لا تحزن - دعِ القَلَقَ (3)
يقولُ أَحَدُ السلفِ: يا ابن آدمَ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ: أمسُكَ وقدْ ولَّى، وغدُكَ ولمْ يأتِ، ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه. كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ؟! كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى؟! فيعيدهُ على ذاكرتِهِ، ويتألمُ لهُ، وألمُه لا ينفعُه!.
في الأثرِ: إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ.
والمعنى: أن تعيشَ في حدودِ يومِك فَحَسْبُ، فلا تذكرِ الماضي، ولا تقلقْ من المستقبلِ. قال الشاعرُ:
ما مضى فاتَ والمؤمَّل غَيْبٌ *** ولك الساعةُ التي أنت فيها
إنَّ الاشتغالَ بالماضي، وتذكُّرَ الماضي، واجترار المصائبِ التي حدثتْ ومضتْ، والكوارثَ التي انتهتْ، إنما هو ضَرْبٌ من الحُمْقِ والجنونِ.
يقول المَثَلُ الصينيُّ: لا تعبرْ جِسْراً حتى تأتيَه.
ومعنى ذلك: لا تستعجلِ الحوادثَ وهمومَها وغمومَها حتى تعيشَها وتدركَها.
يقولُ أَحَدُ السلفِ: يا ابن آدمَ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ: أمسُكَ وقدْ ولَّى، وغدُكَ ولمْ يأتِ، ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه.
كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ؟! كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى؟! فيعيدهُ على ذاكرتِهِ، ويتألمُ لهُ، وألمُه لا ينفعُه!.
ومعنى: إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ: أيْ: أن تكونُ قصيرَ الأملِ، تنتظرُ الأجَلَ، وتُحْسِنُ العَمَلَ، فلا تطمحْ بهمومك لغيرِ هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه، فتركّزَ جهودكَ عليه، وتُرتِّبَ أعمالَكَ، وتصبَّ اهتمامَك فيهِ، محسِّناً خُلقَكَ مهتمّاً بصحتِك، مصلحاً أخلاقَكَ مع الآخرين.
- التصنيف:
- المصدر: