• خطر الذنوب إليك أخي المناصر 2 الذنوب سموم قاتلة، تُفسد القلوب، وتُظلم الوجوه، وتذهب البرڪة، ...

• خطر الذنوب

إليك أخي المناصر 2

الذنوب سموم قاتلة، تُفسد القلوب، وتُظلم الوجوه، وتذهب البرڪة، وتبعد العبد عن ربه، إنّها سبب ڪل هم وغم، وڪل ضيق وڪرب، وڪل بلاء ومصيبة.

واستشعر أخي مراقبة الله في ڪل وقت وحين، وأن الله يراك ويسمعك ويعلم سرك وعلانيتك.

وتذڪر حديث النبي ﷺ قال: "إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه" [رواه أحمد].
...المزيد

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة (٢/٢) أما أعظم فتوحات هذا السلطان في تحطيم ...

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة

(٢/٢)
أما أعظم فتوحات هذا السلطان في تحطيم الأصنام وأعظمها أثرا هو هدمه لمعبود الوثنيين الأعظم الصنم (سومنات) سنة (416 هـ)، قال ابن الأثير في وصفه: «وهذا الصنم كان أعظم أصنام الهند، وهم يحجون إليه كل ليلة خسوف، فيجتمع عنده ما ينيف على مائة ألف إنسان... وكانوا يحملون إليه كل علق نفيس، ويعطون سدنته كل مال جزيل، وله من الموقوف ما يزيد على عشرة آلاف قرية».

ولم يكن ما دعا السلطان لتكلف المشقة في غزوه وهدمه هو ما فيه من مال وذخائر، ولكنه أراد قطع دابر عبادة الأصنام بهدم سيدها عند الهنود، قال ابن الأثير: «كان يمين الدولة كلما فتح من الهند فتحا، وكسر صنما يقول الهنود: إن هذه الأصنام قد سخط عليها سومنات، ولو أنه راض عنها لأهلك من تقصدها بسوء، فلما بلغ ذلك يمين الدولة عزم على غزوه وإهلاكه ظنا منه أن الهنود إذا فقدوه، ورأوا كذب ادعائهم الباطل، دخلوا في الإسلام فاستخار الله تعالى وسار عن غزنة عاشر شعبان من هذه السنة، في ثلاثين ألف فارس من عساكره سوى المتطوعة».

وأما الطريق للوصول إلى هذا الصنم فكان شاقا خطرا لأنه يقتضي عبور الصحراء، ولكن كل هذه المخاطر لم تثن عزم السلطان الموحّد عن هدم هذا الوثن. قال ابن الأثير: «فلما قطع المفازة رأى في طرفها حصونا مشحونة بالرجال، وعندها آبار قد غوروها ليتعذر عليه حصرها، فيسر الله تعالى فتحها عند قربه منها بالرعب الذي قذفه في قلوبهم، وتَسلَّمها، وقتل سكانها وأهلك أوثانها، وامتاروا منها الماء وما يحتاجون إليه»، وقد وصل السلطان إلى سومنات بعد قفار قطعها وأقوام حاربهم وحصون حاصرها، قال ابن الأثير: «فوصلها يوم الخميس منتصف ذي القعدة فرأى حصنا حصينا مبنيا على ساحل البحر بحيث تبلغه أمواجه، وأهله على الأسوار يتفرجون على المسلمين، واثقين أن معبودهم يقطع دابرهم ويهلكهم»، وهكذا هي عقلية عُبّاد الأوثان ولكن أنّى لهم الوقوف أمام جند التوحيد الذين يجاهدون في سبيل الله ليطهروا الأرض من رجس الشرك وأهله.

يروي لنا ابن الأثير تفاصيل المعركة، وصدمة الوثنيين بعدم تحريك معبودهم أي ساكن أمام من جاء يهدمه ويحطمه، وهم الذين عقدوا عليه الآمال وزعموا أن ما فني من أصنامهم بسبب غضب هذا المعبود عليه، لكونهم يؤمنون أن معبوداتهم تتقاتل فيما بينها، قال ابن الأثير: «فرأى الهنود من المسلمين قتالا لم يعهدوا مثله، ففارقوا السور فنصب المسلمون عليه السلالم، وصعدوا إليه وأعلنوا بكلمة الإخلاص، وأظهروا شعار الإسلام، فحينئذ اشتد القتال، وعظم الخطب وتقدم جماعة الهنود إلى سومنات، فعفروا له خدودهم، وسألوه النصر، وأدركهم الليل فكف بعضهم عن بعض، فلما كان الغد بكر المسلمون إليهم وقاتلوهم، فأكثروا في الهنود القتل، وأجلوهم عن المدينة إلى بيت صنمهم سومنات، فقاتلوا على بابه أشد قتال، وكان الفريق منهم بعد الفريق يدخلون إلى سومنات فيعتنقونه ويبكون، ويتضرعون إليه، ويخرجون فيقاتلون إلى أن يقتلوا، حتى كاد الفناء يستوعبهم، فبقي منهم القليل، فدخلوا البحر إلى مركبين لهم لينجوا فيهما، فأدركهم المسلمون فقتلوا بعضا وغرق بعض»، وأما مصير الصنم سومنات، «فأخذه يمين الدولة فكسره، وأحرق بعضه، وأخذ بعضه معه إلى غزنة، فجعله عتبة الجامع»، فأُهين الصنم أيّما إهانة بعد تحطيمه.

وقد غنم المسلمون في هذه الغزوة ما عوضوا به ما أنفقوه في جهادهم رزقا من الله -عز وجل- قال ابن الأثير: «وقيمة ما في البيوت تزيد على عشرين ألف ألف دينار، فأخذ الجميع، وكان عدد القتلى يزيد على خمسين ألف قتيل».

واستمر السلطان محمود الغزنوي في جهاده حتى توفاه الله –عز وجل- سنة (421 هـ)، وقد كان لعمله وجهاده في الهند -رحمه الله- أثر كبير في استقرار الإسلام في الهند قرونا طويلة، وكذلك كان لهدمه صنمهم سومنات أثر كبير على الوثنيين، ولم يتوقف حرص السلطان الغزنوي وجهاده في سبيل الله على قتال المشركين، بل كان أيضا سيفا مسلطا على رقاب المبتدعة والزنادقة الباطنيين، فقمع البدعة وأحيى السنة، وارتفع الأثر في عهده رحمه الله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة (١/٢) إن كسر الأوثان وتحريقها صورة من صور الكفر ...

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة

(١/٢)
إن كسر الأوثان وتحريقها صورة من صور الكفر بالطاغوت حرص عليها الأنبياء من لدن خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- وتبعه على ذلك كليم الله موسى -عليه السلام- في تحريقه لعجل بني إسرائيل المعبود، وكذلك خاتم النبيين محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي حطّم أصنام العرب في مكة، وحرّق وهدّم اللات والعُزّة ومناة وهبل وغيرها من الأوثان، وعلى ذلك سار الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم إلى يومنا هذا.
وإننا نجد في قصص السابقين مَن اتبع الأنبياء -عليهم السلام- جاعلا تحطيم أصنام المشركين أعظم هدف له في الحياة، فيسعى إليه، ويقاتل فيه، ويقطع للوصول إليه المفاوز، ويجتاز إليه المهالك، ومنهم الغازي محمود بن سبكتكين -رحمه الله- الذي لقبه الناس بمحطّم الأصنام لكثرة ما حطم منها، ولعظم الأصنام التي حطمها، وإن كانت هذه واحدة من مآثر كثيرة أخرى كنصرته للسنة وقمعه للبدعة وحرصه على وحدة صف المسلمين ببيعته للخليفة العباسي، وطاعته له.

ولد السلطان محمود بن سبكتكين في المحرم من سنة (360 هـ) في مدينة غزنة من أرض خراسان، وقد استقر له الحكم بعد وفاة أبيه سنة (387 هـ)، ثم تفرّغ بعدها لجهاد المشركين في الهند وتحطيم أصنامهم، ونشر الإسلام في بلادهم.

ففي سنة (396 هـ) سار السلطان محمود الغزنوي إلى قلعة (كواكير) وكان بها ستمائة صنم للوثنيين، فافتتحها وأحرق الأصنام فيها [انظر: الكامل لابن الأثير].

وفي سنة (398 هـ) عاد الغزنوي مجددا ليغزو بلاد الهند، قال ابن الأثير: «فانتهى إلى شاطئ نهر هندمند، فلاقاه هناك إبرهمن بال بن إندبال في جيوش الهند، فاقتتلوا مليا من النهار وكادت الهند تظفر بالمسلمين، ثم إن الله تعالى نصره عليهم، فظفر بهم المسلمون فانهزموا على أعقابهم، وأخذهم المسلمون بالسيف، وتبع يمين الدولة أثر إبرهمن بال، حتى بلغ قلعة بهيم نغر، وهي على جبل عال كان الهند قد جعلوه خزانة لصنمهم الأعظم... فلما رأى الهنود كثرة جمعه، وحرصهم على القتال، وزحفهم إليهم مرة بعد أخرى، خافوا وجبنوا، وطلبوا الأمان، وفتحوا باب الحصن، وملك المسلمون القلعة، وصعد يمين الدولة إليها في خواص أصحابه وثقاته، فأخذ منها من الجواهر ما لا يُحدّ، ومن الدراهم تسعين ألف ألف درهم شاهية»، فأذل الله المشركين وطواغيتهم، وكُسرت الأوثان والأصنام، وغنم المسلمون ما كان يُنذر لصنم الهند الأعظم من المعادن والجواهر.
وكذلك فعل السلطان الغزنوي سنة (400 هـ) إذ سار في بلاد الهند مستبيحا لها منكسا وهادما للأصنام فيها، وفي سنة (405هـ) سار السلطان لغزو (تانيشر) كما سماها ابن الأثير أو (تهانسير) كما تسمى اليوم، قال ابن الأثير: «فلما قاربوا مقصدهم لقوا نهرا شديد الجرية، صعب المخاضة، وقد وقف صاحب تلك البلاد على طرفه، يمنع من عبوره، ومعه عساكره وفيَلته التي كان يدل بها. فأمر يمين الدولة شجعان عسكره بعبور النهر، وإشغال الكافر بالقتال ليتمكن باقي العسكر من العبور، ففعلوا ذلك، وقاتلوا الهنود، وشغلوهم عن حفظ النهر، حتى عبر سائر العسكر في المخاضات، وقاتلوهم من جميع جهاتهم إلى آخر النهار، فانهزم الهند، وظفر المسلمون، وغنموا ما معهم من أموال وفيلة».

وقد ذكر بعض المؤرّخين أن ملكا من ملوك الهند عرض على السلطان الكفّ عن هدم أوثانهم ومعابدهم، قائلا: «أعلم أن ذلك شيء تتقربون به إلى ربكم، ولكن أما كفاكم ما تقربتم به من هدم الأصنام والمعابد، لا سيما في قلعة نكركرت؟» ووعده ببذل الأموال الكثيرة له، فأبى السلطان ذلك ورفض ما عنده وبيّن أن قتالهم هو لإعلاء كلمة الله ولنيل رضوانه، لا من أجل الدنيا الفانية، ثم أسرع السلطان إلى المعبد ليُحطّم أصنامهم، إلا صنما واحدا، أخذه معه ليُداس في بلده.

وفي سنة (407 هـ) كان من جملة فتوحات السلطان وصوله إلى معبد من أحصن الأبنية، قال ابن الأثير: «ولهم به من الأصنام كثير، منها خمسة أصنام من الذهب الأحمر المرصع بالجواهر، وكان فيها من الذهب ستمائة ألف وتسعون ألفا وثلاثمائة مثقال، وكان بها من الأصنام المصوغة من النقرة نحو مائتي صنم، فأخذ يمين الدولة ذلك جميعه، وأحرق الباقي، وسار نحو قنوج... وأخذ قلاعها وأعمالها، وهي سبع على الماء المذكور، وفيها قريب من عشرة آلاف بيت صنم، يذكرون أنها عملت من مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف كذبا منهم وزورا، ولما فتحها أباحها عسكره».


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (٢/٢) ولتتأمل الأخت المسلمة حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه ...

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

(٢/٢)
ولتتأمل الأخت المسلمة حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو داود وغيره، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن)، هذا المسجد بيت الله وأحب البقاع إليه سبحانه، وهذه الصلاة عمود الدين، ومع ذلك لا يلزم الشارع المرأة بصلاة الجماعة التي أوجبها في حق الرجل، وإنما يجعل من صلاتها في بيتها –بل، وفي حجرتها- خير ا لها من خروجها لتشهد الجماعة في المسجد، وما ذاك إلا زيادة في صيانة المرأة وحجبها عن الأنظار ما استطيع إلى ذلك سبيلا.

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت، استشرفها الشيطان) [رواه الترمذي].

ولا تحسبن المسلمة الملتزمة بالحجاب الشرعي أن خمارها ينأى بها عن هذا الحديث، وأن المرأة تكون فقط عورة إذا كانت سافرة أو متبرجة، بل هي عورة متى ما خرجت من بيتها، وإن كان لا يبدو منها شيء، ورحم الله التابعي الجليل سفيان الثوري إذ يقول: «ليس للمرأة خير من بيتها وإن كانت عجوزا»! [الطحاوي: مختصر اختلاف العلماء].

فمجرد خروجها من بيتها قد تكون فيه فتنة عليها أو على الرجال الذين يرونها، خاصة إن تكلمت معهم، لذلك قال الله تعالى لنساء النبي، صلى الله عليه وسلم: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، والخضوع بالقول يعني التكسر عند الكلام وترقيق الصوت، فتكون نتيجة ذلك: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، فيطمع الذي في قلبه مرض في قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام -رضي الله عنهم- خير القرون على الإطلاق، فكيف بزماننا هذا؟ زمان الفتن والموبقات. عن يحيى بن سعيد، «عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لو أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء، لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل. قلت لعمرة: أَوَمُنعن؟ قالت: نعم» [متفق عليه]؛ سبحان الله! هذا ما توصلت إليه عائشة الفقيهة المحدّثة مما رأته من المُحْدَثات والتجاوزات من بعض نساء عصرها، فماذا لو أدركت الصدّيقة زماننا هذا، بل ماذا لو يرى نبينا -صلوات ربنا وسلامه عليه- ما عليه نساء اليوم، إلا من عصم الله؟!

وحريّ ببعض الحائمين حول حمى الشبهات ومراتعها أن يضعوا حديث أم المؤمنين السالف ذكره نصب أعينهم وهم يفتون في بعض أحكام النساء، حتى أصبحت المرأة تخرج دون ضابط، ولو أن تخرج في اليوم الواحد مرات ومرات فلها ذلك، بل وإن كانت معتدة عدة وفاة، فلا ضير في خروجها في غير حاجة ولا مصلحة ولا ضرورة، والله المستعان.

وقد سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن خروج النساء في العيدين فأجاب: «لا يعجبني ذلك»، وقال ابن المبارك، رحمه الله: «أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين»، وقال أبو حنيفة: «كان النساء يرخص لهن في الخروج إلى العيد، فأما اليوم فإنني أكرهه».

فإذا كان هؤلاء الفقهاء قد كرهوا خروج المرأة لأداء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام درءاً لمفاسد قدّروها حينها، فكيف بخروجها المتكرر في أيامنا هذه حتى أصبحت خرّاجة ولّاجة؟

ومن اللطائف القرآنية في قول الله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، أن الله تعالى قد وصف الحور في الجنة بالقصور، قال القرطبي: «{مَقْصُورَاتٌ} محبوسات مستورات، {فِي الْخِيَامِ} في الحجال، لسن بالطوافات في الطرق، قاله ابن عباس»، هذا والجنة فيها الكمال فلا فتن ولا زيغ ولا ضلال، ومع ذلك تحبس الحور على أزواجهن، فلا يراهن غيرهم كما هو قول جمهور المفسرين.
ثم إن على الإخوة الرجال أن يتذكروا أن زوجاتهم من رعيتهم التي سيُسألون عنها، فلا يترك الزوج لزوجته أمر خروجها على غاربه، وله أن يمنعها إن أكثرت من الخروج، ورضي الله عن عمر الذي كاد يمنع زوجه من الخروج إلى المسجد من غيرته لولا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدم منعهن؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كانت امرأةٌ لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في جماعة في المسجد، فقيل لها: لِمَ تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: فما يمنعه أن ينهاني؟ قالوا: يمنعه قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)» [رواه البخاري].

فلا بأس بالتزاور بين المسلمات، ولا بأس بالتزاور لصلة الأرحام، ولا بأس بالذهاب إلى السوق ولكن دون إفراط، فيكون الخروج طارئا على الأصل الذي هو القرار، والمؤمنة في خدرها أقرب ما تكون من ربها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (١/٢) سيدات بيت النبوة، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا ...

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

(١/٢)
سيدات بيت النبوة، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أتقى النساء وأنقاهن وأعفهن وأطهرهن وأورعهن، يخاطبهن الله -عز وجل- من فوق سبع سماوات، فتأتي الوصايا والآداب الربانية واضحة صريحة، لا تحتاج تفسيرا ولا تأويلا لمن فتح الله على بصيرته، ومن تلك الوصايا والآداب وصية جاءت بصيغة الأمر، ألا وهو: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، وفي قراءات أخرى: {وقِرْنَ} بكسر القاف، وقال بعض أهل التفسير بأن معنى القراءتين واحد وكلاهما يعني القرار والاستقرار والمكوث في البيت، وإذا كان الآمر هو الله -تبارك وتعالى- فلا يملك المؤمنون والمؤمنات من أمرهم سوى أن يقولوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}، فلماذا لا تقر معظم نساء اليوم في بيوتهن كما أُمرت بذلك خير النساء؟ ويكثرن الخروج من البيت لغير حاجة ولا ضرورة؟
إنه ضعف الوازع الديني في تلقي مثل هذه الأوامر، والالتزام بها في مواجهة لذة الخروج إلى الدنيا الخضراء زعموا.

وقد يقول قائل أو قائلة إن الخطاب بأمر القرار خاص بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا تدخل فيه غيرهن من النساء، فيجيبهم القرطبي في تفسيره لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} بقوله: «معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة».

وقال ابن كثير، رحمه الله: «هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء الأمة تبع لهن في ذلك».

بل إنه إذا كانت هذه وصية الله -عز وجل- لنساء النبي خير النساء وأسلمهن قلوبا، وأحفظهن لمحارم الله، فكيف بمن هن دونهن من النساء؟
وإنا لا نتألى على الله تعالى، ولا نحرم ما أباحه -والعياذ بالله- والله لطيف بعباده رحيم بهم، فهو لم يحرم الخروج على المرأة من بيتها مطلقا، وإنما جعل مكوثها في بيتها هو الأصل، وأما خروجها منه فيكون بقدر الحاجة، وهذه الحاجة تقدرها المرأة نفسها والله -عز وجل- {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
والسنة زاخرة بالأحاديث الدالة على إباحة خروج المرأة، كخروجها طلبا للفُتيا، وخروجها في الغزو تسقي الماء وتداوي الجرحى، وكذلك خروجها لزيارة صويحبات لها، أمّا أن يصبح هذا الخروج دأبا وعادة، فهذا ما ينافي الشرع ويشذ عن الأصل الذي هو القرار في البيت.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وقال في وصفهم بالشح: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ ...

وقال في وصفهم بالشح: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 54]، فإذا كان هذا ذَمُّ الله -تبارك وتعالى- لمن أنفق وهو كاره، فكيف بمن ترك النفقة رأسا؟

وقد أخبر أن المنافقين لما قربوا من المدينة، تارة يقولون للمؤمنين: «هذا الذي جرى علينا بشؤمكم، فأنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين، وقاتلتم عليه وخالفتموهم!» وتارة يقولون: «أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا، وإلا لو كنا قد سافرنا، ما أصابنا هذا!» وتارة يقولون: «أنتم مع قلتكم وضعفكم تريدون أن تكسروا العدو، وقد غركم دينكم!» وتارة يقولون: «أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم وتهلكوا الناس معكم!»
وتارة يقولون أنواعا من الكلام المؤذي، فأخبر الله عنهم بقوله، عز وجل: {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً} [الأحزاب: 20]، فوصفهم -تبارك وتعالى- بثلاثة أوصاف؛ الأول: أنهم -لخوفهم- يحسبون الأحزاب لم ينصرفوا عن البلد، وهذا حال الجبان الذي في قلبه مرض، فإن قلبه يبادر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن. الوصف الثاني: أن الأحزاب إذا جاؤوا تَمَنَّوْا أن لا يكونوا بينكم، بل في البادية بين الأعراب يسألون عن أنبائكم: «أيش خبر المدينة؟ وأيش خبر الناس؟» الوصف الثالث: أن الأحزاب إذا أتوا، وهم فيكم لم يقاتلوا إلا قليلا، وهذه الصفات الثلاث منطبقة على كثير من الناس.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at

رسالة في النفاق
...المزيد

رسالة في النفاق للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب مختصرة من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما ...

رسالة في النفاق
للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب
مختصرة من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله

اعلم -رحمك الله- أن الله تعالى منذ بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- وأعزّه بالهجرة والنصر، صار الناس ثلاثة أقسام: قسم مؤمنون، وهم الذين آمنوا به ظاهرا وباطنا، وقسم كفار: وهم الذين أظهروا الكفر به، وقسم منافقون: وهم الذين آمنوا به ظاهرا لا باطنا، ولهذا افتتح الله سورة البقرة بأربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين، وثلاث عشرة في صفة المنافقين.
وكل واحد من الإيمان والكفر والنفاق له دعائم وشُعب كما دل عليه الكتاب والسنة، وكما فسّره علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الحديث المأثور عنه، فمن النفاق ما هو نفاق أكبر ويكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أُبيّ وغيره، مثل أن يُظهِر تكذيب الرسول، أو جحود بعض ما جاء به، أو بغضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المَسَرَّة بانخفاض دينه، أو المَسَاءة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا عدوا لله ورسوله، وهذا القدر موجود في زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وما زال بعده أكثر من عهده لكون موجبات الإيمان على عهده أقوى، فإذا كانت مع قوتها والنفاق موجود، فوجوده فيما دون ذلك أولى به، وهذا ضرب النفاق الأكبر، والعياذ بالله.

وأما النفاق الأصغر، فهو نفاق الأعمال ونحوها، مثل أن يكذب إذا حدَّث، ويُخلف إذا وعد، أو يخون إذا ائتُمِن، للحديث المشهور عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِنَ خان، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) [رواه مسلم].

ومن هذا الباب: الإعراض عن الجهاد، فإنه من خصال المنافقين لقوله، صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يَغْزُ، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

وقد أنزل الله سورة براءة التي تُسَمَّى الفاضحة لأنها فضحت المنافقين كما قاله ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «هي الفاضحة، ما زالت تنزل {وَمِنْهُم} {وَمِنْهُم} حتى ظنوا أن لا يبقى أحد إلا ذُكِرَ فيها»، وعن المقداد بن الأسود قال: «هي سورة البَحُوث، لأنها بحثَتْ عن سرائر المنافقين»، وقال قتادة: «هي المثيرة، لأنها أثارت مخازي المنافقين».

وهذه السورة نزلت في آخر مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غزوة تبوك، وقد أعز الله الإسلام وأظهره، فكشف فيها عن أحوال المنافقين، ووصفهم فيها بالجبن والبخل، فأما الجبن، فهو ترك الجهاد، وأما البخل، فهو عن النفقة في سبيل الله.

وقال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: 180]، وقال: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16].

فأما وصفهم فيها بالجبن والفزع، فقد قال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} يلجؤون إليه مثل المعاقل والحصون، {أَوْ مَغَارَاتٍ} يغورون فيها كما يغور الماء، {أَوْ مُدَّخَلاً} وهو الذي يُتكلف الدخول إليه ولو بكُلْفَة ومشقة، {لَوَلَّوْا إِلَيْهِ} عن الجهاد، {وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 56-57]، أي: يسرعون إسراعا لا يردهم شيء، كالفرس الجَمُوح الذي إذا حمل لم يرده اللجام.

وقد قال تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]، فحصر المؤمنين فيمن آمن وجاهد، وقال تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: 44-45]، فهذا إخبار من الله أن المؤمن لا يستأذن في ترك الجهاد، وإنما يستأذن الذين لا يؤمنون بالله، فكيف بالتارك من غير استئذان؟
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (٣/٣) هذه هي أحداث ملحمة دابق الكبرى، جهاد واجتهاد، قتل وقتال، ألم وأمل، ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(٣/٣)
هذه هي أحداث ملحمة دابق الكبرى، جهاد واجتهاد، قتل وقتال، ألم وأمل، وليس على الموحّد المجاهد سوى الصبر واليقين في رباطه وقتاله حتى يفرّق الله كلمة أعدائه ويشتّت بين قلوبهم ويخالف بين وجوههم ويلقي بأسهم بينهم، فيضرب بعضهم رقاب بعض، و{عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا}، وما هذه الأحداث العظام في الشمال الشامي -في دابق وما حولها- إلا من إرهاصات الملاحم المقبلة -إن شاء الله- التي ستُرغم الصليبيين -عاجلا أو آجلا- على القبول بشروط جماعة المسلمين، وبعدها وما يتبعها من نصر، يغدر الصليبيون، فتكون ملحمة دابق الكبرى.

واليوم تتجدّد الخلافات القديمة في صفوف أعداء الله، فصليبيو الغرب يخالفون صليبيي الشرق، واختلف أولياؤهم المرتدون، فالأتراك يخالفون الأكراد، وصحوات تركيا تخالف صحوات الأردن، والرافضة يخالفون أكراد العراق، وأكراد الغرب يخالفون أكراد الشرق، والنصيرية يخالفون أكراد الشام، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} [الحشر: 14].

وهذا الكر والفر في دابق وما حولها -»معركة دابق الصغرى»- ستنتهي بملحمة دابق الكبرى، لا محالة، بعد أن يأتي تأويل ما وعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- واقعا، من صلح بين المسلمين والروم ثم غدر الروم بهم، وبعده فتح القسطنطينية (ثم رومية).

عن أبي هريرة، رضي الله عنه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سمعتم بمدينةٍ جانبٌ منها في البر وجانب منها في البحر؟) قالوا: نعم، يا رسول الله؛ قال: (لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق [وقال بعضهم: المعروف المحفوظ: (من بني إسماعيل)]، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيسقط أحد جانبيها -قال ثور: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر- ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج! فيتركون كل شيء ويرجعون)» [رواه مسلم].

جعله الله على أيدي مجاهدي الخلافة، وكما قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، تقبله الله: «نجاهد هنا وعيوننا على القدس، ونقاتل هنا وأمدنا روما، حسن ظن بالله، أن يجعلنا مفاتيح البشارات النبوية والأقدار الإلهية» [رياح النصر]، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (٢/٣) وعن يسير بن جابر أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن الساعة لا ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(٢/٣)
وعن يسير بن جابر أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة؛ ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام؛ قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة عليهم، فيَقتلون مقتلة -إما قال لا يُرى مثلها، وإما قال لم يُرَ مثلها- حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم! فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ) أو (من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)» [رواه مسلم].

وعن عوف بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوْتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا) [رواه البخاري].

وروى أبو داود عن ذي مخمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة) [رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه الذهبي].
ولفظه عند ابن حبّان: (تصالحون الروم صلحا آمنا، حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتنصرون وتغنمون وتنصرفون، حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تلول، فيقول قائل من الروم: غلب الصليب! ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب! فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد، فيدقه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم: كفيناك العرب! فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا).

فمما يقع قبل ملحمة دابق الكبرى من الأحداث: صلح بين الموحّدين المجاهدين وبين نصارى الروم لتتفرغ كل أمة منهما لقتال عدو آخر، وبعد نصر المجاهدين على العدو خلفهم، تنزل الطائفتان بدابق وما حولها من مروج ذي تلول، ثم يرفع رومي صليبه ويدعو بدعوى النصرانية، فيدق صليبه موحّد غار للواحد الأحد، فتغدر الروم وتجمع لملحمة، ويأتون بالآلاف.

‏ ومنها: أن طائفة من المجاهدين تسبي طائفة من الروم، ثم لا يخذل المجاهدون إخوانهم السابين أو -كما في رواية- من دخل في دين الإسلام من سبي الروم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (١/٣) لما ابتُلي المؤمنون بمرضى القلوب والمرجفين في المدينة، وزاغت ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(١/٣)
لما ابتُلي المؤمنون بمرضى القلوب والمرجفين في المدينة، وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر يوم الأحزاب، وظُنّت بالله الظنون المختلفة، كما أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن البصري -رحمه الله- في تأويل قوله سبحانه: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10]، قال: «ظنون مختلفة: ظن المنافقون أن محمدا وأصحابه يُستأصلون، وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله حق أنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون»، ثم قال {الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12]، كما أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة -رحمه الله- في تأويلها، قال: «قال ذلك أُناس من المنافقين: قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم وقد حُصرنا هاهنا، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا»...
حينها -في شدّة البأس والضر- علم المؤمنون أن نصر الله قريب، كما أخرج الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تأويل قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]، قال: «ذلك أن الله قال لهم في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، فلمّا مسّهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق، تأوّل المؤمنون ذلك، ولم يزدهم ذلك إلا إيمانا وتسليما».

فالمؤمنون يتذكرون آيات الله -جل وعلا- وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خنادقهم، ويتأوّلون ما فيها من الأخبار والعلامات على بلاياهم، لا تُبعدهم الزلازل والشدائد عن تدبّر آيات الله والحكمة، بل تزيدهم في جهادهم واجتهادهم صبرا على البلاء، وتسليما للقضاء، وتصديقا بتحقيق ما وعدهم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بينما يرتاب المنافقون ومرضى القلوب فيستهزئون بوعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون فيه، ويغتر الكفرة والطواغيت بجبروتهم وكبريائهم، ظانين {بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}، أن العزيز الحكيم -سبحانه وتعالى- سيخذل دينه وأولياءه، بل ويظهر أعداءه وكلمتهم، حتى يكون الدين كله لغيره أبدا، تعالى الله عن ظن الجاهلين علوا كبيرا، وإنما يستدرجهم الله من حيث لا يعلمون، فيجتهدون في تحقيق مكر الله بهم، والعاقبة الآجلة {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].
ومن ذلك أن عُبّاد الصليب وأولياءهم (الأتراك والصحوات) حشدوا في ريف حلب الشمالي معلنين دابق هدفهم الأكبر، زاعمين أن تدنيسها بأقدامهم النجسة وراياتهم الرجسة سيكون انتصارا معنويا عظيما على الدولة الإسلامية، ظانين أن جنودها لا يميّزون بين «معركة دابق الصغرى» وملحمة دابق الكبرى، وعليه، إذا انحازت عن دابق - ثبت الله جنود الخلافة فيها- لم تكن حاملة راية العقاب المنتصرة في الملاحم، ليتركها جندها بعد الانحياز زمرا زمرا.

ولم يعلم عُبّاد الصليب وأولياؤهم المرتدون -وأنّى لهم ذلك- أن ملحمة دابق الكبرى تسبقها أحداث عظام من علامات الساعة الصغرى يعلمها المؤمنون المرابطون في خنادقهم، وهي ما أخبر بها الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا منا [وفي رواية: سَبَوا منا] نقاتلهم؛ فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا؛ فيقاتلونهم، فينهزم ثلث، لا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم! فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- فأمّهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته) [رواه مسلم].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صيادو الصحوات «2» أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين (٢/٢) • من المداهمات إلى نصب الحواجز ...

صيادو الصحوات «2»
أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين

(٢/٢)
• من المداهمات إلى نصب الحواجز والسيطرات

تزايدت أعداد صيادي الصحوات بعد هذا المعسكر، وتطور العمل إلى شكل جديد، إذ بدأ صيادو الصحوات بإقامة السيطرات ونقاط التفتيش الوهمية، التي كانت واحدة من أنجع الوسائل لتصفية المطلوبين، فأقيمت أولى نقاط التفتيش الوهمية في منطقة السلمان في الطارمية، وعلى طريق الحصو في النباعي، وواحدة قرب (محلات الشيخ حاتم)، وقرب منطقة (زملة حمدي) شمال بغداد، وكان أبو العُبس الراوي -تقبله الله- يقتل عناصر الصحوات بالفأس (الطُبر)، ما ولّد حالة من الهلع والرعب في صفوف الرافضة والمرتدين، بعد أن شاعت طريقة تصفيته لهم فأطلق عليه لقب (أبو طُبر).

نفذ صيادو الصحوات خلال هذه المرحلة أكثر من 40 عملية، قُتل فيها العشرات من الصحوات والروافض، مما كان سببا رئيسا في زعزعة الأمن في تلك المناطق وإظهار هشاشة الأجهزة الأمنية للروافض والصحوات ومن خلفهم الأمريكيون.

ليطور صيادو الصحوات أسلوبهم مرة أخرى فأصبحت هجماتهم منسقة وواسعة بملابس الأجهزة الأمنية، فتُقتحم السيطرات والثكنات والمقرات الأمنية، فتُدمَّر أو تُحرق بعد قتل عناصرها، لينحاز الصيادون بعد إثخانهم في عدوهم.

ومن عمليات صيادي الصحوات، مداهمة منازل كل من المرتد (الفريجي) القيادي في (كتائب ثورة العشرين) المرتدة، وقيادي ثانٍ، و3 عناصر آخرين، في منطقة الخان في الطارمية، فقد باغت الصيادون حراس المنطقة التي توجد فيها تلك المنازل، واشتبكوا معهم بالأيدي قبل أن يقوموا بتقييدهم وربطهم، ثم قام المجاهدون باقتحام منازل القياديَين والعناصر واعتقالهم ووضعهم داخل حفرة، ثم تصفيتهم جميعا.

• عمليات كبرى لصيادي الصحوات

ولعل أبرز عمليات المجاهدين بعد هذه التطورات، تلك العملية التي استهدفت (اللواء 54) الرافضي قرب منشأة النصر، الذي ذاع صيته بين الروافض وأحاطوه بهالة كبيرة ونسجوا حوله الخيالات والخرافات، ولا سيما بعد أن شارك وساهم في مقتل الشيخ أبي عمر البغدادي والشيخ أبي حمزة المهاجر، تقبلهما الله، إذ اقتحم هذا اللواء 11 مجاهدا فقط، بعد تنفيذ عمليتين استشهاديتين، فأثخنت القوة المداهمة بالروافض وقتلت قرابة 100 وجرحت 150 آخرين، مما دفع الحكومة الرافضية إلى إعادة هيكلته ففشلت، وأُجبرت على إخراجه من العمل بشكل كامل.

وبعد أن أذن الله بالفتح ووصلت جحافل جيش الخلافة إلى المناطق القريبة من بغداد، التحق بهم الكثير من صيادي الصحوات وتابعوا عملهم ضد المرتدين بمختلف نحلهم، وطوروا تكتيكهم إلى أن وصل إلى إدخال انغماسيين إلى مواقع الجيش الرافضي الحصينة وإحداث نكاية كبيرة فيهم، ولنا في عمليتي اقتحام محطة غاز التاجي، واقتحام مرقد «الإمامين» في (بلد) خير مثال.

إن نجاح تكتيك «صيادو الصحوات» يثبت ضرورة أن المجاهد لا يركن إلى اليأس والقنوط إن هُزم في جولة، بل يسعى للنهوض من كل كبوة، ليقابل عدوه في ساحات المعارك من جديد وإن كان بأساليب جديدة، ويوقعه في مفاجآت لم يكن يتوقعها، فيُعظم فيه النكاية، وينال منه مرة تلو مرة.

فإنْ عُدِم السلاح ابتكر لنفسه أسلحة جديدة، أو عزم على أن يقتل عدوه بسلاحه، ولم يكتف بالقتال فقط فإن الحرب خدعة، وإن ضرب المشركين ببعضهم سنّة نبوية يثاب فاعلها، ويفلح العامل بها.

وعليه أن يكثر من التجارب، ويبحث دائما عما يطور به عمله، فإن منّ الله عليه بالفتح نقل تجربته إلى إخوانه لتعم الاستفادة، ويزداد التنكيل بالأعداء، ويكون له أجر من عمل بما علمه إلى يوم القيامة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة التقرير كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صيادو الصحوات «2» أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين النبأ – ولاية شمال بغداد - خاص (١/٢) نجح ...

صيادو الصحوات «2»
أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين

النبأ – ولاية شمال بغداد - خاص
(١/٢)
نجح صيادو الصحوات في عملياتهم الأولى، فأثاروا الرعب في قلوب الصحوات والرافضة على السواء، وحرموهم الراحة والاطمئنان، مستفيدين من عدة عوامل، منها سرعة تحركهم، وتنوع عدوهم من جيش وشرط وحشد عشائري من جهة أخرى واختلافهم، مما أتاح لهم سهولة الاختفاء بعد كل عملية، فمكنهم الله من قطف رأس المرتد الحلبوسي والمقاول باني السجون، واقتحموا مقرا للروافض وقتلوا 5 منهم.

وبعد قطف رأس الحلبوسي، انطلق المرتد علي الحاتم بموكب مكون من 40 سيارة مع العشرات من شيوخ الصحوات إلى منزل القتيل، وعقدوا مؤتمرا صحفيا فيه، فأبدوا تذمرهم وأظهروا غضبهم من المداهمات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الرافضية -كما يظنون- لمنازل قادة الصحوات وأبرز شخصياتهم، وطالبوا بوقفها وكف يد تلك الأجهزة وتحجيم صلاحياتها.

هذه التصريحات أظهرت حقيقة الوضع المتردي الذي وصلت إليه علاقة الصحوات بالروافض، الذين حاولوا ترميم هذا الصدع باسترضاء الصحوات، للحفاظ على ولائهم لهم، والعمل لصالحهم، فأجاز لهم «آمر اللواء» الرافضي المسؤول عن المنطقة مقاومة أي مفرزة أمنية تداهم منازلهم ما لم يكن برفقتها عربات همر، مانحاً إياهم الضوء الأخضر للتصدي لمثل هذه الاقتحامات والمداهمات، مما خفف من حدة غضب الصحوات، وأشعرهم بنوع من الاهتمام بهم من قبل الروافض وأنهم ذوو شأن عندهم.

• صيادو الصحوات يقتلون المرتدين بأيدي الصليبيين

الأمر الجديد بمجابهة أي قوة تداهم منازل قادة الصحوات وعناصرهم، جعل الأمور تتعثر نوعا ما بالنسبة لصيادي الصحوات، ولا سيما أنهم كانوا يخططون لاغتيال المرتد أبي عمار العزاوي، أحد كبار قادة الصحوات والقيادي في فصيل (الجيش الإسلامي) المرتد، الذي أعلنها على الملأ بأنه سيجابه أي قوة تداهم منزله، فزاد من حراسته الشخصية، وكثف من حماية منزله.

ومن جانب آخر أدى القرار الجديد إلى صدام مباشر بين الصحوات من جهة والأمريكيين والرافضة من جهة أخرى، مما وسّع الهوة في جدار الثقة بينهم، فبينما كان المرتد أبو عمار مع عناصر حراسته يترقبون على سطح منزله خوفا من عملية مداهمة مباغتة، نفذت القوات الأمريكية الصليبية عملية إنزال على بعد 3 كم من منزله، ثم توجهت برفقة قوات سوات الرافضية إلى منزل أبي عمار، الذي أعطى الأمر لحراسه بفتح النار على القوة المداهمة، مما تسبب بمقتل جندي أمريكي واثنين من الروافض، أعقبتها مواجهات عنيفة بين الجانبين تدخل فيها الطيران المروحي، ونفذ الجيش الأمريكي عملية إنزال ثانية على سطح منزل المرتد، حيث جرى قتله مع حراسه وحرق جثته.

ولم تقوَ الصحوات إلا على الرد بالكلام فقط، فعقدوا مؤتمرا صحفيا آخر أعلنوا من خلاله عدم ثقتهم بالحكومة الرافضية ووعودها الكاذبة.

وأمام هذا الوضع المتوتر، واصل المجاهدون عملياتهم ودقوا مسمارا جديدا في نعش العلاقة بين بين الصحوات والروافض، فداهموا منزل المرتد عدنان الجميلي الملقب بـ (الشيطان)، وهو من أبرز القادة العسكريين في فصيل (الجيش الإسلامي) المرتد، والعقل المدبر لكثير من عمليات الصحوات ضد المجاهدين، فقتلوه مع كبار مساعديه.

• صيادو الصحوات يظهرون في مناطق جديدة

أدرك المرتدون من الصحوات والرافضة في هذه الفترة أن منفذي الهجمات في مختلف هذه المناطق هي مجموعة واحدة، بدليل عدم القيام بأكثر من عملية في مكانين مختلفين، وتشابه طريقة تنفيذ العمليات، واستعمال الأسلحة ذاتها، وصغر ساحة العمل وتركز العمليات في مناطق التاجي، والطارمية، والمشاهدة، والشيخ عامر، و14 رمضان، والنباعي.

بينما كان نجاح عمليات صيادي الصحوات وأثرها الكبير على العدو حافزا لتطبيق هذا الأسلوب في قواطع أخرى من الولاية، فتوسعت عمليات المجاهدين بداية إلى منطقتي الركية والقادرية، كما جرى تشكيل مفرزتين أمنيتين جديدتين للعمل في قاطعي المثنى (مكونة من 14 مجاهدا) وذو النورين (وتضم 11 مجاهدا).

ثم توزعت نواة مجموعة (صيادي الصحوات) الأصلية التي كونها 8 مجاهدين على مناطق مختلفة، ليشكل كل واحد منهم مجموعة تعمل بالطريقة ذاتها، واتفقت المجموعات على تنفيذ عمليات متزامنة في مناطق مختلفة، لتشتيت انتباه العدو وإشغال الأجهزة الأمنية في تلك المنطقة، كلٌّ بمنطقته، ومنعها من مؤازرة المناطق الأخرى، وتحقيق نكاية كبيرة بالعدو.

ولتعميم هذا التجربة على كافة ولايات الدولة الإسلامية أقيم معسكر متخصص في تدريب وتأهيل المجاهدين للقيام بمثل هذه العمليات النوعية، واستُقدم المجاهدون من مختلف ولايات الدولة الإسلامية لتدريبهم على هذا الأسلوب من الهجمات والاقتحامات.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة التقرير كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً