صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ...

صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة

• الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد حظيت المرأة المسلمة بمكانة رفيعة في الإسلام، وأولى لها الشرع الحنيف عناية فائقة كفلت لها صون عفتها، ففرض الله -تعالى- عليها التحجب عن الرجال الأجانب حفاظا على شرفها من أن يمس بسوء، وجعل -سبحانه- لهذا الحجاب شروطا لا بد من تحققها مجتمعة لكي يكون الحجاب شرعيا، فإذا اختل أحد هذه الشروط لم يكن حجاب المرأة شرعيا ولم يكن مرضيا لله جل وعلا، فما هي شروط حجاب المرأة المسلمة؟

شروط (صفات) الحجاب الشرعي للمسلمة -كما بينها العلماء- هي ثمانية:

أولا: أن يكون صفيقا (ثخينا) لا يشف عما تحته:

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) [رواه مسلم]، قال النووي: «هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان -وهما موجودان الآن- وفي الحديث ذم لهذين الصنفين، ومعنى «كاسيات» تستر بعض بدنها وتكشف بعضه، وقيل معناه تلبس ثوبا رقيقا (خفيفا) يصف لون بدنها» [شرح صحيح مسلم].

ثانيا: أن يكون فضفاضا (واسعا غير ضيق):

فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية كثيفة -كانت مما أهدى له دحية الكلبي- فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله: (ما لك لا تلبس القبطية؟) فقلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (مرها أن تجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها) [حديث حسن رواه الإمام أحمد]، والقبطية: نوع من الملابس نسبة لأقباط مصر، والغلالة: ملابس تلبس تحت الثوب، قال الشوكاني: «الحديث يدل على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه، وهذا شرط ستر العورة» [نيل الأوطار].

ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان:

قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي].

رابعا: أن لا يكون لباس شهرة:

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف.

خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات:

فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات.

سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال:

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد].

سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار:

لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة
...المزيد

تثبّت قبل أن تحكم وتنقل • والحكم والنقل لأولي الأمر بمثابة شهادة، يجب أن تراعى فيهما المصداقية ...

تثبّت قبل أن تحكم وتنقل

• والحكم والنقل لأولي الأمر بمثابة شهادة، يجب أن تراعى فيهما المصداقية والتجرد، قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين للّه شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ علىٰ ألّا تعدلوا} [المائدة: 8]، قال الطبري: «يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله محمد، ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم، ولا تجوروا في أحكامكم وأفعالكم.. ولا يحملنكم عداوة قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة».

مراحل التثبت من الخبر:

هذا، وعلى المسلم أن يعلم أن التثبت من الخبر والواقعة ثلاث مراحل يجب استيفاؤها جميعا قبل الحكم أو الشكوى، وهي:

1- التثبت من صحة الخبر أو الواقعة: ويتحصل بالاطمئنان إلى صحة أصل الخبر وحقيقة وقوع الواقعة، لأن الخبر قد يكون كذبا والواقعة مختلقة فعندها يرفض الخبر وترد الواقعة.

2- التثبت من دقة الكلام ووضوح الواقعة: فقد يكون أصل الخبر صحيحا والواقعة حقيقية ولكن يتبين فيما بعد أن تفاصيل الخبر ليست كما نقل، وأحداث الواقعة ليست كما عرضت، ومن هنا تنشأ الشائعات بتسلسل النقل المعنعن المعلول.

3- التثبت من دقة فهم الناقل واستيعابه: فقد يكون الشخص صادقا ولكنه سيء الفهم بطيء الاستيعاب، فيفهم الكلام على غير مقصوده، فينقله لغيره بفهمه الخاطئ.

وهذه المراحل الثلاث من التثبت لا بد لكل مسلم يخشى الله أن يجتازها قبل أن يحكم أو أن ينقل خبرا أو واقعة معينة.

الكذب الكسبي:

إن قصر المسلم في التثبت من صحة الخبر ودقة الكلام وفهمه، فإن ذلك ربما يدخله في الكذب الكسبي! فما هو الكذب الكسبي؟

قال ابن حجر: «الكذب: هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، سواء كان عمدا أم خطأ» [فتح الباري]، وقال النووي: «الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء تعمدت ذلك أم جهلته» [الأذكار].

ومن هنا فإن الكذب نوعان:

كذب ذاتي: وهو تعمد الإنسان قول خلاف الحق، وكذب كسبي: وصاحبه ليس كذابا متعمدا، ولكن يناله نصيب من الكذب بما ينقله من الأخبار التي يسمعها من الآخرين دون تبين ولا تثبت.

وعن هذا القسم قال الله تعالى: {إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم مّا ليس لكم به علمٌ وتحسبونه هيّنًا وهو عند اللّه عظيمٌ} [النور: 15].

فهؤلاء خاضوا في حادثة الإفك دون تثبت وتبين وتأكد، فما أن طرق خبر الطعن في عرض أمنا الصديقة بنت الصديق عائشة -رضي الله عنهما- أسماعهم حتى انساب حديثه على ألسنتهم، والصياغة تدل على سرعة روايته عن غيره، وسرعة تكلمه بما سمع، فكأنه تلقى الخبر بلسانه وليس بأذنه!

قال ابن أبي حاتم في تفسيره: «عن سعيد بن جبير في قول الله: {إذ تلقّونه بألسنتكم}، وذلك حين خاضوا في أمر عائشة، فقال بعضهم سمعت من فلان يقول كذا وكذا، فقال بعضهم بلى كان كذا وكذا، فقال تلقونه بألسنتكم، يعني: يرويه بعض عن بعض، سمعتم من فلان، وسمعتم من فلان، وفي قوله: {بأفواهكم} يعني: بألسنتكم، يعني: من قذفوها، وفي قوله: {مّا ليس لكم به علمٌ} يعني: من غير أن تعلموا أن الذي قلتم من القذف حق».

أصناف نقلة الأخبار:

وعلى المسلم أن يعلم أن نقلة الخبر أصناف كثيرة، فناقل الأخبار إما أنه ناصح، فتشترط فيه عندها ليكون كذلك شروط، هي:

أ- النية الصالحة.
ب- الصدق.
ج- الضبط (الضبط حين السماع، والضبط حين الأداء).

د- مخاطبة المنصوح مباشرة، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصحه، أما إن تجاوزه وتحدث أمام غيره، فإن ذلك ليس من النصح في شيء، بل هو الغيبة والتشهير والتأليب وإن لم يقصده.

فإن لم تتحقق هذه الشروط مجتمعة صار الناقل من أصناف نقلة الأخبار الأخرى المذمومة السيئة، التي منها:

1. إما أن يكون الناقل مفتريا، نسب إلى مسلم ما ليس فيه، وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) [صحيح، رواه أحمد وغيره].

2. وإما أنه بهات، وفيه قال تعالى: {والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مّبينًا} [الأحزاب: 58]، قال ابن كثير: «أي: ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، وهذا هو البهت البين، أن يحكي عن المؤمنين ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتنقص».

3. وإما أنه نمام، أراد الإيقاع بين من ينقل عنه وبين من ينقل إليه، و(لا يدخل الجنة نمام) كما قال المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه- في الحديث الذي رواه مسلم.

نصيحة وخاتمة:

فيا أخا الإسلام، حينما ترى في أخيك المسلم أمرا أو تسمع عنه شيئا، لا تتعجل الحكم ولا تنقل لغيرك قبل أن تتثبت، وكن في ذلك ناصحا أمينا صادقا دقيقا عادلا متجردا لله تعالى، وإياك إياك من الظلم والكذب والنميمة والبهتان وسائر الأخلاق الذميمة التي لا تليق بالمؤمنين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
تثبّت قبل أن تحكم وتنقل
...المزيد

تثبَّت قبل أن تحكم وتنقل • لقد ابتلي بعض المسلمين بالتسرع في الحكم على الوقائع والأشخاص، ...

تثبَّت قبل أن تحكم وتنقل

• لقد ابتلي بعض المسلمين بالتسرع في الحكم على الوقائع والأشخاص، والإسراع في نقل ما اقتنعوا به، قبل أن يتثبتوا ويعرفوا حقيقة الأمر وملابسات الخبر.

ومآل ذلك ظلمٌ وكذبٌ وافتراءٌ وقول زور وتنازع، وهو مما يفت عضد الأخوة الإيمانية، ويضعف اللحمة، ويورث الفرقة، وفي النهاية ستكون النتيجة هي الفشل والهزيمة، والعياذ بالله.

فعلى المسلم التثبت والتأكد من كل خبر يسمعه أو واقعة تعرض له، فالتثبت في الأخبار منهج قرآني، الآيات فيه كثيرة متضافرة، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].

قال ابن كثير: «قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تَرَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله»، وقد أمرنا الله تعالى بالعدل، في القول في قوله سبحانه: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ} [الأنعام: 152].

والحكم والنقل لأولي الأمر بمثابة شهادة، يجب أن تراعى فيهما المصداقية والتجرد، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا} [المائدة: 8]، قال الطبري: «يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله محمد، ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم، ولا تجوروا في أحكامكم وأفعالكم... ولا يحملنكم عداوة قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة».

مراحل التثبت من الخبر:

هذا، وعلى المسلم أن يعلم أن التثبت من الخبر والواقعة ثلاث مراحل، يجب استيفاؤها جميعا قبل الحكم أو الشكوى، وهي:

1- التثبت من صحة الخبر أو الواقعة: ويتحصل بالاطمئنان إلى صحة أصل الخبر وحقيقة وقوع الواقعة، لأن الخبر قد يكون كذبا والواقعة مختلقة، فعندها يرفض الخبر وترد الواقعة.

2- التثبت من دقة الكلام ووضوح الواقعة: فقد يكون أصل الخبر صحيحا والواقعة حقيقية، ولكن يتبين فيما بعد أن تفاصيل الخبر ليست كما نقل، وأحداث الواقعة ليست كما عرضت، ومن هنا تنشأ الشائعات بتسلسل النقل المعنعن المعلول.

3- التثبت من دقة فهم الناقل واستيعابه: فقد يكون الشخص صادقا، ولكنه سيء الفهم بطيء الاستيعاب، فيفهم الكلام على غير مقصوده، فينقله لغيره بفهمه الخاطئ.

وهذه المراحل الثلاث من التثبت لا بد لكل مسلم يخشى الله أن يجتازها قبل أن يحكم أو أن ينقل خبرا أو واقعة معينة.

الكذب الكسبي:

إن قصر المسلم في التثبت من صحة الخبر ودقة الكلام وفهمه، فإن ذلك ربما يدخله في الكذب الكسبي! فما هو الكذب الكسبي؟

قال ابن حجر: «الكذب: هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، سواء كان عمدا أم خطأ» [فتح الباري]، وقال النووي: «الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء تعمدت ذلك أم جهلته» [الأذكار].

ومن هنا فإن الكذب نوعان:

كذب ذاتي: وهو تعمد الإنسان قول خلاف الحق، وكذب كسبي: وصاحبه ليس كذابا متعمدا، ولكن يناله نصيب من الكذب بما ينقله من الأخبار التي يسمعها من الآخرين دون تبين ولا تثبت.

وعن هذا القسم قال الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15].

فهؤلاء خاضوا في حادثة الإفك دون تثبت وتبين وتأكد، فما أن طرق خبر الطعن في عرض أمنا الصديقة بنت الصديق عائشة -رضي الله عنهما- أسماعهم حتى انساب حديثه على ألسنتهم، والصياغة تدل على سرعة روايته عن غيره، وسرعة تكلمه بما سمع، فكأنه تلقى الخبر بلسانه وليس بأذنه!

قال ابن أبي حاتم في تفسيره: «عن سعيد بن جبير في قول الله: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}، وذلك حين خاضوا في أمر عائشة، فقال بعضهم سمعت من فلان يقول كذا وكذا، فقال بعضهم بلى كان كذا وكذا، فقال تلقونه بألسنتكم، يعني: يرويه بعض عن بعض، سمعتم من فلان، وسمعتم من فلان، وفي قوله: {بِأَفْوَاهِكُم} يعني: بألسنتكم، يعني: من قذفوها، وفي قوله: {مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} يعني: من غير أن تعلموا أن الذي قلتم من القذف حق».

أصناف نقلة الأخبار:

وعلى المسلم أن يعلم أن نقلة الخبر أصناف كثيرة، فناقل الأخبار إما أنه ناصح، فتشترط فيه عندها ليكون كذلك شروط، هي:

أ- النية الصالحة.
ب- الصدق.
ج- الضبط (الضبط حين السماع، والضبط حين الأداء).

د- مخاطبة المنصوح مباشرة، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصحه، أما إن تجاوزه وتحدث أمام غيره، فإن ذلك ليس من النصح في شيء، بل هو الغيبة والتشهير والتأليب وإن لم يقصده.



◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
تثبَّت قبل أن تحكم وتنقل
...المزيد

قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً • فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة ...

قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً

• فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة كافرة تحكم شعبها بغير ما أنزل الله، وتدين بدين الديموقراطية الشركي، وتحارب الله تعالى في حكمه باستباحة كل المحرمات، من الكفر بالله بدعوى الحرية إلى الزنا واللواط والخمر والميسر والربا وغيرها، وهي رأس الطواغيت في العالم، من حيث فرضها للأحكام الشركية على العالم كله، سواء باسم ميثاق الأمم المتحدة الشركي، أو بنصبها للطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، ودعمهم وتمويلهم وتسليحهم في حربهم على الإسلام والمسلمين، والدفاع عنهم وعن شرائع الشرك إذا ما خرج المسلمون عليها، ومن هذا المنطلق يكون جهاد هذا الطاغوت، وبهذا المنطلق يفترق أولياء الرحمن عن سواهم في قتالهم لأمريكا، بأن يكون القتال لإزالة هذا الطاغوت لإقامة حكم الإسلام مكانه، سواء داخل أمريكا ذاتها أو في العالم الذي تحكمه بجبروتها وطغيانها.

وإننا نعلم باستقراء التاريخ أن الشيوعيين الملاحدة هم من أشد الناس إعلانا للعداء لأمريكا، وتبعهم في ذلك الرافضة من أنصار الهالك الخميني الذين أطلقوا عليها لقب «الشيطان الأكبر»، وبعض الطواغيت العرب الذين شعروا بتهديد أمريكا لملكهم وعروشهم، ونعلم أن عداء هؤلاء لأمريكا هو لرغبتهم في إزالة حكمها الطاغوتي لنصب طواغيت آخرين مكانه، كطاغوت عبادة المادة الشيوعي، وطاغوت ولاية الفقيه الرافضي، وما شابه ذلك، ففي المعايير الضالة الجديدة، هل كان عداء هؤلاء المزعوم لأمريكا وقتالهم لها جهادا في سبيل الله؟! وهل كانت مئات الألوف إن لم يكن الملايين من الكفار في أنحاء العالم الذين دفعوا حياتهم في حروب مع أمريكا أو عملائها شهداء، منازلهم في الغرف العليا من الجنة؟!

إن دعاة الدين المُحدَث يزعمون أن حل كل مشاكل المسلمين يكون بكف أذى أمريكا عن التدخل في بلاد المسلمين، حيث سيتمكن المسلمون من هزيمة الطواغيت وإقامة دول وإمارات إسلامية، ومن ثم توحيد هذه الدول والإمارات في كيان واحد يطلقون عليه لقب الخلافة، متغافلين عن حقيقة أن الأرض تعج بالطواغيت الذين لا يقل أي منهم في عدائهم للإسلام عن أمريكا، وأن أيا منهم لن يرضى بقيام الدولة الإسلامية، فإذا قرّرت أمريكا أن تنعزل عن العالم وتكف عن التدخل في بلدان المسلمين ودعم الطواغيت الحاكمين من ملوك ورؤساء ويهود، فإلى من سينقل هؤلاء لقب «الشيطان الأكبر»؟ إلى روسيا أم إلى الصين أم إلى الهند أم إلى أي دولة تهيمن على العالم من بعد أمريكا؟

وإن أحداث الشام الأخيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا إن كفت عن التدخل في بلاد المسلمين، فسيجد الطواغيت الحاكمون لها بدلاء كثر عن أمريكا ليستنصروهم على أهل الإسلام، فبعدما سعت فصائل الصحوات لاسترضاء أمريكا بكل طاقتها، رجاء عونها، وخوفا من بطشها، وبعد أن حصّلت رضا أمريكا عنها نوعا ما، فوجئت بالطائرات الروسية وهي تساند النظام النصيري ضدها وتقدم لها الغطاء الجوي لتقدّمها إلى مناطقهم.

ومن جانب آخر، فإن أمريكا وإن كانت الداعم للعدد الأكبر من الطواغيت الحاكمين لبلدان المسلمين، فإننا لو تجولنا في أقطار أخرى لوجدنا أمريكا تتراجع على مقياس العداوة -وفق المقياس المنحرف- إلى المرتبة الثانية، بل وقد تتحول عند بعض المنتسبين إلى الإسلام إلى صديق أو حليف في مواجهة حكومات أخرى أشد فتكا بالمسلمين في تلك الديار، كما هو الأمر بالنسبة لحكومة روسيا بالنسبة لدول آسيا الوسطى، والحكومة الهندوسية بالنسبة لدول شبه القارة الهندية، والحكومة الصينية الشيوعية بالنسبة للإيغور، والحكومة البوذية بالنسبة لأهل بورما، ولو جمعنا تعداد المنتسبين إلى الإسلام في هذه المناطق، سنجد أنهم يشكلون ما لا يقل عن ثلث المنتسبين إلى الإسلام في العالم، وكل هؤلاء يعتبر أن العدو الأول له هو حكومة طاغوتية أخرى غير أمريكا، بل -وكما أسلفنا- ستجد بعضهم يرون أمريكا صديقا وحليفا ضد الحكومات التي تسلطت عليهم!

إن الدولة الإسلامية بفضل من الله وحده هي أكثر من حقق النكاية في أمريكا، وقد مكن الله مجاهديها من إيقاع أكبر هزيمة بأمريكا في تاريخها في العراق، ولم تكن كمن جعل من قتال أمريكا وثنا يعبد من دون الله، يُترك لأجله أصل الدين وموالاة المشركين.

إن من يتكلم باسم الأمة المسلمة كلها، لا يصح منه أن ينظر إلى مصالحها من عين البلد الذي يعيش فيه، أو يتكلم باسمها باللغة التي يفهمها قومه فقط، فقضية الإسلام عامة، ويجب أن تشمل كل المسلمين، ويجب أن يكون التحريض ضد كل أعداء الإسلام، لكيلا تختلط الأمور على الناس فيظنوا أن عداء بعض الطواغيت لبعض، قد يجعل منهم أولياء للمسلمين، وينزع عنهم صفة الكفر والشرك، وبذلك فقط تستبين السبيل، ويتضح الطريق، ولله عاقبة الأمور.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً
...المزيد

قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً • إن التوحيد يقوم على ركني عبادة الله وحده والكفر بالطاغوت، ...

قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً

• إن التوحيد يقوم على ركني عبادة الله وحده والكفر بالطاغوت، وبدون تحقيق هذين الركنين معاً لا يمكن تحقيق التوحيد، فمهما زاد العبد من عبادته لله فإنّه مطالب بالكفر بالطواغيت والبراءة منها هي وأوليائها، ومهما بلغت درجة عدائه للطواغيت فإنه لا يحقق التوحيد إلا بعبادة الله وحده، ولا يكتفى منه بإعلان البراءة من طواغيت دون آخر، وإنما بالكفر بها جميعا لأن الطاغوت الذي أمر الله باجتنابه في قوله {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} هو اسم لجنس، فالأمر باجتناب كل ما حمل صفة الطغيان بأن يجعل نفسه ندّا لله في صفة من صفاته أو حق من حقوقه، كتعبيد الناس له بأن يدعوهم إلى طاعته من دون الله أو يفرض عليهم ذلك، أو يعبّدهم لأي نوع من الطواغيت، كدعوة الناس إليها، أو الدفاع عنها، أو الرضى بصرف أي نوع من العبادات له.

فكل ما وقع عليه وصف الطاغوت وجب على المسلم اجتنابه، والكفر به، ومعاداته، وتكفير من يعبده، والبراءة منهم، ومعاداتهم، وقتالهم، حتى يتوبوا من شركهم ويخلصوا العبادة لله العزيز الحميد.

ولا يصح تخصيص نوع من الطواغيت بالكفر به دون آخر، أو صنف من المشركين بالبراءة دون آخر، وإن كان الأولى في قتالهم أن يبدأ المسلم بقتال الأقرب إليه منهم، ثم الذين يلونهم، فالذين يلونهم، إلى أن يشمل القتال كل المشركين في الأرض، قال تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ}، وهكذا كان منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتال المشركين في جزيرة العرب، وهي طريقة أصحابه من بعده، فبعد أن أنفذ أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إرسال بعث أسامة بن زيد لقتال الروم، تفرغ والمسلمون معه لقتال من ارتد عن دين الله من قبائل العرب لسنوات، مؤجلا قتال المشركين من الفرس والروم حتى أعاد كل جزيرة العرب إلى الإسلام، ولم يُذكر أن صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حاولوا الاستفادة من عصبية المرتدين من العرب وكرههم للروم في حشد القبائل لقتالهم تحت لواء جيش أسامة بن زيد، والسكوت في سبيل ذلك عن تكفيرهم.

ولكن ما نراه في زماننا هذا الذي سيطرت فيه أمم الشرك على الأرض كلها باستثناء الأراضي الواقعة تحت سلطان الخلافة، ظهور دين جديد يقدم قتال بعض المشركين على توحيد الله عز وجل، ويقول بأسلمة طوائف من المشركين لتبرير عدم قتالهم، بل والتحالف معهم، وموالاتهم ضد المسلمين، وذلك بزعم عدم الانشغال بمقاتلتهم عن قتال رأس الكفر أمريكا، حتى بات في أذهان الكثيرين من هؤلاء أن دين الإسلام ينحصر في مقاتلة أمريكا، وأن القرب والبعد عن الإسلام يقاس بمقدار العداء لأمريكا لا بمقدار موافقة الشريعة، وأن الولاء يكون على أساس العداء لأمريكا، لا على أساس تحقيق التوحيد، حتى لكأن الدين عند هؤلاء صار الكفر بأمريكا دون سائر الطواغيت، ودون تحقيق التوحيد.

إن العداء لأمريكا وقتالها، ينطبق عليه ما ينطبق على سائر أفعال العباد، فلا بد أن ينبع من الشريعة ويستقي منها أحكامه، وإلا فإن أكثر من يعادي أمريكا اليوم يزعم أن قتاله لها جهاد في سبيل الله، وبدون أن يعرف حكم الشريعة في جهاد أمريكا، فإن قتاله لها قد يتحول إلى محض قتال جاهلي، على عصبية أو على منفعة دنيوية محضة لا أكثر.

فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة كافرة تحكم شعبها بغير ما أنزل الله، وتدين بدين الديموقراطية الشركي، وتحارب الله تعالى في حكمه باستباحة كل المحرمات، من الكفر بالله بدعوى الحرية إلى الزنا واللواط والخمر والميسر والربا وغيرها، وهي رأس الطواغيت في العالم، من حيث فرضها للأحكام الشركية على العالم كله، سواء باسم ميثاق الأمم المتحدة الشركي، أو بنصبها للطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، ودعمهم وتمويلهم وتسليحهم في حربهم على الإسلام والمسلمين، والدفاع عنهم وعن شرائع الشرك إذا ما خرج المسلمون عليها، ومن هذا المنطلق يكون جهاد هذا الطاغوت، وبهذا المنطلق يفترق أولياء الرحمن عن سواهم في قتالهم لأمريكا، بأن يكون القتال لإزالة هذا الطاغوت لإقامة حكم الإسلام مكانه، سواء داخل أمريكا ذاتها أو في العالم الذي تحكمه بجبروتها وطغيانها.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً
...المزيد

غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين • يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن ...

غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين

• يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن يناموا يوما ما ليستيقظوا وقد اختفت الدولة الإسلامية من الوجود، وأن عقيدتها ومنهجها قد انتزعا من صدور المسلمين، رغم أنهم باتوا يعلمون علم اليقين أن أحلامهم هذه مستحيلة التحقّق بإذن الله، حتى باتوا لا يخفون يقينهم بأن معركتهم العقدية مع الدولة الإسلامية أصعب بكثير من معاركهم العسكرية.

فالمشركون قد جربوا سابقا العمل على هزيمة الدولة الإسلامية في ساحات المعارك، مستخدمين كل ما أوتوا من قوة ومكر، وجندوا كل ما توفر لديهم من مرتزقة وصحوات، وأمعنوا قتلا وأسرا في كل من شكّوا في ارتباطه بالمجاهدين، وضيقوا الأرض عليهم ما أمكنهم ذلك، حتى لم يبق في العراق كله من المجاهدين العاملين سوى ثلة من المؤمنين، ولكن العقيدة التي ثبت عليها قادة الدولة الإسلامية وجنودها، ودفعوا من دمائهم وأشلائهم أثمانا باهظة لثباتهم عليها، ورفضهم التنازل عنها، أثمرت - بفضل الله - عشرات الألوف من المجاهدين الجدد الذين فتح الله بهم البلاد، وهدى بهم العباد، حتى باتت راية الخلافة الإسلامية تخفق في أرجاء الأرض.

فعقيدة التوحيد إذا ما قامت في قلب فإنها تحيله إلى شعلة من نار لا تنطفئ حتى تحرق المشركين، وهذا هو الانتصار الأكبر الذي منّ الله به على الدولة الإسلامية، والذي يفوق في أهميته كل الانتصارات العسكرية التي تحققت على الأرض، إذ زرعت في قلوب الملايين من الناس بذور هذه العقيدة، فمنها ما برعم، ومنها ما نبت، ومنها ما استوى على سوقه، ومنها ما أزهر ثم أثمر جهادا واستشهادا.

وقد بتنا - بفضل الله - نرى النتائج على الأرض في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، والتي زاد فيها الصليبيون والمرتدون من شدة حملتهم ضد دولة الخلافة، حيث بلغت أعداد الاستشهاديين والانغماسيين أرقاما قياسية، ففي كل شهر تبلغ أعداد المنغمسين في أعداء الله بأجسادهم، وسياراتهم المفخخة، وأحزمتهم الناسفة ما يقارب المائتين بفضل الله، عدا عن المئات من الشهداء المقتحمين في الصفوف الأولى، وفي كل شهر نجد أن أعداد الاستشهاديين والانغماسيين من عشاق الشهادة في ازدياد والحمد لله، فبأي شيء يتوعدنا الصليبيون والمرتدون، إن كان إخواننا يتسابقون إلى الموت، وكلما فني منهم جيل، مضت على آثار خطواتهم أجيال من أهل التوحيد وأصحاب الجهاد.

إن الأحداث الماضية أظهرت للناس جميعا أن ما يمكن لجنود الخلافة أن يأخذوه في أيام قليلة، وبأقل الأعداد من المجاهدين الصادقين، سيحتاج أعداءُ الله شهورا طويلة لاستعادته، إن تمكنوا من ذلك، بعد أن يخسروا الآلاف من جنودهم، والعالم كله يعرف أن عودة الدولة الإسلامية لاستعادتها مرة أخرى ليس بعسير إذا ما يسّره الله، وأن امتدادها لأي من أطراف محيطها الهش هو أسهل من ذلك بكثير، وما قصص الرمادي وتدمر عنا ببعيد، فبأي شيء يتفاخر الصليبيون والمرتدون، إن كان اكتسابنا للأرض سهلا علينا، بفضل الله، عسيرا على أعدائنا، وما ينحاز جنودنا من جهة من الجهات إلا واقتحمنا عليهم جهة أخرى هي أعز على نفوس أعدائنا مما انحزنا عنه من الأرض.

إن الأرض لله كلها، وإنما نحن مستخلفون فيها لا أكثر، لنعمل فيها بما أمرنا، من إقامة شرعه، والدعوة إلى عبادته، وما دمنا نقوم بذلك في كل أرض يفتحها الله علينا، فإنا لا نبالي بأسماء الأماكن التي يسخرنا الله لفتحها، والتي لن ننحاز منها إلا بعد أن نعمر القلوب بتوحيد الله، فنخرج منها بالموحدين، ولا يستطيع هو أن يدخلها بمن معه من المشركين والملحدين إلا وهو خائف يترقب.

لقد أثبتت تجارب التاريخ، أن عقيدة التوحيد إن تمكنت من الظهور في أرض ما ولو لسنوات قليلة فإن أثرها يبقى في هذه الأرض لقرون، وإن البذور التي تزرع فيها، تنتج أجيالا من الموحدين، كلما فني جيل أورث الذي يليه حبا لدين الله ونقمة على أعداء الله، وتربصّا بهم، وجهادا لهم، وإن كل المناطق التي دخلتها الدولة الإسلامية اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ستبقى غصة في حلوق المشركين لقرون عديدة ولو تمكنوا من قتل كل هذا الجيل من جنود الخلافة وحراس التوحيد، فليتربّصوا إنا معهم متربّصون.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين
...المزيد

الشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله في كلمة لن يضروكم إلا أذى: * إن مشروعنا هذا يقابله ...

الشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله في كلمة لن يضروكم إلا أذى:

* إن مشروعنا هذا يقابله مشروعان:
الأول: مشروع دولة مدنية ديمقراطية، مشروعٌ علماني تدعمه جميع ملل الكفر قاطبة على تضارب مصالحها واختلاف مناهجها، ليس حُبّاً بأهل العراق ولا رأفةً بأهل الشام؛ وإنما خوفاً من إعادة سلطان الله إلى أرضه وإقامة الخلافة الإسلامية، الأمر الخطير الذي لا يمكن السكوت عنه. ونقول لأهل هذا المشروع (مشروع الدولة المدنية): لقد فُضحتم في مصر وبانت سوآتكم؛ فقد سقط الصنمان: الديمقراطية والمفلسون الإخوان، ولتعلموا أن بينكم وبين دولة لا تحكم بشرع الله في الشام بحارٌ من الدماء وجبالٌ من الجماجم والأشلاء. ولن تحلموا بأمن ولا أمان، وإنا لكم -إن شاء الله- بالمرصاد حتى يحكم الله بيننا؛ فإما أن ينعم المسلمون في العراق والشام بعدل الشريعة ورحمة الإسلام، وإما أن نُباد عن بكرتنا، وهيهات هيهات!
وأما المشروع الثاني، فمشروع دولة محلية وطنية تُسمى: (إسلامية). تدعمها أموال وفتاوى علماء آل سلول وحكومات الخليج، وتهندسُ مشروعَها المخابراتُ. ولا ضير أن تكون حكومتها طويلة اللحى قصيرة الثوب، حكومةٌ تسالم اليهود وتحمي الحدود، فتباركها هيئة الأمم، وتحظى بمقعد في مجلس الأمن، وإن أهل هذا المشروع ضرب الخوفُ من أمريكا والغرب قلوبَهم إلا مَن رحم الله، فامتلأت رعباً من طائراتهم ودباباتهم وأسلحة دمارهم، فراحوا يمدون لأمريكا جسور الصداقة، ويصلون مع الغرب حبال المودة؛ بحجة المصالح والمفاسد، وَزَعْمِ أنهم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الغرب! حتى غدت خشيتهم منهم كخشية الله أو أشد خشية، وانقطع في قلوبهم الرجاء من الله، وتوجهُ لحلف النيتو ومجلس الأمن. إن هذا المشروع ظاهرُه: إسلامي، وحقيقته: مشروع دولة وطنية، تخضع للطواغيت في الغرب وتتبع لهم في الشرق، يهدف لحرف مسار الجهاد وتوجيه ضربة له في الصميم.
ولقد تورط في هذا المشروع فصائل تسعى لإقامة دولة إسلامية، إلا أن قادتها انحرفوا عن منهج النبي ﷺ في الجهاد، فَغَدوا يقدمون التنازلات باسم السياسة والكياسة، ويرضون بأنصاف الحلول، ويلتمسون وجود الحق برخصة الباطل، ولهؤلاء نقول: اتقوا الله، واقطعوا علاقاتكم مع مخابرات وحكومات الغرب والشرق، فإن تزعموا أن الصليبيين أو الحكومات المرتدة تُعين المسلمين وتود لهم الخير والنفع: فقد قال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]، وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقال تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء:101]. قال العلامة الفحل أبو محمد ابن حزم -رحمه الله- في محلاَّه: "فإن علم المسلم واحداً كان أو جماعة، أن من استنصر به من أهل الحرب، أو الذمة يؤذون مسلماً، أو ذمّيّاً فيما لا يحل، فحرام عليه أن يستعين بهما، وإن هلك، لكن يصبر لأمر الله تعالى، وإن تلفت نفسه وأهله وماله، أو يقاتل حتى يموت شهيداً كريماً، فالموت لا بد منه، ولا يتعدى أحد أجله " انتهى كلامه رحمه الله.
ولئن تظنوا أنكم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الشرق والغرب؛ فاعتبروا بأشياعكم في العراق، وقد كانوا أدهى منكم وأشد بأساً. لقد جربوا مشروعكم الفاشل، وسلكوا طريقكم المسدود، ولقد دعمهم آل سلول وغيرهم من حكومات الخليج أكثر مما يدعمونكم، وبكل ما أوتوا من مال وإعلام وفتاوى، فأين آل مصيرهم؟! وكيف أضحت جماعاتهم وفصائلهم؟! لقد تشتتت وتبددت، وكان مصيرهم إلى فئات ثلاث:
1) فئة وقعوا في شِراك المخابرات؛ فارتدوا وقاتلوا المجاهدين في خندق واحد مع الروافض والصليبيين.
2) وفئة وقعوا في حبال الشيطان؛ فتركوا الجهاد وراحوا يلهثون خلف الدنيا.
3) وأما الفئة الثالثة وهي الأكبر: فقد التحقوا بمشروع الدولة الإسلامية.
فتفكروا واتعظوا، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
...المزيد

أَذْكَار طَرَفَيِ النَّهَار ١_ آية الكرسي (مرة) ٢_ المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ ...

أَذْكَار طَرَفَيِ النَّهَار

١_ آية الكرسي (مرة)
٢_ المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...} (ثلاث مرات)
٣_ «اللَّهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور» [وفي المساء يقول: اللَّهم بك أمسينا وبك أصبحنا...] (مرة)
٤_ «أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألُك خير ما في هذه اليوم، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر مافي هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبر، رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر» [وفي المساء يقول: أمسينا وأمسى الملك لله...] "مرة"
٥_ «اللَّهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنَّ محمداً عبدك ورسولك» [وفي المساء يقول: اللَّهم إني أمسيت أشهدك...] (أربع مرات)
٦_ «أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد ﷺ وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين» [وفي المساء يقول: أمسينا على...] (مرة)
٧_ «اللَّهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر» وفي المساء يقول: اللَّهم ما أمسى بي...] (مرة)
٨_ «اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً » "يقولها مرة صباحاً"
٩_ «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم أستر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتالَ من تحتي» (مرة)
١٠_ «اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوء أو أجره إلى مسلم» (مرة)
١١_ «اللَّهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فأغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (مرة)
١٢_ «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (مرة)
١٣_ «حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلتُ وهو رب العرش العظيم» (سبع مرات)
١٤_ «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» (ثلاث مرات)
١٥_ «اللَّهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت» (ثلاث مرات)
١٦_ «رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ نبياً» (ثلاث مرات)
١٧_ «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»"يقولها ثلاث مرات مساءً"
١٨_ «سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وَزِنَةَ عرشه وَمِدَادَ كلماته» (يقولها ثلاث مرات صباحاً)
١٩_ «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (يقولها مرة أو عشر أو مائة مرة بحسب نشاطه)
٢٠_ «سبحانَ الله وبحمده» (مائة مرة)
٢١_ «أستغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليه» (مائة مرة)
٢٢_ «اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد» (عشر مرات)

الدولة الإسلامية - مكتبة اله‍مّة - ربيع الثاني 1436 هـ
...المزيد

كثرة العلم ليست دليل هداية ومن الأمثلة على عدم ارتباط الهداية بالعلم، سواء كان العلم دينيا أو ...

كثرة العلم ليست دليل هداية

ومن الأمثلة على عدم ارتباط الهداية بالعلم، سواء كان العلم دينيا أو دنيويا، أنك تجد اليوم حمَلة شهادات عليا في الاختصاصات الدقيقة، يعبدون الأصنام والقبور والأحجار والأبقار وعجائب المخلوقات فكان العلم الذي أفنوا أعمارهم في طلبه حجة عليهم إذ لم يستخدموه في التعرف على الحق، {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، وقد يلبّس الشيطان الرجيم على بعض الناس، فيكون العلم عندهم غاية بحدّ ذاته لا وسيلة، فيشغلهم عن العمل به، وعن الفاضل بالمفضول، وقد أحسن ابن القيم رحمه الله في تبيان تلبيس الشيطان في هذا الباب فقال: فيشغله بطلب علم الكفاية عن فرض العين من الجهاد، ويزين له جهاد الدعوة وقد انفتح باب جهاد السيف على مصراعيه

افتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم العدد 441
...المزيد

الاستخارة • الاستخارة: طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله. • ...

الاستخارة

• الاستخارة: طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله.

• كيفيتها: إذا عزم المسلم على فعل شيءٍ مثل اختيار وقت غزوة، أو زواج، أو سفر، أو نحو ذلك، يصلي ركعتين من غير الفريضة، ويدعو بعد السلام أو قبله بدعاء يطلب فيه من الله تعالى أن يختار له الخير، ويصرف عنه الشر.

• نتيجتها: بعد الاستخارة يمضي المسلم لما يراه الأصلح وينشرح له صدرُه انشراحاً خالياً عن هوى النفس، فإن لم يتبين له فبإمكانه أن يكرر الاستخارة حتى يظهر له الخير.

• حكمها: الاستخارة سنة، وقد كان الصحابة حريصين عليها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتَيْنِ مِن غيرِ الفريضةِ ثمَّ لْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ...» الحديث [البخاري].

• دعاء الاستخارة

اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهمَّ إنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ [ثُمَّ يسَمِّيه بعَينِه] خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاقدُرهُ لي ويسِّرْهُ لي ثُمَّ بارِكْ فيه اللَّهمَّ وإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان ثُمَّ أرضِني به.

الدولة الإسلامية - مكتبة الهمّة رجب 1437 هـ
...المزيد

مِن مصارف الصَّدَقَة • {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ...

مِن مصارف الصَّدَقَة

• {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} [البقرة:٢١٥]

• قال رسول الله ﷺ: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) [متفق عليه]


• الإنفاق في سبيل الله
قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:٤١]

• الصدقة على ذي الرحم الكاشح
وهو القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال ﷺ: أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح [رواه أحمد]

• الصدقة على الجار
قال أبو ذر رضي الله عنه أوصاني رسول الله ﷺ فقال: (وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها) [رواه مسلم]

• تجهيز الغازي ورعاية أهله
قال رسول الله ﷺ: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا). [متفق عليه]

• الإنفاق على المجاهدين
قال رسول الله ﷺ: (أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل) [رواه مسلم]

• الأرامل والأيتام والمساكين
{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [سورة البلد:١٤- ١٦]، قال رسول الله ﷺ: (الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهـد في سبيل الله) [متفق عليه].

• الإنفاق على الأهل والأبناء
قال رسول الله ﷺ: (الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة) [متفق عليه]

• ما آمن بي!
قال رسول الله ﷺ: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به) [رواه الطبراني]، فعلى المسلم أن يتعاهد إخوانه المسلمين من حوله ويحذر أن ينعم ويشبع وإخوانه وجيرانه في جوع ومسغبة، وكان من هدي صحابة رسول الله ﷺ متابعة أحوال الفقراء والمساكين والتقصي عن أحوالهم، فكيف إن جمعوا مصارف عديدة للصدقة كأن يكونوا أرامل وأيتاماً ومساكين وأهلا لمجاهد قضى في سبـيل الله، فاحذر أن يكون إخوانكم خصماء لك يوم القيامة واتق النار ولو بشق تمرة.

إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة ١٤٣٩ هـ
...المزيد

أعلام الأمة - الإمام العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - توفي 728 هـ • هو الإمام العالم ...

أعلام الأمة - الإمام العلامة شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله - توفي 728 هـ

• هو الإمام العالم المجاهد المجتهد الفقيه المفسر المحدّث الزاهد نادرة عصره ومجدد زمانه شيخ الإسلام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية الحراني. كان أبوه إمام وجده إمام ولد بحرّان عام 661 هـ، كان عالمًا، زاهدًا، مترفعا عن ملاذ النفس من اللباس الجميل والراحة الدنيوية، متواضعًا، متوقّد الذكاء فصيحًا، سريع القراءة، شجاعًا، كريمًا، عفيفا، متعبّدًا، جهوري الصوت، جاهد رحمه الله بلسانه وقلمه ويده، وحارب التتار وحرض على الجهاد، وتقدّم الصفوف في معركة "شقحب"، كانت له معرفة بأصول الديانة وأحوال المبتدعة فكان لا يشق له غبار في الرد عليهم، كان قوّلا للحق نهّاء عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد سجن الشيخ أكثر من مرّة وأوذي وامتحن، وضيق عليه ومنع حتى من الكتابة، ولم يزده ذلك إلا صلابة في الحق، وقد سارت بتصانيفه وفتاويه الركبان، توفي في سجن القلعة بدمشق، وحضر جنازته جمٌ غفير.

• أبرز تلاميذه

الإمام ابن قيم الجوزية
الإمام الذهبي
الإمام ابن كثير
الإمام ابن عبد الهادي
الإمام البزار

• قالوا عنه:

- الإمام الذهبي: "وكان من أكابر العلماء في حياة شيوخه".
- الإمام ابن دقيق العيد: "رأيت رجلا سائر العلوم بين عينيه يأخذ ما شاء، ويترك ما شاء".
- الإمام البزّار: "لقد اتفق كل من رآه، خصوصا من أطال ملازمته، أنه ما رأى مثله في زهده في الدنيا.
- الإمام الذهبي: "فلو حُلّفت بين الركن والمقام؛ لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله، ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم".

• أشهر تصانيفه

كانت مصنفاته تزيد على الألف مصنف، أبرزها:

درء تعارض العقل والنقل
اقتضاء الصراط المستقيم
منهاج السنة - الاستقامة
الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح
وغيرها الكثير

إنفوغرافيك النبأ رمضان 1442 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً