قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين ...

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين فتراتٌ عصيبةٌ من الاحتلال الصّليبيّ الأوروبيّ المباشر، الذي نشر الكفر والإلحاد وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنّسل.

ثمّ لم يخرج هذا الاحتلال الغاشم من بلاد المسلمين إلا وقد زرع وكلاء محليّين من العلمانيّين ونحوهم، الذين حكّموا في النّاس القوانين الوضعيّة الشّركيّة وعطّلوا الشّريعة، وحاربوا كلّ مَن سعى لإعادة أمجاد الأمّة، ومكّنوا أسيادهم الصّليبيّين واليهود من امتصاص خيرات بلاد المسلمين.

وصارت صورة الوضع القائم؛ حكامٌ طواغيتُ يحكمون البلاد بقوانين وضعيّة شركيّة، ويمكّنون الصّليبيّين واليهود في أراضي المسلمين ليُقيموا فيها قواعد عسكريّةً وشركاتٍ اقتصاديّةً، كما يتعاونون مع "مجلس الأمن" وكلّ دول الكفر في محاربة الإسلام تحت دعوى محاربة الإرهاب!!

وصاروا يطمسون معالم الدّين من التّوحيد والولاء والبراء والجهاد، وينشرون المنكرات والرّذائل ويستحلّونها من بنوك الرّبا ومنتجعات الزنا ودور الدّعارة.

وبسبب غياب الشّريعة وانتشار الفقر كثُر الفساد، وتفشّى الكذب والرّشاوى، وارتفعت نسبة الجريمة من سفك الدّماء والسّرقات.

وكلّ هذا الفساد ونحوه ما كان ليتحقّق لولا وجود جندٍ لهؤلاء الطّواغيت من الجيوش والشُّرَط والمخابرات، إذ إنّ أيّ دولةٍ لا يمكن أن تقوم أركانها إلا بالجند من الجيوش والشُّرَط.

ولا شكّ أنّ أيّ جماعةٍ جادّةٍ تسعى لتغيير هذا الواقع والإطاحة بهذه الأنظمة، لابدّ وأن تصطدم بتلك الجيوش والشرط، وأن يقع الاشتباك والقتال معها.

وقد عُلم أنّ أيّ جماعةٍ تنشد التّغيير دون إزالة هذه الجيوش وقتالها والعمل على تفكيكها هي جماعةٌ فاشلةٌ تصادم السّنن الكونيّة والشّرعيّة، بل وتكذب على الأمّة وتضلّلها.

ومن هذا المنطلق نازع مجاهدو الدّولة الإسلاميّة هذه الحكومات والأنظمة الطّاغوتية بالسّيف، وقاتلوا هذه الجيوش، وقتلوا أفرادها ومنتسبيها دون تفريق بينهم في العراق والشّام ومصر وتونس وليبيا والجزائر وخراسان وجزيرة العرب واليمن وغرب إفريقية وغيرها، فما شرعيّة جهاد هذه الجيوش والشّرط وقتل منتسبيها؟

• أولًا: كلّ حكومةٍ تحكم بغير ما أنزل الله فهي حكومةٌ كافرةٌ.

قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦].

قال الإمام المفسّر ابن كثير: (مَنْ ترك الشّرع المُحكَم المُنزل على محمدٍ خاتم الأنبياء عليه الصّلاة والسّلام وتحاكم إلى غيره من الشّرائع المنسوخة كَفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفرَ بإجماع المسلمين) [البداية والنّهاية]، والياسق هو كتاب التّتار الذي كانوا يحكمون به.

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١]، قال ابن حزمٍ رحمه الله: (صحَّ أنّ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنّما هو على ظاهره بأنّه كافرٌ من جملة الكفّار، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)، وقال أيضا: (فإنْ كان هناك محارِباً للمسلمين مُعيناً للكفّار بخدمةٍ، أو كتابةٍ فهو كافرٌ) [المحلّى]، فانظرْ وتأمَّلْ كيف عدَّ إعانة الكافر على المسلم بمجرد الكتابة كفراً مخرجاً عن الملّة؟!

وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: ٨]، وقوله سبحانه: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٤٠] فـالله سبحانه قد سوَّى في الحكم بين فرعون وبين جنوده، وأشركهم في العقاب.

ولذا فجنود هذه الأنظمة كفّارٌ مرتدّون وإنْ كانوا جهّالاً، فالصّحابة لمّا قاتلوا طوائف الرّدّة، قاتلوهم دون تفريقٍ بين جاهلٍ وغير جاهلٍ واستحلّوا دماءهم وغنموا أموالهم، واشترط أبو بكرٍ الصّديق على من تاب منهم أن يشهدوا على قتلاهم بالنّار.

بل إنّ جهل هؤلاء العساكر هو جهل إعراضٍ عن دين الله؛ فهم يرون الكفر والظّلم جهاراً نهاراً ثمّ لا يحرّكون ساكناً ولا يتخلّون عن شركهم ولا يفارقون صفّ الكافرين.

قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: ٢٢-٢٣].

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• ثالثاً: وجوب قتال جيوش الرّدّة

إنّ قتال هذه الجيوش والشرط وقتل منتسبيها واجبٌ شرعاً وليس جائزاً فحسب، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦]، فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على وجوب قتال هذه الجيوش والشّرط، حتى الذي لا يباشر منهم القتال لا يخرج عن وصف الكفر والمحاربة.

وهنا ثمّة مسألةٌ أخرى وهي أنّ هذه الجيوش والشرط هي التي تحكم البلاد بالظّلم وأحكام الكفر وتعطّل أحكام الشّريعة، وبالتّالي فجهادها وقتل منتسبيها هو من قبيل جهاد الدّفع، وهو واجبٌ بالإجماع، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: ١٩٠]، قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: (وأما قتال الدّفع فهو أشدّ أنواع دفع الصّائل عن الحرمة والدّين، فواجبٌ إجماعاً، فالعدوّ الصّائل الذي يفسد الدّين والدّنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرطٌ بل يدفع بحسب الإمكان) [مجموع الفتاوى]، وبالتّالي فواجبٌ شرعاً على عموم الأمّة وليس فقط على مجاهدي الدّولة الإسلاميّة قتل هؤلاء العساكر أينما وُجدوا وحيثما حلّوا، حتّى يتوبوا إلى ربّهم ويتبرّؤوا من شركهم، ومن فرّط في قتل هؤلاء العساكر فهو آثمٌ إثماً عظيماً.

وما من أمرٍ شرعيٍّ إلّا وفيه مصالحُ عظيمةٌ للأمّة في حاضرها ومستقبلها، ودنياها وأخراها، ولا يخرج عن هذا الأصل هذا النّوع من الجهاد فإنّ من أعظم مصالحه:

أ- حفظ دين المسلمين وإزالة الفتنة عنهم، فلا شكّ أن تغلّب الطّواغيت وجيوشهم وإجبار النّاس على الترافع لمحاكمهم لهو أعظم فتنةٍ على دين النّاس، فجهاد الطّواغيت وجنودهم واستئصالهم لهو نعمةٌ؛ وأيّ نعمةٍ، فَرَجٌ بعد كرْبٍ، ويُسْرٌ بعد خَطْبٍ، وهدايةٌ بعد ضلالةٍ، ورُشدٌ بعد غوايةٍ.

ب- قتال هذه الجيوش سببٌ للتّمكين، فإنّ من أشدّ العوائق التي كانت تحول دون تمكين الأمّة وعودة السّيادة لها والرّيادة هي هذه الجيوش، فلا شكّ أن إزالتها يؤدّي إلى تمكين الأمّة وإضعاف رأس الكفر أمريكا التي تهيمن على بلدان المسلمين بواسطة هذه الجيوش.

ج- استهداف عساكر الجيش والشّرط يؤدّي لبثّ الرّعب في قلوبهم وتخلخل صفوفهم وازدياد حالات الهروب بينهم ممّا يعجّل بانهيار هذه الجيوش.

د- استهداف عساكر الجيش يوقظ النّاس من غفلتهم ويأخذ بأبصارهم نحو التّوحيد وتحكيم الشّريعة، وظهور كفر هذه الجيوش.

فقتال هؤلاء المرتدّين واجب شرعاً، ويحقّق مصلحة كبيرة للمسلمين، ولا يقول إنّ قتالهم فتنة إلا من فُتن في دينه وحاد عن صراط الله المستقيم.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
...المزيد

أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر! • مجاهد نحسبه من جيل لم ...

أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر!

• مجاهد نحسبه من جيل لم نألفه منذ مئات السّنين، جيل أولئك الذين نشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، بعدما تخلّوا عن الدّنيا وزخرفها وزينتها، وهجروا أهليهم في طريقٍ ربّانيٍّ له قواعد لا بدّ لكلّ سالكٍ أنْ يدركها، فقد قضى الله -جلّ وعلا- أنْ تكون العبادة خالصةً له في هذا الطّريق، وأنْ يكون الأمر كلّه له، تعالى جدّه، لا ينازعُ سلطانه، الجنان ثوابه، والجحيم عقابه، فسبحانه!

أبو حذيفة المغربيّ، ذو الأربعة وعشرين عاماً، أدرك دقّة هذه القاعدة وعظمتها، فقرّر أنْ يسلك طريقاً لا يردّه عنه خوف أمٍ، أو خشية أبٍ، أو رجفة عشيرٍ، خصوصاً أنّه نشأ في كنف عائلةٍ يجمعها رباط أسريّ من نوعٍ فريدٍ، فلا يقوى فرد من العائلة على مغادرة أسوار العائلة لأيّام، لكنّ أبا حذيفة ليس كغيره، فكان أوّل تمرّده هو خروجه عن عرف البيت، وكسره لقاعدة أهله، فتمكّن من إقناع الأمّ والأب أن يعيناه على البحث عن مستقبل في مكانٍ آخر، ورغم أنّ الأمّ هي من كانت تعارض بشدّة أن يبتعد عنها فلذة كبدها، لكن حرصها على مستقبل الابن، الذي سهرت عليه لأيامٍ وليالٍ، جعلها تخضع لمتطلّبات الحياة، فتتخلّى عن عاطفة أمومتها، كما كانت ترى الأمر، فأن يخرج ابنها من دفء حضنها، إلى مدينة أخرى ويغيب عنها لأسبوع، فذاك من الصِعاب، بل هو المحال، فكيف بها وهي ستفارقه لأسابيع وأشهر وربما لسنين، لكنّه الإصرار من أبي حذيفة الذي جعلها توافق على مغادرة الطّائر لعشّه.

خضعت الأمّ، بعدما أدركت أنّها لن تقدر على الوقوف بوجه تلك الإرادة الحديدية لأبي حذيفة إلى ما لا نهاية له، فالفراق كان لا بدّ أنْ يكون في يوم من الأيّام، وهي تعلم أنها كانت تؤخّره، ولن تكون قادرة على منعه، بل وزادت عليه أنْ جهّزت الأمّ بنفسها نفقات السّفر، بعدما تخلّت عن أعزّ ما تملك من أشياء ثمينةٍ، وقبل ذلك رضيت بما كانت تعدّه من المستحيل، ذلك الذي يسمى (الفراق)، الذي يجنّ جنونها لهوله كلّما تذكرته، وخطر لها ببال.

خرج أبو حذيفة، بعدما قطع تذكرة السّفر إلى حيث ما يراه كثير من شباب اليوم حلم كلّ شابٍّ، اتّجه إلى (الخليج)، فكانت وجهته (قطر)، التي راح يزاول فيها أعمالاً حرّة.

مضت الأيّام، ومرّت الأشهر، وتعدّدت السّنين، وعين الأم ترقب الطّريق، لعلّ الغائب يعود، ولعل غربة الحبيب تنتهي، فيطلّ عليها من خلف باب طال إيصاده.

آنذاك كان أبو حذيفة يفكّر فعلاً بالرّحيل، ولكن ليس للعودة إلى بلده، بل لتحقيق حلمٍ كان يراوده منذ أمدٍ بعيدٍ، حلمٌ كان أهمّ عنده حتّى من أحضان أمّه، أو عناق أبيه، أو لقائه لأخته وأخيه، حلم الهجرة إلى أرض يحكمها شرع الله، وتقام على أديم أرضها حدود الرحمن، ويأمن فيها المؤمن على نفسه، ومرابع وسهول وجبال وأودية لا يخاف فيها المسلم إلا الله، والذئب على غنمه، فكان القرار الذي اتّخذه هو الهجرة إلى دولة الإسلام، أرض الخلافة، حلم كلّ مسلمٍ.

حينما أخذ يعدّ للهجرة تعرّض محل إقامته وسكناه لحريقٍ، فخسر كل حاجياته، بينها أمواله وأوراقه، ولم يخرج سوى بما يرتديه من ملابس العمل.

خشي أبو حذيفة لحظتها أنّ الله يريد اختبار صدقه إنْ كان سيثبت ويصرّ على سلك هذا الطّريق، أم أنه سيخضع للظروف العصيبة والعراقيل المتعدّدة، لكن كيف له ألّا يواصل السّير وهو يعرف صحة المنهج؟ بعدما هداه الله لفهم واقع الحال الذي ما عاد خافياً إلا على أعمى بصر وبصيرة، فازداد تمسّكاً أكثر من ذي قبل بالفكرة، وأجهد نفسه للحصول على ما يحتاجه ليكمل مهمة الهجرة والسّير على طريق الجهاد، فأوهم الجميع أنّه ذاهبٌ إلى بلده (المغرب)، لكنه غيّر وجهته لتكون دولة الإسلام هي قبلته.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 10
(قصة شهيد)

أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر!

• حينما أخذ يعدّ للهجرة تعرّض محل إقامته وسكناه لحريقٍ، فخسر كل حاجياته، بينها أمواله وأوراقه، ولم يخرج سوى بما يرتديه من ملابس العمل.

خشي أبو حذيفة لحظتها أنّ الله يريد اختبار صدقه إنْ كان سيثبت ويصرّ على سلك هذا الطّريق، أم أنه سيخضع للظروف العصيبة والعراقيل المتعدّدة، لكن كيف له ألّا يواصل السّير وهو يعرف صحة المنهج؟ بعدما هداه الله لفهم واقع الحال الذي ما عاد خافياً إلا على أعمى بصر وبصيرة، فازداد تمسّكاً أكثر من ذي قبل بالفكرة، وأجهد نفسه للحصول على ما يحتاجه ليكمل مهمة الهجرة والسّير على طريق الجهاد، فأوهم الجميع أنّه ذاهبٌ إلى بلده (المغرب)، لكنه غيّر وجهته لتكون دولة الإسلام هي قبلته.

تنقّل من مطارٍ إلى مطارٍ، ومن أرضٍ إلى أرضٍ، حتّى استقرّ به المقام قريباً من أراضي الدّولة الإسلاميّة، حيث لا يفصله عنها سوى مسافة يومٍ لا أكثر.

أقام في فندق، وحينما استيقظ في صباح اليوم التّالي وجد أنّ محفظته وبعض أشيائه قد سُرقت، فجلس في حيرةٍ من أمره، فهو لم يدفع بعدُ تكاليف الفندق، وطريقه ما يزال طويلاً، فبقي لأيام على هذه الحال، وقائمة فندقه باتت تتصاعد تكاليفها، ولا حلّ له يلوح في الأفق، حتى هداه الله للاتّصال ببعض معارفه طالباً منهم نجدته بتحويل قليلٍ من المال له، وهو ما كان.

فسارع إلى مغادرة الفندق لتبدأ آخر صعاب طريق الهجرة، التي يسّرها الله تعالى حتّى وصل إلى أرض الخلافة، وما أن اجتاز الحدود إلى الدّولة الإسلاميّة حتّى تنفس الصُّعداء، ثم خرّ على ركبتيه جاثياً باكياً من شدّة سعادته وفرحه، فاستقبله رجال حدود دولة الخلافة بالأحضان، واصطحبوه إلى دار الضّيافة، التي بقي فيها لعدّة أيّام، قبل أن يلتحق بالمعسكر الشّرعي، أولى محطّات حياته الجهاديّة.

وما أن انتهى من المعسكرات، وتمكّن من التّواصل من جديد مع عائلته، التي فوجئت بوجوده في أرض الخلافة، حتى فُتحت عليه جبهات عائليّة عدّة، فالكلّ يريد إقناعه بالعودة ظنّاً منهم أنّ هناك من غسل له دماغه، فكان يمتعض من هذا الأمر، ويردّد ويكثر من القول: ما لعائلتي؟ ألا تعلم بما جرى ويجري لنساء ديني؟! ألا تعلم عائلتي ما يحصل للأطفال الذين يُبادون؟ لا لسببٍ إلّا لأنّهم أبناءٌ لمسلمين، ألا تعلم عائلتي أنّا ما خُلقنا إلا لنجاهد في سبيل الله؟ ما لعائلتي؟ ما لعائلتي؟!!

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 10
(قصة شهيد)

أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر!

• وما أن انتهى من المعسكرات، وتمكّن من التّواصل من جديد مع عائلته، التي فوجئت بوجوده في أرض الخلافة، حتى فُتحت عليه جبهات عائليّة عدّة، فالكلّ يريد إقناعه بالعودة ظنّاً منهم أنّ هناك من غسل له دماغه، فكان يمتعض من هذا الأمر، ويردّد ويكثر من القول: ما لعائلتي؟ ألا تعلم بما جرى ويجري لنساء ديني؟! ألا تعلم عائلتي ما يحصل للأطفال الذين يُبادون؟ لا لسببٍ إلّا لأنّهم أبناءٌ لمسلمين، ألا تعلم عائلتي أنّا ما خُلقنا إلا لنجاهد في سبيل الله؟ ما لعائلتي؟ ما لعائلتي؟!!

ثم يردّد بحسرةٍ: ألا تسمع عائلتي ما قيل بأنّ أعظم بِرّ يقدّمه الولد لوالديه، أنْ يكون في أرض الجهاد؟ ثمّ يعود ليرجوهم أن يحزموا أمتعتهم ويهاجروا إلى دار الإسلام، ويعيشوا في ربوع الخلافة تارةً، وتارةً أخرى يتوعّدهم بغضبٍ من الله عليهم إنْ طالبوه بالعودة، أو بغضبٍ عليه إنْ هو فكّر في الانتكاس والعودة لديار الكفر، وكان يكثر من القول:

أأرجع إلى الضلال بعد هداية الرحمن؟ أأستبدل نعمة العيش في أرض يقام عليها شرع الله بأرض لم أعرف منها سوى الظّلام والفساد؟ ما لكم يا أهلي، كيف تحكمون؟ والله لن أعود، والله لن أعود، والله لن أعود!

أمّه وأبوه -عبر الرسائل الصّوتية- كانا يضغطان عليه ويلحّان أن يُرضيهما ليرضى عنه الله تعالى، فكان يُذكّرهم بأنْ لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، فيأتيه صوت أمّه باكيةً بحرقةٍ وألمٍ، وهو ثابتٌ، يتألّم، يتوجّع، لكنّه لم ينكسر... كان أبوه يرجوه، ويطالبه أن يرأف بحاله وحال أمّه، وأنّه سيضمن له العيش في (إسبانيا)، أو أيّ دولةٍ أوروبيّةٍ يختارها، فكان أبو حذيفة يبكي ويبكي ويبكي، ثمّ يعود ليخاطبهم بالقول، بعدما يكفكف دموعه:

يا أمّي ويا أبي، إنّني أبكي كلّ يوم، لكنّني لست أبكي ألماً لفراقكم، بل لأنّي أريدكم أن تعيشوا في كنف شرع الرّحمن، هنا في أرض الإسلام، فأنا أريد لكم الجنّة، أريد أن يسخّركم الله لخدمته وطاعته، مثلما أسأله أن يسخّرني لنصرة دينه ورفع رايته، أريد أن تزهدوا في هذه الدّنيا لأنها زائلة، وأنّكم لا بدّ يوماً عنها راحلون.

يا أبي إنْ كنت تعرف دينك حقّ المعرفة، فإنك -وبلا شكٍّ- ستفرح لتوبتي وهجرتي، وكذلك ستفعل أمّي. فاصبرا، واحتسبا الأجر لله، فمهما بقينا معاً سنفترق يوماً، فالدّنيا فانية والملتقى الجنّة يا أهلي، فتلك هي دار الخلود، وتلك هي الحياة.

خرج أبو حذيفة من حربه الشّرسة التي دخلها هاتفيّاً مع عائلته، قبل أن يخوض أولى معاركه العنيفة على الأرض. انتهت الأولى بانتصاره؛ فقد انتصر بثباته، انتصر بنهجه الذي سار عليه، انتصر بتوبته وعودته إلى طريق الهداية والإيمان، انتصر بثباته على طريق الجهاد، وانتهت معركته الثّانية بنيله الشّهادة كما نحسب، بعدما قُتل بصاروخ طائرةٍ صليبيّة في معركة كان يخوضها ضدّ المرتدّين.

قلّةٌ هم الرّجال الذين يصمدون ويتخطّون عقبات المحن، وهكذا هم رجال الأمّة، كأمثال أبي حذيفة المغربيّ، صابرون على ما ابتلاهم الله به من محنٍ، يحزنهم وجع أمّهاتهم، وأنين آبائهم، وانكسار زوجاتهم، ودموع أبنائهم، وحسرة إخوانهم وأخواتهم، لكنّهم ثابتون على درب الجهاد، لا تهزّهم الرّزايا، ولا تخيفهم أو تردّهم المنايا، كأشجار الصّنوبر، كلّما اشتدّت العواصف اشتدّوا تجذّراً وثباتاً، كالنّخل الشّامخ الذي ينافس السّحب علواً، كأسد الشّرى، لا يموتون إلا وقوفاً!

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 10
(قصة شهيد)
...المزيد

تحالف (محمد بن سلمان) يفاجئ حلفاءه • أعلن وزير الدّفاع في حكومة طواغيت آل سلول (محمّد بن سلمان) ...

تحالف (محمد بن سلمان) يفاجئ حلفاءه

• أعلن وزير الدّفاع في حكومة طواغيت آل سلول (محمّد بن سلمان) عن إنشاء تحالفٍ جديدٍ لقتال الدّولة الإسلاميّة، ليُضاف إلى قائمة التّحالفات العاملة في ساحات المعارك المختلفة بين الدّولة الإسلاميّة ودول الكفر.

هذا التّحالف الذي أعلن عن مشاركة (35) دولة فيه، أُطلق عليه لقب «التّحالف الإسلاميّ العسكريّ» وذلك خداعاً للمغفّلين والسّذج، واستجابة للنّصائح الأمريكيّة بأن تُشن الحرب ضد الدّولة الإسلاميّة باسم الإسلام، وذلك بعد أن استطاع إعلام الدّولة الإسلاميّة بأدواته الرّسميّة ومناصريه إظهار أنّ «التّحالف الدّولي» الذي أنشأته أمريكا في حقيقته هو «تحالفٌ صليبيٌّ»، الأمر الذي استنتج منه المحلّلون والخبراء لديهم أنّ هذه الصّفة من أهمّ أسباب عدم استجابة المسلمين لدعوات الانضمام إلى تحالفهم، وأسباب فشلهم في إنشاء قوّة حقيقيّة من المنتسبين إلى أهل السّنّة لقتال الدّولة الإسلاميّة، فكان الاقتراح المقدّم من عدّة أوساط أمريكيّة، على رأسها مجموعة من الجمهوريّين يقودهم النائب (جون ماكين) بإنشاء قوّة عسكريّة "سُنيّة" تقوم بقتال الدّولة الإسلاميّة.

هذا الاقتراح تلقّفه الطّاغوت ابن الطّاغوت (محمّد بن سلمان)، ليرفع من رصيده لدى الأمريكيين في سباقه المحموم مع خصمه اللّدود الطّاغوت ابن الطّاغوت (محمّد بن نايف)، حيث يريد (ابن سلمان) أن يظهر أمام الأمريكيين أنّه أقوى في «محاربة الإرهاب» من (ابن نايف)، الذي حاز على ثقةٍ كبيرةٍ لديهم بعد حربه الشّرسة على الموحّدين والمجاهدين في جزيرة العرب خلال العقد الماضي، ليحوز بالتّالي على المزيد من الرّضا عنه، ليحلّ مكان والده بعد هلاكه أو قبل ذلك.

وفي الوقت الذي قامت وسائل الإعلام المرتبطة بطواغيت جزيرة العرب بالتّرويج لهذا التّحالف الجديد، رأى كثيرٌ من المراقبين والمحلّلين أنّ الجانب الاستعراضيّ هو الأكبر من وراء هذه الخطوة التي خطاها (محمّد بن سلمان) وذلك نظراً لأن الكثير من الدّول التي أعلن عن انضمامها إلى التّحالف هي دول ضعيفةٌ وفقيرةٌ جداً، لا تقوى على أيّ مشاركةٍ حقيقيّةٍ في عملٍ عسكريٍّ كبيرٍ، كما أن كثيراً منها غارق في مشاكله وحروبه الداخلية وليس بقادر على أن يزيد من حجم مشكلاته، وكذلك فإن دولاً أخرى كباكستان وإندونيسيا أعلنت استغرابها من إدراج اسمها فيه دون أن تعلم به مسبقاً، في حين عبّرت أخرى كتركيا عن تفاجئها بالفكرة بإعلان أنّ مشاركتها فيه ستقتصر على تبادل المعلومات الاستخباريّة أو الخبرات والاستشارات بخلاف ما أعلن من قبل الجهة المشكّلة للتحالف.

لكن الجانب الملفت للنّظر هو الأموال التي أعلنت وسائل الإعلام إغداقها على نظام طاغوت مصر (السّيسي) من قبل طواغيت الجزيرة بعد إعلان هذا التّحالف الذي سيشارك فيه جيش الردّة المصريّ، وذلك بعد فترة طويلة من قطع المساعدات الخليجيّة للطّاغوت (السّيسي)، ما يفسَّر على أنّه شراءٌ للتأييد، من أجل توريط جيش الرّدّة المصري ليكون أساساً للقوّة البريّة التي تحتاجها أمريكا لتنفيذ استراتيجيّتها المعلنة في حربها ضد الدّولة الإسلاميّة.

هذا التّحالف سيكون بإذن الله بداية انهيار حكومات الطّواغيت المتسلّطين على بلاد الإسلام، ومقدّمةً لفتح البلاد التي يحكمونها وإقامة شرع الله فيها، بعد استنزاف جيوش الطّواغيت ودفعها نحو الانهيار قريباً بإذن الله تعالى.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 10
السنة السابعة - السبت 7 ربيع الأول 1437 هـ
مقال:
تحالف (محمد بن سلمان) يفاجئ حلفاءه
...المزيد

عَقِيدَةُ السَّلَفِ • (بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ ...

عَقِيدَةُ السَّلَفِ

• (بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ الثِّقاتُ، الإيمانُ بِها مِن تَمامِ السُّنَّةِ، وكَمالِ الدِّيانَةِ، لا يُنْكِرُها إلّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ)

- عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «اخْتَصَمَت الجَنَّةُ وَالنَّار فَذَكَرَ الحَدِيثَ فَتَقُولُ النَّارِ: هَلْ مِن مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ تَعالى قَدَمَهُ عَلَيْها فَهُنالِكَ تَمِيلُ، وَيَنْزَوِيَ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ ثَلاثًا». [رواه أحمد والبخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «لا يُوَطِّنُ رَجُلُّ المَسَاجِدَ لِلصَّلاةِ والذِّكْرِ إِلَّا تَبَشِّبَشَ الله به حَتَّى يَخْرُجَ كَما يَتَبَشْبَشُ أهْلُ الغائب بغائبِهِمْ إِذَا قَدم عَلَيْهِمْ». [رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

- عن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال فيما يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الكِبْرِياءُ رِدائي، والعَظَمَةُ إزارِي، فَمَن نازَعَني واحدًا مِنهُما قَذَفْتُهُ فِي النَّارَ». [رواه أحمد ومسلم]

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذكَرْتُهُ فِي نَفْسي، وإِنْ ذَكَرَنِي فَي مَلَأ ذكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مَنهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شَبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْه ذِراعا، وإن اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِراعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهَ باعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [رواه البخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَعَلَّقَتْ بِمَنكِبَي الرَّحْمَنِ، قَالَ لَها: مَن وَصَلَك وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».[رواه أحمد والبخاري والترمذي]

- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تلا هذه الآيَةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}، قَالَ: هَكَذا بِأَصْبُعَهُ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ الإِبهَامَ عَلى المِفْصَلِ الأعْلَى مِنَ الخِنْصَرِ فَسَاخَ الجَبَلُ». [رواه أحمد والترمذي وعبد الله بن أحمد]

- عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقَيْهِ فَلا يَبْقى مَنَ سَجَدَ لله في الدُّنْيا من تلقاء نَفْسه إلّا أذنَ لَهُ فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْقَى مَنَ سَجَدَ لَهُ اتِّقَاءً، وَرِياءً إِلَّا جَعَلَ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ». [رواه البخاري ومسلم]

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله: صَحَّتْ عَنْ رَسُول الله ﷺ التَّحْذِيرُ مِن فِتْنَةِ طَوائِفَ معتزلة، وخوارج يَجْحَدُونَهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِها.

• [مختصر من كتاب الإبانة الكبرى]
...المزيد

لكل جاسوس نهاية • فإلى الجواسيس في كل مكان نقول: توبوا قبل القدرة عليكم، واعلموا أن حكومات الردة ...

لكل جاسوس نهاية

• فإلى الجواسيس في كل مكان نقول: توبوا قبل القدرة عليكم، واعلموا أن حكومات الردة التي غرتكم وجندتكم، عجزت بفضل الله تعالى على حماية نفسها وجنودها فكيف لها بحمايتكم؟!
وإن المجاهدين الذين صالوا على أمثالكم في عقر دورهم، لن يُعجزهم الوصول إلى رقابكم بإذن الله تعالى، فاعتبروا وتذكروا أن لكل جاسوس نهاية طال الزمان أو قصر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والحمد لله رب العالمين.

• صحيفة النبأ العدد 280
...المزيد

تأويلُ الاستواءِ بالاستيلاءِ غَيرُ مُستَساغٍ في لُغَةِ العرَب - قال ابن الأعرابي رحمه الله: إن ...

تأويلُ الاستواءِ بالاستيلاءِ غَيرُ مُستَساغٍ في لُغَةِ العرَب

- قال ابن الأعرابي رحمه الله: إن ابن أبي دؤاد [الجهمي] سألني: أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقلت: لا أعرفه. (تاريخ بغداد 283/5)

- قال أبو سليمان داود بن علي: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجلٌ فقال له: ما معنى قول الله عز وجل: { الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ }؟ فقال: هو على عرشه كما أخبر عز وجل، فقال: يا أبا عبد الله ليس هذا معناه؛ إنما معناه: استولى.
قال: اسكت ما أنت وهذا!!! لا يُقال: (استولى على الشيء) إلا أن يكون له مضاد، فإذا غَلِبَ أحدهما قيل: استولى. أما سمعت النابغة:
ألا لمثلك أو من أنت سابقه
سبق الجواد إذا استولى على الأمدِ
[رواه اللالكائي631]

- وسُئِلَ الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله: هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: هذا مالا تعرفه العرب ولا هو جائز في لُغتها.

- قال أبو أحمد القصاب الكُرجِيّ: قولهم الاستواء: الاستيلاء من غير جهة خطأ فأوَّلُها: المُكابرة في اللغة تقول العرب: استوى فلانٌ على الفرس أي استقر عليه قال الله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أي: استقرت عليه أفيجوز أن يُقال: استولت السفينة على الجبل؟؟؟!!!
[تفسير نكت القرآن426/1]
...المزيد

عَقِيدَةُ السَّلَفِ • (بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ ...

عَقِيدَةُ السَّلَفِ

• (بابٌ جامِعٌ مِن أحادِيثِ الصِّفاتِ رَواها الأئِمَّةُ، والشُّيُوخُ الثِّقاتُ، الإيمانُ بِها مِن تَمامِ السُّنَّةِ، وكَمالِ الدِّيانَةِ، لا يُنْكِرُها إلّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ)

- عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: «اخْتَصَمَت الجَنَّةُ وَالنَّار فَذَكَرَ الحَدِيثَ فَتَقُولُ النَّارِ: هَلْ مِن مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ تَعالى قَدَمَهُ عَلَيْها فَهُنالِكَ تَمِيلُ، وَيَنْزَوِيَ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ ثَلاثًا». [رواه أحمد والبخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «لا يُوَطِّنُ رَجُلُّ المَسَاجِدَ لِلصَّلاةِ والذِّكْرِ إِلَّا تَبَشِّبَشَ الله به حَتَّى يَخْرُجَ كَما يَتَبَشْبَشُ أهْلُ الغائب بغائبِهِمْ إِذَا قَدم عَلَيْهِمْ». [رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

- عن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قال فيما يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الكَبْرِياءُ رِدائي، والعَظَمَةُ إزارِي، فَمَن نازَعَني واحدًا مِنهُما قَذَفْتُهُ فِي النَّارَ». [رواه أحمد ومسلم]

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أنا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذكَرْتُهُ فِي نَفْسي، وإِنْ ذَكَرَنِي فَي مَلَأ ذكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مَنهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شَبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْه ذِراعا، وإن اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِراعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهَ باعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [رواه البخاري ومسلم]

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَعَلَّقَتْ بِمَنكِبَي الرَّحْمَنِ، قَالَ لَها: مَن وَصَلَك وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».[رواه أحمد والبخاري والترمذي]

- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تلا هذه الآيَةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}، قَالَ: هَكَذا بِأَصْبُعَهُ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ الإِبهَامَ عَلى المِفْصَلِ الأعْلَى مِنَ الخِنْصَرِ فَسَاخَ الجَبَلُ». [رواه أحمد والترمذي وعبد الله بن أحمد]

- عَنْ أَبِي سَعِيدِ الخُدْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقَيْهِ فَلا يَبْقى مَنَ سَجَدَ لله في الدُّنْيا من تلقاء نَفْسه إلّا أذنَ لَهُ فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْقَى مَنَ سَجَدَ لَهُ اتِّقَاءً، وَرِياءً إِلَّا جَعَلَ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ». [رواه البخاري ومسلم]

قال الشيخ ابن بطة رحمه الله: صَحَّتْ عَنْ رَسُول الله ﷺ التَّحْذِيرُ مِن فِتْنَةِ طَوائِفَ معتزلة، وخوارج يَجْحَدُونَهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِها.

• [مختصر من كتاب الإبانة الكبرى]
...المزيد

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة • مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين ...

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• مرّت على الأمّة المسلمة في القرنين الماضيين فتراتٌ عصيبةٌ من الاحتلال الصّليبيّ الأوروبيّ المباشر، الذي نشر الكفر والإلحاد وأفسد في الأرض وأهلك الحرث والنّسل.

ثمّ لم يخرج هذا الاحتلال الغاشم من بلاد المسلمين إلا وقد زرع وكلاء محليّين من العلمانيّين ونحوهم، الذين حكّموا في النّاس القوانين الوضعيّة الشّركيّة وعطّلوا الشّريعة، وحاربوا كلّ مَن سعى لإعادة أمجاد الأمّة، ومكّنوا أسيادهم الصّليبيّين واليهود من امتصاص خيرات بلاد المسلمين.

وصارت صورة الوضع القائم؛ حكامٌ طواغيتُ يحكمون البلاد بقوانين وضعيّة شركيّة، ويمكّنون الصّليبيّين واليهود في أراضي المسلمين ليُقيموا فيها قواعد عسكريّةً وشركاتٍ اقتصاديّةً، كما يتعاونون مع "مجلس الأمن" وكلّ دول الكفر في محاربة الإسلام تحت دعوى محاربة الإرهاب!!

وصاروا يطمسون معالم الدّين من التّوحيد والولاء والبراء والجهاد، وينشرون المنكرات والرّذائل ويستحلّونها من بنوك الرّبا ومنتجعات الزنا ودور الدّعارة.

وبسبب غياب الشّريعة وانتشار الفقر كثُر الفساد، وتفشّى الكذب والرّشاوى، وارتفعت نسبة الجريمة من سفك الدّماء والسّرقات.

وكلّ هذا الفساد ونحوه ما كان ليتحقّق لولا وجود جندٍ لهؤلاء الطّواغيت من الجيوش والشُّرَط والمخابرات، إذ إنّ أيّ دولةٍ لا يمكن أن تقوم أركانها إلا بالجند من الجيوش والشُّرَط.

ولا شكّ أنّ أيّ جماعةٍ جادّةٍ تسعى لتغيير هذا الواقع والإطاحة بهذه الأنظمة، لابدّ وأن تصطدم بتلك الجيوش والشرط، وأن يقع الاشتباك والقتال معها.

وقد عُلم أنّ أيّ جماعةٍ تنشد التّغيير دون إزالة هذه الجيوش وقتالها والعمل على تفكيكها هي جماعةٌ فاشلةٌ تصادم السّنن الكونيّة والشّرعيّة، بل وتكذب على الأمّة وتضلّلها.

ومن هذا المنطلق نازع مجاهدو الدّولة الإسلاميّة هذه الحكومات والأنظمة الطّاغوتية بالسّيف، وقاتلوا هذه الجيوش، وقتلوا أفرادها ومنتسبيها دون تفريق بينهم في العراق والشّام ومصر وتونس وليبيا والجزائر وخراسان وجزيرة العرب واليمن وغرب إفريقية وغيرها، فما شرعيّة جهاد هذه الجيوش والشّرط وقتل منتسبيها؟

• أولًا: كلّ حكومةٍ تحكم بغير ما أنزل الله فهي حكومةٌ كافرةٌ.

قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦].

قال الإمام المفسّر ابن كثير: (مَنْ ترك الشّرع المُحكَم المُنزل على محمدٍ خاتم الأنبياء عليه الصّلاة والسّلام وتحاكم إلى غيره من الشّرائع المنسوخة كَفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ ومن فعل ذلك كفرَ بإجماع المسلمين) [البداية والنّهاية]، والياسق هو كتاب التّتار الذي كانوا يحكمون به.

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• ثانياً: تكفير الحكومات الطّاغوتية يستلزم تكفير جنودها.

إنّ تكفير الأنظمة الطّاغوتية يستلزم تكفيرَ جيوشها وعساكرها وشرطتها؛ لأن هؤلاء الجنود هم الذين يُثبّتون هذه الأنظمة الكافرة، ويُعينونها على تثبيت أحكامها الكفريّة، وهم الذين يناصرون هذه الأنظمة الكافرة على المسلمين؛ فتجد هؤلاء الجنود هم الذين يعتقلون المسلمين ويعذّبونهم في أقبية المخابرات، ويلاحقونهم ويتجسّسون عليهم ويرفعون التّقارير فيهم، وهم من يقودون الدّبابات والمدرّعات في الحملات الغاشمة لقتال المجاهدين وترويع الآمنين، وهم من يقصف المدن بالطيران والمدفعيّة ويهدم البيوت ويهجّر أهلها، فهم حرّاس المحاكم الوضعيّة، وبنوك الرّبا، وسفارات الصليبيّين وهم من يعملون على نشر الكفر وحمايته.

وبالتّالي فإن جيوش هذه الأنظمة والحكومات والعساكر من الشّرط والمخابرات والجواسيس ونحوهم كفّارٌ مرتدّون، والأدلّة على تكفيرهم كثيرةٌ منها قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦] فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على أنّ مَن قاتل دون نظامٍ كافرٍ أو أعدّ نفسه لذلك فقد قاتل في سبيل الطّاغوت؛ وبالتّالي فهو كافرٌ مرتدٌّ، لأنّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، فسمّاهم الله الذين كفروا.

وكذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١]، قال ابن حزمٍ رحمه الله: (صحَّ أنّ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنّما هو على ظاهره بأنّه كافرٌ من جملة الكفّار، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)، وقال أيضا: (فإنْ كان هناك محارِباً للمسلمين مُعيناً للكفّار بخدمةٍ، أو كتابةٍ فهو كافرٌ) [المحلّى]، فانظرْ وتأمَّلْ كيف عدَّ إعانة الكافر على المسلم بمجرد الكتابة كفراً مخرجاً عن الملّة؟!

وكذا قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: ٨]، وقوله سبحانه: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٤٠] فـالله سبحانه قد سوَّى في الحكم بين فرعون وبين جنوده، وأشركهم في العقاب.

ولذا فجنود هذه الأنظمة كفّارٌ مرتدّون وإنْ كانوا جهّالاً، فالصّحابة لمّا قاتلوا طوائف الرّدّة، قاتلوهم دون تفريقٍ بين جاهلٍ وغير جاهلٍ واستحلّوا دماءهم وغنموا أموالهم، واشترط أبو بكرٍ الصّديق على من تاب منهم أن يشهدوا على قتلاهم بالنّار.

بل إنّ جهل هؤلاء العساكر هو جهل إعراضٍ عن دين الله؛ فهم يرون الكفر والظّلم جهاراً نهاراً ثمّ لا يحرّكون ساكناً ولا يتخلّون عن شركهم ولا يفارقون صفّ الكافرين.

قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: ٢٢-٢٣].

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة


قتال جيوش الردّة... الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة

• ثالثاً: وجوب قتال جيوش الرّدّة

إنّ قتال هذه الجيوش والشرط وقتل منتسبيها واجبٌ شرعاً وليس جائزاً فحسب، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: ٧٦]، فهذه الآية دلّت بشكلٍ صريحٍ على وجوب قتال هذه الجيوش والشّرط، حتى الذي لا يباشر منهم القتال لا يخرج عن وصف الكفر والمحاربة.

وهنا ثمّة مسألةٌ أخرى وهي أنّ هذه الجيوش والشرط هي التي تحكم البلاد بالظّلم وأحكام الكفر وتعطّل أحكام الشّريعة، وبالتّالي فجهادها وقتل منتسبيها هو من قبيل جهاد الدّفع، وهو واجبٌ بالإجماع، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: ١٩٠]، قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: (وأما قتال الدّفع فهو أشدّ أنواع دفع الصّائل عن الحرمة والدّين، فواجبٌ إجماعاً، فالعدوّ الصّائل الذي يفسد الدّين والدّنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرطٌ بل يدفع بحسب الإمكان) [مجموع الفتاوى]، وبالتّالي فواجبٌ شرعاً على عموم الأمّة وليس فقط على مجاهدي الدّولة الإسلاميّة قتل هؤلاء العساكر أينما وُجدوا وحيثما حلّوا، حتّى يتوبوا إلى ربّهم ويتبرّؤوا من شركهم، ومن فرّط في قتل هؤلاء العساكر فهو آثمٌ إثماً عظيماً.

وما من أمرٍ شرعيٍّ إلّا وفيه مصالحُ عظيمةٌ للأمّة في حاضرها ومستقبلها، ودنياها وأخراها، ولا يخرج عن هذا الأصل هذا النّوع من الجهاد فإنّ من أعظم مصالحه:

أ- حفظ دين المسلمين وإزالة الفتنة عنهم، فلا شكّ أن تغلّب الطّواغيت وجيوشهم وإجبار النّاس على الترافع لمحاكمهم لهو أعظم فتنةٍ على دين النّاس، فجهاد الطّواغيت وجنودهم واستئصالهم لهو نعمةٌ؛ وأيّ نعمةٍ، فَرَجٌ بعد كرْبٍ، ويُسْرٌ بعد خَطْبٍ، وهدايةٌ بعد ضلالةٍ، ورُشدٌ بعد غوايةٍ.

ب- قتال هذه الجيوش سببٌ للتّمكين، فإنّ من أشدّ العوائق التي كانت تحول دون تمكين الأمّة وعودة السّيادة لها والرّيادة هي هذه الجيوش، فلا شكّ أن إزالتها يؤدّي إلى تمكين الأمّة وإضعاف رأس الكفر أمريكا التي تهيمن على بلدان المسلمين بواسطة هذه الجيوش.

ج- استهداف عساكر الجيش والشّرط يؤدّي لبثّ الرّعب في قلوبهم وتخلخل صفوفهم وازدياد حالات الهروب بينهم ممّا يعجّل بانهيار هذه الجيوش.

د- استهداف عساكر الجيش يوقظ النّاس من غفلتهم ويأخذ بأبصارهم نحو التّوحيد وتحكيم الشّريعة، وظهور كفر هذه الجيوش.

فقتال هؤلاء المرتدّين واجب شرعاً، ويحقّق مصلحة كبيرة للمسلمين، ولا يقول إنّ قتالهم فتنة إلا من فُتن في دينه وحاد عن صراط الله المستقيم.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
قتال جيوش الردّة...
الحكم الشرعي والمصلحة الشرعيّة
...المزيد

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة • في الذّكرى العاشرة لغزوة (١١ سبتمبر) المباركة، نشرت ...

التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة

• في الذّكرى العاشرة لغزوة (١١ سبتمبر) المباركة، نشرت جريدة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة تقديراتٍ إحصائيةً للخسائر الأمريكيّة جرّاء هذه الغزوة وتبعاتها في عشر سنواتٍ، هذه التّقديرات جاءت صادمةً، بسبب ارتفاع الأرقام المطروحة كتكاليف لهذه العمليّة، والتي قدّر الأمريكان أنها كلّفت المجاهدين أقلّ من ٥٠٠ ألف دولار بالمجمل، في حين قدّر باحثوهم الاقتصاديّون تكاليفها على اقتصادهم الكلّي بحوالي 3.3 ترليون دولار، أي ٧ مليون دولار مقابل كلّ دولار دفعه المجاهدون.

المميّز في التّقرير أنّ التّكاليف المباشرة لضربات سبتمبر (المتمثّلة بقيمة برجي التّجارة والمباني المحيطة بهما التي تعرّضت للتّدمير أو الأذى، والخسائر في التّجهيزات والمعدّات والدّمار الذي تعرّضت له البنى التّحتيّة، والتّكاليف الصّحيّة للمصابين، وتنظيف آثار الدّمار وغيرها) قُدّرت فقط بحوالي ٥٥ مليار دولار، ما يعادل (1.6%) فقط من إجمالي الخسائر فقط، في حين كانت التّكاليف الكبرى موزّعة على تعزيز الأمن الدّاخلي، والحروب الخارجية التي دخلها (جورج بوش) في خراسان والعراق، والتّبعات المتوقّعة لهذه الحروب من تعويضات وتكاليف الرّعاية الصّحيّة لجرحاها.

ويمكننا إدراك أهميّة هذه الأرقام إذا عرفنا أنّ هذا المبلغ المقدّر للخسائر الإجمالية (3.3 ترليون دولار) يعادل تقريباً كلّ نفقات الولايات المتحدة في عامي (١٤٢٢ و١٤٢٣) بما فيها من إنفاق على الجيش والأمن والتّعليم والنّقل والصّحة والأبحاث والتّطوير.

هذا النّموذج من تقدير الخسائر المحتملة من العمليّات الجهاديّة في عمق أرض العدوّ يقدّم بوضوح أسلوباً لتقدير آثار هذه العمليّات على العدوّ على المديَيْن المتوسّط والبعيد فضلاً عن المدى القريب، والتّأثير المباشر المتمثّل بخسائر العمليّات نفسها على العدوّ بشريّاً وماديّاً.

وقد ضربنا سابقاً بعمليّات الدّولة الإسلاميّة في تونس -مؤخّراً- مثالاً على هذا النّوع من التّأثيرات، وركّزنا فيها على السّياحة بسبب مكانتها الهامّة في الاقتصاد التّونسيّ وتأثيرها الكبير بذلك على حكومة الطّاغوت في تونس.

وكما تبيّن من تأثيرات عمليّات (١١ سبتمبر) فالخسائر متوسّطة وبعيدة المدى لتلك العمليّات فاقت الآثار المباشرة بـ ٩٨ ضعفاً تقريباً، وهذه التّأثيرات ستصيب كلّ بلدٍ يتعرّض لعملٍ أمنيٍّ، لكن يختلف حجم التّأثيرات ومداها بحسب حجم العمليّات ونكايتها واستمراريّتها، وبحسب طبيعة وشدّة استجابة النّظام فيه، وبحسب إمكانيات المهاجمين وقدرتهم على امتصاص صدمة الانتقام منهم، والاستمرار في توجيه ضربات متتابعة لعدوّهم.

ومن خلال استقراء تاريخ العمليّات الجهاديّة ذات الطّابع الأمنيّ، يمكننا معرفة الكثير عن آثار هذه العمليّات على الدّول المستهدفة ومنها:

التأثيرات المباشرة (خلال شهر من العمل)؛ وتتمثل بالخسائر البشريّة والماديّة التي تصيب العدوّ فور تنفيذ الهجوم، فالقتلى والمصابون من تأثير الهجوم أو من الاشتباكات التي تعقبه، والدّمار الحاصل في المباني والسّيارات والأجهزة وغيرها والتّخريب في شبكات الهاتف والكهرباء والماء والطّرق، كلّها تندرج في هذا الإطار.

والتّأثيرات على المدى القريب (حتى سنة من العمل)؛ مثل تكاليف الاستنفار الأمنيّ، وتكاليف معالجة المصابين، وتكاليف انقطاع الضحايا عن العمل، وهرب السّيّاح، وإغلاق الأسواق والمعامل والمدارس، وهبوط أسواق الأسهم، وفرض حالة الطّوارئ، وقد شاهدنا هذه الظواهر بُعيد العمليّات الأخيرة لجنود الخلافة، فعمليّة إسقاط الطّائرة الرّوسيّة في سيناء، أدّت لهروب أكثر من ١٠٠ ألف سائحٍ روسيٍّ من مصر، فخسرت السّياحة في مصر من جراء ذلك أكثر من مليار دولار، وتحمّلت روسيا تكاليف نقلهم الباهظة، وكذلك تعرّض اقتصاد حكومة الطّاغوت في تونس لخسارة فادحة تقدر بأكثر من ٢ مليار دولار من انهيار السّياحة بعد العمليّات المباركة في ساحل (سوسة) و(متحف باردو)، وكذلك فإن الاقتصاد الفرنسي سيتكلّف خسائر بمليارات الدّولارات حيث تساهم السّياحة بأكثر من ٧% من إجمالي ناتجها القوميّ، ويزورها أكبر عددٍ من السّواح في العالم، حيث قدّروا في العام الفائت فقط بـ ٨٣ مليون سائح، خاصّة أنّ العمليّات الأخيرة جرت قُبيل بدء موسم العطلات الموافق لأعياد النّصارى ورأس السّنة الرّوميّة.

وكذلك تؤدّي حالة القلق إلى هروب المستثمرين ورؤوس الأموال إلى مناطق أكثر أمناً، وخاصّة في حال استمرار حالة الخوف وانعدام الأمن، باستمرار العمليّات الجهاديّة، بدليل تراجع أسواق الأسهم والسّندات في الأيّام الأولى لكلّ عمليّة ثم تعود لتعويض خسائرها رويداً رويداً بل وتحقيق أرباحٍ في حال عدم استمرار العمليّات، وهذا ما حدث بعد كلٍّ من عمليّات أبراج نيويورك وقطارات مدريد ومحطّات قطار الأنفاق في لندن.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة



التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة

• التّأثيرات على المدى المتوسّط (حتى خمس سنوات)؛ بتعزيز الإجراءات الأمنيّة عن طريق زيادة عدد رجال الأمن وتحسين تجهيزاتهم وتسليحهم، وضبط الحدود وزيادة الرّقابة والتّجهيزات على المعابر الحدوديّة والمطارات، الأمر الذي يقتضي تحويل جزءٍ كبيرٍ من دخل النّظام لصالح الجيش والقوى الأمنيّة وأجهزة المخابرات، وبالتّالي خفض الإنفاق على الخدمات، وزيادته لدعم الاقتصاد، ما يعني زيادة النّفقات، وانخفاض الإيرادات التي غالبها من الضّرائب بسبب تراجع الاقتصاد، وبالتّالي ظهور العجز في الميزانيّة، وهذا ما شاهدناه في أمريكا سابقاً، وفي فرنسا بعد العمليّات الأخيرة، فالمميّز في العمليّات الأخيرة أنّها جاءت بعد ١٠ شهور تقريباً من عملية استهداف (صحيفة شارلي إيبدو)، وبالتّالي اكتسبت تأثيراً مضاعفاً بأن أجبرت الحكومة الصّليبيّة على اتّخاذ إجراءات متوسّطة المدى تقوم على تعزيز أجهزة أمنهم بحوالي ١٠٠٠٠ عنصرٍ جديدٍ، وتعزيز أنظمة الرّقابة على الحدود، وتقليص سياسة الحدود المفتوحة مع دول الاتّحاد الأوروبيّ، وكذلك زيادة مشاركتها في التّحالف الصّليبيّ بإرسال حاملة الطّائرات (شارل ديغول)، ما يعني بالمحصلة تكاليف بمليارات الدّولارات خلال السّنوات القادمة.

التأثيرات على المدى البعيد (حتى عشر سنوات) باستنزاف موارد النّظام على الجيش والأمن وهي من القطاعات المستهلكة التي لا تعود بأرباح على الاقتصاد إلّا في حالاتٍ خاصّةٍ (كالتّصنيع، وتأجير الجنود للأمم المتّحدة)، ومع ضعف الاقتصاد النّاجم عن تراجع الدّعم الحكوميّ، سيقع النّظام في العجز الماليّ، ما سيدفعه إلى فرض المزيد من الضّرائب على النّاس، أو الاقتراض الخارجيّ بفوائدَ عاليةٍ، ما سيزيد من أعبائه الماليّة المستقبليّة باقتطاع جزءٍ هامٍّ من ميزانيّته السّنويّة لصالح سداد الدّيون، وبالتّالي زيادة الضّغط على حياة النّاس بتقليل الإنفاق على الخدمات والاقتصاد، أو بفرض ضرائب عليهم، أو بكليهما، وهذا الأمر له أهميّة خاصّة في الدّول الغربيّة ذات النّظم الدّيموقراطيّة، فهذا النّظام الشّركي الذي يقوم على جعل تشريع القوانين في يد زمرةٍ من الأشخاص، وذلك بناء على انتخاب النّاس لهم، يجعل ممّن بيدهم السّلطة وتشريع القوانين رهناً لإرادة من يوصلهم إلى مراكز القرار، وبالتّالي يخضعون إمّا لإرادة النّاخبين، أو لإرادة أصحاب الأموال الذين يدعمونهم في عمليّة جذب النّاخبين وخداعهم، ففي حين يلجأ الجمهوريّون في أمريكا -مثلاً- إلى إرضاء الشّركات الكبرى ورؤوس الأموال المستفيدة من الحرب كما فعل (جورج بوش الابن) طيلة سنوات حكمه التي قضاها في "الحرب على الإرهاب"، يتّجه الحزب الدّيموقراطيّ إلى إرضاء عوامّ النّاس المتضايقين من اتجاه الإنفاق الحكوميّ بعيداً عمّا يهمّ حياتهم اليوميّة، فالرّئيس الأمريكيّ الحاليّ (باراك أوباما) كان من أهمّ أسباب انتخاب الأمريكيين له وهزيمته للجمهوريّين مشروعه الانتخابي الذي ركّز فيه على إنهاء حرب العراق، والذي كان يتّفق مع استطلاعات الرّأي التي بيّنت حينها رغبة معظم الأمريكيّين في ذلك بعد الخسائر الكبيرة التي مسّت حياتهم اليوميّة من خلال توجيه قسمٍ كبيرٍ من نفقات حكومتهم إلى تغطية تكاليفها المتزايدة. وكان من أهم النتائج طويلة الأمد أيضاً العجز الأمريكيّ والغربيّ الظاهر عن الدّخول في أيّ معركة بريّة في بلاد المسلمين، وهو ما استفادت منه دولة الخلافة اليوم، حيث لم يتمكن التّحالف الصّليبيّ الدّوليّ من تحقيق نجاحٍ كبيرٍ على الأرض رغم شنّه أكثر من ٨٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ ضدّها، بالإضافة إلى التّغييرات الهائلة في الاستراتيجيّة الأمريكيّة حيال أراضي المسلمين.

فإذا نظرنا لهذه النّتائج المتحقّقة، أدركنا أهمية إدراج الأهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة الأمد في إطار التخطيط للعمليّات الأمنيّة التي تنفذها دولة الخلافة، فضلاً عن الأهداف المباشرة المتوقّعة منها، ولنا في عمل الدّولة في الموصل خير مثال، حيث ساهم استمرار العمل الأمنيّ فيها لعقد من الزّمان تقريباً، إلى سقوطها في أيام قليلة، فكلّ عبوة انفجرت، وكلّ رصاصة كاتم انطلقت، وكلّ استشهاديّ وانغماسيّ، كان لهم سهمٌ في السّقوط السّريع لها عند تطبيق خطّة الفتح.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
التكاليف بعيدة المدى للعمليات الجهاديّة
...المزيد

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن • هداه الله إلى معرفة طريق ...

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن

• هداه الله إلى معرفة طريق الحقّ فاتّبعه ولم يتّبع السّبل.. فأصبح مداوماً على الصّلاة، وأصبح القرآن رفيقه بعدما حفظه، فكان يختمه في رمضان سبع مرّاتٍ على الأقلّ، ثم درس العقيدة حتّى فقهها..

تولّى شؤون البيت، من ضمنها المطبخ وأمور التّنظيف، فتداعيات السّنين تمنع والدته من القيام بالمهمّة، وأخواته قد تزوّجن، فحرص على القيام بخدمة والديه وشقيقه الصّغير بنفسه، فكان بارّاً بهما، ما جعله ينقطع أحياناً حتّى عن لقاء أصحابه وأبناء حيّه، الذين أحبّوه وحرصوا على رفقته وتفقّده، فهو ذو طباعٍ حسنةٍ، وأخلاقٍ حميدةٍ، ومراسٍ سهلٍ، ما جعل له قائمةً طويلةً من الأصدقاء والأحباب..

حينما ظهرت الدّولة الإسلاميّة أحبّها ونصرها على مواقع التّواصل الاجتماعي، فكان يذود ويدافع عنها بشراسة، حتّى أصبح كلّ حلمه الهجرة إليها، وأن يجعله الله أحد جنودها..

إنّه أبو أويس الأمازيغيّ، شابٌ بسيطٌ، تجاوز عقده الثّاني بربيع، دخل الجامعة، بعد حصوله على معدلٍ جيّدٍ في (البكالوريا)، وقُبل في كليّة الإعلام والاتّصال، لكنّ أمراً عظيماً جللاً كان يشغله، جعله ينتفض تاركاً جامعته، ومغادراً دراسة الإعلام وأحلامها، بل وزاد على ذلك ترك والديه وهجر أشقائه وأصحابه، فهو يرى أمته تذبح من الوريد إلى الوريد، وقد تكالب عليها القريب والبعيد، فلا بدّ أنْ يهجر كلّ شأن يؤخّره عن الجهاد، حتّى وإن كان أمّه وأباه، وأخته وأخاه، فركب أمواج الصّعاب، وخاض المنايا، وسعى نحو الحتوف، فما عاد عيشٌ له يطيب، فموتٌ يتخطّفه في عزٍ خيرٌ عنده من حياةٍ يعيشها كالبهائم.

حاول أن يسبق أصحابه في الهجرة والنّفير، لا سيّما أنّ لكلّ واحدٍ ممّن اتفق معهم على الهجرة عقباتٍ وموانع كثيرةً، تماماً مثلما كان هو، لكنّ أبا أويس كانت همّته أعلى، فدفعته ليتخلّى عن كلّ شيءٍ، عدا أمر دينه ونصرته، فاستعدّ للهجرة، وبات جاهزاً للنّفير قبل غيره، رغم الحمل الثّقيل الملقى على عاتقه، لكنّه كان يدرك أنّ من سيتخلى عنهم من أهلٍ وإخوة سيكونون في كفلٍ من الله الذي لا تضيع ودائعه، وأنّ خدمته لدينه يجب ألّا تؤخرها دراسةٌ أو علمٌ دنيويّ أبداً، بل رأى أنّ السّنان يشفي غليله أكثر من الأقلام، وهو يشاهد صغار المسلمين يُدفنون تحت أنقاض بيوتهم التي يهدمها قصف الصّليب وبراميل الموت النّصيريّة والرّافضيّة على رؤوسهم..

كان حلمه وأمنيته أن يدخل دار الخلافة ليجاهد في سبيل الله، وأن يصطفيه الله في أوّل غزوةٍ له فحبّه للشّهادة لا يوصف فسعى لنيلها بجدٍ واجتهاد، وكان يدعو الله أنْ يرزقه إيّاها في صلاته، وفي سجوده، وحين أكله -حسب قول أهله- فكان يردّد بلهجته الجزائريّة: "يا خو شحال مليحة غير تلحق تقتل..."، أي ما أجمل أن تُقتل فور وصولك أرض الجهاد!

لم يكن يطيق الانتظار، فلقد أحبّ لقاء ربّه أشدّ الحبّ، وحينما يمازحه أصحابه عن الزّواج، كان يردّ بغضب:

"نحن مقاتلون، فلِمَ نتزوّج ووراؤنا الحور العين"؟!

كان أبو أويس كلّما رأى إصداراً للدّولة الإسلاميّة صاح بأصحابه غضباً "كلّ النّاس هاجروا إلّا نحن"، فكان يتحسّر ويأسف على حاله وحال أصحابه، وما كان يمنعه إلا المال، الذي كان يسعى للحصول عليه، ليسلك درب الهجرة والنّفير، ففتح الله له فتحاً عجيباً، ورزقه من حيث لا يحتسب، وسخّر له المال والطّريق، فهاجر الشّاب قبل صحبه وأصدقائه، ممّن عاهدهم على النّفير، فيسّر الله له أمر الوصول إلى دولة الإسلام في غضون أيامٍ قليلةٍ، في رحلةٍ لا تعب فيها ولا نصب، لا يعكّر صفوها إلا فراق الأهل والصّحب والخلّان، وما عبارته التي كان يُكثر من ترديدها: "والله إنّ طريقي كانت كرحلة سياحيّة" إلّا دليلٌ على يُسر هذه الرّحلة، لكنّه كان يغبط بقيّة المهاجرين ممّن كانوا يتحدّثون عن تفاصيل هجرتهم المضنية، وصِعاب طريقهم الشّائك، فهو يرى في تلك الصّعاب مزيداً من الأجر، وتقرّباً أكثر إلى ربّ العباد.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
قصة شهيد:
أبو أويس الأمازيغيّ
من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن

أبو أويس الأمازيغيّ من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن

• وما إنْ وصل إلى رحاب الدّولة الإسلاميّة حتى استُقبل في أحد دور الضّيافة، مع بقية المهاجرين بانتظار دخول المعسكرات، وبعد ساعاتٍ فقط تطوّع في إحدى أصعب كتائب الدّولة الإسلاميّة وأشقّها تدريباً، ولا تستقطب إلا النّخبة من المهاجرين والأنصار، فينقطع المنتسبون إليها عن العالم من حولهم، ويتفرّغون لجهادٍ لا ينقطعون عن غزواته حتى يقتلوا، فأعضاؤها انغماسيون واستشهاديون، لكنّ أبا أويس عاد من الكتيبة بعد يومين اثنين فقط، فالفحوصات الطبيّة الخاصّة بالكتيبة أثبتت أنّ في كاحله إصابةً خفيفةً، فرُفض انتسابه إليها، فعاد حزيناً مهموماً إلى دار الضّيافة، وهو الذي كان يُمنّي النّفس أن يكون ممّن يطلّقون الدّنيا بما فيها نصرةً لدين ربّه، لكنّ الطّريق لا يزال ممهّداً أمامه لإكمال مشواره، فالدّولة الإسلاميّة لها جيوشٌ بدل الجيش الواحد، وباب الجهاد مُشرع لا يغلق حتّى قيام السّاعة، وبالفعل فقد دخل أبو أويس المعسكر الشّرعي، ثم أعقبه بالمعسكر العسكريّ، ليتخرج من تلك المعسكرات أسداً يتأهب للانقضاض على فريسته من نصيريّةٍ ورافضةٍ وصحواتٍ وملاحدةٍ..

تعرّض الشّهم أبو أويس إلى وعكة صحيّة جعلته يتأخّر عن رفقة زملاء جهاده لبضعة أيّام، لكنّه آثر الالتحاق بهم، رغم مرضه..

وهو يسير إلى آخر معاركه في هذه الحياة، وقف يودّع بعضاً من رفاقه، ثم ذرف دمعة وداعٍ وغادر، وكأنه يعلم أنّ موعد الفراق قد اقترب، لذا رفض حتّى أخذ دوائه وعلاجه، وحينما سُئل عن السّبب، قال:

وما حاجتي للدّواء في الجنان!!

غادر الشّاب النّبيل، بعدما كتب آخر كلماته، مخاطباً بها أمه، قائلاً:

"أمي حبيبتي: والله مهما وصفت اشتياقي لك، لن تفهمي كم أنا مشتاق لك! ربّما ستلومينني.. ربّما ستوبّخينني.. ربّما ستقولين إنك لم تحببني يوماً، وكيف تحبّني وقد ذهبت وأحرقت بذهابك كبدي!؟.. لكنّي أقول لك يا قرّة عيني إنّني ربّما أجزم أنّه ليس هناك ابن يحبّ أمّه كحبّي لكِ، لكن يا كبدي أجبت داعي الرحمن إلى الجهاد، وإلى نصرة هذا الدين، ولقاؤنا بإذن الله سيكون في جنّة عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين، منح الله فيها الدّرجات العليا للمجاهدين، فلو أجبتك بقعودي وحبسي عن الجهاد لفررت منّي يوم يفرّ المرء من أبيه، وأمّه وأخيه وصاحبته وبنيه، لكن يا فؤادي نفرت أطلب الشّهادة كي أشفع لكم بإذن الله، فدعواتك يا أرحم الأمّهات..

أمي حبيبتي.. الذي أريده منك اليوم أن تفخري وتفرحي وتضحكي لا أن تستحيي وتبكي وتحزني.. فأنا -بإذن الله- لم أخرج إلا في سبيل اللّه، وابتغاء مرضاة الله، وإعلاءً لكلمته.. وسأقول لك أبياتاً لطالما أنشدتها تحت مسامعك وأذرف الدّموع عند سماعها:

أمّاه لا تبكيني، أمّاه لن أعود ** أمّاه ودّعيني لجنّة الخلود
لا تحزني فإنّي عصفورٌ في الجنّات ** قولي للسائل عنّي ولدي حيٌّ ما مات
ولدي يشدو ويغنّي ولدي نبعُ البسمات ** لا أبكيه لكنّي أنتظر الفجر الآت.

أسأل الله أن يربط على قلبك يا أمّي، ويثبت فؤادك، ويرزقك صبراً جميلاً، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون".

ثم خاطب والده وأخاه وأخواته في كلماته الأخيرة تلك، قائلاً لهم:

"إذا قتلت فلا تحزنوا، بل كبّروا، وهلّلوا، وادعوا الله لي بالقبول، وتيقّنوا أنّ لقاءنا إن تقبّل الله عملنا وأحسن خاتمتنا، سيكون في الفردوس الأعلى بإذن الله، مع النّبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأخيراً أودعكم وأقول لكم: الملتقى الجنة".

غادر أبو أويس ولم يلتفت خلفه، وهو يدخل أول وآخر معاركه التي قاتل فيها حتى قُتل، ولا يزال إخوانه يتذكّرون تلك النّظرة الأخيرة التي رمق بها أصحابه ورفاقه، ممّن بقوا خلفه، والتي ختمها بابتسامة وضحكة، ليقهر بها غصّة وحسرة الفراق ووجعه وليبشّرهم ويغريهم بحسن الختام.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 9
قصة شهيد:
أبو أويس الأمازيغيّ
من دراسة الإعلام إلى سوح الجهاد فجنان الرحمن
...المزيد

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة • سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه ...

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة

• سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه وتدبيره، حتّى لا تختلف الكلمة ويتفرّق الصّفّ، ما دام الأمر رأياً أو مسألةً اجتهاديةً أو له وجهٌ من الشّريعة وليس معصيةً بحتةً، وما دمت تطلب الأجر فإنّ الأجر في السّمع والطّاعة ما لم يُخالف الشّرع.

لا تكتمْ عن أميرك أمراً ترى في ذكره مصلحةً شرعيّةً كفساد على المجموع، فإنّ إخباره من النّصح وعكسه من الغشّ، وليس هذا من الغيبة المحرّمة ولا النّميمة المذمومة، شرط أن يكون ما ترفعه قد ثبت عندك بيقينٍ أو غلبة ظنٍّ، قال النّوويّ: "فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها، وذلك كما إذا.... أخبر الإمام، أو من له ولاية بأنّ إنساناً يفعل كذا، ويسعى بما فيه مفسدةٌ، ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته، فكلّ هذا وما أشبه ليس بحرامٍ، وقد يكون بعضه واجباً، وبعضه مُستحباً على حسب المَوَاطن".

وإيّاك وأنْ تكون خائناً أو أميناً للخونة، فقد كان يُقال: "كفى بالمرء خيانةً أنْ يكون أميناً للخونة".

قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 83].

أبو حمزة المهاجر تقبّله الله وزير الحرب (سابقا) في الدّولة الإسلاميّة


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة
...المزيد

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة • سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه ...

من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة

• سَلّمْ لأميرك، وانزِلْ عند رأيه وتدبيره، حتّى لا تختلف الكلمة ويتفرّق الصّفّ، ما دام الأمر رأياً أو مسألةً اجتهاديةً أو له وجهٌ من الشّريعة وليس معصيةً بحتةً، وما دمت تطلب الأجر فإنّ الأجر في السّمع والطّاعة ما لم يُخالف الشّرع.

لا تكتمْ عن أميرك أمراً ترى في ذكره مصلحةً شرعيّةً كفساد على المجموع، فإنّ إخباره من النّصح وعكسه من الغشّ، وليس هذا من الغيبة المحرّمة ولا النّميمة المذمومة، شرط أن يكون ما ترفعه قد ثبت عندك بيقينٍ أو غلبة ظنٍّ، قال النّوويّ: "فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها، وذلك كما إذا.... أخبر الإمام، أو من له ولاية بأنّ إنساناً يفعل كذا، ويسعى بما فيه مفسدةٌ، ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته، فكلّ هذا وما أشبه ليس بحرامٍ، وقد يكون بعضه واجباً، وبعضه مُستحباً على حسب المَوَاطن".

وإيّاك وأنْ تكون خائناً أو أميناً للخونة، فقد كان يُقال: "كفى بالمرء خيانةً أنْ يكون أميناً للخونة".

قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 83].

أبو حمزة المهاجر تقبّله الله وزير الحرب (سابقا) في الدّولة الإسلاميّة


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 9
مقال:
من الوصيّة الثّلاثينيّة لأمراء وجنود الدّولة الإسلاميّة
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً