الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ (٣/٣) - أئمة أعلام.. من أبناء السراري ...

الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ

(٣/٣)

- أئمة أعلام.. من أبناء السراري والجواري:

وقد أهدى مقوقس مصر للمصطفى -صلى الله عليه وسلم- مارية القبطية وأختها سيرين، فتسرَّى النبي بمارية وأنجبت له ابنه إبراهيم، وأهدى أختها لحسان بن ثابت وهي أم ولده عبد الرحمن بن حسان.

وكذا كان لنبي الله سليمان -عليه السلام- الكثير من السراريّ وكان يتـغشّاهنّ يلتمس الولد.
وهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان قد تسرّى بسبـيّـة من سبْي بني حنيفة، فولدت له محمد الذي اشتهر بابن الحنفية، وهو من فقهاء التابعين.

وروى عبد الرزاق في مصنفه عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- قال: "كانت لي جاريةٌ كـنت أعزل عنها فولدت لي أحبّ النّاس إليّ". وقد تسرّى الحسين بن علي -رضي اللـه عنه- بسُـرِّيــِّة فأولدت له علي بن الحسين المعروف بزين العابدين، ولم يكن للحسين عَـقِبٌ إلّا منه.

وكذلك فقد بَـرع في العلم والفقه من الـتابعين كثيرٌ مـمَّـن كانوا أبناء سراريّ وسبايا من أمثال الفقيه الورع القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أحد فقهاء المدينة السبعة المشهورين، وكذا سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب الفقيه العَـلَم.
عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: "كان أهل المدينة يكرهون اتّـخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم القراء السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا فرغب الناس حينئذ في السراري" [تاريخ دمشق لابن عساكر].

وغيرهم الكثير... فالحمد لله الذي أحيانا إلى زمانٍ يُحيى فيه ما مات، ويُجدد فيه ما اندرس، حتى لامسنا الصبية ينشؤون على التوحيد؛ هذا ابن حُرة، وذاك ابن أمِّ ولد، والآخر ابن معتوقة، تماما كما كان الحال في الصدر الأول، فالحمدُ لله أولا وآخرا.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ (٢/٣) - من المعتقات.. أمهات ...

الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ
(٢/٣)

- من المعتقات.. أمهات للمؤمنين:

ثم إنه إذا كان السبي والاسترقاق سنة ثابتة عن نبينا، صلى الله عليه وسلم، فإن عتق السبايا والزواج والإنجاب منهن كذلك سنةٌ معلومة أكيدة؛ عن أنس -رضي الله عنه- قال: أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بين خيبر والمدينة ثلاثاً يُبنى عليه بصفيّة بنت حييّ، فدعوت المسلمين إلى وليمته فما كان فيها من خبز ولا لحم، أُمر بالأنطاع فألقى فيها من التّمر والأقط والسّمن، فكانت وليمته، فقال المسلمون: إحدى أمّهات المؤمنين، أو ممّا ملكت يمينه، فقالوا: إن حجبها فهي من أمّهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي ممّا ملكت يمينه، فلمّا ارتحل وطّى لها خلفه ومدّ الحجاب بينها وبين النّاس" [رواه البخاري]، وهكذا غدت صفية -رضي الله عنها- زوجا لنبينا الكريم، وأمَّا للمؤمنين، وهي التي سُبيت يوم خيبر، فأي تشريف قد نالها وأي تكريم قد طالها!

وكذلك الأمر مع جويرية بنت الحارث، رضي الله عنها وأرضاها؛ فعن عائشة أمّ المؤمنين قالت: "لمّا قسَّم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السّهم لثابت بن قيس بن الشّمّاس -أو لابن عمٍّ له- وكاتبته على نفسها، وكانت امرأةً حلوةً ملاحةً لا يراها أحدٌ إلّا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- تستعينه في كتابتها، قالت: فواللّه ما هو إلّا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنّه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول اللّه، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرارٍ سيّد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك، فوقعتُ في السّهم لثابت بن قيس بن الشّمّاس -أو لابن عمٍّ له- فكاتبتُه على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي. قال: (فهل لك في خير من ذلك؟)، قالت: وما هو يا رسول اللّه؟ قال: (أقضي كتابتك وأتزوّجك) قالت: نعم يا رسول اللّه.

قال: (قد فعلت)، قالت: وخرج الخبر إلى النّاس أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- تزوج جويرية بنت الحارث، فقال النّاس: أصهار رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إيّاها مائة أهل بيتٍ من بني المصطلق، فما أعلم امرأةً كانت أعظم بركةً على قومها منها" [أخرجه أحمد].


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ يا له من دين ذاك الذي يُعز المؤمن وإن ...

الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ

يا له من دين ذاك الذي يُعز المؤمن وإن كان عبدا، ويُذل المشرك وإن كان سيدا، ويا له من دين ذاك الذي يرفع الناس بتقواهم لا بأنسابهم، فهذا بلال يُسمع دفُّ نعليه في الجنة وهو الحبشي، وذاك أبو لهب سيصلى نارا ذات لهب وهو القرشي، وكم ممَّن أمُّه سليلة حسب ونسب وهو عند الله وضيع، وكم ممَّن أمه جارية سُبيت بحد السيف وهو عند الله رفيع.

وما كانت تربية الإماء والزواج أو الإنجاب منهن عارا أو شنارا إلا في الجاهلية، وأما إسلامنا العظيم فقد جعل الناس سواسية، يتفاضلون بالتقوى.

وقد بوَّب علماء الحديث في مصنفاتهم عن فضل عتق الجواري والزواج منهن الشيء الكثير؛ جاء في صحيح الإمام البخاري، رحمه الله تعالى: [باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها]: عن أبي بردة، عن أبيه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أيَّما رجل كانت عنده وليدة، فعلَّمها فأحسن تعليمَها، وأدَّبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران، وأيَّما رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بي فله أجران، وأيَّما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران).

وأخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه: عن الشعبي، قال: رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي، فقال: يا أبا عمرو، إن مَن قِبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته، ثم تزوَّجها: فهو كالراكب بدنته، فقال الشعبي: حدثني أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة يُؤتَون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه، وأدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمن به واتبعه وصدقه، فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده، فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذَّاها، فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران).

- من أبناء هاجر .. أنبياء:

وحريٌّ بكل من يفخر بنسبِه من العرب، وإن هو تسرَّى وبُشِّر بمولود عبس واكفهر وجهه وغلب عليه الشعور بالذلة والخزي من أن أمَّ ولده ما هي إلا جاريته! حريٌّ بمثل هذا أن يتأمل قليلا في أحساب من سبقنا، وليسأل نفسه بعيدا عن لمزات المنكرين، وغمزات المثربين: من كانت أم أبيك إسماعيل أيها المسلم العربي سليل خير البطون والأفخاذ؟! إن كنت تجهل فآن لك أن تعلم أنها هاجر، ومن هاجر؟ أَمة أهدتها سارة لزوجها إبراهيم الخليل، وهي أم ابنه إسماعيل، على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، يذكرها أبو هريرة -رضي الله عنه- معقبا على قصة سارة مع الجبار فيقول: "فتلك أمكم يا بني ماء السماء" [متفق عليه]، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرح صحيح مسلم: "قال كثيرون المراد ببني ماء السماء العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه".

وقال الإمام ابن حبان في صحيحه: "كلُّ من كان من ولد هاجر يقال له: ولد ماء السّماء، لأنّ إسماعيل من هاجر، وقد رُبّي بماء زمزم وهو ماء السّماء الّذي أكرم اللّه به إسماعيل حيث ولدته أمّه هاجر، فأولادها أولاد ماء من السماء".


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان ...

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان يوزع الأموال وشرائح تحديد الأماكن عليهم، فلله الحمد أن وفَّق المجاهدين للقبض عليه وتصفيته.

وقد منّ الله على الجهاز الأمني في ولاية سيناء بالكشف عن عدة خلايا تجسسية تعمل لصالح اليهود والمرتدين، ذكر المصدر الأمني أنه سيجري الكشف عنها في الوقت المناسب، إن شاء الله.

- رسالة إلى الجواسيس والعملاء:

وختم مصدر (النبأ) حديثه برسالة إلى من باع دينه بعَرَض من الدنيا قليل، وسوَّلت له نفسُه أن يكون ذنبا لليهود والمرتدين: "ما ضركم -والله- لو أتبعتم الحق ونصرتم دين الله كما حاربتموه! فتوبوا وأصلحوا يغفر الله لكم ويبدل سيئاتكم حسنات، ولئن قيل لكم إن الدولة الإسلامية لا تقبل ممَّن يحاربها توبة، فإن ذلك مما يُفترى علينا وما أكثره، فتوبوا ولكم منا الأمان، وأمَّا من أعرض وأصر على ردته فليس له منا إلا السيف، بإذن الله".


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ - العدد 70 تقرير: تصفية جواسيس للدولة اليهودية في ولاية سيناء النبأ - ولاية ...

صحيفة النبأ - العدد 70
تقرير:
تصفية جواسيس للدولة اليهودية في ولاية سيناء

النبأ - ولاية سيناء - خاص

يخوض جنود الدولة الإسلامية إلى جانب الحرب العسكرية المحتدمة، حربا أمنية ومعلوماتية، وهذا هو الحال في ولاية سيناء، فبالتزامن مع المعارك مع القوات المصرية المرتدة، يتصدى جهاز الولاية الأمني لأجهزة أمن المرتدين واليهود على حد سواء.

- أهمية الجهاز الأمني:

وللوقوف أكثر على تفاصيل هذا الموضوع كان لـ (النبأ) اتصال مع مصدر أمني خاص من ولاية سيناء، تحدث عن أهمية وجود جهاز أمني في كل دولة وكيان وحتى في التنظيمات والجماعات، وأنها لا يمكن لها أن تستمر وتدافع عن نفسها، إلا بوجود جهة تحفظ أمنها وأمن رعيتها، وقال: "ولمّا كان لولاية سيناء جهد كبير في منازلة طواغيت مصر وقواتهم المرتدة من جهة، ومنازلة اليهود في فلسطين من جهة أخرى، وفي الوقت الذي تكالبت فيه ملل الكفر ونِحَله على الدولة الإسلامية، كان لزاما علينا تفعيل الجهد الأمني، لحفظ أمن المجاهدين ورعايا أمير المؤمنين على حد سواء".

- مهام الجهاز الأمني:

وأما المهام التي تلقى على كاهل الجهاز الأمني فهي كثيرة كونه عصب كل دولة وخط الدفاع الأول عنها، إذ هو الذي يبحث عن ثغرات العدو الأمنية وينتهز الوقت المناسب لتوجيه ضربة قوية له، ويسعى لكشف تحركات عدوه ضده، وكذا الجهاز الأمني في ولاية سيناء -كما أضاف المصدر الخاص- إذ يقوم بمهام كثيرة، منها حفظ أمن جنود الدولة الإسلامية ورعية أمير المؤمنين، وتتبع ومراقبة عملاء وجواسيس اليهود والمرتدين وتصفيتهم، ورصد ومتابعة المشبوهين وجمع المعلومات عنهم، وترتيبها حسب الأولويات.

- قلق يهودي:

وكانت دولة اليهود قد أعربت أكثر من مرة عن قلقها من تطورات الأحداث في سيناء، وشككت في قدرة الجيش المصري على مواجهة المجاهدين، وقالت إنها تراقب الأمور في سيناء بقلق شديد، المصدر الأمني الخاص أكد أن الجيش اليهودي كان وما يزال مساندا للجيش المصري في حربه مع دولة الخلافة، فطائرات اليهود كان لها النصيب الأكبر من عمليات القصف التي استهدفت المسلمين في سيناء وقتلت العشرات منهم ودَمَّرت منازلهم.

- اليهود يجندون الجواسيس والعملاء:

ولم يكتف اليهود بعمليات القصف، بل سعوا لتجنيد ضعاف النفوس وعبيد المال ليكونوا عيونا لهم على المجاهدين ورصّادا لتحركاتهم، إلا أن الجهاز الأمني كشف -بفضل الله- العديد من أولئك الجواسيس.

أما عن كيفية تجنيد اليهود للجواسيس، فيقول المصدر ذاته: "يجري هذا الأمر بعدة طرق منها إجراء اتصالات هاتفية عشوائية على عوام المسلمين، والوصول إلى ضعاف النفوس منهم واستدراجهم، وإغراؤهم بالأموال، كما يجري تجنيد بعض المعتقلين في سجون اليهود مقابل تخفيف الحكم الصادر بحقهم أو الإفراج عنهم بشرط التواصل والعمالة لصالحهم فور إطلاق سراحهم".

إضافة إلى ما سبق ذكره، فقد قامت دولة اليهود بتقوية بث الشبكات الهاتفية اليهودية على حساب نظيراتها المصرية، لتسهيل التواصل مع السكان في المناطق الحدودية ومراقبة اتصالاتهم.

إلا أن تلك الوسائل والطرق لم تكن فعالة كما أراد لها أصحابها، ولله الحمد والمنة، فكثيرا ما يُعلِم سكان المنطقة جنودَ الخلافة عن تواصل اليهود معهم، ورفضِهم لتلك العروض.

- القصف اليهودي وكشف الجواسيس:

وقد شهدت الآونة الأخيرة عمليات قصف من قبل الطائرات اليهودية على ولاية سيناء، جرى كثير منها عن طريق معلومات يقدمها العملاء والجواسيس، وقد أوضح المصدر الأمني أن عمليات كشف أولئك الجواسيس تبدأ بجمع المعلومات والقرائن من أماكن الاستهداف، ومحاولة إيجاد الثغرات الأمنية في المكان المستهدف، ومعرفة وجود أو تردد أيٍّ من الأشخاص المشتبه بهم إلى المكان.

وللتثبت من تورط المشتبه بهم في التجسس لصالح اليهود أو المرتدين، يجري بعد ذلك وضعهم تحت المراقبة الشديدة، ومن ثم البحث عن أدلة على تواصلهم مع العدو، أو من خلال اعتراف عملاء آخرين -جرى القبض عليهم- كانوا ضمن خلايا التجسس نفسها، وقاموا بمهام مشتركة، فيجري اعتقالهم والتحقيق معهم، وتنفيذ الحكم الصادر بحقهم من قبل القضاء الشرعي.

- القبض على خلية تجسسية:

وعن آخر الخلايا التي مكن الله الجهاز الأمني من كشفها والقبض على أفرادها، ذكر المصدر أنه جرى اعتقال خلية مكونة من 3 أشخاص، اعترفوا بتواصلهم مع اليهود هاتفيا عن طريق ضابط مرتد يدعى (حافظ)، وقد جرى تجنيدهم بعد إغرائهم بالمال، إذ قام الضابط اليهودي بالاتصال بالمرتد (حسين ضويحي البريكي) وعرض عليه سدادَ ديونه، وإعطاءَہ مبالغ مالية مقابل التعاون معه، فكانت مهمة المرتد مراقبةُ تحركات المجاهدين والتبليغ الفوري عنهم عن طريق الهاتف، فتسبَّب في مقتل 2 من المجاهدين، في حين كان دور المرتد ( عطا الله حسين البريكي) وضع شرائح في أماكن وجود جنود الخلافة، إذ قُتل بسببه أحد المجاهدين بعد استهداف مكانه.
...المزيد

صحيفة النبأ - العدد 70 الافتتاحية: ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون أثبتت العمليات الأخيرة ...

صحيفة النبأ - العدد 70
الافتتاحية:
ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلبون

أثبتت العمليات الأخيرة لمجاهدي الدولة الإسلامية في ولاية حمص، الأثر الكبير للضربات الموجهة إلى اقتصاد المشركين في إرباك صفوفهم، وخلخلة بنيانهم، واستفزازهم أحيانا للدخول في معارك هم غير مستعدين لها، أو دفعهم إليها ملزمين مع تكبدهم الخسائر الباهظة في الأرواح والعتاد.
وقد ظهرت نتائج هذه الضربات في بادية حمص بشكل بارز ومباشر -بفضل الله- وبمفعول كبير، نظرا لهشاشة بنية النظام الاقتصادية والإدارية بعد ست سنوات من الحرب المستمرة.

فمع الأيام الأولى لغزوة تدمر الثانية التي فتح الله فيها للموحدين مدينة تدمر ومناطق واسعة غربها، تضمَّن بعضها آخر ما تبقى بيد النظام النصيري من موارد نفطية وغازية، وبمجرد حرمان الدولة الإسلامية النصيريين من الاستفادة من هذه الموارد ظهرت أزمة خانقة في مناطق النظام، تتعلق بعجز كبير في الوقود، وغاز الطبخ، بل وحتى في الكهرباء التي يجري توليد قسم كبير منها بالاعتماد على العنفات الغازية والمحطات الحرارية العاملة على النفط والغاز.

ولذلك وجدنا السرعة الكبيرة التي دفع فيها النظام النصيري وحلفاؤه بقواتهم الكبيرة في عمق الصحراء لاستعادة السيطرة على تلك الموارد، التي سبقهم جنود الخلافة إلى تدمير آبارها ومعاملها تماما كيلا يستفيد منها أعداؤهم، بل ووسعوا ضرباتهم لهذه الموارد إلى المنشآت الواقعة في عمق مناطق النظام النصيري، فنالوها بالقصف والتدمير، كي تستمر أزمته الاقتصادية إلى أبعد مدى ممكن، بإذن الله.

إن أمر الله -سبحانه- لعباده المؤمنين بقتال أعدائه المشركين يتضمن -وبلا شك- السعي لإيقاع أكبر أذى ممكن بهم، وإن كان -سبحانه- قد حض على إيذائهم في أنفسهم بالقتل والاسترقاق، فإن الأمر بإيذائهم في أموالهم من باب أولى، باغتنامها منهم، أو إتلافها ولو لمجرد إغاظتهم، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في خيبر، فكيف إن كان في ذلك إضعافهم، وإشغالهم عن قتال المسلمين؟!
وما زلنا نرى إلى اليوم حجم الضيق المالي الذي تعاني منه حكومة الروافض في العراق، بسبب الاستنزاف الكبير المستمر لقدراتها في حربها مع الدولة الإسلامية، وبات من المفضوح عجزها عن تقديم الخدمات لرعاياها، بل حتى دفع مستحقات موظفيها والعاملين في خدمتها، وكذلك هو حال حكومة العلمانيين المرتدين في إقليم كردستان، وبالتالي فإن أي ضرر يُلحقه المجاهدون بمصالح هاتين الحكومتين الاقتصادية أو الخدمية من شأنه إضعافها، ولو كان برج كهرباء في ديالى، أو بئر نفط في كركوك، أو شبكة اتصالات في بغداد، أو موقعا سياحيا في أربيل، وإن كانت الأهداف تختلف من حيث أهميتها وحجم تأثيرها على حكومات المرتدين من جهة مردودها الاقتصادي، أو ضرورة إصلاحها، أو تكلفة شرائها وتشغيلها، فيُقدم الأولى فالأولى.

فالواجب على المجاهدين اليوم أن يوسعوا من حجم عملياتهم التي تستهدف الأسس الاقتصادية لأنظمة المشركين، وذلك سعيا لحرمان الحكومات الصليبية والمرتدة من الموارد التي تستثمرها في تجنيد الجنود وشراء السلاح والعتاد لحرب المسلمين، وكذلك لدفعهم إلى الانشغال بحماية تلك الموارد، وتوجيه قسم كبير من جيوشهم وطاقاتهم لهذا الغرض، مما يساهم في تشتيت قواهم، وبعثرة جهودهم، ومنعهم من التفرغ للمعارك المباشرة مع الموحدين، وكذلك دفع حكوماتهم إلى الإفلاس والانهيار، وذلك طبعا دون إهمال واجب قتلهم متى أمكن ذلك.

وإن هذا الواجب يمتد ليشمل المسلمين في كل أنحاء الأرض، ليسعوا في تدمير مصالح المشركين الاقتصادية والخدمية، وخاصة في الدول التي هي في اشتباك مباشر مع الموحدين كأمريكا والدول الأوروبية وشركائهم في التحالف الصليبي كتركيا والأردن ومصر ودول الخليج، وروسيا وحلفائها من الحكومات الطاغوتية في العراق والشام وإيران، وإتلاف أموالهم عند عجزهم عن اغتنامها، وليمنعوهم من الاستفادة من تلك الأموال في الإفساد في الأرض، والصد عن سبيل الله، وليجعلوا تلك الأموال حسرة على المشركين وأوليائهم المرتدين، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ
...المزيد

الشريعة تنادي بتعطيل الشريعة إن المعترضين على تحكيم الشريعة الإسلامية اليوم، هم في حقيقة الأمر ...

الشريعة تنادي بتعطيل الشريعة

إن المعترضين على تحكيم الشريعة الإسلامية اليوم، هم في حقيقة الأمر لا يرون أن أحكام الإسلام صالحة للتطبيق في عصرنا، وأن تطبيقها في القرون الأولى تم في حقبة لم تكن ظروف الناس وحياتهم كما هي عليه اليوم، بمعنى أنهم يرون الإسلام صالحا لزمان دون زمان، إلا أن أكثرهم لا يجرؤون على البوح والتصريح بهذا المعتقد الفاسد، وبدلا من ذلك يجهدون أنفسهم ليواروه بالجدالات العقيمة والأطروحات الفلسفية التي يطعّمونها أحيانا ببعض النصوص مع تحريف شديد لمعانيها؛ ليصدّروها للناس على أنها حجج من الشرع نفسه!، وكأنهم يقولون إن الشريعة تنادي بتعطيل الشريعة!!

افتتاحية النبأ {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} 489
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

شرف المؤمن إن قيام الليل شرف المؤمن، وهو مِن زاد ثباته وفلاحه، وهو أحرى وأرجى لاستجابة دعائه، ...

شرف المؤمن

إن قيام الليل شرف المؤمن، وهو مِن زاد ثباته وفلاحه، وهو أحرى وأرجى لاستجابة دعائه، اقرأ أخي الموحد الأحاديث التي وردت في فضله وقدره، ومنها: عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل، وعزه واستغناؤه عن الناس » رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: « ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجلُ من جوف الليل؛ ثم تلا: { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } روه الترمذي بسند صحيح.

فيا أيها الموحد قم لربك في الليل البهيم، مناجيًا العظيم الحليم، متسترًا عن أنظار الخلق، واطمع في العِتق، واخشع بين يدي ربك وارجُ رحمته، وانكسر مستغفرًا تنل مغفرته، واسأله مخلصًا تُجب، واسترضيه يرض عنك، وتب إليه يتب عليك.
...المزيد

صفات المجاهد الذي ننشد إننا ننشد مجاهدا على منهاج النبوة تزكية وسلوكا، سيرة وسريرة، خاشعا قلبه ...

صفات المجاهد الذي ننشد

إننا ننشد مجاهدا على منهاج النبوة تزكية وسلوكا، سيرة وسريرة، خاشعا قلبه قريبة دمعته توابا أوابا يلوم نفسه وينصب لها موازين الحساب، رحيما في مواطن الرحمة شديدا في مواطن الشدة، وقورا في مواطن الوقار غيورا في مواطن الغيرة ه‍صورا في مواطن الملحمة صبورا في مواطن المحنة، متمترسا في مواطن الثبات، متورعا متريثا في مواطن الشك والريبة، مجاهدا متبتلا في المحاريب إذا خلى بنفسه، متجلدا متصبرا إذا لاح له عدوه، إننا ننشد مجاهدا قلبه في الأرض وروحه تحلق حول العرش كما قال ابن القيم: "فترى الرجلَ روحُه في الرفيق الأعلى وبدنُه عندك، فيكون نائمًا على فراشِه وروحُه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش".

إفتتاحية النبأ "أهمية التربية الإيمانية" 471
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

وَعدَ الله حقاً لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق ...

وَعدَ الله حقاً

لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق موعوده، لا يزولون عن هذا اليقين في السراء ولا في الضراء، بل لا تزيدهم المحن إلا إيماناً بآيات الله ووعده، وتسليماً لأمره وحكمته، ورضىً بقضائه وقدره.
وكثيراً ما يتمنى العبد أن الفرج والنصر يأتيه من الله بطريقة معينة وبأحداث محددة، ولكنّ الله -تعالى- له حِكَم عظيمة قد يخفى كثير منها علينا.

فلقد تمنى المؤمنون أن يلقوا قافلة كفار قريش فيأخذوها سهلة بغير قتال، ويكون فيما يغتنمونه منها قوة لهم وبلاغ إلى حين، ولكنّ الله -تعالى- شاء بعلمه وحكمته أن تنجو القافلة وتخرج قريش عازمة على قتال المسلمين بجيش يزيد على ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، طامعة في القضاء على المسلمين الذين بدؤوا يُسقِطون هيبة قريش ويجترئون عليها وعلى تجارتها، فكانت غزوة بدر الكبرى، التي قال الله عنها: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7 - 8].

وقد قلّل الله -تعالى- الكفار في أعين المؤمنين ليتشجعوا على قتال الكفار ولا يرهَبوهم، وقلّل المؤمنين في أعين الكفار ليغريهم بقتال المؤمنين، قال تعالى {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ في أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 44]، فلما التحم الفريقان رأى الكفار المسلمين وكأنهم ضعف عدد الكفار، فتزلزل جيش الكفر وسقطت معنوياته، ووهنت قوته، ويئس من النصر، وأيد الله المؤمنين بنصره، قال تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].

وفي غزوة الأحزاب ابتلى الله -تعالى- المؤمنين ابتلاءا شديداً لم يتوقعوه، فازدادوا إيماناً بتحقق وعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بنصر المؤمنين واندحار الكافرين.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9]، قال ابن كثير: "يقول تعالى مخبرا عن نعمته وفضله وإحسانه إلى عباده المؤمنين، في صرفه أعداءهم وهزمه إياهم عام تألبوا عليهم وتحزبوا وذلك عام الخندق، وذلك في شوال سنة خمس من الهجرة على الصحيح... وجاء المشركون فنزلوا شرقي المدينة قريبا من أحد، ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة، كما قال الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين، وهم نحو ثلاثة آلاف، وقيل: سبعمائة، وأسندوا ظهورهم إلى سَلْع ووجوههم إلى نحو العدو"، ومع هذا التحشد للكفار اشتد البلاء على المسلمين، قال ابن كثير: "فعَظُم الخَطْب واشتد الأمر، وضاق الحال، كما قال الله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا} ومكثوا محاصرين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قريبا من شهر".

ثم جاء نصر الله -تعالى- بعد تلك الشدة وذلك الضيق بكيفية عجيبة ظهرت فيها قدرة الله وقوته وعزته وحكمته ولطفه بالمؤمنين، قال تعالى: {وَرَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، وأيَّد الله -تعالى- المؤمنين بالنصر على يهود بني قريظة والإثخان فيهم، ومنَّ على المؤمنين بالغنائم الكثيرة التي أورثهم إياها من بني قريظة، قال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 26-27].

إنه وعد الله، الذي أنجزه لعباده، بعد أن محصهم وابتلاهم حتى خرج المنافقون من صفوفهم، وازداد المؤمنون صلابة وثقة بوعد الله، فجاءهم نصره من حيث لا يحتسبون. نسأل الله لعباده المجاهدين النصر والعز والتمكين، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ ...

وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}، أي إذا دعوا إلى التحاكم إلى ما أنزل الله والى الرسول أعرضوا إعراضا مستكبرين، كما قال تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} [النور: 48]، قال ابن القيم: "هذا دليل على أن من دُعي الى تحكيم الكتاب والسنة فلم يقبل وأبى ذلك أنه من المنافقين، و{يَصُدُّونَ} هنا لازم لا متعد، هو بمعنى يُعرضون، لا بمعنى يمنعون غيرهم، ولهذا أتى مصدره على صدود، ومصدر المتعدي صدا"، فإذا كان المعرض عن ذلك قد حكم الله -سبحانه- بنفاقهم، فكيف بمن ازداد إلى إعراضه منعَ الناس من تحكيم الكتاب والسنة، والتحاكم إليهما، بقوله وعمله وتصانيفه، ثم يزعم مع ذلك أنه إنما أراد الإحسان والتوفيق؛ الإحسان في فعله ذلك والتوفيق بين الطاغوت الذي حكَّمه وبين الكتاب والسنة؟
قلت: وهذا حال كثير ممن يدعي العلم والإيمان في هذه الأزمان، إذا قيل لهم تعالوا نتحاكم الى ما أنزل الله والى الرسول {رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} [المنافقون: 5]، ويعتذرون أنهم لا يعرفون ذلك ولا يعقلون، {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 88].

وقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، قال ابن كثير: "أي فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك في المصائب بسبب ذنوبهم، واحتاجوا إليك في ذلك"، وقال ابن القيم: "قيل المصيبة فضيحتهم، إذا أُنزل القرآن بحالهم ولا ريب أن هذا أعظم المصيبة والإضرار، فالمصائب التي تصيبهم بما قدمت أيديهم في أبدانهم وقلوبهم وأديانهم بسبب مخالفة الرسول -عليه الصلاة والسلام- أعظمها مصائب القلب والدين، فيُرى المعروف منكرا، والهدى ضلالا، والرشاد غيا، والحق باطلا، والصلاح فسادا، وهذا من المصيبة التي أصيب بها في قبله، وهو الطبع الذي أوجبه مخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتحكيم غيره، قال سفيان الثوري: في قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63]، قال: هي أن تطبع على قلوبهم".

وقوله تعالى: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}، قال ابن كثير: "أي: يعتذرون ويحلفون إن أردنا بذهابنا إلى غيرك إلا الإحسان والتوفيق، أي المداراة والمصانعة".

وقال غيره: "{إِلَّا إِحْسَانًا}، أي: لا إساءة، و{وَتَوْفِيقًا} أي: بين الخصمين، ولم نرد مخالفة لك، ولا تسخطا لحكمك"". [من كتاب: تيسير العزيز الحميد، باختصار]


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

عِتْقُ الرِّقَابِ نَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ الحمد لله الذي أخرجنا من ظلمات الحكم الجبري إلى نور ...

عِتْقُ الرِّقَابِ نَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ

الحمد لله الذي أخرجنا من ظلمات الحكم الجبري إلى نور خلافة على المنهاج النبوي، والحمد لله الذي أقر بالشريعة عيون الموحدين، وأغاظ رؤوس الكفر والمنافقين، والحمد لله الذي أحيى بالصادقين سننا مهجورة، لم تكن لتعود إلا بصوارم الطائفة المنصورة، والصلاة والسلام على صاحب السيرة المحمودة المشهورة، أما بعد:

فإنه لمّا كان السبي والاسترقاق، من الأمور المشروعة بدليل القرآن والسنة والاتفاق، شُرع في مقابل ذلك العتق، والعتق شرعا هو تحرير وتخليص رقبة مملوك -ذكرا كان أم أنثى- من الرق.

وهو من أعظم القربات وأجل الطاعات؛ قال الله عز وجل: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 11 - 13]؛ قال الإمام الطبري، رحمه الله تعالى: "وقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} يقول تعالى ذكره: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما العقبة؟

ثم بيَّن جلّ ثناؤه له ما العقبة، وما النجاة منها، وما وجه اقتحامها؟ فقال: اقتحامها وقطعها فكّ رقبة من الرقّ، وأسر العبودة". [جامع البيان].

- كفارة للذنوب:

وقد جعل الله -عز شأنه- العتق كفارة للقتل الخطأ فقال سبحانه: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92]، وكفارة للظِّهار فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [المجادلة: 3]، وكفارة لمن حنث في يمينه فقال، عز من قائل: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [المائدة: 89]، كما جعل الله -تعالى- العتق كفارة لإتيان الزوجة في نهار رمضان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: هلكت. قال: (وما شأنك؟) قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: (تستطيع تعتق رقبة؟) قال: لا. قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال: لا. قال: (فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟) قال: لا. قال: (اجلس) فجلس، فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيه تمر -والعرق: المِكْتل الضخم- قال: (خذ هذا فتصدق به) قال: أعلى أفقر منا؟ فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، قال: (أطعمه عيالك) [متفق عليه].

قال الإمام ابن قدامة، رحمه الله تعالى: "والعتق من أفضل القرب إلى الله تعالى؛ لأن الله تعالى جعله كفارة للقتل، والوطء في رمضان، والأيمان، وجعله النبي -صلى الله عليه وسلم- فكاكاً لمعتقه من النار، ولأن فيه تخليصا للآدمي المعصوم من ضرر الرق وملك نفسه ومنافعه، وتكميل أحكامه، وتمكنه من التصرف في نفسه ومنافعه، على حسب إرادته واختياره" [المغني].

- فضل من أعتق رقبة مسلمة:

وقد نُقل الإجماع على استحباب العتق والندب إليه، قال الإمام ابن هبيرة، رحمه الله تعالى: "اتفقوا على أن العتق من القرب المندوب إليها" [اختلاف الأئمة العلماء].

والسنة النبوية تزخر بالأحاديث المبينة لفضل العتق، الحاثة عليه المرغبة فيه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار، حتى فرجه بفرجه) [متفق عليه].

وعن أبي أمامة، وغيره من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أيما امرئ مسلم، أعتق امرأ مسلما، كان فكاكه من النار، يجزي كل عضو منه عضوا منه، وأيما امرئ مسلم، أعتق امرأتين مسلمتين، كانتا فكاكه من النار، يجزي كل عضو منهما عضوا منه، وأيما امرأة مسلمة، أعتقت امرأة مسلمة، كانت فكاكها من النار، يجزي كل عضو منها عضوا منها) [أخرجه الترمذي].

وعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، فقال: (لئن كنت أقصرت الخطبة، لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة، وفك الرقبة). فقال: يا رسول الله، أوليستا بواحدة؟ قال: (لا، إنّ عتق النسمة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الوكوف، والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك، فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك، فكف لسانك إلا من الخير) [أخرجه أحمد].

هذا وقد كان العتق من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام؛ قال الماوردي، رحمه الله تعالى: "وأعتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمان، وشقران، وثوبان، وزيد بن حارثة، واشترى أبو بكر -رضي الله عنه- بلالاً وكان يُعذَّب على الإسلام فأعتقه لوجه الله تعالى، فقال فيه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: بلال سيدنا وعتيق سيدنا).
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً