تردد
أصلِّي وأصوم وأقرأ القرآن، وأحاول أن أنفِّذ أوامر القرآن والسُّنة، ولكنِّي يداخلني شعورٌ أنني أفعل ذلك ليُقال: أنَّه رجلٌ متديِّنٌ! وهذا الشعور قد يجعلني أترك أمورًا خوفًا منه، فكيف أتخلَّص من هذا الهاجس؟
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، ثمَّ أمَّا بعد:
فلا شكَّ أنَّ الرِّياء من أخطر الأمور التي حذَّر منها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: "أيُّها النَّاس، اتقوا هذا الشِّرك؛ فإنه أخفى من دبيب النَّمل". فقال له مَنْ شاء أن يقول: وكيف نتَّقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟! قال: "قولوا: اللَّهم إنَّا نعوذ بك من أن نشرك بكَ شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" (رواه الإمام أحمد، عن أبي موسى رضيَ الله عنه).
وكلام النَّاس وثناؤهم على العبد من أجل طاعةٍ أدَّاها أو قُرُبةٍ تقرَّب بها لا يضرُّ إلاَّ إذا حرص العبد على ذلك؛ ففي "صحيح مسلم" عن أبي ذرِّ رضيَ الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أرأيتَ الرَّجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس؟ فقال: "تلك عاجلُ بُشرَى المؤمن".
واحذر يا أخي من مداخل الشيطان، فإنه إن لم يتمكن منك بطريق الشر، دخل عليك من طريق الخير، ليشوِّش عليك، أو يشغلك بالمفضول عن الفاضل، فلربما أوقع في نفسك أنك ترائي بعملك لتترك العمل، وذلك من وسوسته، ولهذا قال الفُضَيْل بن عِياض رحمه الله: "ترك العمل لأجل الناس رياءٌ، والعمل لأجل الناس شركُ"، والحكم على العمل المتروك خوف الرياء بأنه رياء لايوافق عليه الفضيل، لكن كلامه يدل على ضرورة التنبه لخطورة ترك العمل بهذا القصد.
- التصنيف:
- المصدر: