بسم الله الرحمن الرحيم وانتصرت غزة الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ...

بسم الله الرحمن الرحيم
وانتصرت غزة
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ناصر المستضعفين، وقاهر الجبابرة والمتكبرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمةً للعالمين أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، ولو كره المشركون، ولو كره المنافقون، ولو كره المجرمون صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران ١٠٢]. أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة في الدين ضلالة أجارن لله وإياكم من البدع والضلالات آمين اللهم آمين.
أيها الأحباب الكرام في الله وانتصرت غزة، ما حصل لهم لم تتحمله الجبال الرواسي، ابتلاء مبين، ومحنة عظيمة، ما الذي جعلهم يصمدون أمام هذا العدو الغاشم الظالم، السبب ان عندهم يقين بأن الجنة ليست رخيصة، عندهم يقين بأن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنون الصادقون الصابرون المُحتسبون المُجاهدون، قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ﴾ [البقرة ٢١٤].
معاشر المؤمنين، هناك من كان يُشكِّك في النصر، فنقول له: االله يقول: ﴿ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَأَنَّ ٱلۡكَـٰفِرِینَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ﴾ [محمد ١١]
الله ولي المؤمنين وناصرهم، أما الكفار لا ولي لهم ولا نصير، ويقول الله تعالى: ﴿إِنَّ وَلِـِّۧیَ ٱللَّهُ ٱلَّذِی نَزَّلَ ٱلۡكِتَـٰبَۖ وَهُوَ یَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [الأعراف ١٩٦] هذا هو كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم الحميد.
يقولون أي نصر هذا الذي تتحدَّثون عنه وقد قُتل عشرات الآلاف وجرح مئات الآلاف، ونحن نقول لهم، الله يقول: ﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَك۟رهوا شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢١٦]
إن نصر هذا الدين لا بدَّ له من تضحية، وهذه التضحية الثقيلة كان ثمنها الجنة بإذن الله، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هناك أهداف أراد اليهود أن يحقِّقوها من هذه الحرب، أخبروني بالله عليكم هل حقَّقوا هدفًا واحدًا؟ ما الذي حقَّقوه؟ ما هو الشيء الذي يجعلهم يتحدَّثون ويفتخرون به أمام العالم؟ ما هو؟ قتل الأبرياء؟!قتل الأطفال؟! هل انتهت المقاومة؟ المقاومة هي المقاومة، ولا زالت حية تقاوم من أجل الدين والمقدسات، والأرض والعرض، المقاومة بإذن الله منصورة اليوم أو غد، السؤال هل أنهوا المقاومة؟ هل أخرجوا اهل غزة من أرضهم؟ هل رفع اهل غزة الراية البيضاء كما كان يريد اليهود؟ ما هو الشيء الذي حقَّقوه؟ الشيء الوحيد الذي حققوه، ويفتخرون به هو قتل الأطفال والنساء، هذا هو ديدنهم وهذا هو هدفهم وهذا هو منهجهم، قد قتلوا الأنبياء عليهما الصلاة والسلام، قتلوا الأنبياء ونقضوا العهود وسفكوا الدماء ودمروا البيوت، هذا هو إنجازهم الوحيد، وهل هذا هو إنجاز؟ لا والله، بل هو بصمة عار في جبينهم إلى يوم القيامة، لكنهم سيخرجون من غزة بإذن الله ذليلين، منكسرين، منهزمين، عرفنا هذا من خلال تصريحاتهم، فهم غاضبون، يقولون: لماذا نترك غزة ولم نحقق شيئا من أهدافنا؟.
عباد الله، النصر قادم، والمقاومة باقية، وإخوانكم ثابتون صامدون محتسبون، رغم القتل ورغم الدمار ورغم الإبادة، إلا أنكم رأيتم قبل أن يعلنوا الاتفاق كيف خرجوا إلى شوارع غزة وهم فرحون وهم مستبشرون أليس هذا هو نصر بحجم ذاته؟ أليس هذا هو العز الذي يفتخر به كل مسلم؟ يحتفلون رغم الألم والدمار والخراب وفقد الأحبة، منهم من فقد أسرته كاملة، إلا أنه خرج إلى الشارع فرحا بوقف الحرب، فرحا بهذا النصر العظيم، أهم شيء أن الإسلام ينتصر، والحق يعلو، فالثبات على الحق والدين رغم الإبادة هو الفوز الكبير، ألم يقل الله وهو يتحدث عن أولئك الذين أُحرقوا في قصة الأخدود في سورة البروج، قال تعالى:﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِیرُ﴾ [البروج ١١] فوز كبير رغم أنهم أُبيدوا جميعا ولم يبق منهم أحد، ومع هذا سماه الله فوزا كبيرا؛ لأن الثبات على الدين والثبات على الحق والثبات على المبدأ هو نصر، هذا هو الثبات إخوة الإيمان.
معاشر المؤمنين، ينبغي أن نتعلم بأن هذا النصر جاء من عند الله عز وجل، وأن هذا النصر جاء بعد إعداد العدة، ﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ﴾ [الأنفال ٦٠]، وعن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: ("وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي"). رواه مسلم.
معاشر الموحدين، أعظم العدة هي الإعداد العقدي هو الإعداد الإيماني،﴿وَمَا لَنَاۤ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَاۤ ءَاذَیۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم ١٢] ﴿قُل لَّن یُصِیبَنَاۤ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [التوبة ٥١] أعظم العدة هو الإعداد الإيماني، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَـٰبࣰا مؤجلاً وَمَن یُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن یُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِی ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ [آل عمران ١٤٥] الإعداد الإيماني بأن الآخرة هي دار القرار، إن شعارهم هو شعار خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه عندما قال لأحد الملوك "أسلم تسلم وإلا لآتينك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة".
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون، انتصرت غزة بالصبر والصمود ﴿وَكَأَیِّن مِّن نَّبِیࣲّ قَـٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّیُّونَ كَثِیرࣱ فَمَا وَهَنُوا۟ لِمَاۤ أَصَابَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا۟ وَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [آل عمران ١٤٦].
انتصرت غزة بالإرادة لا بالإبادة، انتصرت غزة بحب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام وحب كتابه فالمساجد مليئة بحفاظ كتاب الله،، رغم تدميرها، إلا أنك تجد فيها من يقرأ القرآن، والبعض يسرُد القرآن من طلوع الفجر إلى آخر النهار، من أوله إلى آخره عن ظهر قلب، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، فاستحقوا النصر؛ لأنهم مع الله، ومن كان مع الله لن يُضيعَه الله جل جلاله، فمن وجدَ الله ماذا فقد؟ ومن فقدَ الله ماذا وجد؟ من وجدَ الله وجدَ كل شيء، ومن فقدَ الله فقدَ كل شيء، قاعدةٌ لا تتغير ولا تتبدَّل أبداً.
فالزم يديك بحقل الله معتصماً... فإنه الرُكن إن خانتك أركان..، ﴿... وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف ٢١]
انتصرت غزة بحب أولياء الله، بحب العلماء الربانيين، بحب الصادقين، بحب المؤمنين، انتصرت غزة بحب الشهادة في سبيل الله، بالشهادة في سبيل الله، بحب لقاء الله عز وجل، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فمن كان هذا هو دندنُه، وهذه هي غايتُه، فلن يُضيعَه الله، فالله ناصِرُه؛ قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد ٧]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات".
اللهم آتِ نفوسنا تَقْوَاها، اللهم آتِ نفوسنا تَقْوَاها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم أصلِح قلوبنا وأعمالنا يا رب العالمين، اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، واجعَل الموتَ راحةً لنا من كل شر، اللهم أبرِم لأمة محمدٍ أمرَ رشد يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُذلُّ فيها أعداءُ دينِك، يا من أنت على كل شيءٍ قدير، اللهم انصُر الإسلام وأعزَّ المسلمين، اللهم انصُر عبادك المُستضعفين في كل مكان، اللهم انصُر عبادك المظلومين والمُضطهدين في فلسطين، اللهم عليك بالمُتآمِرين على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين، اللهم أرِنَا فيهم عجَائبَ قُدرتِك يا من أنت على كل شيءٍ قدير، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، من أرادنا أو أراد بلادنا أو أراد ديننا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ اللهم فاشغله بنفسه، اجعل تدبيره في تدميره، رد كيده إلى نحره يا من أنت على كل شيء قدير، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من المحرومين، غيث الإيمان في قلوبنا، وغيث الرحمة في أوطاننا، يا من أنت على كل شيء قدير، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
عباد الله، صلوا وسلموا على المبعوث رحمة العالمين حيث أمركم فقال: ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا)).
إن الله يأمركم بثلاث فقوموا بها، وينهاكم عن ثلاث فاجتنبوها؛ إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة.
...المزيد

*أهمية التربية الإيمانية* • *كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل ...

*أهمية التربية الإيمانية*

• *كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل المرء بذلك ولا يلين قلبه، ويصح إيمانه لكنه لا يزداد!، خصوصا إن طغى على هذه المجالس الجدالات التي تُخرج العلم عن غايته، وفي هذا يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين".*

*ومن المهم أن يدرك المجاهدون أن التربية الإيمانية لا تخص ساحة دون أخرى أو مرحلة دون أخرى، أو تقتصر على فئة عمرية محددة، كما يظن البعض بأنها تلزم المجاهد في مراحل نفيره الأولى، ثم يُعفى منها في مراحله اللاحقة، بل هي ملازمة للمجاهد في كل مراحله، فهي تسبق الجهاد وتمهد له، كما تصاحبه وترافقه في كل محطاته، وهي - بعد صحة التوحيد - المحرك والوقود لاستمرار المجاهد وثباته.؟

*وعلى مدار سنوات طويلة، كانت قضية التربية الإيمانية موضع خلاف بين "الإسلاميين"، فريق ينظّر لها مشترطا التخلية قبل التحلية، ولا حد لتخليته ولا أفق لتحليته!، فيبقى المرء عندهم طول العمر وأبد الدهر في التخلية، فتصير بذلك التزكية الإيمانية مانعا من موانع الجهاد فالرجل لم يكمل طور التخلية بعد، وأمامه عقود من أطوار التحلية، فتصبح تلك ذريعة لإسقاط فريضة الجهاد عن هذا الكائن الذي أرادوه ملاكا فغدا نقيض ذلك تماما.*

*وفريق آخر يهمل التربية الإيمانية بالكلية بحجة فضل الجهاد وجوازه مع البر والفاجر، ويقدّمون حالة العسكرة على ما سواها، فتكون المحصلة مقاتلا عسكريا فارغا أجوف، إن تقوّى بطش وتجاوز، وإن ضعف خار وتراجع، وإن ابتُلي فاللهم سلامة من الحور بعد الكور.*

*وإنما مذهب أهل التوفيق وسط بين مُعطّلة الجهاد بمانع التزكية الملائكية، وبين معطّلة التزكية بمانع العسكرة التي لا تدوم، والمقصود أن تكون التربية والتزكية الإيمانية مستمرة مصاحبة لكل فصول ومحطات الجهاد، قبل النفير وبعد النفير، في المضافات والمعسكرات، في الولايات القائمة والأمنية، ولكل المهام والتخصصات فليس أحد فوق التربية الإيمانية، ولا يسع المجاهد الزهد فيها فإن الزهد فيها زهد في أسباب الثبات بل زهد في الجهاد ذاته فلا يثبت له إلا من ربّى بالإيمان قلبه؛ فتربّت جوارحه وانقاد باطنه وظاهره لربه وتعلق قلبه به.*

*ولا يعني هذا أننا ننشد مجاهدا ملائكيا لا يخطئ فهذا بعيد شرعا وواقعا، فالمجاهد بشر يصيب ويخطئ ويغفل ويزل لكنه لا يستمرئ الخطأ ولا يتساهله، أواب سرعان ما يعود، كما في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.*

*إنما ننشد مجاهدا على منهاج النبوة تزكية وسلوكا، سيرة وسريرة، خاشعا قلبه قريبة دمعته توابا أوابا يلوم نفسه وينصب لها موازين الحساب، رحيما في مواطن الرحمة شديدا في مواطن الشدة، وقورا في مواطن الوقار غيورا في مواطن الغيرة ه‍صورا في مواطن الملحمة صبورا في مواطن المحنة، متمترسا في مواطن الثبات، متورعا متريثا في مواطن الشك والريبة، مجاهدا متبتلا في المحاريب إذا خلى بنفسه، متجلدا متصبرا إذا لاح له عدوه، إننا ننشد مجاهدا قلبه في الأرض وروحه تحلق حول العرش كما قال ابن القيم: "فترى الرجلَ روحُه في الرفيق الأعلى وبدنُه عندك، فيكون نائمًا على فراشِه وروحُه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش".*

*إننا نريد جيلا من المجاهدين يتأهب لفصول قادمة من المعامع والملاحم لا يثبت لها إلا أهل التربية الإيمانية المتجذرة المتجددة، المتقين القانتين المخبتين الذين ربوا قلوبهم على التقوى وصانوا جوارحهم، ترفعوا عن الدنيا والدنايا، وتربعوا على عرش العزم والهمم، يسهرون لياليهم، ويصبّحون عدوهم، يتنافسون على الطاعة ويتسابقون نحو المنايا يطلبون الموت في مظانه وينازلون العدو في مكامنه ويطاردونه في مآمنه، ويباغتونه من حيث لا يحتسب.*

*إن العلاقة بين محاريب الإخبات ومحاريب الجهاد علاقة وطيدة ومتى انفكت العلاقة أو ضعفت، فاعلم أن هناك خللا في التربية الإيمانية وصدعا في جدارها لا بد من تداركه قبل فوات الأوان، وهي مهمة فردية من حيث أن كل مجاهد أدرى بنفسه ومواطن قوته وضعفه ومواضع إخفاقه وتوفيقه، ومع ذلك فهي مهمة يتقاسمها الجميع ويحتاجها الجميع، فإنا قد لا نؤتى من قبل طائرات عدونا كما نؤتى من ضعف إيماننا، فنحن نقاتل بالإيمان، فإن ضعف ضعفت قوتنا وتسلط علينا عدونا، وإن قوي إيماننا لم تقوَ علينا قوة في الأرض، فهذه دعوة لتشييد وترميم صروح التربية الإيمانية بيننا لنبني للإسلام صروحا من العز لا تنهدم.*


▫️ *المصدر: افتتاحية النبأ*
*صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 471*
*الخميس 26 جمادى الأولى 1446 هـ*

🔻 *ݪقرݴءة ݴݪصحيفة ڪݴمݪة، توݴصݪ معنݴ تيݪيجرݴم:*
@wmc111ann
...المزيد

*🌿في حُبِّ العقيدةِ لا تكُن مُحايدًا؛ بل كُن متعصِّبًا حتّى المَوت🌿*

*🌿في حُبِّ العقيدةِ لا تكُن مُحايدًا؛ بل كُن متعصِّبًا حتّى المَوت🌿*

96 فالييدع ناديه سندع زبانيه ..وضيفه ... كلا لا تطعه واسجد واقترب

96
فالييدع ناديه سندع زبانيه ..وضيفه ... كلا لا تطعه واسجد واقترب

*أهمية التربية الإيمانية* • *تشتد حاجة المجاهد في هذا العصر الذي يقطر جاهلية، إلى تعزيز تربيته ...

*أهمية التربية الإيمانية*

• *تشتد حاجة المجاهد في هذا العصر الذي يقطر جاهلية، إلى تعزيز تربيته الإيمانية وتجديدها وترميمها وجعلها عملية مستمرة، مع التسليم بفضل بيئة الجهاد على غيرها من البيئات، وفضل الجهاد على غيره من العبادات.*

*لكن أفضلية الجهاد على سائر العبادات، لا تعفي المجاهد من تحصيل التربية الإيمانية، ولا تعني زهده في الطاعات أو تساهله في الصغائر واللمم... بل العكس تماما فإنّ القائم بفريضة الجهاد في هذا الزمان العصيب أحوج الناس إلى رصيد من التربية الإيمانية تبلّغه مراده وتعينه في طريقه.*

*إن التربية الإيمانية مهمة للمجاهد في سائر ميادينه وثغوره، صحيح أن ميادين الجهاد هي ميادين تربية تصقل النفس وتربي المؤمن، لكن في واقع الجهاد المعاصر لا يكون المجاهد ملاقيا للعدو على الدوام، ولا يتصور المرء أن بيئة الجهاد هو ميدان الرماية والاشتباك، بل بيئة الجهاد أوسع وأعم، فقد يقضي المجاهد أسابيع وأشهرًا في المضافات بغير صولات ولا جولات، ويكون مجاهدا لا ينفك عن وصف الجهاد وحقيقته ولا ينقطع أجره، أو يكون تكليفه الجهادي في بيئة جاهلية معادية، فهو بحاجة دورية إلى تجديد وتعزيز حالته الإيمانية جنبا إلى جنب مع حالته الأمنية، ولا ينفعه في هذه الظروف إلا تربيته التي ادّخرها لمثل هذه الأيام التي يتفاضل بها المجاهدون في إيمانهم وتقواهم ولذلك قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ} كما قال: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} قال ابن كثير: "لما ذكر اللباس الحسي نبّه مُرشدا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة والتقوى". وإنما أوردنا هذا المثل لنقرب للقارئ المقصود بالتربية الإيمانية، فليست هي عين العبادة أو التلاوة أو الصلاة أو النسك وإنْ كانت بريدها وسبيلا إليها بالجملة؛ وإنما هي أثرها وثمرتها من الخشية والخشوع والوجل والتدبر ودوام المحاسبة وسرعة الإنابة، إنها باب واسع شامل يغلب فيه حركة القلب على حركة الجوارح.*

*كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل المرء بذلك ولا يلين قلبه، ويصح إيمانه لكنه لا يزداد!، خصوصا إن طغى على هذه المجالس الجدالات التي تُخرج العلم عن غايته، وفي هذا يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين".*

*ومن المهم أن يدرك المجاهدون أن التربية الإيمانية لا تخص ساحة دون أخرى أو مرحلة دون أخرى، أو تقتصر على فئة عمرية محددة، كما يظن البعض بأنها تلزم المجاهد في مراحل نفيره الأولى، ثم يُعفى منها في مراحله اللاحقة، بل هي ملازمة للمجاهد في كل مراحله، فهي تسبق الجهاد وتمهد له، كما تصاحبه وترافقه في كل محطاته، وهي - بعد صحة التوحيد - المحرك والوقود لاستمرار المجاهد وثباته.)

*وعلى مدار سنوات طويلة، كانت قضية التربية الإيمانية موضع خلاف بين "الإسلاميين"، فريق ينظّر لها مشترطا التخلية قبل التحلية، ولا حد لتخليته ولا أفق لتحليته!، فيبقى المرء عندهم طول العمر وأبد الدهر في التخلية، فتصير بذلك التزكية الإيمانية مانعا من موانع الجهاد فالرجل لم يكمل طور التخلية بعد، وأمامه عقود من أطوار التحلية، فتصبح تلك ذريعة لإسقاط فريضة الجهاد عن هذا الكائن الذي أرادوه ملاكا فغدا نقيض ذلك تماما.*

*وفريق آخر يهمل التربية الإيمانية بالكلية بحجة فضل الجهاد وجوازه مع البر والفاجر، ويقدّمون حالة العسكرة على ما سواها، فتكون المحصلة مقاتلا عسكريا فارغا أجوف، إن تقوّى بطش وتجاوز، وإن ضعف خار وتراجع، وإن ابتُلي فاللهم سلامة من الحور بعد الكور.*

*وإنما مذهب أهل التوفيق وسط بين مُعطّلة الجهاد بمانع التزكية الملائكية، وبين معطّلة التزكية بمانع العسكرة التي لا تدوم، والمقصود أن تكون التربية والتزكية الإيمانية مستمرة مصاحبة لكل فصول ومحطات الجهاد، قبل النفير وبعد النفير، في المضافات والمعسكرات، في الولايات القائمة والأمنية، ولكل المهام والتخصصات فليس أحد فوق التربية الإيمانية، ولا يسع المجاهد الزهد فيها فإن الزهد فيها زهد في أسباب الثبات بل زهد في الجهاد ذاته فلا يثبت له إلا من ربّى بالإيمان قلبه؛ فتربّت جوارحه وانقاد باطنه وظاهره لربه وتعلق قلبه به.*

*ولا يعني هذا أننا ننشد مجاهدا ملائكيا لا يخطئ فهذا بعيد شرعا وواقعا، فالمجاهد بشر يصيب ويخطئ ويغفل ويزل لكنه لا يستمرئ الخطأ ولا يتساهله، أواب سرعان ما يعود، كما في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.*


▫️ *المصدر: افتتاحية النبأ*
*صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 471*
*الخميس 26 جمادى الأولى 1446 هـ*

🔻 *ݪقرݴءة ݴݪصحيفة ڪݴمݪة، توݴصݪ معنݴ تيݪيجرݴم:*
*wmc111a7*
...المزيد

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)* *جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ...

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)*

*جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ّضّمّنّ صّوّرّ اّلّقّـتّاّلّ اّلّبّاّطّلّةّ: (اّلّرّجّلّ يّقّـاّتّلّ شّجّاّعّةّ) أيّ أنّّ طّبّعّهّ مّجّبّوّلّ عّلّىّ اّلّشّجّاّعّةّ فّهّوّ يّقّـاّتّلّ بّهّاّ وّتّغّلّبّ عّلّيّهّ، وّ (يّقّـاّتّلّ حّمّيّّةّ) يّعّنّيّ عّنّ قّوّمّهّ وّوّطّنّهّ كّمّاّ هّوّ حّاّلّ أغّلّبّ قّتّـاّلّ (حّرّكّاّتّ اّلّتّحّرُّّرّ) اّلّيّوّمّ، وّمّعّ ذلّكّ لّمّ تّكّنّ اّلّشّجّاّعّةّ وّحّدّهّاّ كّاّفّيّةّ لّتّصّحّيّحّ اّلّنّيّةّ وّتّزّكّيّةّ اّلّقّتّـاّلّ أوّ اّلّمّقّـاّتّلّ، مّاّ لّمّ يّكّنّ فّيّ سّبّيّلّ الله تعالى، نّصّرّةّ لّلّشّرّيّعّةّ وّمّرّاّغّمّةّ لّأعّدّاّئّهّاّ.*

*وّبّاّلّتّاّلّيّ، فّاّلّشّجّاّعّةّ بّغّيّرّ تّوّحّيّدّ لّاّ تّنّفّعّ صّاّحّبّهّاّ سّوّىّ فّيّ اّلّدّنّيّاّ، كّقّوّلّهّمّ: إنّّ فّلّاّنّاّ شّجّاّعّ، وّقّدّ قّيّلّ! أمّاّ فّيّ اّلّآخّرّةّ فّلّاّ اّعّتّبّاّرّ لّلّشّجّاّعّةّ بّدّوّنّ تّوّحّيّدّ صّاّفّ وّعّقّيّدّةّ سّلّيّمّةّ تّوّاّفّقّ اّعّتّقّاّدّ أهّلّ اّلّسّنّةّ وّاّلّجّمّاّعّةّ اّلّذيّنّ لّيّسّ مّنّهّمّ بّاّلّقّطّعّ "اّلّإمّاّمّ اّلّخّمّيّنّيّ!" وّلّاّ "سّوّرّيّّةّ اّلّأسّدّ!" وّلّاّ حّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّذيّ يّمّثّلّ اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ" بّحّسّبّ تّعّبّيّرّ "جّيّفّاّرّاّ اّلّعّرّبّ".*

*وّقّدّ جّاّء فّيّ حّدّيّثّ آخّرّ أوّرّدّهّ اّلّإمّاّمّ اّلّبّخّاّرّيّ فّيّ بّاّبّ: (إذاّ بّقّيّ حّثّاّلّةّ مّنّ اّلّنّاّسّ)، يّصّفّ فّيّهّ حّاّلّ آخّرّ اّلّزّمّاّنّ حّيّنّ تّخّتّلّ مّوّاّزّيّنّ اّلّنّاّسّ، فّيّتّمّاّدّحّوّنّ وّيّتّفّاّخّرّوّنّ بّكّلّ شّيّء إلّاّ اّلّإيّمّاّنّ، (وّيّقّاّلّ لّلّرّّجّلّ: مّاّ أعّقّلّهّ وّمّاّ أظّرّفّهّ وّمّاّ أجّلّدّهّ، وّمّاّ فّيّ قّلّبّهّ مّثّقّاّلّ حّبّّةّ خّرّدّلّ مّنّ إيّمّاّنّ!)، أيّ يّكّوّنّ اّلّرّجّلّ فّطّنّاّ، فّصّيّحّاّ، وّقّوّيّاّ شّجّاّعّاّ وّلّيّسّ فّيّ قّلّبّهّ أدّنّىّ دّرّجّاّتّ اّلّإيّمّاّنّ.*

*وّلّذلّكّ أشّكّلّ عّلّىّ اّلّنّاّسّ فّهّمّ كّيّفّ يُّقّـتّلّ اّلّرّجّلّ "شّجّاّعّاّ مُّشّتّبّكّاّ" وّهّوّ عّلّىّ غّيّرّ عّقّيّدّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، بّلّ هّوّ مّفّاّرّقّ مّحّاّدّ لّهّاّ، فّيّ صّفّوّفّ خّصّوّمّهّاّ مّوّاّلّيّاّ لّهّمّ مّكّثّّرّاّ سّوّاّدّهّمّ، مّعّ أنّ اّلّمّاّّضّيّ وّاّلّحّاّّضّرّ يّّضّجّّاّنّ بّقّصّصّ مّقّـاّتّلّـيّنّ شّجّعّاّنّ قّاّتّـلّوّاّ حّتّىّ آخّرّ رّمّقّ، لّكّنّ فّيّ سّبّلّ بّاّطّلّةّ وّتّحّتّ رّاّيّاّتّ جّاّهّلّيّةّ، وّمّاّذاّ سّيّفّعّلّ عُّمّّاّرّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّثّاّنّيّةّ، لّوّ رّأوّاّ شّجّاّعّةّ وّجّلّدّ قّاّدّةّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّأوّلّىّ؟!*

*وّجّرّيّاّ عّلّىّ طّرّيّقّةّ اّلّمّتّطّفّلّيّنّ عّلّىّ أصّوّلّ اّلّفّقّهّ اّلّهّاّدّمّيّنّ لّأصّوّلّ اّلّشّرّيّعّةّ؛ اّلّذيّنّ بّرّّرّوّاّ مّوّاّلّاّةّ اّلّرّاّفّـّضّةّ بّـ "اّنّفّكّاّكّ اّلّجّهّةّ" تّلّبّيّسّاّ وّتّّضّلّيّلّاّ؛ ألّاّ يّصّحّ أنّ يّكّوّنّ فّيّ مّقّـتّلّ "اّلّشّجّاّعّ اّلّمّشّتّبِّكّ" هّذاّ "اّنّفّكّاّكّ جّهّةّ"؟! ألّاّ تّنّفّكّّ جّهّةّ اّلّشّجّاّعّةّ عّنّ جّهّةّ صّحّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، فّيّكّوّنّ اّلّرّجّلّ مّقّـاّتّلّاّ شّجّاّعّاّ مّنّ جّهّةّ؛ نّاّقّّضّاّ لّلّتّوّحّيّدّ مّنّ جّهّةّ أخّرّىّ؟ أمّ أنّهّ لّاّ تّنّفّكّ اّلّجّهّةّ عّنّدّهّمّ إلّاّ فّيّ أسّلّمّةّ اّلّرّوّاّفّـّضّ وّاّلّتّرّقّيّعّ لّمّحّوّرّهّمّ؟!*

*وّمّنّ سّوّء جّرّيّرّتّهّمّ، فّتّنّوّاّ اّلّنّاّسّ فّيّ دّيّنّهّمّ أحّيّاّء وّأمّوّاّتّاّ، فّكّاّنّتّ حّيّاّتّهّمّ فّتّنّةّ وّمّوّتّهّمّ فّتّنّةّ، قّعّوّدّهّمّ فّتّنّةّ وّقّتّـاّلّهّمّ فّتّنّةّ، إنّهّ شّؤّمّ مّسّلّكّهّمّ اّلّذيّ سّلّكّوّهّ وّمّسّاّرّهّمّ اّلّذيّ اّتّبّعّوّهّ، وّكّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ اّرّتّمّىّ فّيّ أحّّضّاّنّ اّلّرّاّفّّـضّةّ مّدّاّفّعّاّ عّنّهّمّ مّفّاّرّقّاّ هّدّيّ اّلّنّبّوّةّ وّاّلّصّحّاّبّةّ لّأجّلّهّمّ، كّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ عّدّّ بّشّاّرّ وّأوّبّاّشّهّ "جّنّدّ اّلّشّاّمّ!" وّحّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ!"، وّلّاّ نّعّرّفّ أحّدّاّ مّنّ غّلّاّةّ اّلّفّرّقّ اّلّّضّاّلّةّ سّبّقّ إلّىّ هّذاّ وّتّجّرّأ عّلّيّهّ كّمّاّ فّعّلّ هّؤّلّاّء، فّمّاّ أجّرّأهّمّ عّلّىّ اّلّشّرّيّعّةّ وّمّاّ أصّبّرّهّمّ عّلّىّ اّلّنّاّرّ!*


🔗 *اّفّـتّتّـاّحّيّـةّ اّلّنّـبّــأ اّلّعّـدّدّ 466 اّلّخّمّيّسّ 21 رّبّيّعّ اّلّآخّرّ 1446 هّـ* *اّلّرّجّلّ يّقّاّتّـلّ شّجاّعّةّ*
...المزيد

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (2/3)* *وّقّدّ طّغّىّ عّلّىّ اّلّمّشّهّدّ ...

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (2/3)*

*وّقّدّ طّغّىّ عّلّىّ اّلّمّشّهّدّ لّوّثّةّ اّلّغّلّوّ فّيّ اّلّرّجّلّ وّتّقّدّيّسّهّ عّلّىّ طّرّيّقّةّ اّلّرّاّفّّضّةّ وّاّلّمّتّصّوّفّةّ، خّلّاّفّاّ لّطّرّيّقّةّ أهّلّ اّلّسّنّةّ اّلّذيّنّ يّقّدّّرّوّنّ وّلّاّ يّقّدّسّوّنّ، حّتّىّ تّجّرّأ سّفّهّاّؤّهّمّ وّدّرّاّوّيّشّهّمّ عّلّىّ تّشّبّيّهّهّ بّنّبّيّّ الله مّوّسّىّ - عّلّيّهّ اّلّسّلّاّمّ - لِّعّلّّةّ اّلّعّصّاّ! وّهّلّ فَّّضُّلّ وّعّلّاّ مّقّاّمّ مّوّسّىّ بّاّلّعّصّاّ؟! إنّهّ تّقّزّيّمّ لّلّأنّبّيّاّء وّاّسّتّخّفّاّفّ بّجّنّاّبّ اّلّشّرّيّعّةّ وّاّلّدّيّاّنّةّ، وّهّمّ فّيّ اّلّحّقّيّقّةّ أبّعّدّ اّلّنّاّسّ عّنّ نّبّيّ الله مّوّسّىّ، فّقّدّ جّاّء - وّسّاّئّرّ اّلّرّسّلّ - بّاّلّتّوّحّيّدّ وّنّبّذ اّلّشّرّكّ، وّهّؤّلّاّء نّبّذوّاّ اّلّتّوّحّيّدّ وّنّقّّضّوّهّ وّأقّرّوّاّ اّلّشّرّكّ وّبّرّرّوّهّ وّهّوّنّوّهّ وّصّرّحّ اّلّوّلّاّء وّاّلّبّرّاّء هّدّمّوّهّ.*

*مّنّ زّاّوّيّةّ أخّرّىّ، فّاّلّقّوّمّ يّنّاّقّّضّوّنّ أنّفّسّهّمّ، فّاّلّإشّاّدّةّ وّاّلّتّفّاّخّرّ بّمّقّـتّلّ رّجّلّهّمّ خّاّرّجّ نّفّقّ، يّشّعّرّكّ وّكّأنّ اّلّأنّفّاّقّ اّلّتّيّ حّفّرّوّهّاّ مّذمّةّ! وّاّلّمّـوّتّ فّيّهّاّ مّنّقّصّةّ! مّعّ أنّ اّلّعّشّرّاّتّ مّنّهّمّ قّّضّوّاّ فّيّهّاّ مّنّ قّبّلّ وّمّنّ بّعّدّ، وّإنّ تّعّجّبّ فّهّنّاّكّ اّلّأعّجّبّ، طّاّرّ اّلّقّوّمّ بّمّشّهّدّ مّقّـتّلّ اّلّرّجّلّ عّلّىّ هّذاّ اّلّنّحّوّ، وّهّوّ قّاّئّدّ اّلّهّرّمّ، وّكّأنّهّمّ أكّبّرّوّاّ ذلّكّ عّلّيّهّ أوّ كّاّنّوّاّ يّتّوّقّعّوّنّ خّلّاّفّهّ، مّعّ أنّهّ بّحّسّبّ بّثّوّثّهّمّ اّلّمّرّئّيّةّ، فّاّلّعّدّيّدّ مّنّ جّنّـوّدّهّمّ قُّتّـلّوّاّ عّلّىّ نّحّوّ مّشّاّبّهّ، فّهّلّ كّاّنّوّاّ يّنّظّرّوّنّ إلّىّ قّاّئّدّهّمّ نّظّرّةّ دّوّنّيّةّ أقّلّ مّنّ جّنّـوّدّهّمّ؟! ثّمّ ألّيّسّ فّيّ ذلّكّ اّعّتّرّاّفّ ّضّمّنّيّ بّأنّ مّقّـتّلّ غّيّرّهّ مّنّ اّلّقّاّدّةّ وّسّطّ اّلّزّحّاّمّ وّلّيّسّ بّيّنّ اّلّرّكّاّمّ، أوّ تّحّتّ اّلّأرّّضّ لّاّ فّوّقّهّاّ، أوّ خّاّرّجّ اّلّبّلّدّ لّاّ دّاّخّلّهّاّ، أوّ مّقّـتّلّهّمّ بّمّلّاّبّسّ مّدّنّيّةّ لّاّ عّسّـكّرّيّةّ، ألّيّسّ كّلّ ذلّكّ يّعّنّيّ - بّمّفّهّوّمّ اّلّمّخّاّلّفّةّ -، مّذمّةّ وّاّنّتّقّاّصّ لّهّؤّلّاّء اّلّقّاّدّةّ، فّإنّ كّاّنّ كّذلّكّ فّيّاّ لّلّتّنّاّقّّضّ! وّإنّ كّاّنّ غّيّرّ ذلّكّ فّأيّنّ اّلّمّدّهّشّ فّيّ اّلّمّشّهّدّ؟*

*إنّ كّلّ هّذهّ اّلّأوّصّاّفّ اّلّتّيّ بّدّرّتّ مّنّ اّلّقّوّمّ لّيّسّتّ شّرّعّيّةّ وّلّاّ اّعّتّبّاّرّ لّهّاّ فّيّ اّلّشّرّعّ لّلّحّكّمّ عّلّىّ اّلّأفّرّاّدّ، ثّمّ إنّنّاّ طّفّنّاّ فّيّ نّصّوّصّ اّلّكّتّاّبّ وّاّلّسّنّةّ وّأفّهّاّمّ عّلّمّاّء اّلّمّلّةّ، فّلّمّ نّجّدّ أنّ مّنّ قُّـتّلّ مّشّتّبّكّاّ مّرّتّدّيّاّ بّزّّتّهّ اّلّعّسّـكّرّيّةّ حّاّمّلّاّ عّصّاّهّ جّاّلّسّاّ عّلّىّ أرّيّكّتّهّ... لّمّ نّجّدّ أنّ مّنّ قّـتّلّ عّلّىّ هّذهّ اّلّحّاّلّةّ فّقّدّ سّلِّمّ مّذهّبّهّ وّصّحّّ مّعّتّقّدّهّ، إنّهّاّ تّبّعّاّتّ طّوّفّاّنّ اّلّاّنّحّرّاّفّ فّيّ اّلّعّقّيّدّةّ، وّطّغّيّاّنّ اّلّعّاّطّفّةّ عّلّىّ اّلّشّرّيّعّةّ.*

*وّإنّ مّنّهّجّ اّلّإسّلّاّمّ فّيّ اّلّحّكّمّ عّلّىّ اّلّأفّرّاّدّ وّاّلّجّمّاّعّاّتّ صّحّةّ أوّ بّطّلّاّنّاّ؛ لّاّ يّعّتّمّدّ عّلّىّ مّاّ تّبّثّهّ اّلّقّنّوّاّتّ أوّ تّحّجّبّهّ، وّلّاّ عّلّىّ مّاّ تّحّبّهّ اّلّجّمّاّهّيّرّ أوّ تّبّغّّضّهّ، بّلّ يّعّتّمّدّ عّلّىّ مّيّزّاّنّ اّلّشّرّعّ اّلّعّدّلّ، فّمّاّ حّكّمّ لّهّ اّلّشّرّعّ بّاّلّصّحّةّ فّهّوّ اّلّصّحّيّحّ، وّمّاّ حّكّمّ لّهّ بّاّلّبّطّلّاّنّ وّاّلّفّسّاّدّ فّهّوّ كّذلّكّ، وّلّوّ جّاّءتّ بّّضّدّهّ كّلّ بّثّوّثّ اّلّأرّّضّ وّشّعّوّبّهّاّ.*

🔗 *اّفّـتّتّـاّحّيّـةّ اّلّنّـبّــأ اّلّعّـدّدّ 466 اّلّخّمّيّسّ 21 رّبّيّعّ اّلّآخّرّ 1446 هّـ* *اّلّرّجّلّ يّقّاّتّـلّ شّجاّعّةّ*
...المزيد

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)* *جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ...

▫️ *اّلّـرّجّــلّ يّـقّــاّتّـلّ شّـجّـاّعّـةّ (1/3)*

*جّاّء فّيّ اّلّسُّّنّةّ اّلّمّطّهّرّةّ ّضّمّنّ صّوّرّ اّلّقّـتّاّلّ اّلّبّاّطّلّةّ: (اّلّرّجّلّ يّقّـاّتّلّ شّجّاّعّةّ) أيّ أنّّ طّبّعّهّ مّجّبّوّلّ عّلّىّ اّلّشّجّاّعّةّ فّهّوّ يّقّـاّتّلّ بّهّاّ وّتّغّلّبّ عّلّيّهّ، وّ (يّقّـاّتّلّ حّمّيّّةّ) يّعّنّيّ عّنّ قّوّمّهّ وّوّطّنّهّ كّمّاّ هّوّ حّاّلّ أغّلّبّ قّتّـاّلّ (حّرّكّاّتّ اّلّتّحّرُّّرّ) اّلّيّوّمّ، وّمّعّ ذلّكّ لّمّ تّكّنّ اّلّشّجّاّعّةّ وّحّدّهّاّ كّاّفّيّةّ لّتّصّحّيّحّ اّلّنّيّةّ وّتّزّكّيّةّ اّلّقّتّـاّلّ أوّ اّلّمّقّـاّتّلّ، مّاّ لّمّ يّكّنّ فّيّ سّبّيّلّ الله تعالى، نّصّرّةّ لّلّشّرّيّعّةّ وّمّرّاّغّمّةّ لّأعّدّاّئّهّاّ.*

*وّبّاّلّتّاّلّيّ، فّاّلّشّجّاّعّةّ بّغّيّرّ تّوّحّيّدّ لّاّ تّنّفّعّ صّاّحّبّهّاّ سّوّىّ فّيّ اّلّدّنّيّاّ، كّقّوّلّهّمّ: إنّّ فّلّاّنّاّ شّجّاّعّ، وّقّدّ قّيّلّ! أمّاّ فّيّ اّلّآخّرّةّ فّلّاّ اّعّتّبّاّرّ لّلّشّجّاّعّةّ بّدّوّنّ تّوّحّيّدّ صّاّفّ وّعّقّيّدّةّ سّلّيّمّةّ تّوّاّفّقّ اّعّتّقّاّدّ أهّلّ اّلّسّنّةّ وّاّلّجّمّاّعّةّ اّلّذيّنّ لّيّسّ مّنّهّمّ بّاّلّقّطّعّ "اّلّإمّاّمّ اّلّخّمّيّنّيّ!" وّلّاّ "سّوّرّيّّةّ اّلّأسّدّ!" وّلّاّ حّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّذيّ يّمّثّلّ اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ" بّحّسّبّ تّعّبّيّرّ "جّيّفّاّرّاّ اّلّعّرّبّ".*

*وّقّدّ جّاّء فّيّ حّدّيّثّ آخّرّ أوّرّدّهّ اّلّإمّاّمّ اّلّبّخّاّرّيّ فّيّ بّاّبّ: (إذاّ بّقّيّ حّثّاّلّةّ مّنّ اّلّنّاّسّ)، يّصّفّ فّيّهّ حّاّلّ آخّرّ اّلّزّمّاّنّ حّيّنّ تّخّتّلّ مّوّاّزّيّنّ اّلّنّاّسّ، فّيّتّمّاّدّحّوّنّ وّيّتّفّاّخّرّوّنّ بّكّلّ شّيّء إلّاّ اّلّإيّمّاّنّ، (وّيّقّاّلّ لّلّرّّجّلّ: مّاّ أعّقّلّهّ وّمّاّ أظّرّفّهّ وّمّاّ أجّلّدّهّ، وّمّاّ فّيّ قّلّبّهّ مّثّقّاّلّ حّبّّةّ خّرّدّلّ مّنّ إيّمّاّنّ!)، أيّ يّكّوّنّ اّلّرّجّلّ فّطّنّاّ، فّصّيّحّاّ، وّقّوّيّاّ شّجّاّعّاّ وّلّيّسّ فّيّ قّلّبّهّ أدّنّىّ دّرّجّاّتّ اّلّإيّمّاّنّ.*

*وّلّذلّكّ أشّكّلّ عّلّىّ اّلّنّاّسّ فّهّمّ كّيّفّ يُّقّـتّلّ اّلّرّجّلّ "شّجّاّعّاّ مُّشّتّبّكّاّ" وّهّوّ عّلّىّ غّيّرّ عّقّيّدّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، بّلّ هّوّ مّفّاّرّقّ مّحّاّدّ لّهّاّ، فّيّ صّفّوّفّ خّصّوّمّهّاّ مّوّاّلّيّاّ لّهّمّ مّكّثّّرّاّ سّوّاّدّهّمّ، مّعّ أنّ اّلّمّاّّضّيّ وّاّلّحّاّّضّرّ يّّضّجّّاّنّ بّقّصّصّ مّقّـاّتّلّـيّنّ شّجّعّاّنّ قّاّتّـلّوّاّ حّتّىّ آخّرّ رّمّقّ، لّكّنّ فّيّ سّبّلّ بّاّطّلّةّ وّتّحّتّ رّاّيّاّتّ جّاّهّلّيّةّ، وّمّاّذاّ سّيّفّعّلّ عُّمّّاّرّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّثّاّنّيّةّ، لّوّ رّأوّاّ شّجّاّعّةّ وّجّلّدّ قّاّدّةّ اّلّجّاّهّلّيّةّ اّلّأوّلّىّ؟!*

*وّجّرّيّاّ عّلّىّ طّرّيّقّةّ اّلّمّتّطّفّلّيّنّ عّلّىّ أصّوّلّ اّلّفّقّهّ اّلّهّاّدّمّيّنّ لّأصّوّلّ اّلّشّرّيّعّةّ؛ اّلّذيّنّ بّرّّرّوّاّ مّوّاّلّاّةّ اّلّرّاّفّـّضّةّ بّـ "اّنّفّكّاّكّ اّلّجّهّةّ" تّلّبّيّسّاّ وّتّّضّلّيّلّاّ؛ ألّاّ يّصّحّ أنّ يّكّوّنّ فّيّ مّقّـتّلّ "اّلّشّجّاّعّ اّلّمّشّتّبِّكّ" هّذاّ "اّنّفّكّاّكّ جّهّةّ"؟! ألّاّ تّنّفّكّّ جّهّةّ اّلّشّجّاّعّةّ عّنّ جّهّةّ صّحّةّ اّلّتّوّحّيّدّ، فّيّكّوّنّ اّلّرّجّلّ مّقّـاّتّلّاّ شّجّاّعّاّ مّنّ جّهّةّ؛ نّاّقّّضّاّ لّلّتّوّحّيّدّ مّنّ جّهّةّ أخّرّىّ؟ أمّ أنّهّ لّاّ تّنّفّكّ اّلّجّهّةّ عّنّدّهّمّ إلّاّ فّيّ أسّلّمّةّ اّلّرّوّاّفّـّضّ وّاّلّتّرّقّيّعّ لّمّحّوّرّهّمّ؟!*

*وّمّنّ سّوّء جّرّيّرّتّهّمّ، فّتّنّوّاّ اّلّنّاّسّ فّيّ دّيّنّهّمّ أحّيّاّء وّأمّوّاّتّاّ، فّكّاّنّتّ حّيّاّتّهّمّ فّتّنّةّ وّمّوّتّهّمّ فّتّنّةّ، قّعّوّدّهّمّ فّتّنّةّ وّقّتّـاّلّهّمّ فّتّنّةّ، إنّهّ شّؤّمّ مّسّلّكّهّمّ اّلّذيّ سّلّكّوّهّ وّمّسّاّرّهّمّ اّلّذيّ اّتّبّعّوّهّ، وّكّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ اّرّتّمّىّ فّيّ أحّّضّاّنّ اّلّرّاّفّّـضّةّ مّدّاّفّعّاّ عّنّهّمّ مّفّاّرّقّاّ هّدّيّ اّلّنّبّوّةّ وّاّلّصّحّاّبّةّ لّأجّلّهّمّ، كّيّفّ يّفّلّحّ مّنّ عّدّّ بّشّاّرّ وّأوّبّاّشّهّ "جّنّدّ اّلّشّاّمّ!" وّحّزّبّ اّلّشّيّطّاّنّ "اّلّشّطّرّ اّلّأهّمّ مّنّ جّنّدّ اّلّشّاّمّ!"، وّلّاّ نّعّرّفّ أحّدّاّ مّنّ غّلّاّةّ اّلّفّرّقّ اّلّّضّاّلّةّ سّبّقّ إلّىّ هّذاّ وّتّجّرّأ عّلّيّهّ كّمّاّ فّعّلّ هّؤّلّاّء، فّمّاّ أجّرّأهّمّ عّلّىّ اّلّشّرّيّعّةّ وّمّاّ أصّبّرّهّمّ عّلّىّ اّلّنّاّرّ!*


🔗 *اّفّـتّتّـاّحّيّـةّ اّلّنّـبّــأ اّلّعّـدّدّ 466 اّلّخّمّيّسّ 21 رّبّيّعّ اّلّآخّرّ 1446 هّـ* *اّلّرّجّلّ يّقّاّتّـلّ شّجاّعّةّ*
...المزيد

*عَقِيدَةُ السَّلَفِ* • *(بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ ...

*عَقِيدَةُ السَّلَفِ*

• *(بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ الثِّقاتُ، الإيمانُ بِها مِن تَمامِ السُّنَّةِ، وكَمالِ الدِّيانَةِ، لا يُنْكِرُها إلّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ)*

- عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «اخْتَصَمَت الجَنَّةُ وَالنَّار فَذَكَرَ الحَدِيثَ فَتَقُولُ النَّارِ: هَلْ مِن مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ تَعالى قَدَمَهُ عَلَيْها فَهُنالِكَ تَمِيلُ، وَيَنْزَوِيَ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ ثَلاثًا». [رواه أحمد والبخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «لا يُوَطِّنُ رَجُلُّ المَسَاجِدَ لِلصَّلاةِ والذِّكْرِ إِلَّا تَبَشِّبَشَ الله به حَتَّى يَخْرُجَ كَما يَتَبَشْبَشُ أهْلُ الغائب بغائبِهِمْ إِذَا قَدم عَلَيْهِمْ». [رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

- عن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال فيما يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الكِبْرِياءُ رِدائي، والعَظَمَةُ إزارِي، فَمَن نازَعَني واحدًا مِنهُما قَذَفْتُهُ فِي النَّارَ». [رواه أحمد ومسلم]

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذكَرْتُهُ فِي نَفْسي، وإِنْ ذَكَرَنِي فَي مَلَأ ذكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مَنهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شَبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْه ذِراعا، وإن اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِراعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهَ باعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [رواه البخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَعَلَّقَتْ بِمَنكِبَي الرَّحْمَنِ، قَالَ لَها: مَن وَصَلَك وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».[رواه أحمد والبخاري والترمذي]

- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تلا هذه الآيَةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}، قَالَ: هَكَذا بِأَصْبُعَهُ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ الإِبهَامَ عَلى المِفْصَلِ الأعْلَى مِنَ الخِنْصَرِ فَسَاخَ الجَبَلُ». [رواه أحمد والترمذي وعبد الله بن أحمد]

- عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقَيْهِ فَلا يَبْقى مَنَ سَجَدَ لله في الدُّنْيا من تلقاء نَفْسه إلّا أذنَ لَهُ فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْقَى مَنَ سَجَدَ لَهُ اتِّقَاءً، وَرِياءً إِلَّا جَعَلَ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ». [رواه البخاري ومسلم]

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله: صَحَّتْ عَنْ رَسُول الله ﷺ التَّحْذِيرُ مِن فِتْنَةِ طَوائِفَ معتزلة، وخوارج يَجْحَدُونَهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِها.

📙 *[مختصر من كتاب الإبانة الكبرى]*
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
12 شعبان 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً