دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود • غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي ...

دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود

• غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي طريقة فرعون وعاد وثمود وأضرابهم من أمم الكفر البائدة، حتى قالوا مقولتهم: "مَن أشدّ منا قوة؟" ولكن بألفاظ وعبارات عصرية مختلفة، من قبيل "الدول الكبرى" و"القوى العظمى" وغير ذلك من ألفاظ وأوصاف التفخيم والتبجيل لدولهم وجيوشهم، فتستروا خلف هذه الألفاظ يتحدّون العزيز القهّار سبحانه.


[ إفتتاحية النبأ - وجعلنا لمهلكهم موعدا - العدد: 444 ]
...المزيد

أعظم الأخوّة • لا أخوة أعظم من أخوة الإيمان، فهي الرابطة المتينة التي جمع الله بها بين الذين ...

أعظم الأخوّة

• لا أخوة أعظم من أخوة الإيمان، فهي الرابطة المتينة التي جمع الله بها بين الذين رضي عنهم من خلقه فقال: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..)، وشبهها نبيه بالبنيان فقال: ( إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) [ متفق عليه ]، قال ابن رجب: ويفهم من تشبيكه: أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح، وأخوة الإيمان.

[ إفتتاحية النبأ - يشد بعضه بعضا - العدد: 438 ]
...المزيد

إنَّ لها ما بعدها - بإذن الله تعالى - • ويا جنود الإسلام وأنصار الخلافة في كل مكان، كثفوا ...

إنَّ لها ما بعدها - بإذن الله تعالى -

• ويا جنود الإسلام وأنصار الخلافة في كل مكان، كثفوا الضربات تلو الضربات واجعلوا مراكز إعلام أهل الكفر ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف، فمن لكعب بن الأشرف وحمالة الحطب، من لعلماء السوء ودعاة الشر والفتنة، فواصلوا جهادكم وعملياتكم المباركة، وإياكم أن يهنأ الصليبيون والمرتدون في عقر دارهم بلذيذ عيش وطيب مقام، وإخوانكم يذوقون القصف والقتل والدمار.


[ الشيخ المجدد: أمير المؤمنين أبي بكر الحسيني البغدادي - تقبله الله تعالى - ]
...المزيد

انتكاس الفطرة بتقديم العقل على النقل • ومن نتائج انتكاس الفطرة أيضا: تقديم العقل على الشرع، ...

انتكاس الفطرة بتقديم العقل على النقل

• ومن نتائج انتكاس الفطرة أيضا: تقديم العقل على الشرع، وجعله "مصدرًا للتشريع" بدلا من التكليف! فما وافق العقل أخذ به المنتكسون وإلا أعرضوا عنه، فالحسن ما استحسنته عقولهم، والقبيح ما استقبحته دون اعتبار لأمر خالقهم وخالق عقولهم التي يقيسون بها! والذي لم يشرّع في دينه - مطلقا - ما يناقض العقول السليمة، إلا عند ذوي الأفهام السقيمة من المجادلين والمعاندين، وما أكثرهم في هذا الزمان!

[ إفتتاحية النبأ - الحرب على الفطرة - العدد: 445 ]
...المزيد

من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى ...

من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا

قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى الألباب، فتلك بيوتهم خاوية وقد غدت أثرًا بعد عين وأطلالا لا حياة فيها ولا حراك، كما قال تعالى: { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ }، قال ابن كثير: "أي: وهؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك المكذبين، فلا يرون فيها أحدًا ممن كان يسكنها ويعمرها، ذهبوا منها، ( كأن لم يغنوا فيها ) كما قال: ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا).. ولهذا قال هاهنا: ( إن في ذلك لآيات ) أي: إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حلّ بهم.. لآيات وعبر ومواعظ ودلائل متظاهرة".

[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ • فخليق بالمُستقي أن يقصد هذا المنهل العذب الفياض بالعبر، ...

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ

• فخليق بالمُستقي أن يقصد هذا المنهل العذب الفياض بالعبر، فكما تقدم، فإن الاختبار والابتلاء متحقق لا محالة، وما اللاحقون بمنأى عما طال سابقيهم، فلذلك كان الصبر والثبات عند الخطب، أساس كل تقدُّم للأمام، والجاهزية على البناء ثم تنظيم الجماعة وتجميع ما بين الأيدي وترك السعي خلف ما سقط، ففي الموجود شغل عما فات، ثم إذا استتب الأمر أو بدت بوادره، يبدأ طلب ما تهاوى، بما كان أصلح للحال بعيدا عن اختلافات الناس، فقد يركن البعض للواقع ويتراجعوا عن التكرار خوفا من العواقب إذ قد دارت بهم الدائرة، وهنا فلعزم الأمير وروح القائد الدور في التعايش مع ما حل وتوطين النفوس بالتبشير والتحفيز بهمة دافعها: لا تيأسوا من روح الله.

وهو ما رأيناه في حال الدولة الإسلامية بعدما عتت عليها بوائق الدهر، واشتدت عليها الحملة الصليبية الرافضية في العراق، وانقلبت فصائل الصحوات من قتال العدو إلى القتال معه، حتى اضطر المجاهدون للانحياز من أغلب المناطق وخلت منهم المدن، لكن لم تخلُ قلوبهم من اليقين بالله، فقد احتووه واحتواهم قبل الصحاري والقفار، ولم ييأسوا من روح الله، وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما هي إلا سنوات حتى أعادوا ترتيب صفوفهم ولملموا شتاتهم، وأعادوا الكرة على عدوهم فكانت أمضى وأشد من ذي قبل، حتى أثمرت هذه المحنة دولة إسلامية سرعان ما غدت دولة خلافة على منهاج النبوة قامت وعلى التوحيد استقامت، بعد سنوات من التمحيص والأذى وتكالب الأعداء.

وإلى زماننا هذا الذي نعيش فيه كل يوم وقائع السيرة النبوية محنة ومنحة، ونحيا فصولها على الأرض في الولايات والساحات، وما زالت عجلة الجهاد تدور، وما زالت حرب الاستنزاف ضد قوى الكفر العالمي مستمرة لا تتوقف، حتى إذا ما حانت الفرصة وتهيأت أسبابها، وجد الكفار أمامهم ما كانوا يحذرون، فالأصل ثابت والحمد لله، والبناء والارتقاء متواصل وإن تأثر أو تعثر أو تأخر أحيانا، والمحن تصقل النفس وتزيد البأس، وتنمي الخبرة والمراس، والصفوف تصفو والقلوب تزداد تعلُّقا بخالقها سبحانه، والجند لا تيأس من روح الله؛ فرَجه ورحمته { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }.


• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ • لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها ...

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ

• لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها صابرا محتسبا فيرفعه بها مولاه، وهذه هي حقيقة الدنيا دار امتحان واختبار، قبل الرحيل والمقر في دار القرار، ولم يكن لأحد أن يُرفع دون أن يُفتن، ولا أن يُمكَّن قبل أن يُبتلى، سنة الله في الأولين والآخرين.

وما عُرف صدق العزم يوما باللسان، بل هو بالجوارح ليُثبت ما قيل ووقر في الجَنان، أما مجرد القول بغير عمل؛ فمذموم منقوص بل هو من علامات النفاق كما قال الله تعالى: { مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ }، وقال: { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }، ومن الناس من يعمل ويمتثل حال الرخاء والدعة، ووقت الشدة يرجع القهقرى قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }، أو إذا لاقى أذية في سبيل الله تراجع وفر حتى إذا جاء النصر عاد يُذكِّر بما خلا ومضى من حاله الأول، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ }.

وأما طريق الصالحين فلا بد فيه من فتنة ثم تمكين قال تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }، وما كل ذلك إلا { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }، { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ }، { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ }.

إذن، قد تصاب خيل المسير بكبوة في ميادين الجهاد والدعوة، وقد ينال صرحَ المؤمنين ما يناله، في مدار الفتنة والتمحيص قبيل التمكين، لكن سرعان ما تكمل الخيل مسيرها، ويكتمل الصرح ويشمخ البنيان، ولنا في سيرة النبي وصحابته الأسوة والقدوة، ولنا في الهجرة خير مثال، فخروج الرسول - ﷺ - من مكة إلى المدينة مع صاحبه الصديق متخفيا متسترا، وفكره يجول في مكة يسأل عن أحوالها ومن بقي فيها من أصحابه، تلاحقهم وتلاحقه الركاب والعيون، حتى لحقه أغلب الأصحاب، زادهم ما وقر في القلوب من الإيمان والتقوى؛ وهما العدة والزاد الأنفع، فكان في هجرته - ﷺ - وصحابته الصبر على الأذى والتعذيب وفراق الأهل وفقدان البيت والمال وغيرها من صنوف العذاب، ومع ذلك لم ييأس الصحابة مما أصابهم وما ضعفوا وما استكانوا، بل شيَّدوا بقيادة النبي - ﷺ - أعظم دولة عرفها التاريخ، بنوها على جماجمهم وسقوها دماءهم بعد أن أقاموا أصولها وقواعدها على التوحيد الخالص.

وفي سيرته - ﷺ - القبسُ للمتأسي، إذ كان منارا لعلو الهمة لا يفتر ويقول: (لوددت أنّي أغزو في سبيل اللّه، فأقتل، ثمّ أغزو، فأقتل، ثمّ أغزو، فأقتل)، صادق العزيمة إذ قال: (لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي)، متوكلا على الله لم ييأس من رَوحه، يُطمئن من حوله بقوله: (واللّه ليتمّنّ هذا الأمر)، ثم ما لبث أن أعطى للتاريخ نوره الأسطع وعبيره الأزكى، في أكمل السير وأنفع الأثر على الإطلاق.

ولم تقف وثبات الإسلام بعد النوازل عند ما سبق، فلا شك أن أشد مصاب حل بأمة الإسلام هو وفاة الرسول - ﷺ -، النبي المرسل والقائد المسدد؛ حيث اهتزت دولة الإسلام بعد وفاته واضطربت صفوف المسلمين وارتد أكثر العرب، مصيبة دهماء ونازلة كبرى ثبت لها أبو بكر رضي الله عنه، وثبّت من حوله وبث فيهم روح القتال وهيأهم للقادم موقنا بنصر الله وفرجه غير يائس من روح الله، ثم مضى بمعية الله ثم عزمات مَن سمعوا له وأطاعوا، ليفتح صفحة من الفتوح والأمجاد، كانت سببا في حفظ الإسلام وبقاء رايته خفاقة إلى يومنا.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

ليست مجرد كلمات! • عندما اشتد التعب بفاطمة - رضي الله عنها - واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم ...

ليست مجرد كلمات!

• عندما اشتد التعب بفاطمة - رضي الله عنها - واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم علّمها كلمات، وعندما اشتكى رجل للنبي - ﷺ - وطأة دَينه وفاقته علّمه كلمات، واشتد غضب الله على النصارى لكلمات قالوها بأفواههم، حتى إنّ السماوات كادت أنْ تنفطر، وتنشقّ الأرض، وتخرّ الجبال هدّاً من قولهم القبيح الذي قالوه، حيث إنهم ادّعوا أنّ الله اتخذ ولداً، تعالى الله عما يشركون وعندما خاف الناس من تحزّب الأحزاب، أثنى الله على ثبات المؤمنين قولهم حسبنا الله: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: ١٧٣]. فلم تكن كلماتهم مجرد كلمات، وإنْ كانت كذلك في ميزان البشر المادي.

وعندما تتحزّب الأحزاب لقتال الدولة الإسلامية، ويهول الناظرَ عظيمُ ترسانتهم، وشديد فتك أسلحتهم، ويُسأل رجال الدولة الإسلامية: بماذا ستقاتلون هؤلاء؟ فيقولون: بالكتاب والسنة، فيظن الظانّ أنّ ما بين دفتيهما مجرد كلمات، لكنها ليست كذلك، ليست مجرد كلمات، لأن كلام الله هو كلام الجبار وحبله المتين، من تمسك به انتصر وفاز وظفر.

وانظر إلى قوله تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: ١٧٣].

انظر إلى هذه الآية الكريمة، فالمؤمنون لم يقولوا هذا فقط، بل فقد استعدوا لما تتطلبه المعركة استعدادا ماديا وعسكريا، لكن هذا القول ذكره الله لأهميته في حسم المعركة لصالح المسلمين، إذن فالكلمات التي نقولها في ميزان الشرع ليست مجرد كلمات، وليس الدعاء مجرد كلمات، بل هو سبب لقرع أبواب السماء، لقد دعا يوماً نوح فأمطرت السماء حتى أغرقت الأرض بالماء، ولم تترك من الكافرين ديّاراً.

ولو تنظر في القرآن الكريم مليّاً، فسوف تجد كثيرا ما تتكرر كلمة: (قال)، لأهمية القول.

فبعد كل هذا إذا ما جاءت أنباء تحزب الأحزاب على الدولة الإسلامية فقل: حسبنا الله ونعم الوكيل ولا تظنّنّ - أيها الحبيب - أنها مجرد كلمات لعل الله يمنّ علينا كما منّ على الصحابة، فتكون عاقبة أمرنا كما كانت عاقبة أمرهم، إذ قال تعالى: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [آل عمران: ١٧٤].

بل كانت وصية الله للمؤمنين إذا لقوا الكافرين بأن يذكروا الله كثيرا، حيث قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال: ٤٥]، فقد أوصاهم بذكره، ووعدهم بالفلاح، فذكر الله سبب النصر، ألا وهو الذكر وليس الذكر مجرد كلمات.

فعندما يسلّ الناس أسيافهم من أغمادها علينا أنْ نسبقهم بأنْ نخرج قلوبنا من غفلتها، وأنْ نطلق ألسنتنا بدعاء الله وذكره، ولله درّ ذلك القائد المسلم الذي تفقد خيم الجند في الليل، فسمع الجند يذكرون الله، فقال: من هنا يأتي النصر! نعم من هنا يأتي النصر! فلتكن ليالينا كلياليهم، نحييها بذكر الله، والصلوات والمناجاة، وتكثر فيها السجدات، فوالله لسبابة تتحرك بدعوة الله لهي أشد على الأعداء من كل أنواع السلاح، ولتكبيرات الانغماسيين في الاقتحامات لهي أكثر فتكا ورعبا في قلوب الكافرين.

فيا أيها الحبيب... إننا اليوم بحاجة لك، فلا تقصّر مع المسلمين فيما تملكه بين جوانحك، فلا تجعل لسانك يفتر عن الدعاء، ولا تستكثر على المسلمين من رفع الغطاء عنك في ليلة الشتاء البارد، لتعزم على قرع أبواب السماء في الأسحار، ولتكن بيوتنا سببا للنصر والفتح بكثرة الذكر، ذلك ما أوصيك به ونفسي، لعل الله ينفع بك وبي، ويجعلنا سببا لنصر المسلمين، هذا والحمد لله رب العالمين.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

"الإخوان والسرورية لا يؤتمنون على الجهاد" وبناء على ما سبق يمكننا إدراك حقيقة النظرية السياسية ...

"الإخوان والسرورية لا يؤتمنون على الجهاد"

وبناء على ما سبق يمكننا إدراك حقيقة النظرية السياسية للإخوان في باب التعامل مع الطواغيت، والتي تقوم على استجداء الطواغيت مساحة للعمل لا أكثر، وخروجهم عن هذه القاعدة هو الحالة الشاذة، التي يسعون بعدها للعودة إلى الحالة الأصلية، أي العمل من داخل أنظمة الطواغيت، بعد أخذ الإذن منهم، أو دفعهم للسماح لهم بحرية العمل، وبما أن النظام الديموقراطي يؤمن لهم حرية العمل من جهة ويقربهم من الصليبيين من جهة أخرى فإنهم يسعون دائما لسيادته رغم علمهم بأنه نظام مضاد للشريعة الإسلامية التي يدعون حرصهم على تطبيقها.

وفي الشام اليوم نجد أن مقررات "مؤتمر الرياض" التي توافقت عليها فصائل الصحوات مع المعارضة العلمانية، لا تخرج أيضا عن هذا الإطار، فإقامة الديموقراطية وفتح المجال أمام العمل السياسي لهذه الفصائل، هما الثمن الذي ترى هذه الفصائل ذات المرجعية الإخوانية أو المرتبطة بالإخوان، أنه الثمن المناسب لكل ما قدم في الشام من خسائر بشرية ومادية خلال السنوات الماضية.

وقد أوضحت الدولة الإسلامية منذ الأيام الأولى لدخول مجاهـديها إلى الشام، أنه لا يمكن أن يؤتمن هؤلاء على الجهاد في الشام، وقد عُرفت خيانتهم للمجاهدين في كل الساحات التي دخلوها، فجهاد الطواغيت ليس موجودا في قواميسهم الحركية، ولا يرون في الجهاد أنه وسيلة لتطبيق شرع الله، بل تحولت الديمو٫قـراطية التي كانوا يزعمون أنها "وسيلة لانتصار الإسلام" لتصبح هي غايتهم، وصارت غاية جهادهم أن تكون "كلمة الشعب هي العليا" عوض أن تكون كلمة الله هي العليا.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرورية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديموقراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

4- العلاقة مع الطـواغيت يحددها الطواغيت أنفسهم، من خلال نمط تعاملهم مع الحركة، بغض النظر عن كفر هؤلاء الطـواغيت وحـربهم على المسـلمين:

الأساس الرابع لـ "الإخوان المسـلمين" هو أن الأنظمة الطـاغوتية هي التي تحدد شكل علاقة الإخوان بهم، فيقول (سعيد حوى): "الأنظمة بالنسبة للحركة الإسـلامية الحديثة مختلفة، فهناك نظام لا نفكر في أن نتعامل معه إلا في حدود النصيحة، وهناك نرغب أن نتعامل معه في حدود القانون، وهناك أنظمة يفترض علينا أن نقـᚑـاتلها، فهناك حالات يكون القتـال فيها على المسـلم فرض عين، على أنه حتى في هذه الحالات فقد لا نقاتل لموانع قدرتها الشريعة".

كما حدث معهم أيام الطاغوت (الملك فاروق) حيث كانت العلاقة الحسنة بين (حسن البنا) وكل من (الملك فاروق) ورؤساء حكومته المتعددين هي الغالبة، رغم كـفرهم وعمالتهم للإنكليز، ولم تكن تتوتر إلا عند محاولتهم الضغط على "الإخوان المسـلمين" أو تقييد حركتهم، ومنعهم من إصدار جريدتهم.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرورية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديمو٫قراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

3- استبعاد قتال الطواغيت إلا في حال سعيهم لاستئصال الحركة:

الأساس الثالث الذي يبني عليه "الإخوان المسلمون"، ومن نهل من فكرهم وعقائدهم وخططهم، هو أن القتال لا يكون إلا إذا أُجبروا عليه من قبل الطواغيت المرتدين أو الكفار الأصليين، وفي ذلك يقول (سعيد حوى): "سرى مفهوم خاطئ أن الجماعات الإسلامية تعد العدة للقتال في كل مكان وهذا ليس صحيحا، إن الحركة الإسلامية الحديثة لا تفكر في القتال إلا في أماكن محدودة لا يكون أمامها من خيار إلا أن تقاتل" [جند الله - تخطيطا، ص33].

وما جرى من محاولات فاشلة لهم للمشاركة في قتال الطواغيت ، كما حدث في الشام، بتطفل قيادة تنظيمهم على الجهاد ضد الطاغوت (حافظ الأسد)، وتقديم أنفسهم أنهم قادة هذا الجهاد، وما حدث في الجزائر بتطفلهم على الجهاد وتشكيلهم "جيش الإنقاذ" وغيره، وادعائهم أيضا قيادة الجهاد في الجزائر، لم يلبثوا أن تراجعوا عنها، ودعوا إلى التصالح مع النظام بشرط فتح المجال أمام عملهم، والعودة إلى الديموقراطية، ومن ثم إلقائهم السلاح إلى الأبد، دون أن يجنوا من محاولاتهم على شيء، بل لم يتحصلوا من الطواغيت حتى على قانون يسهل لهم العودة للنشاط ولو من نقطة الصفر.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرورية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديموقراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

2- احترام قوانين الطواغيت والعمل من خلالها:

الأساس الآخر لعمل "الإخوان المسلمين" يتمثل في أن عملها يكون في إطار طاعة قوانين الطواغيت والخضوع لها، وعدم مخالفة هذه القوانين، وبالتالي لا يكون الخروج على هؤلاء الطواغيت، ومخالفة قوانينهم إلا في حالة التهديد باستئصال حركتهم تماما من قبل الطواغيت، وفي هذا يقول (سعيد حوى): "إننا ندعو الإسلاميين في كل مكان في العالم إلى أن تبقى حركتهم ضمن القانون، وأن يطوروا وجودهم وحركتهم عبر القانون، ويجب أن يعرف العالم أن خطتنا السياسية لتحقيق أهدافنا لا تقوم على أساس ثورة في كل قطر، بل نحن نعتمد في حركتنا السياسية على نظرية تقول: إننا سنصل إلى كل أهدافنا المحلية والعالمية عبر القانون إذا أعطينا حرية عمل" [جند الله - تخطيطا، ص 124]، وبالتالي يكون "نضال" الإخوان في سبيل إقناع الحكومات الطاغوتية على السماح لهم بالعمل فقط، بناء على ظنهم أن ذلك سيؤدي لانتشارهم وشعبيتهم، واستقطابهم للمزيد من الأتباع، وبالتالي ازدياد قوتهم إلى الحد الذي يمكنهم من الوصول إلى الحكم، عن طريق الديموقراطية، أو عن طريق "الثورة" في حال حاول الطاغوت إضعافهم وكسر شوكتهم.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً