يلزم رسول الله ﷺ ويصلي في نواحي مكة خالياً، فبلغ ذلك أبا أحيحة فدعاه فكلمه أن يدع ما هو عليه، فقال خالد لا أدع دين محمد حتى أموت عليه... ثم أمر به إلى الحبس، وضيق عليه وأجاعه وأعطشه، حتى لقد مكث في حر مكة ثلاثاً ما يذوق ماء).

- الزبير بن العوام:
عن أبي الأسود قال: "أسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين، وهاجر وهو ابن ثمان عشرة، وكان عمه يعلقه في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول: ارجع إلى الكفر، فيقول: الزبير لا أكفر ابدا" [رواه الطبراني]

- عمار بن ياسر وأمه:
عن عمر بن الحكم قال: "كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول". وفي السيرة النبوية لابن هشام "سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة على الإسلام وهي تأبى حتى قتلوها وكان النبي ﷺ يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: (صبراً يا آل یاسر فإن موعدكم الجنة). وسمية رضي الله عنها هي أول شهيد في الإسلام، قال ابن حجر: "أخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر"، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "قال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: أول شهيد كان في الإسلام إستشهد أم عمار (سمية) طعنها أبو جهل بحربة في قُبُلها".
...المزيد

تعلموا أمر دينكم (3) • ثانياً: طاغوت الحكم: وهو كل ما تُحُوكِم إليه من دون الله من دستور شركي ...

تعلموا أمر دينكم (3)

• ثانياً: طاغوت الحكم:
وهو كل ما تُحُوكِم إليه من دون الله من دستور شركي أو قانون وضعي أو حاكم بغير ما أنزل الله، سواء كان سلطاناً أو قاضياً أو غيرهما، ودليل ذلك قوله تعالى: { يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ } [النساء: ٦٠]، وقوله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: ٥٠].


• ثالثاً: طاغوت المتابعة:
ومثاله متابعة علماء السوء في تحليل الحرام وتحريم الحلال، وتشريع أحكام الطواغيت من الديمقراطية والقوانين الوضعية، ولا بدّ أن يعلم المرء أنّ التشريع من خصائص الله جلّ وعلا، قال تعالى: { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ } [النحل: ١١٦]، وقوله تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } [التوبة: ۳۱]، وقد جاء في تفسير هذه الآية أن الأحبار والرهبان أحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله فبهذا اتخذهم الناس أربابا من دون الله.

• والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة:
1- الشيطان.
2- الحاكم المغيّر لأحكام الله، ومثله المشرّع.
3- الحاكم بغير ما أنزل الله.
4- الذي يدّعي علم الغيب من دون الله.
5- الذي يُعبد من دون الله وهو راضٍ بذلك.

- كتاب: تعلموا أمر دينكم صادر عن ديوان الدعوة والمساجد سلسلة (3)
...المزيد

غريب القرآن - سورة غافر • { مِنْ بَأْسِ اللَّهِ } عذابه. • { مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ...

غريب القرآن - سورة غافر

• { مِنْ بَأْسِ اللَّهِ }
عذابه.

• { مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ }
يعني: مثل عذاب الأمم الخالية.

• { يَوْمَ التَّنَادِ }
يوم القيامة، ينادي أهل الجنة أهل النار
وأهل النار أهل الجنة والناس ينادي بعضهم بعضا.

• { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ }
مثل حال.

• { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ }
يعني عن النار، أي فارين غير معجزين الله.

• { مِنْ عَاصِمٍ }
أي: من ناصر.
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً