أليس هذا حال العساكر؟ • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من ...

أليس هذا حال العساكر؟

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه، كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عساكر الشيطان" أنتهى.

• أليس هذا هو حالكم؟ حيث توالون وتعادون في أشخاص الطواغيت الحكام، توالون من والوهم وتعادون من عادوهم، بغض النظر عن شرعية تلك الموالاة أو المعاداة، تنتهك حرمات الأمة ويُعتدى على مقدساتها، ويُقتل الأطفال والنساء، ويشتم الله ورسوله، فكل هذا وغيره لا يستدعي موقفاً منكم ولا من حكامكم!

الشيخ فارس آل شويل/نصيحة إلى العساكر

اعرف حقيقة الجيوش
...المزيد

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين • وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء ...

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين

• وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء فما أكثرهم -لا كثّرهم الله- فعلماء الآخرة غرباء بين علماء الدنيا كما ذكر ابن رجب - رحمه الله - من أنواع الغربة أن "غربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق" اهـ.

أخي المسلم من المعلوم أن كل من ينتسب للعلم لابدّ أن يقع في الزلل والهلاك إنْ هو آثر الدنيا، يقول ابن القيم رحمه الله: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق، في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه، لأن أحكام الرب - سبحانه - كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرئاسة والذين يتّبعون الشهوات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبا للرئاسة، متبعا للشهوات لم يتم له ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق" اهـ.

هذا أخي المسلم يفسر لك لمَ يبيع هؤلاء دينهم ويفتون بحرب الخلافة وبدعم الصحوات وغيرها، ذلك أن أغراض أهل الجاه والملك من الحكام ضد الخلافة التي تريد إقامة الدين وهم يريدون حربه، وتريد الجهاد وهم يريدون الشهوات، فيأتي دور علماء السوء من القاعدين وتأتي الفتاوى والبرامج والرسائل وغيرها لحرب الخلافة.

أخي المسلم إن كثيرا من علماء السوء من القاعدين الذين يحاربون دولة الخلافة نصرها الله، يعلمون أنها على الحق، وأنها دولة الإسلام، ولكنهم لا يريدون المشقة والتعب وعداوة الطواغيت وغيرهم، وهذا يحصل في كل زمان ومكان، حيث يقوم كل صادق بدعوة للدين والحق والجهاد، نعم أخي المسلم حين قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة للتوحيد وحرب الشرك وافقه من يسمّون العلماء، ولكن حين بدأ رحمه الله الجهاد والقتال وتكفير الطواغيت رفضوا ذلك لمشقة ذلك عليهم وعلى دنياهم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "صدﱠقني مَن يدّعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد ونفي الشرك، وردوا علي التكفير والقتال" اهـ.

وهذا ما نراه الآن، فكم من محسوب على العلم من القاعدين كان يقرر أحكام الجهاد والجزية وحرب المرتدين ويبشر بالخلافة وأنها قادمة، وحين قامت الخلافة وأعلنت التوحيد وهدمت الشرك وجاهدت الكفار وأهل الردّة وهدمت الحدود الطاغوتية، رفض هؤلاء ذلك، لأنهم يريدون الراحة والدعة والعيش في القصور والمزارع والجاه والسمعة، هذه هي العلة الكبرى التي جعلت الكثير منهم يحارب دولة الخلافة المجاهدة.

أخي المسلم لا تعجب من ذلك فإن في من ينتسب للعلم والعلماء من يقدّم الكفر على الإيمان، ويفضل الطاغوت على الشرع، وذلك لأجل الدنيا والعياذ بالله مع معرفته بأن ذلك هو الهلاك المبين في الآخرة، يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "في من ينتسب إلى العلم من يختار الكفر على الإيمان مع علمه أن من اختاره لا حظ له في الآخرة" اهـ.

أخي الموحد لتعلم أن العالم إذا ترك ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله فهو مرتد كافر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" اهـ.

وختاما أخي المسلم في دولة الإسلام، فلتحمد الله على هذه النعمة العظيمة الكبيرة أن تعيش في دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتهدم الشرك وتنشر التوحيد، فهي نعمة عظيمة وكبيرة، نسأل أن يرزقنا شكرها، ويستعملنا في مرضاته، والحمد لله رب العالمين.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال: العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين
...المزيد

طواغيت جدد بلحى طويلة ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل ...

طواغيت جدد بلحى طويلة

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام...

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

افتتاحية النبأ "صومال الهجرة والجهاد" 476
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة - تعساء آل سلول لا أمن لهم: • فيا أهل التوحيد ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

- تعساء آل سلول لا أمن لهم:

• فيا أهل التوحيد وجند الله في الأرض، ها هم قد تعسوا فجاؤوكم ب تاعس، فلا تنتظروا ملاقاتهم في سوح النزال، أجهزوا عليهم حيثما ثقفتموهم، فكل جندي منهم متعوس مهدور الدم وإن كان في غرفة نومه، اجلبوا عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وكذلك كل لحية مزيفة تدعى زورا وبهتانا شيخا، ولا تجعلوهم يهنؤون بدرس ولا محاضرة، فأين الغيارى الثائرون لدماء المقرن والعوفي والدندني وإخوانهم؟ وها قد ظهر لكم قاتِلوهم اسما ورسما فأين الذئاب المنفردة؟ ويا لثارات الزهراني والطويلعي والحميدي!!!

فأين من يشفي صدور المؤمنين من مشايخ آل سلول الذين كبّروا وهلّلوا لإعدام إخواننا؟ أَوَيُقتَل أهل الحق صبرا بضربة سيف الباطل؟ أوَيُعْدِمُ الأنجاسُ أهلَ الهدى ثم يعتلي أهل الضلال الملتحون المرتدون منبر القعود "تويتر" ليباركوا الإعدام ويدعوا لآل سلول ثم لا تذيقونهم حرارة سكاكينكم؟ فلا تكونن أسلحتكم من الظالمين وأعوانهم ببعيد.

إنهم ورثة بلعام بن باعوراء المسبحين بحمد الطواغيت، ولولا فتاواهم لما ثبت لطاغية عرش، ولما افتتن امرؤ في دينه إلا ما شاء الله، هم الذين يكتمون ما أنزل الله ويروجون لما قاله السلطان ووافق هواه.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن) [رواه الترمذي].

وفي رواية، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا) [رواه أبو داود].

هذا فيمن أتى أبواب السلاطين الظالمين؟ فكيف بمن أتى أبواب السلاطين المرتدين؟ بل كيف بمن كان بابَهم إلى كل كفر، ومفتاحَهم إلى كل شر؟!

فهؤلاء الطغمة قد دخلوا قصور الطواغيت وتمرغوا على بلاطهم، فافتُتِنوا وفَتَنوا وضلوا وأضلوا وباتوا سلما على أعداء الله حربا على أوليائه.

قال سفيان الثوري: (إن دعوك لتقرأ عليهم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فلا تأتهم) [رواه البيهقي]، وهؤلاء الخائنون لله ولكتابه قد دعاهم الحكام الكفرة لا ليقرؤوا عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وإنما ليقروهم على ردتهم وعداوتهم للإسلام وأهله، فكان لهم ما أرادوا واشتروا ذممهم بثمن قليل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وما الفرق اليوم بين عبد العزيز آل الشيخ وصالح الفوزان وعائض القرني ومحمد العريفي وعبد الرحمن السديس وغيرهم من بلاعمة الطواغيت، وبين الجعد بن درهم والحلاج والجهم بن صفوان؟ تغيرت الوجوه والأسماء ومناطات التكفير وبقي الكفر واحدا.

ولله در ابن القيم إذ يقول في نونيته فرحا بمقتل الجعد:

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ
قسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة
لله درك من أخي قربان

نعم مرتدون ولا كرامة، ومن أظهر لنا الكفر أظهرنا له التكفير وإن كان شيخا قد طالت لحيته، وذاع على قنوات الطاغوت صيته، فليسوا أمام تعبّد الحلاج وتنفّله لله بشيء، فقد روي عنه أنه كان يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة سوى الفرائض، ومع ذلك فقد قال ابن كثير: "وقد اتفق علماء بغداد على كفر الحلاج وزندقته، وأجمعوا على قتله وصلبه، وكان علماء بغداد إذ ذاك هم الدنيا" [البداية والنهاية].

نعم، من أقر أمريكا على حربها للدولة الإسلامية مرتد، ومن دخل في حزبها مرتد، ومن دعا ل تاعس بالنصر مرتد ومن فرح لانحياز جند الخلافة من أرض يحكم فيها بشرع الله فدخلها الكفار مرتد، {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.

فاللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ • قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ...

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ

• قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:١٧٥]

• يحملون العلم ولا يعملون به، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:٥]

• يتركون المحكم ويأخذون بالمتشابه، قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ آيَٰتٌ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [آل عمران:٧]

• يكتمون ما أنزل الله، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة:١٥٩]

• يكذبون على الله ورسوله ﷺ، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُۥنَ أَلْسِنَتَهُم بِٱلْكِتَٰبِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:٧٨]

• ينقضون ميثاق الله، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:١٨٧]

• يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:٧٩]

إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى ١٤٣٨ هـ
...المزيد

من ثمار صِلَة الرّحِم • الأرحام هم قرابة الإنسان من جهة أبيه وأمه عن أبي هريرة رضي الله ...

من ثمار صِلَة الرّحِم

• الأرحام

هم قرابة الإنسان من جهة أبيه وأمه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم! أما يرضيك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟! قالت: بلى. قال: فذاك لك) [رواه مسلم]

1- الامتثال لأمر الله

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد]

2- علامة للإيمان

قال -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) [البخاري]

3- سبب لصلة الله وإكرامه

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرحم شِجْنةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته) [البخاري]

4- تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة

قال -صلى الله عليه وسلم-: (وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها) [الأدب المفرد]

5- سبب للبركة في الرزق والعمر

قال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن يبسط في رزقه، وينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه) [البخاري]


• ويستحب الإحسان للأرحام وإن أساؤوا أو قطعوا، قال-صلى الله عليه وسلم-:

(ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) [البخاري].


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 490
السنة السادسة عشرة - الخميس 12 شوال 1446 هـ
...المزيد

عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: (قيل: يا رسول الله أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول الله -صلى ...

عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال:

(قيل: يا رسول الله أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله"، قالوا: ثمّ من؟ قال: "مؤمن في شعب من الشّعاب يتّقي الله، ويدع النّاس من شرّه"). [متفق عليه] ...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "فمن أشرف العلوم وأنفعها علم ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"فمن أشرف العلوم وأنفعها علم الحدود، ولا سيما حدود المشروع المأمور والمنهي؛ فأعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود، حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو داخلٌ فيها.

قال تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ} [التوبة: 97].

فأعدلُ الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعات معرفةً وفعلًا". [الفوائد]
...المزيد

لا ترفع البنيان من غير أساس! "من أراد علوَّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به؛ ...

لا ترفع البنيان من غير أساس!

"من أراد علوَّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به؛ فإن علو البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه.

فالأعمال والدرجات بنيانٌ، وأساسها الإيمان، ومتى كان الأساس وثيقًا حملَ البنيانَ واعتلى عليه، وإذا تهدَّم شيءٌ من البنيان سهُل تداركُه، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيانُ ولم يثبتْ، وإذا تهدَّم شيءٌ من الأساس سقط البنيانُ أو كاد.

فالعارف همَّته تصحيح الأساس وإحكامه، والجاهلُ يرفع في البناء عن غير أساس؛ فلا يلبث بنيانه أن يسقط.

قال تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: ١٠٩].

فالأساسُ لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان؛ فإذا كانت القوة قويَّةً حملت البدنَ ودفعتْ عنه كثيرًا من الآفات، وإذا كانت القوة ضعيفةً ضعُف حملُها للبدن وكانت الآفاتُ إليه أسرع شيءٍ.

فاحملْ بنيانَك على قوَّة أساس الإيمان؛ فإذا تشعَّثَ شيءٌ من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهلَ عليك من خراب الأساس.

وهذا الأساس أمران: صحةُ المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته، والثاني: تجريدُ الانقياد له ولرسوله دون ما سواه. فهذا أوثق أساسٍ أسَّس العبدُ عليه بنيانَه، وبحسبه يعتلي البناء ما شاء.

فأحْكِم الأساسَ، واحفظ القوة، ودُمْ على الحِمْية، واستفرِغْ إذا زاد بك الخلط، والقصدَ القصدَ وقد بلغتَ المراد، وإلَّا فما دامت القوة ضعيفةً والمادةُ الفاسدة موجودةً والاستفراغُ معدومًا:

فاقْرَ السَّلامَ على الحياة فإنَّها
قد آذنتْك بسرعةِ التَّوْديعِ

فإذا كملَ البناءُ؛ فبيِّضْه بحسن الخلق والإحسان إلى الناس، ثم حُطْهُ بسُورٍ من الحذر لا يقتحمه عدوٌّ ولا تبدو منه العورة، ثم أَرْخِ السُّتورَ على أبوابه، ثم أقْفِلِ البابَ الأعظم بالسكوت عما تخشى عاقبته، ثم رَكِّبْ له مفتاحًا من ذكر الله به تفتحه وتغلقه؛ فإن فتحتَ فتحتَ بالمفتاح، وإن أغلقتَ الباب أغلقتَه به، فتكون حينئذٍ قد بنيتَ حِصنًا تحصَّنتَ فيه من أعدائك؛ إذا طاف به العدو لم يجد منه مدخلًا، فييأس منك.

ثم تعاهدْ بناءَ الحصن كلَّ وقت؛ فإن العدو إذا لم يطمع في الدخول من الباب نَقَبَ عليك النقوبَ من بعيد بمعاول الذُّنوب. فإن أهملتَ أمرهُ وصل إليك النَّقبُ؛ فإذا العدو معك في داخل الحصن، فيصعب عليك إخراجه، وتكون معه على ثلاث خلال: إما أن يغلبك على الحصن ويستولي عليه، وإما أن يُساكنك فيه، وإما أن يَشغلك بمقابلته عن تمام مصلحتك وتعود إلى سَدِّ النقب ولَمِّ شَعَثِ الحصن. وإذا دخل نقبُه إليك نالك منه ثلاث آفات: إفسادُ الحصن، والإغارة على حواصله وذخائره، ودلالة السراق من بني جنسه على عورته. فلا يزال يُبلَى منه بغارة بعد غارة حتى يُضعِفوا قواه ويُوهِنوا عزمَه فيتخلَّى عن الحصن ويُخلِّي بينهم وبينه.

وهذه حالُ أكثر النفوس مع هذا العدوِّ، ولهذا تراهم يُسخِطون ربهم برضى أنفسهم بل برضى مخلوقٍ مثلهم لا يملك لهم ضرًّا ولا نفعًا، ويُضيِّعون كسبَ الدِّين بكسب الأموال، ويُهلِكون أنفسهم بما لا يبقى لهم، ويَحرِصون على الدنيا وقد أدبرت عنهم، ويزهدون في الآخرة وقد هَجَمتْ عليهم، ويخالفون ربهم باتباع أهوائهم، ويتكلون على الحياة ولا يذكرون الموت، ويذكرون شهواتهم وحظوظهم وينسون ما عهد الله إليهم، ويهتمون بما ضَمِنَه الله لهم ولا يهتمون بما أمرهم به، ويفرحون بالدنيا ويحزنون على فوات حظهم منها ولا يحزنون على فوات الجنة وما فيها، ولا يفرحون بالإيمان فرحهم بالدِّرهم والدينار، ويُفسِدون حقَّهم بباطلهم وهداهم بضلالهم ومعروفَهم بمنكرهم، ويَلبِسُون إيمانَهم بظنونهم، ويَخلِطُون حلالَهم بحرامهم، ويترددون في حيرَة آرائهم وأفكارهم، ويتركون هدى الله الذي أهداه إليهم.

ومن العجب أن هذا العدو يَستعمل صاحبَ الحصن في هدم حصنه بيديه!!"

[الفوائد] لابن القيم -رحمه الله-


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 490
السنة السادسة عشرة - الخميس 12 شوال 1446 هـ

مقتطفات النبأ:
لا ترفع البنيان من غير أساس!
...المزيد

إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم ...

إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم صلاحيته لقيادة البشرية فحسب، وليس بسبب إجحافه تجاه فلسطين أو غيرها، بل إن المسلم مأمور بالكفر بالمحاكم الدولية حتى لو أعادت القدس ودمشق إلى أهلها! لأن الكفر بهذه القوانين والمحاكم الجاهلية، واجب توجبه العقيدة الإسلامية كونه من الكفر بالطاغوت الذي لا يتم الإيمان إلا به، وعلى المسلمين أن يعلّموا أهليهم وأبناءهم ومن حولهم هذه العقيدة التي بدأت تندرس بين ضلالات "الإسلاميين" المتراكمة وانحرافات "الجهاديين" المتفاقمة، فهذه القوانين الجاهلية بدساتيرها ومجالسها البرلمانية، قد انتشر واستطار شرها بعد أن هوّن دعاة الضلالة من شأنها وجرفوا الناس إلى طوفانها، يوم أن صوّروا لهم أنها مجرد "وسائل وأدوات عصرية" لتنظيم شؤون الحياة لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر!



أما المجاهدون في سبيل الله تعالى، فقتالهم من أجل أن يكون الإسلام حاكما لا محكوما، ومهمتهم إخراج العباد من عبادة هذه الأصنام الجاهلية بكل أنواعها إلى عبادة رب العباد سبحانه، وسبيلهم بذل الأموال والأنفس لتحكيم شريعته في أرضه، وبسط عدله بين خلقه، فما أعظمها من مهمة وما أشرفها وأنبلها من غاية، وما أعظم أجر السائرين في سبيل تحقيقها، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 490
السنة السادسة عشرة - الخميس 12 شوال 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
كذبة القانون الدولي
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 490 الافتتاحية: كذبة القانون الدولي شاهد العالم كيف حلّ طاغوت اليهود الصادر ...

صحيفة النبأ العدد 490
الافتتاحية:
كذبة القانون الدولي

شاهد العالم كيف حلّ طاغوت اليهود الصادر بحقه مذكّرة قبض من "الجنائية الدولية"،ضيفا على دولة من مؤسسي تلك المحكمة! وبدلا من أن يتأهب جنود تلك الدولة الصليبية ويتحضروا للقبض عليه كما كان يأمل الواهمون؛ انتظموا في طوابير لأداء التحية العسكرية تقديرا واحتفاء بزيارته! متجاهلين مستخفّين بقرارات "المحكمة الدولية" وقوانينها الجاهلية التي لا تلاحق إلا الضعفاء.

المؤمنون بهذه المحاكم الكفرية وصفوا الحدث بأنه "صفعة للعدالة الدولية" وذلك خلافا لما قالوه يوم صدور هذه المذكّرة بأنها "سابقة تاريخية مهمة" و "انتصار للعدالة الدولية"،واحتفلوا وأشادوا يومها بما عدوه "انتصارا للقضية الفلسطينية" في المعركة السياسية ضد اليهود!، ومع أن هذا "الانتصار القانوني" كما أسموه لم يغيّر شيئا على أرض الواقع، فلم يحقن قطرة دم واحدة من دماء الفلسطينيين،ولم يقيّد سلوك جندي واحد من جنود الجيش اليهودي فضلا عن قادته، ومع ذلك سرعان ما تلاشى هذا "الانتصار" فلم يبق منه سوى "الحبر" على مذكّرة "المحكومة المجنيّ عليها!".

فالاحتفاء والاستقبال الكبير الذي حظي به الطاغوت اليهودي في المجر الصليبية، يرسخ الحقيقة التي طالما طرقناها في أذهان المسلمين بأن "القانون الدولي" على كفره ومصادمته للإسلام ابتداءً، فإن أربابه شرّعوه وفصّلوه ليناسب أحجام الدول الكبيرة والجيوش القوية ويضمن مصالحها، لا ليراعي مصالح الدول الضعيفة، فضلا عن مراعاة وإنصاف قضايا المسلمين، فالأقوياء هم الذين يفرضون هذه القوانين وهم الذين يطبقونها أو يعطلونها بحسب ما يحقق مصالحهم.

فها هي كبرى الدول الكافرة في العالم تحتكر "القرارات الدولية" لمصلحتها، وتحتفظ بـ "حق النقض" ضد أي قرار يصادم سياستها، وها هي جيوشهم الكافرة تتقدم وتوسع خارطة غزوها مدفوعة بحروب دينية وأحقاد تاريخية، دون أن تقيم وزنا لهذه القوانين والمحاكم الجاهلية، وإلا فماذا قدم "القانون الدولي والجنائية الدولية" لقضايا المسلمين في العراق والشام واليمن وأفغانستان وفلسطين وغيرها، هل صان حقوقهم وهل استرد أرضهم أو منع الاعتداء على شعوبهم؟ وهل عاقب المعتدين وحاكم المجرمين؟!

إن تصريحات الطاغوتين اليهودي والمجري خلال لقائهما الأخير، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القاسم المشترك الذي يجمعهم وينظم علاقتهم هي العقيدة اليهودية النصرانية المعادية للإسلام، حيث صرح الطاغوت المجري بأنهم: "حملة راية الحضارة النصرانية واليهودية في أوروبا"، ليجيب الطاغوت اليهودي بعبارة لا تقل صراحة: "ونحن نناضل من أجل مستقبل حضارتنا اليهودية والنصرانية".

يقودنا هذا إلى تذكر الضجة الإعلامية التي حدثت قبل أيام حول نشر "وزير الدفاع الأمريكي" الصليبي صورا له وقد كتب على ذراعه وسم "كافر" باللغة العربية، إلى جانب عبارات أخرى صريحة لا تحتمل التأويل تمجّد الحملات الصليبية! فهذه وغيرها من الحوادث التي يقدرها الله تعالى بحكمته تنذر الناس وتبين لهم بالأدلة الملموسة طبيعة الحرب التي يشنها اليهود والنصارى علينا، وأنها حرب دينية متجذرة؛ يتحالفون تحت رايتها، يذللون أمامها كل القوانين، ويطوّعون لأجلها كل الاتفاقيات، ويضربون بعرض الحائط كل ما يعارضها من "الأعراف والقوانين الدولية"، كل هذا مصداق قول المولى سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، وقوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...} فهذه الحرب المعلنة ضد المسلمين هي "القانون" الذي يحكم سياساتهم ويوجه جيوشهم.

ورغم وضوح هذه الحقيقة التي صرح بها قادة اليهود والنصارى مرارا، ما يزال كثير من المنتسبين للإسلام يدفنون رؤوسهم بالتراب عنها! ويتمسكون بما يمليه القانون الجاهلي الدولي، ويلهثون خلف قراراته ويعوّلون عليه! وكأن كل الآيات القرآنية، ثم الوقائع الميدانية التي جرت وتجري لا تكفيهم للكفر به!

إن عدوى الإيمان والتمسح بالقوانين الدولية ومؤسساتها، لم تعد حكرا على العلمانيين كما كان عليه الحال في السابق، بل وصلت هذه العدوى الخطيرة إلى صفوف "الإسلاميين" وحتى "الجهاديين" فصاروا بين مؤمن بها مجاهر باحترامها داع للاحتكام إليها، وبين آخر يكتم إيمانه بها! ما يزال في دركة "المناشدات" يغازل ويتزلف إلى أربابها لمّا يُفصح بعد عن كامل إيمانه بها.صحيفة النبأ العدد 490
الافتتاحية:
كذبة القانون الدولي

شاهد العالم كيف حلّ طاغوت اليهود الصادر بحقه مذكّرة قبض من "الجنائية الدولية"،ضيفا على دولة من مؤسسي تلك المحكمة! وبدلا من أن يتأهب جنود تلك الدولة الصليبية ويتحضروا للقبض عليه كما كان يأمل الواهمون؛ انتظموا في طوابير لأداء التحية العسكرية تقديرا واحتفاء بزيارته! متجاهلين مستخفّين بقرارات "المحكمة الدولية" وقوانينها الجاهلية التي لا تلاحق إلا الضعفاء.

المؤمنون بهذه المحاكم الكفرية وصفوا الحدث بأنه "صفعة للعدالة الدولية" وذلك خلافا لما قالوه يوم صدور هذه المذكّرة بأنها "سابقة تاريخية مهمة" و "انتصار للعدالة الدولية"،واحتفلوا وأشادوا يومها بما عدوه "انتصارا للقضية الفلسطينية" في المعركة السياسية ضد اليهود!، ومع أن هذا "الانتصار القانوني" كما أسموه لم يغيّر شيئا على أرض الواقع، فلم يحقن قطرة دم واحدة من دماء الفلسطينيين،ولم يقيّد سلوك جندي واحد من جنود الجيش اليهودي فضلا عن قادته، ومع ذلك سرعان ما تلاشى هذا "الانتصار" فلم يبق منه سوى "الحبر" على مذكّرة "المحكومة المجنيّ عليها!".

فالاحتفاء والاستقبال الكبير الذي حظي به الطاغوت اليهودي في المجر الصليبية، يرسخ الحقيقة التي طالما طرقناها في أذهان المسلمين بأن "القانون الدولي" على كفره ومصادمته للإسلام ابتداءً، فإن أربابه شرّعوه وفصّلوه ليناسب أحجام الدول الكبيرة والجيوش القوية ويضمن مصالحها، لا ليراعي مصالح الدول الضعيفة، فضلا عن مراعاة وإنصاف قضايا المسلمين، فالأقوياء هم الذين يفرضون هذه القوانين وهم الذين يطبقونها أو يعطلونها بحسب ما يحقق مصالحهم.

فها هي كبرى الدول الكافرة في العالم تحتكر "القرارات الدولية" لمصلحتها، وتحتفظ بـ "حق النقض" ضد أي قرار يصادم سياستها، وها هي جيوشهم الكافرة تتقدم وتوسع خارطة غزوها مدفوعة بحروب دينية وأحقاد تاريخية، دون أن تقيم وزنا لهذه القوانين والمحاكم الجاهلية، وإلا فماذا قدم "القانون الدولي والجنائية الدولية" لقضايا المسلمين في العراق والشام واليمن وأفغانستان وفلسطين وغيرها، هل صان حقوقهم وهل استرد أرضهم أو منع الاعتداء على شعوبهم؟ وهل عاقب المعتدين وحاكم المجرمين؟!

إن تصريحات الطاغوتين اليهودي والمجري خلال لقائهما الأخير، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القاسم المشترك الذي يجمعهم وينظم علاقتهم هي العقيدة اليهودية النصرانية المعادية للإسلام، حيث صرح الطاغوت المجري بأنهم: "حملة راية الحضارة النصرانية واليهودية في أوروبا"، ليجيب الطاغوت اليهودي بعبارة لا تقل صراحة: "ونحن نناضل من أجل مستقبل حضارتنا اليهودية والنصرانية".

يقودنا هذا إلى تذكر الضجة الإعلامية التي حدثت قبل أيام حول نشر "وزير الدفاع الأمريكي" الصليبي صورا له وقد كتب على ذراعه وسم "كافر" باللغة العربية، إلى جانب عبارات أخرى صريحة لا تحتمل التأويل تمجّد الحملات الصليبية! فهذه وغيرها من الحوادث التي يقدرها الله تعالى بحكمته تنذر الناس وتبين لهم بالأدلة الملموسة طبيعة الحرب التي يشنها اليهود والنصارى علينا، وأنها حرب دينية متجذرة؛ يتحالفون تحت رايتها، يذللون أمامها كل القوانين، ويطوّعون لأجلها كل الاتفاقيات، ويضربون بعرض الحائط كل ما يعارضها من "الأعراف والقوانين الدولية"، كل هذا مصداق قول المولى سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، وقوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...} فهذه الحرب المعلنة ضد المسلمين هي "القانون" الذي يحكم سياساتهم ويوجه جيوشهم.

ورغم وضوح هذه الحقيقة التي صرح بها قادة اليهود والنصارى مرارا، ما يزال كثير من المنتسبين للإسلام يدفنون رؤوسهم بالتراب عنها! ويتمسكون بما يمليه القانون الجاهلي الدولي، ويلهثون خلف قراراته ويعوّلون عليه! وكأن كل الآيات القرآنية، ثم الوقائع الميدانية التي جرت وتجري لا تكفيهم للكفر به!

إن عدوى الإيمان والتمسح بالقوانين الدولية ومؤسساتها، لم تعد حكرا على العلمانيين كما كان عليه الحال في السابق، بل وصلت هذه العدوى الخطيرة إلى صفوف "الإسلاميين" وحتى "الجهاديين" فصاروا بين مؤمن بها مجاهر باحترامها داع للاحتكام إليها، وبين آخر يكتم إيمانه بها! ما يزال في دركة "المناشدات" يغازل ويتزلف إلى أربابها لمّا يُفصح بعد عن كامل إيمانه بها.
...المزيد

أليس هذا حال العساكر؟ • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من ...

أليس هذا حال العساكر؟

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه، كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عساكر الشيطان" أنتهى.

• أليس هذا هو حالكم؟ حيث توالون وتعادون في أشخاص الطواغيت الحكام، توالون من والوهم وتعادون من عادوهم، بغض النظر عن شرعية تلك الموالاة أو المعاداة، تنتهك حرمات الأمة ويُعتدى على مقدساتها، ويُقتل الأطفال والنساء، ويشتم الله ورسوله، فكل هذا وغيره لا يستدعي موقفاً منكم ولا من حكامكم!

الشيخ فارس آل شويل/نصيحة إلى العساكر

اعرف حقيقة الجيوش
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً