فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء العاشر
من نوى الخير, واقترن بنيته الجازمة, وسعى فيما يقدر عليه, ثم لم يقدر, فإنه ينزل منزلة الفاعل التام.
سورة الأنفال:
* الصبر والثبات, والإكثار من ذكر الله, من أكبر الأسباب للنصر.
* الكافرون بربهم...الله لهم بالمرصاد, وله تعالى الحكمة البلغة في إمهالهم, وعدم معاجلتهم بالعقوبة, التي من جملتها: ابتلاء عباده المؤمنين, وامتحانهم, وتزودهم من طاعته ومراضيه, ما يصلون به المنازل العالية, واتصافهم بأخلاق وصفات لم يكونوا بغيره بالغيها.
* الكفار {قوم لا يفقهون} أي لا علم عندهم بما أعدّ الله للمجاهدين في سبيله, فهم يقاتلون لأجل العلو في الأرض والفساد فيها, وأنتم تفقهون المقصود من القتال أنه لإعلاء كلمة الله وإظهار دينه, والذب عن كتاب الله, وحصول الفوز الأكبر عند الله.
سورة التوبة:
* الجهاد في سبيل الله...ذرة سنام الدين, به يحفظ الدين الإسلامي, ويتسع, وينصر الحق, ويخذل الباطل.
* السكينة: ما يجعله الله في القلوب, وقت القلاقل والزلازل, والمفظعات, ما يثبتها, ويسكنها, ويجعلها مطمئنة, وهي من نعم الله العظيمة على العباد.
* {والله غفور رحيم } أي: ذو مغفرة واسعة, ورحمة عامة, يعفو عن الذنوب العظيمة للتائبين, ويرحمهم بتوفيقهم للتوبة والطاعة, والصفح عن جرائمهم, وقبول توباتهم, فلا ييأسنّ أحد من رحمته ومغفرته, ولو فعل من الذنوب والإجرام, ما فعل.
* ليس الرزق مقصوراً على باب واحد, ومحل واحد, بل لا ينغلق باب, وإلا وفتح أبواب كثيرة, فإن فضل الله واسع, وجوده عظيم, خصوصاً لمن ترك شيئاً لوجه الله الكريم, فإن الله أكرم الأكرمين.
* الله يعطى الدنيا من يحبّ, ومن لا يحب, ولا يعطي الإيمان والدين إلا من يحب.
* نور الله: دينه, الذي أرسل به الرسل, وأنزل به الكتب, وسماه الله نوراً لأنه يستنار به في ظلمات الجهل, والأديان الباطلة.
* انحراف الإنسان في ماله, إما أن ينفقه في الباطل الذي لا يجدى عليه نفعاً, بل لا ينال منه إلا الضرر المحض, وذلك كإخراج الأموال في المعاصي والشهوات, التي لا تعين على طاعة الله, وإخراجها للصد عن سبيل الله, وإما أن يمسك ماله عن إخراجه في الواجبات.
* { واعلموا أن الله مع المتقين} بعونه, ونصره, وتأييده.
* العوائد المخالفة للشرع, مع الاستمرار عليها, يزول قبحها عن النفوس, وربما ظن أنها عوائد حسنة.
* فما مقدار عمر الإنسان القصير جداً من الدنيا, حتى يجعله الغاية, التي لا غاية وراءها, فيجعل سعيه وكده, وهمه, وإرادته, لا يتعدى الحياة الدنيا القصيرة المملوءة بالأكدار, المشحونة بالأخطار.
* فوالله ما آثر الدنيا على الآخرة, ومن وقرّ الإيمان في قلبه, ولا من جزل رأيه, ولا من عُدّ من أولى الألباب.
* السكينة...تكون على حسب معرفة العبد بربه, وثقته بوعده, وبحسب إيمانه وشجاعته.
* الحزن قد يعرض لخواص عباده الصديقين, مع أن الأولى إذا نزل بالعبد أن يسعى في ذهابه عنه, فإنه مضعف للقلب, موهن للعزيمة.
* العبد حقيقة هو المتعبد لربه في كل حال, القائم بالعبادة السهلة والشاقة, فهذا العبد لله على كل حال.
* لا خاب من توكل عليه, وأما من توكل على غيره, فإنه مخذول.
* ينبغي للعبد أن لا يأتي الصلاة, إلا وهو نشيط البدن والقلب إليها, ولا ينفق إلا وهو منشرح الصدر, ثابت القلب, يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده, ولا يتشبه بالمنافقين.
* لا ينبغي للعبد أن يكون رضاه وغضبه, تابعاً لهوى نفسه الدنيوي, وغرضه الفاسد, بل الذي ينبغي أن يكون لمرضاة ربه.
* لو أعطى الأغنياء زكاة أموالهم على الوجه الشرعي, لم يبق فقير من المسلمين, ولحصل من الأموال ما يسد الثغور, ويجاهد به الكفار, وتحصل به جميع المصالح الدينية.
* الاستهزاء بالله ورسوله, كفر مخرج عن الدين, لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله, وتعظيم دينه ورسله, والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل, ومناقض له أشد المناقضة.
* { إن المنافقين هم الفاسقون} حصر الفسق فيهم, لأن فسقهم أعظم من فسق غيرهم, بدليل أن عذابهم أشد من عذاب غيرهم, وأن المؤمنين قد ابتلوا بهم, إذ كانوا بين أظهرهم, والاحتراز منهم شديد.
* { فإن يتوبوا يك خيراً لهم } لأن التوبة أصل لسعادة الدنيا والآخرة.
* {ورضوان من الله } يحله على أهل الجنة, ( {أكبر} ) مما هم فيه من النعيم, فإن نعيمهم لم يطب, إلا برؤية ربهم, ورضوانه عليهم, ولأنه الغاية التي أمَّها العابدون, والنهاية التي سعى نحوها المحبون, فرضا رب الأرض والسموات, أكبر نعيم الجنات.
* ( { الذين يلمزون } ) أي: يعيبون, ويطعنون,...واللمز محرم, بل هو من كبائر الذنوب, في أمور الدنيا, وأما للمز في أمر الطاعة فأقبح وأقبح.
* من أطاع الله, وتطوع بخصلة من خصال الخير, فإن الذي ينبغي هو إعانته, وتنشيطه على عمله.
* الكافر لا ينفعه الاستغفار, ولا العمل مادام كافراً.
* المؤمنين...إذا تخلفوا ولو لعذر حزنوا على تخلفهم, وتأسفوا غاية الأسف, ويحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله, لما في قلوبهم من الإيمان, ولما يرجون من فضل الله وإحسانه, وبره وامتنانه.
* من نوى الخير, واقترن بنيته الجازمة, وسعى فيما يقدر عليه, ثم لم يقدر, فإنه ينزل منزلة الفاعل التام.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: