جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة الشيخ عمر الشيشاني إن الابتلاء بالخير فتنة لا يثبت ...

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة
الشيخ عمر الشيشاني

إن الابتلاء بالخير فتنة لا يثبت فيها إلا من أنجاه الله بإخلاصه وإرادته الآخرة، فكثيرون هم الذين ثبتوا أمام أهوال من الابتلاءات بالشر من سجن وتعذيب ومطاردة، حتى إذا زال عن أحدهم ذلك وفُتحت عليه الدنيا، وابتلاه الله بزينتها سقط في الامتحان وهو يحسب أن ما أوتيه من إكرام ونعم إنما هو جزاء على صبره في المحن، ناسيا أن هناك أوجه أخرى للابتلاء قد يصبر على بعضها، ويكفر عندما يعرض على غيرها.

وإن من أروع قصص الثبات أمام الفتن والابتلاءات وشكر الله على نعمه بمزيد من العمل والطاعات قصة الشيخ عمر الشيشاني تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من عباده.

هاجر ذلك الشاب الذي لا زال في زهرة عمره وأول شبابه إلى الشام ملبّيا استغاثات المسلمين من أهلها، وراجيا أن يكون بهجرته إليها من الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده) واستقر به المقام في مدينة حلب مقاتلا في صف إحدى الكتائب التي كانت تزعم أنها على منهج التوحيد فعمل فيها فترة من الزمن، قبل أن يلتقي بمجموعة من المهاجرين القوقازيين كانوا في مجموعة أبي محمد العبسي -تقبله الله- (مجلس شورى المجاهدين) الذي أذن لهم بالخروج من كتيبته، وبهذا اجتمع بضعة عشرات من المهاجرين شكلوا فيما بعد (كتيبة المهاجرين)، كان عمر أميرها العسكري، ثم صار أميرها العام.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أصبح عمر وكتيبته يصولون ويجولون في ساحات القتال المختلفة في الشمال، ومع كل معركة خاضوها، كانت سمعة (كتيبة المهاجرين) تزداد، لحسن تنظيمها في القتال، وبراعة مقاتليها، في الوقت الذي كان المقاتلون من أغلب الفصائل الأخرى قليلي الخبرة، عشوائيين في قتالهم ومعاركهم، ومع ازدياد شهرة (المهاجرين) وازدياد انضمام المجاهدين إليها، كان اسم أميرها عمر الشيشاني يزداد انتشارا، وخاصة بعدما فتح الله عليه في عدة غزوات أشهرها في ذلك الحين فتح كتيبةٍ حصينةٍ للنظام في منطقة (الشيخ سليمان) شمال حلب، التي شاركت فيها (المهاجرون) إلى جانب كتائب (البتار) و(مجلس شورى المجاهدين) وجنود الدولة الإسلامية الذين كانوا يعملون حينها بمسمى (جبهة النصرة)، كما شاركت (المهاجرون) في أغلب الغزوات في ريف حلب كغزوة (الطعانة) و(خان طومان) و(اللواء 80) و(كتيبة حندرات) و(الجندول) و(سجن حلب المركزي) وغيرها، ومع كل فتح جديد يكبر حجمها ويتحسن تسليحها، فصار عمر الشيشاني قائدا لواحدة من أكبر الكتائب في الشام، التي تتنافس الفصائل على كسب ودها، وتتمنى القتال إلى جانبها.

ولكن عمر -تقبله الله- كان مستعدا في كل لحظة أن يتنازل عن ذلك كله ويكون جنديا لدى من يثق بعقيدته ومنهجه، ولم يكن حينها من هم أفضل من (جبهة النصرة) لينضم إليها بجنوده، مع عدم علمه بتبعيتها للدولة الإسلامية، حيث كان القائمون عليها حريصين على إخفاء ذلك لمآرب في أنفسهم فضحها الله فيما بعد، ولما عرض عليه أبو أثير الحلبي -تقبله الله- أن يتوحّد (مجلس شورى المجاهدين) مع (كتيبة المهاجرين) أجابه عمر بعرض آخر هو أن ينضما كلاهما إلى (جبهة النصرة) توحيدا للكلمة وتقوية لصف المجاهدين، لكنّ أبا أثير رفض ذلك لعلمه بانحراف منهج القائمين على الجبهة آنذاك، وسوء أخلاقهم، حيث كان مجاورا لهم في السجن، وخبر معادنهم في السراء والضراء، وخاصة في قصة الاستعصاء الشهير في سجن صيدنايا.

وأوّل المواقف التي كشفت له حقيقة أولئك الغادرين هي مشاركته لهم في غزوتي (الشيخ سليمان) و(كتيبة الطعانة) حيث اغتنم الفاتحون غنائم كثيرة وضعوها في يد القائمين على (جبهة النصرة) لحسن ظنهم بهم، حيث تفاجؤوا بخيانة هؤلاء للأمانة، فأكلوا نصيبهم بالباطل، وتلاعبوا بكميات الأسلحة المغتنمة، وحتى الجزء القليل الذي أقرّوا به حقا لهم، ماطلوا في توزيع حصص الكتائب المشاركة منه لشهور بل وعملوا على ابتزازهم فيما بعد بذلك للضغط عليهم من أجل أن يبايعوهم، فلما أيسوا من ذلك صاروا يساومونهم بها لصدّهم عن بيعة أمير المؤمنين بعد أن أعلنت الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام رسميا.

ورغم هذه المشكلة عرض الغادر الجولاني البيعة على عمر وكتيبته، مستشفعا لتحقيق ذلك بكل من الحاج سلام وأبي أسامة المغربي -تقبلهما الله- لعلمه بحب عمر لهما، فاجتمع عمر بمجلس شوراه واتفقوا على أن تكون بيعتهم للجولاني (الذي بدأ حينها يأخذ البيعة لنفسه) مقتصرة على القتال، وذلك لكي يدرسوا الجبهة عن قرب خلال مشاركتهم معهم في القتال، وحصل اللقاء الذي قدّر الله أن يكون كاشفا لصفة أخرى للخبيث الجولاني غير خيانته في قصة الغنائم، حيث جلس في اللقاء مزهوّا بنفسه، وخاطبهم بكبر وعنجهية، رافضا أي اشتراط في البيعة التي هو من تقدم بعرضها عليهم، فكان أن وقاهم الله من استدراج ذلك الخبيث بما رأوه من سوء طبعه.

انحرافات الجولاني وزمرته كانت قد بدأت تبلغ مسمع أمير المؤمنين -تقبله الله- الذي لم يجد بدا من الحضور بنفسه لإصلاح ما أفسده المفسدون، وبذلك تهيأت الفرصة لعمر الشيشاني وإخوانه لمقابلته، حيث بايعه بعد أن جلس معه ووجد من صفاته ما أقر عينه، وذلك بعد إعلان تمدد الدولة الإسلامية رسميا إلى الشام، وقبل الشيخ من (كتيبة المهاجرين) اشتراطهم تقديم الدعم للمجاهدين في القوقاز وسرّه ذلك، وقال: لا خير فينا إن لم ننصر إخواننا، وصار عمر الشيشاني بذلك جنديا من جنود الدولة الإسلامية، وهنا دخل -رحمه الله- في مرحلة جديدة من الابتلاء.

فتنازله عن استقلال كتيبته القوية، وتحوله إلى جندي عليه السمع والطاعة لأميره، لم يكن بالأمر السهل، وقد ظهر بين صفوف (كتيبة المهاجرين) من يريد الانفصال حفاظا على سراب الإمارة ومكتسباتها التي زالت ببيعة الدولة الإسلامية حيث صار الجميع جنودا فيها، وهنا كان رد عمر واضحا بالثبات على بيعته، ورفضه نقض العهد، ووضعه كل ما تحت يده من سلاح وجنود وممتلكات تحت تصرف الدولة الإسلامية، وهكذا بقي دعاة الفتنة لوحدهم، وترك لهم عمر اسم الكتيبة الذي لم يغن عنهم شيئا، إذ ما لبثوا أن انفض الناس عنهم وتركوهم، بل تعرضوا للمذلة والمهانة، ورفع الله ذكر من تواضع لله، وهم زال ذكرهم، والحمد لله.

الجانب الآخر من الابتلاء تمثل في عروض أهل الفتن من أصحاب الدعم الذين يوجههم مشايخ السرورية والإخوان وتحركهم مخابرات الطواغيت، ومن بينهم الخبيثان حجاج العجمي وعبد الله المحيسني، ففور انتشار خبر بيعته لأمير المؤمنين هرع الداعمون إلى عمر يحاولون إغراءه بالمال، حتى عرضوا عليه تمويلا شهريا بمئات الآلاف من الدولارات لقاء نقضه البيعة، لكنه رفض دولاراتهم الرخيصة، ليؤكد أنه بايع رغبة في الجماعة إرضاء لله، لا طلبا للتمويل أو الدعم.

فلما فشلت وسائل الضغط التي بأيديهم من التحريض عليه، وإغرائه بالمال، انطلقوا في حملة لتشويه سمعته مستعينين بإخوانهم من شياطين الإنس ممن جعلوا أنفسهم أوصياء على الجهاد في الشيشان، فأشاعوا أنه صليبي عميل للمخابرات الروسية، وبنوا شبهتهم التافهة على قضية أنه ولد في جورجيا من أب نصراني، رغم أن هذا ليس بمطعن فيه وإلا جاز الطعن في كل مسلم وُلد لأبوين كافرين، وأخفوا في الوقت نفسه حقيقة أنه شيشاني الأصل، وأن أباه تنصّر في صغره، وكذلك ركّزوا على خدمته في الجيش الجورجي، مخفين حقيقة أنه تبرّأ من ذلك الجيش الصليبي بعد خدمة قصيرة، انتهت بسجنه، وتعرضه للتعذيب والمرض، حتى خسر إحدى رئتيه في السجن، وأنه كان من المناصرين للمجاهدين في القوقاز، وأنه بقي على ارتباطه بمجاهدي القوقاز وأن أحد الشروط التي رفضها الجولاني كانت تقديم الدعم لمجاهدي القوقاز، وأنه كان يُراسل أمراءهم يحثّهم على إعلان البيعة لأمير المؤمنين.

وكما أن عمر الشيشاني لم يبال باسم كتيبته المشهور وتخلى عنه في سبيل توحيد جماعة المسلمين، فإنه لم يبال باسمه وشهرته، وطعن الحاقدين في عرضه، وهم من كانوا بالأمس يمتدحونه ويثنون عليه، ويسبغون عليه الألقاب الرنانة، بل زاد تعلقه بالجماعة وحرصه على الدولة الإسلامية، وصار يدعو الكتائب والفصائل إلى اللحاق بها، فكانت بيعته هو وأبو أثير -تقبلهما الله- محرضا لمجاهدي (كتيبة البتار) على البيعة، ليلحق بهم أبو مهند حسان عبود ومجاهدو (لواء داود) وغيرهم من المجاهدين والكتائب.

وكما فتح الله على الشيخ عمر في غزواته مع (كتيبة المهاجرين)، فتح الله على يديه بعد البيعة فتوحات أكبر على رأسها تحرير (مطار منّغ) شمال حلب مع أبي أسامة المغربي، تقبله الله، (ومستودعات الحمراء) في ريف حماة الشرقي مع عابد الليبي، تقبله الله، ومنّ الله على جيش الدولة الإسلامية فيهما بغنائم كبيرة، ليبدأ بعدها للإعداد لغزوات كبرى في الشام، وبعد دراسة واستطلاع طويلين ومفاضلة بين مدينتي البركة والخير، استقر الأمر على مدينة الخير، وكان الشيخ عمر هو قائد الغزوة، وفي الوقت نفسه كانت صحوات الشام تخطط للغدر بالدولة الإسلامية مستغلة انشغال جيشها بهذه الغزوة الكبرى، بالإضافة لجبهات القتال الطويلة في حلب وإدلب والساحل، حيث لم يبق في مقراتها غير عدد قليل من المجاهدين.

خرجت الصحوات وأعلنت غدرها، وقطعت الطرق، واعتُقل مجاهدو الدولة الإسلامية على الحواجز، وحوصر كثير منهم في ريف حلب، وهنا لم يعد بُدٌّ من إيقاف غزوة الخير رغم أهميتها وضرورة التوجه لاستنقاذ الإخوة المحاصرين، فحشد الشيخ عمر المقاتلين وسحبهم من ولاية الخير مرورا بولاية الرقة حيث كان مقاتلو فصائل الصحوات من أمثال جبهة الجولاني و»أحرار الشام» يظهرون أن لا علاقة لهم بغدر إخوانهم في حلب وإدلب والساحل، فوثق فيهم الشيخ عمر وأفرغ الرقة من المجاهدين ليأخذهم معه لفك الحصار عن الإخوة في مدن ولاية حلب، فما كان من مرتدي الصحوات إلا أن غدروا بمن بقي في مدينة الرقة من المجاهدين فور خروج الرتل الذي قاده الشيخ عمر، ليخزي الله المرتدين ويفشل عملهم ويهربوا من الرقة باتجاه ولاية الخير.

وفي الطريق تعرض الشيخ عمر ومن معه من المجاهدين لحادثة غدر من «أحرار الشام» قرب بلدة مَسْلَمَة، حيث طلبه المرتدون للتفاوض بعد أن حاولوا قطع طريق وصوله إلى حلب، وفي طريقه إليهم نصبوا له كمينا، وبعد أن نجاه الله منهم جاءه الخبيث الهالك أبو خالد السوري ليعقد معه اتفاقا لعبور قواته إلى حلب وذلك خوفا من عبورهم بالقوة، واستيلائهم على مطار الجراح الذي كان بيد المرتدين، وهكذا عبر الشيخ عمر وإخوانه إلى ريف حلب الشرقي ليفكوا الحصار عن الإخوة في مدن منبج والباب وجرابلس، ويعينوا المحاصرين في حريتان على فك الحصار عن أنفسهم والوصول إلى اعزاز ومنها إلى مناطق تمكين الدولة الإسلامية في حلب والرقة والبركة.

ولم تكن حرب الصحوات لتنتهي حتى فتح الله على عباده الموحدين مدن العراق التي تساقطت واحدة تلو الأخرى بعد فتح الموصل، وعادت الخلافة في الوقت الذي كان فيه الشيخ عمر مشغولا بالإعداد لواحدة من أكبر الغزوات في الشام كاد هدفها أن يكون إزالة كافة نقاط النظام النصيري القريبة من مناطق الدولة الإسلامية، التي حاصرتها الفصائل لسنين، وانطلقت الغزوة التي شملت (الفرقة 17) و(اللواء 93) و(مطار الطبقة) في ولاية الرقة، و(الفوج 121) في ولاية البركة، و(مطار كويرس) في ولاية حلب، وكانت نتيجتها فتح كل تلك القواعد العسكرية وقتل وأسر الآلاف من جنود النصيرية، واغتنام كميات كبيرة من السلاح ومستودعات ممتلئة بالذخيرة، في حين لم يتم العمل على مطار كويرس بسبب غدر صحوات الريف الشمالي وسحب القوة المخصصة للهجوم عليه لصد هجومهم.

وبعد هذا الفتح العظيم الذي أعقب فتوح العراق، وإعادة الخلافة، بدأت ملامح مرحلة جديدة من الصراع مع المشركين وعملائهم المرتدين تلوح في الأفق، عنوان هذه المرحلة الحملة الصليبية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، ويعينها فيها طوائف الشرك والردة من كل جنس ولون.

فجاء أمر أمير المؤمنين -تقبله الله- بنقل الشيخ عمر الشيشاني إلى ولايات العراق، التي كانت قد فقدت واحدا من أعظم رجالها، وأشد محاربيها، وهو الشيخ أبو عبد الرحمن البيلاوي، تقبله الله.

فكان خير خلف لخير سلف، فصال في ولايات العراق وجال، محاربا لمرتدي الرافضة والصحوات والبيشمركة، أميرا لديوان الجند، وقائدا لجيش الخلافة في ولايات العراق، وبقي على هذه الحال حتى أتاه اليقين في ساحات النزال التي عشقها وتعلق قلبه بها، كما نحسبه والله حسيبه، فتقبله الله في الخالدين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أيُّها المُجاهد جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه ...

أيُّها المُجاهد
جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة


إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه سبحانه، وهو ذروة سنام الدين، وقد بشّر ذو الجلال والإكرام عباده المجاهدين في سبيله بأن لهم أعلى الدرجات.

وكذلك فإن الجهاد هو من أخطر ما يعمله المؤمن في حياته من الأعمال، نظرا لأنه يخاطر بحياته لإرضاء ربّه ذي الجلال والإكرام، ومن فقد حياته لم يعد لديه الفرصة ليصلح ما فسد، أو يجدّد ما بلي.

ولهذا وذاك كان من الواجب على المجاهد أن يحرص على ثمرة جهاده، فلا تضيع هباء، أو يجد ما ظنه مجلبة للثواب وقد تحول إلى أوزار يحملها يوم القيامة. ومن أهم الأسس التي تنبني عليها الأعمال كلها، وتتحقق بها الأجور، ويزيد الله فيها الحسنات، باب النية.

فإخلاص النية، بأن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى، هو أحد شرطي قبول العمل عند الله، إذ لا يقبل الله عملا قُصد به غيره، فضلا أن يكون العمل مغضبا له سبحانه.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وفي رواية أن الرجل سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما القتال في سبيل الله، فإن أحدنا يقاتل غضبا، ويقاتل حمية؟ فقال له، صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل).

واعلم أخي في الله، أن آثار إخلاص النية في الجهاد في سبيل الله أكثر من أن تحصى، وثمراته أعظم من أن تحصر، وأبرزها:

أولا: قبول العمل

الجهاد عبادة، ولا بد لها من شرط الإخلاص لتُقبل، فلن تقبل إلا إذا كانت خالصة لوجهه سبحانه، كما قال جل في علاه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة: 5]، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا شيء له) فأعادها الرجل ثلاث مرات، ورسول الله يقول له: (لا شيء له) ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه) [رواه أبو داود والنسائي وحسّنه الحافظ العراقي والمنذري].

قال ابن القيم: «والأعمال أربعة: واحد مقبول، وثلاثة مردودة؛ فالمقبول ما كان لله خالصا وللسنة موافقا، والمردود ما فُقد منه الوصفان أو أحدهما» [إعلام الموقعين].

ثانيا: التوفيق والسداد

قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69] فحددت الآية أوّلاً طريق الجهاد {جَاهَدُوا فِينَا} فلم يقل سبحانه {جَاهَدُوا} فحسب، وإنما وصف سبحانه المجاهدة التي تترتب عليها الهداية بأنها المجاهدة الخالصة لوجهه تعالى {فِينَا}.

قال السعدي في تعليقه على هذه الآية: «دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن من أحسن فيما أمر به، أعانه الله ويسر له أسباب الهداية» [تيسير الكريم الرحمن].

ثالثا: دخول جنات النعيم
قال تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [سورة الصافات: 40-43]، «قرأ أهل المدينة والكوفة بفتح اللام {الْمُخْلَصِينَ}، أي: الذين أخلصهم الله لطاعته وتوحيده، وقرأ الباقون بكسرها، أي: الذين أخلصوا لله العبادة والتوحيد» [فتح القدير للشوكاني]

رابعا: الحفظ من كيد الشيطان

قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [سورة الحجر: 39-40]، وقال سبحانه عن نبيه الكريم يوسف الصديق، عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [سورة يوسف: 24].

خامسا: سبب للنصر والتمكين

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) [رواه النسائي بسند صحيح].

قال المنذري: «ومعناه أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصا لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا، وجعلوا همهم واحدا، فأجيب دعاؤهم وزكت أعمالهم» [عون المعبود].

فيا من تتربصون النصر على الحلف الصليبي القائم اليوم لقتال الدولة الإسلامية، عليكم بالإخلاص، عليكم بالإخلاص، ففيه الخلاص بإذن الله تعالى.
سادسا: نزول الفرج والنجاة من الكرب والعون في الشدة وقد تعجب لو علمتَ أن الله تعالى يفرج عن المشرك بالإخلاص لو أخلص لله قليلا، مع أنه مشرك! فما ظنك بالمؤمن! قال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [سورة لقمان: 32].

فعلى المقاتلين في سبيل الله في جبهات القتال، والمرابطين في الثغور، وجنود الخلافة جميعا، إخلاص النية وتخليصها، ففيه الفرج القريب إن شاء الله.

سابعا: الشعور بالاطمئنان وسكينة الإيمان

قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: 18]، قال الطبري في تفسيره: «وقوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} يقول تعالى ذكره: فعلم ربك يا محمد ما في قلوب المؤمنين من أصحابك إذ يبايعونك تحت الشجرة، من صدق النية، والوفاء بما يبايعونك عليه، والصبر معك. يقول: فأنزل الطمأنينة، والثبات على ما هم عليه من دينهم وحسن بصيرتهم بالحق الذي هداهم الله له».

وقال ابن النحّاس في تفسيره: «{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} من الإخلاص»، وهذه الآية دليل على أن الله تعالى يثيب المخلص في الجهاد بالنصر والعون على الطاعة وتقوية الإيمان وغير ذلك من الثواب في الدنيا، فضلا عن ثواب الآخرة.

ومن هذا كله يتبين أهمية أن يجدد المجاهد نيته في كل وقت، ويحرص على إخلاص عمله لله سبحانه، فإذا ما وجد في نفسه غير ذلك بادر إلى التوبة والتصحيح، والله غفور رحيم.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أيُّها المُجاهد جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة [٢/٢] إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه ...

أيُّها المُجاهد
جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة
[٢/٢]

إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه سبحانه، وهو ذروة سنام الدين، وقد بشّر ذو الجلال والإكرام عباده المجاهدين في سبيله بأن لهم أعلى الدرجات.

وكذلك فإن الجهاد هو من أخطر ما يعمله المؤمن في حياته من الأعمال، نظرا لأنه يخاطر بحياته لإرضاء ربّه ذي الجلال والإكرام، ومن فقد حياته لم يعد لديه الفرصة ليصلح ما فسد، أو يجدّد ما بلي.

ولهذا وذاك كان من الواجب على المجاهد أن يحرص على ثمرة جهاده، فلا تضيع هباء، أو يجد ما ظنه مجلبة للثواب وقد تحول إلى أوزار يحملها يوم القيامة. ومن أهم الأسس التي تنبني عليها الأعمال كلها، وتتحقق بها الأجور، ويزيد الله فيها الحسنات، باب النية.

فإخلاص النية، بأن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى، هو أحد شرطي قبول العمل عند الله، إذ لا يقبل الله عملا قُصد به غيره، فضلا أن يكون العمل مغضبا له سبحانه.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وفي رواية أن الرجل سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما القتال في سبيل الله، فإن أحدنا يقاتل غضبا، ويقاتل حمية؟ فقال له، صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل).

واعلم أخي في الله، أن آثار إخلاص النية في الجهاد في سبيل الله أكثر من أن تحصى، وثمراته أعظم من أن تحصر، وأبرزها:

خامسا: سبب للنصر والتمكين

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) [رواه النسائي بسند صحيح].

قال المنذري: «ومعناه أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصا لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا، وجعلوا همهم واحدا، فأجيب دعاؤهم وزكت أعمالهم» [عون المعبود].

فيا من تتربصون النصر على الحلف الصليبي القائم اليوم لقتال الدولة الإسلامية، عليكم بالإخلاص، عليكم بالإخلاص، ففيه الخلاص بإذن الله تعالى.
سادسا: نزول الفرج والنجاة من الكرب والعون في الشدة وقد تعجب لو علمتَ أن الله تعالى يفرج عن المشرك بالإخلاص لو أخلص لله قليلا، مع أنه مشرك! فما ظنك بالمؤمن! قال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [سورة لقمان: 32].

فعلى المقاتلين في سبيل الله في جبهات القتال، والمرابطين في الثغور، وجنود الخلافة جميعا، إخلاص النية وتخليصها، ففيه الفرج القريب إن شاء الله.

سابعا: الشعور بالاطمئنان وسكينة الإيمان

قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: 18]، قال الطبري في تفسيره: «وقوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} يقول تعالى ذكره: فعلم ربك يا محمد ما في قلوب المؤمنين من أصحابك إذ يبايعونك تحت الشجرة، من صدق النية، والوفاء بما يبايعونك عليه، والصبر معك. يقول: فأنزل الطمأنينة، والثبات على ما هم عليه من دينهم وحسن بصيرتهم بالحق الذي هداهم الله له».

وقال ابن النحّاس في تفسيره: «{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} من الإخلاص»، وهذه الآية دليل على أن الله تعالى يثيب المخلص في الجهاد بالنصر والعون على الطاعة وتقوية الإيمان وغير ذلك من الثواب في الدنيا، فضلا عن ثواب الآخرة.

ومن هذا كله يتبين أهمية أن يجدد المجاهد نيته في كل وقت، ويحرص على إخلاص عمله لله سبحانه، فإذا ما وجد في نفسه غير ذلك بادر إلى التوبة والتصحيح، والله غفور رحيم.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أيُّها المُجاهد جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة [1/2] إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه ...

أيُّها المُجاهد
جدّد النيَّة وأخلِص الطويَّة
[1/2]

إن الجهاد في سبيل الله هو أحب الأعمال إليه سبحانه، وهو ذروة سنام الدين، وقد بشّر ذو الجلال والإكرام عباده المجاهدين في سبيله بأن لهم أعلى الدرجات.

وكذلك فإن الجهاد هو من أخطر ما يعمله المؤمن في حياته من الأعمال، نظرا لأنه يخاطر بحياته لإرضاء ربّه ذي الجلال والإكرام، ومن فقد حياته لم يعد لديه الفرصة ليصلح ما فسد، أو يجدّد ما بلي.

ولهذا وذاك كان من الواجب على المجاهد أن يحرص على ثمرة جهاده، فلا تضيع هباء، أو يجد ما ظنه مجلبة للثواب وقد تحول إلى أوزار يحملها يوم القيامة. ومن أهم الأسس التي تنبني عليها الأعمال كلها، وتتحقق بها الأجور، ويزيد الله فيها الحسنات، باب النية.

فإخلاص النية، بأن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى، هو أحد شرطي قبول العمل عند الله، إذ لا يقبل الله عملا قُصد به غيره، فضلا أن يكون العمل مغضبا له سبحانه.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وفي رواية أن الرجل سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما القتال في سبيل الله، فإن أحدنا يقاتل غضبا، ويقاتل حمية؟ فقال له، صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل).

واعلم أخي في الله، أن آثار إخلاص النية في الجهاد في سبيل الله أكثر من أن تحصى، وثمراته أعظم من أن تحصر، وأبرزها:

أولا: قبول العمل

الجهاد عبادة، ولا بد لها من شرط الإخلاص لتُقبل، فلن تقبل إلا إذا كانت خالصة لوجهه سبحانه، كما قال جل في علاه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة: 5]، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا شيء له) فأعادها الرجل ثلاث مرات، ورسول الله يقول له: (لا شيء له) ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه) [رواه أبو داود والنسائي وحسّنه الحافظ العراقي والمنذري].

قال ابن القيم: «والأعمال أربعة: واحد مقبول، وثلاثة مردودة؛ فالمقبول ما كان لله خالصا وللسنة موافقا، والمردود ما فُقد منه الوصفان أو أحدهما» [إعلام الموقعين].

ثانيا: التوفيق والسداد

قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69] فحددت الآية أوّلاً طريق الجهاد {جَاهَدُوا فِينَا} فلم يقل سبحانه {جَاهَدُوا} فحسب، وإنما وصف سبحانه المجاهدة التي تترتب عليها الهداية بأنها المجاهدة الخالصة لوجهه تعالى {فِينَا}.

قال السعدي في تعليقه على هذه الآية: «دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن من أحسن فيما أمر به، أعانه الله ويسر له أسباب الهداية» [تيسير الكريم الرحمن].
ثالثا: دخول جنات النعيم
قال تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [سورة الصافات: 40-43]، «قرأ أهل المدينة والكوفة بفتح اللام {الْمُخْلَصِينَ}، أي: الذين أخلصهم الله لطاعته وتوحيده، وقرأ الباقون بكسرها، أي: الذين أخلصوا لله العبادة والتوحيد» [فتح القدير للشوكاني]

رابعا: الحفظ من كيد الشيطان

قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [سورة الحجر: 39-40]، وقال سبحانه عن نبيه الكريم يوسف الصديق، عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [سورة يوسف: 24].


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة الشيخ عمر الشيشاني [4/4] وكما أن عمر الشيشاني لم ...

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة
الشيخ عمر الشيشاني
[4/4]

وكما أن عمر الشيشاني لم يبال باسم كتيبته المشهور وتخلى عنه في سبيل توحيد جماعة المسلمين، فإنه لم يبال باسمه وشهرته، وطعن الحاقدين في عرضه، وهم من كانوا بالأمس يمتدحونه ويثنون عليه، ويسبغون عليه الألقاب الرنانة، بل زاد تعلقه بالجماعة وحرصه على الدولة الإسلامية، وصار يدعو الكتائب والفصائل إلى اللحاق بها، فكانت بيعته هو وأبو أثير -تقبلهما الله- محرضا لمجاهدي (كتيبة البتار) على البيعة، ليلحق بهم أبو مهند حسان عبود ومجاهدو (لواء داود) وغيرهم من المجاهدين والكتائب.

وكما فتح الله على الشيخ عمر في غزواته مع (كتيبة المهاجرين)، فتح الله على يديه بعد البيعة فتوحات أكبر على رأسها تحرير (مطار منّغ) شمال حلب مع أبي أسامة المغربي، تقبله الله، (ومستودعات الحمراء) في ريف حماة الشرقي مع عابد الليبي، تقبله الله، ومنّ الله على جيش الدولة الإسلامية فيهما بغنائم كبيرة، ليبدأ بعدها للإعداد لغزوات كبرى في الشام، وبعد دراسة واستطلاع طويلين ومفاضلة بين مدينتي البركة والخير، استقر الأمر على مدينة الخير، وكان الشيخ عمر هو قائد الغزوة، وفي الوقت نفسه كانت صحوات الشام تخطط للغدر بالدولة الإسلامية مستغلة انشغال جيشها بهذه الغزوة الكبرى، بالإضافة لجبهات القتال الطويلة في حلب وإدلب والساحل، حيث لم يبق في مقراتها غير عدد قليل من المجاهدين.

خرجت الصحوات وأعلنت غدرها، وقطعت الطرق، واعتُقل مجاهدو الدولة الإسلامية على الحواجز، وحوصر كثير منهم في ريف حلب، وهنا لم يعد بُدٌّ من إيقاف غزوة الخير رغم أهميتها وضرورة التوجه لاستنقاذ الإخوة المحاصرين، فحشد الشيخ عمر المقاتلين وسحبهم من ولاية الخير مرورا بولاية الرقة حيث كان مقاتلو فصائل الصحوات من أمثال جبهة الجولاني و»أحرار الشام» يظهرون أن لا علاقة لهم بغدر إخوانهم في حلب وإدلب والساحل، فوثق فيهم الشيخ عمر وأفرغ الرقة من المجاهدين ليأخذهم معه لفك الحصار عن الإخوة في مدن ولاية حلب، فما كان من مرتدي الصحوات إلا أن غدروا بمن بقي في مدينة الرقة من المجاهدين فور خروج الرتل الذي قاده الشيخ عمر، ليخزي الله المرتدين ويفشل عملهم ويهربوا من الرقة باتجاه ولاية الخير.

وفي الطريق تعرض الشيخ عمر ومن معه من المجاهدين لحادثة غدر من «أحرار الشام» قرب بلدة مَسْلَمَة، حيث طلبه المرتدون للتفاوض بعد أن حاولوا قطع طريق وصوله إلى حلب، وفي طريقه إليهم نصبوا له كمينا، وبعد أن نجاه الله منهم جاءه الخبيث الهالك أبو خالد السوري ليعقد معه اتفاقا لعبور قواته إلى حلب وذلك خوفا من عبورهم بالقوة، واستيلائهم على مطار الجراح الذي كان بيد المرتدين، وهكذا عبر الشيخ عمر وإخوانه إلى ريف حلب الشرقي ليفكوا الحصار عن الإخوة في مدن منبج والباب وجرابلس، ويعينوا المحاصرين في حريتان على فك الحصار عن أنفسهم والوصول إلى اعزاز ومنها إلى مناطق تمكين الدولة الإسلامية في حلب والرقة والبركة.

ولم تكن حرب الصحوات لتنتهي حتى فتح الله على عباده الموحدين مدن العراق التي تساقطت واحدة تلو الأخرى بعد فتح الموصل، وعادت الخلافة في الوقت الذي كان فيه الشيخ عمر مشغولا بالإعداد لواحدة من أكبر الغزوات في الشام كاد هدفها أن يكون إزالة كافة نقاط النظام النصيري القريبة من مناطق الدولة الإسلامية، التي حاصرتها الفصائل لسنين، وانطلقت الغزوة التي شملت (الفرقة 17) و(اللواء 93) و(مطار الطبقة) في ولاية الرقة، و(الفوج 121) في ولاية البركة، و(مطار كويرس) في ولاية حلب، وكانت نتيجتها فتح كل تلك القواعد العسكرية وقتل وأسر الآلاف من جنود النصيرية، واغتنام كميات كبيرة من السلاح ومستودعات ممتلئة بالذخيرة، في حين لم يتم العمل على مطار كويرس بسبب غدر صحوات الريف الشمالي وسحب القوة المخصصة للهجوم عليه لصد هجومهم.

وبعد هذا الفتح العظيم الذي أعقب فتوح العراق، وإعادة الخلافة، بدأت ملامح مرحلة جديدة من الصراع مع المشركين وعملائهم المرتدين تلوح في الأفق، عنوان هذه المرحلة الحملة الصليبية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، ويعينها فيها طوائف الشرك والردة من كل جنس ولون.

فجاء أمر أمير المؤمنين -تقبله الله- بنقل الشيخ عمر الشيشاني إلى ولايات العراق، التي كانت قد فقدت واحدا من أعظم رجالها، وأشد محاربيها، وهو الشيخ أبو عبد الرحمن البيلاوي، تقبله الله.

فكان خير خلف لخير سلف، فصال في ولايات العراق وجال، محاربا لمرتدي الرافضة والصحوات والبيشمركة، أميرا لديوان الجند، وقائدا لجيش الخلافة في ولايات العراق، وبقي على هذه الحال حتى أتاه اليقين في ساحات النزال التي عشقها وتعلق قلبه بها، كما نحسبه والله حسيبه، فتقبله الله في الخالدين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة الشيخ عمر الشيشاني [3/4] الجانب الآخر من الابتلاء ...

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة
الشيخ عمر الشيشاني
[3/4]

الجانب الآخر من الابتلاء تمثل في عروض أهل الفتن من أصحاب الدعم الذين يوجههم مشايخ السرورية والإخوان وتحركهم مخابرات الطواغيت، ومن بينهم الخبيثان حجاج العجمي وعبد الله المحيسني، ففور انتشار خبر بيعته لأمير المؤمنين هرع الداعمون إلى عمر يحاولون إغراءه بالمال، حتى عرضوا عليه تمويلا شهريا بمئات الآلاف من الدولارات لقاء نقضه البيعة، لكنه رفض دولاراتهم الرخيصة، ليؤكد أنه بايع رغبة في الجماعة إرضاء لله، لا طلبا للتمويل أو الدعم.

فلما فشلت وسائل الضغط التي بأيديهم من التحريض عليه، وإغرائه بالمال، انطلقوا في حملة لتشويه سمعته مستعينين بإخوانهم من شياطين الإنس ممن جعلوا أنفسهم أوصياء على الجهاد في الشيشان، فأشاعوا أنه صليبي عميل للمخابرات الروسية، وبنوا شبهتهم التافهة على قضية أنه ولد في جورجيا من أب نصراني، رغم أن هذا ليس بمطعن فيه وإلا جاز الطعن في كل مسلم وُلد لأبوين كافرين، وأخفوا في الوقت نفسه حقيقة أنه شيشاني الأصل، وأن أباه تنصّر في صغره، وكذلك ركّزوا على خدمته في الجيش الجورجي، مخفين حقيقة أنه تبرّأ من ذلك الجيش الصليبي بعد خدمة قصيرة، انتهت بسجنه، وتعرضه للتعذيب والمرض، حتى خسر إحدى رئتيه في السجن، وأنه كان من المناصرين للمجاهدين في القوقاز، وأنه بقي على ارتباطه بمجاهدي القوقاز وأن أحد الشروط التي رفضها الجولاني كانت تقديم الدعم لمجاهدي القوقاز، وأنه كان يُراسل أمراءهم يحثّهم على إعلان البيعة لأمير المؤمنين.

وكما أن عمر الشيشاني لم يبال باسم كتيبته المشهور وتخلى عنه في سبيل توحيد جماعة المسلمين، فإنه لم يبال باسمه وشهرته، وطعن الحاقدين في عرضه، وهم من كانوا بالأمس يمتدحونه ويثنون عليه، ويسبغون عليه الألقاب الرنانة، بل زاد تعلقه بالجماعة وحرصه على الدولة الإسلامية، وصار يدعو الكتائب والفصائل إلى اللحاق بها، فكانت بيعته هو وأبو أثير -تقبلهما الله- محرضا لمجاهدي (كتيبة البتار) على البيعة، ليلحق بهم أبو مهند حسان عبود ومجاهدو (لواء داود) وغيرهم من المجاهدين والكتائب.

وكما فتح الله على الشيخ عمر في غزواته مع (كتيبة المهاجرين)، فتح الله على يديه بعد البيعة فتوحات أكبر على رأسها تحرير (مطار منّغ) شمال حلب مع أبي أسامة المغربي، تقبله الله، (ومستودعات الحمراء) في ريف حماة الشرقي مع عابد الليبي، تقبله الله، ومنّ الله على جيش الدولة الإسلامية فيهما بغنائم كبيرة، ليبدأ بعدها للإعداد لغزوات كبرى في الشام، وبعد دراسة واستطلاع طويلين ومفاضلة بين مدينتي البركة والخير، استقر الأمر على مدينة الخير، وكان الشيخ عمر هو قائد الغزوة، وفي الوقت نفسه كانت صحوات الشام تخطط للغدر بالدولة الإسلامية مستغلة انشغال جيشها بهذه الغزوة الكبرى، بالإضافة لجبهات القتال الطويلة في حلب وإدلب والساحل، حيث لم يبق في مقراتها غير عدد قليل من المجاهدين.

خرجت الصحوات وأعلنت غدرها، وقطعت الطرق، واعتُقل مجاهدو الدولة الإسلامية على الحواجز، وحوصر كثير منهم في ريف حلب، وهنا لم يعد بُدٌّ من إيقاف غزوة الخير رغم أهميتها وضرورة التوجه لاستنقاذ الإخوة المحاصرين، فحشد الشيخ عمر المقاتلين وسحبهم من ولاية الخير مرورا بولاية الرقة حيث كان مقاتلو فصائل الصحوات من أمثال جبهة الجولاني و»أحرار الشام» يظهرون أن لا علاقة لهم بغدر إخوانهم في حلب وإدلب والساحل، فوثق فيهم الشيخ عمر وأفرغ الرقة من المجاهدين ليأخذهم معه لفك الحصار عن الإخوة في مدن ولاية حلب، فما كان من مرتدي الصحوات إلا أن غدروا بمن بقي في مدينة الرقة من المجاهدين فور خروج الرتل الذي قاده الشيخ عمر، ليخزي الله المرتدين ويفشل عملهم ويهربوا من الرقة باتجاه ولاية الخير.

وفي الطريق تعرض الشيخ عمر ومن معه من المجاهدين لحادثة غدر من «أحرار الشام» قرب بلدة مَسْلَمَة، حيث طلبه المرتدون للتفاوض بعد أن حاولوا قطع طريق وصوله إلى حلب، وفي طريقه إليهم نصبوا له كمينا، وبعد أن نجاه الله منهم جاءه الخبيث الهالك أبو خالد السوري ليعقد معه اتفاقا لعبور قواته إلى حلب وذلك خوفا من عبورهم بالقوة، واستيلائهم على مطار الجراح الذي كان بيد المرتدين، وهكذا عبر الشيخ عمر وإخوانه إلى ريف حلب الشرقي ليفكوا الحصار عن الإخوة في مدن منبج والباب وجرابلس، ويعينوا المحاصرين في حريتان على فك الحصار عن أنفسهم والوصول إلى اعزاز ومنها إلى مناطق تمكين الدولة الإسلامية في حلب والرقة والبركة.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة الشيخ عمر الشيشاني [2/4] ولكن عمر -تقبله الله- كان ...

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة
الشيخ عمر الشيشاني
[2/4]

ولكن عمر -تقبله الله- كان مستعدا في كل لحظة أن يتنازل عن ذلك كله ويكون جنديا لدى من يثق بعقيدته ومنهجه، ولم يكن حينها من هم أفضل من (جبهة النصرة) لينضم إليها بجنوده، مع عدم علمه بتبعيتها للدولة الإسلامية، حيث كان القائمون عليها حريصين على إخفاء ذلك لمآرب في أنفسهم فضحها الله فيما بعد، ولما عرض عليه أبو أثير الحلبي -تقبله الله- أن يتوحّد (مجلس شورى المجاهدين) مع (كتيبة المهاجرين) أجابه عمر بعرض آخر هو أن ينضما كلاهما إلى (جبهة النصرة) توحيدا للكلمة وتقوية لصف المجاهدين، لكنّ أبا أثير رفض ذلك لعلمه بانحراف منهج القائمين على الجبهة آنذاك، وسوء أخلاقهم، حيث كان مجاورا لهم في السجن، وخبر معادنهم في السراء والضراء، وخاصة في قصة الاستعصاء الشهير في سجن صيدنايا.

وأوّل المواقف التي كشفت له حقيقة أولئك الغادرين هي مشاركته لهم في غزوتي (الشيخ سليمان) و(كتيبة الطعانة) حيث اغتنم الفاتحون غنائم كثيرة وضعوها في يد القائمين على (جبهة النصرة) لحسن ظنهم بهم، حيث تفاجؤوا بخيانة هؤلاء للأمانة، فأكلوا نصيبهم بالباطل، وتلاعبوا بكميات الأسلحة المغتنمة، وحتى الجزء القليل الذي أقرّوا به حقا لهم، ماطلوا في توزيع حصص الكتائب المشاركة منه لشهور، بل وعملوا على ابتزازهم فيما بعد بذلك للضغط عليهم من أجل أن يبايعوهم، فلما أيسوا من ذلك صاروا يساومونهم بها لصدّهم عن بيعة أمير المؤمنين بعد أن أعلنت الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام رسميا.

ورغم هذه المشكلة عرض الغادر الجولاني البيعة على عمر وكتيبته، مستشفعا لتحقيق ذلك بكل من الحاج سلام وأبي أسامة المغربي -تقبلهما الله- لعلمه بحب عمر لهما، فاجتمع عمر بمجلس شوراه واتفقوا على أن تكون بيعتهم للجولاني (الذي بدأ حينها يأخذ البيعة لنفسه) مقتصرة على القتال، وذلك لكي يدرسوا الجبهة عن قرب خلال مشاركتهم معهم في القتال، وحصل اللقاء الذي قدّر الله أن يكون كاشفا لصفة أخرى للخبيث الجولاني غير خيانته في قصة الغنائم، حيث جلس في اللقاء مزهوّا بنفسه، وخاطبهم بكبر وعنجهية، رافضا أي اشتراط في البيعة التي هو من تقدم بعرضها عليهم، فكان أن وقاهم الله من استدراج ذلك الخبيث بما رأوه من سوء طبعه.

انحرافات الجولاني وزمرته كانت قد بدأت تبلغ مسمع أمير المؤمنين -تقبله الله- الذي لم يجد بدا من الحضور بنفسه لإصلاح ما أفسده المفسدون، وبذلك تهيأت الفرصة لعمر الشيشاني وإخوانه لمقابلته، حيث بايعه بعد أن جلس معه ووجد من صفاته ما أقر عينه، وذلك بعد إعلان تمدد الدولة الإسلامية رسميا إلى الشام، وقبل الشيخ من (كتيبة المهاجرين) اشتراطهم تقديم الدعم للمجاهدين في القوقاز وسرّه ذلك، وقال: لا خير فينا إن لم ننصر إخواننا، وصار عمر الشيشاني بذلك جنديا من جنود الدولة الإسلامية، وهنا دخل -رحمه الله- في مرحلة جديدة من الابتلاء.

فتنازله عن استقلال كتيبته القوية، وتحوله إلى جندي عليه السمع والطاعة لأميره، لم يكن بالأمر السهل، وقد ظهر بين صفوف (كتيبة المهاجرين) من يريد الانفصال حفاظا على سراب الإمارة ومكتسباتها التي زالت ببيعة الدولة الإسلامية حيث صار الجميع جنودا فيها، وهنا كان رد عمر واضحا بالثبات على بيعته، ورفضه نقض العهد، ووضعه كل ما تحت يده من سلاح وجنود وممتلكات تحت تصرف الدولة الإسلامية، وهكذا بقي دعاة الفتنة لوحدهم، وترك لهم عمر اسم الكتيبة الذي لم يغن عنهم شيئا، إذ ما لبثوا أن انفض الناس عنهم وتركوهم، بل تعرضوا للمذلة والمهانة، ورفع الله ذكر من تواضع لله، وهم زال ذكرهم، والحمد لله.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة الشيخ عمر الشيشاني [1/4] إن الابتلاء بالخير فتنة لا ...

جبل من جبال القوقاز... شمخ في أرض الخلافة
الشيخ عمر الشيشاني
[1/4]
إن الابتلاء بالخير فتنة لا يثبت فيها إلا من أنجاه الله بإخلاصه وإرادته الآخرة، فكثيرون هم الذين ثبتوا أمام أهوال من الابتلاءات بالشر من سجن وتعذيب ومطاردة، حتى إذا زال عن أحدهم ذلك وفُتحت عليه الدنيا، وابتلاه الله بزينتها سقط في الامتحان وهو يحسب أن ما أوتيه من إكرام ونعم إنما هو جزاء على صبره في المحن، ناسيا أن هناك أوجه أخرى للابتلاء قد يصبر على بعضها، ويكفر عندما يعرض على غيرها.

وإن من أروع قصص الثبات أمام الفتن والابتلاءات وشكر الله على نعمه بمزيد من العمل والطاعات قصة الشيخ عمر الشيشاني تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من عباده.

هاجر ذلك الشاب الذي لا زال في زهرة عمره وأول شبابه إلى الشام ملبّيا استغاثات المسلمين من أهلها، وراجيا أن يكون بهجرته إليها من الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده) واستقر به المقام في مدينة حلب مقاتلا في صف إحدى الكتائب التي كانت تزعم أنها على منهج التوحيد فعمل فيها فترة من الزمن، قبل أن يلتقي بمجموعة من المهاجرين القوقازيين كانوا في مجموعة أبي محمد العبسي -تقبله الله- (مجلس شورى المجاهدين) الذي أذن لهم بالخروج من كتيبته، وبهذا اجتمع بضعة عشرات من المهاجرين شكلوا فيما بعد (كتيبة المهاجرين)، كان عمر أميرها العسكري، ثم صار أميرها العام.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أصبح عمر وكتيبته يصولون ويجولون في ساحات القتال المختلفة في الشمال، ومع كل معركة خاضوها، كانت سمعة (كتيبة المهاجرين) تزداد، لحسن تنظيمها في القتال، وبراعة مقاتليها، في الوقت الذي كان المقاتلون من أغلب الفصائل الأخرى قليلي الخبرة، عشوائيين في قتالهم ومعاركهم، ومع ازدياد شهرة (المهاجرين) وازدياد انضمام المجاهدين إليها، كان اسم أميرها عمر الشيشاني يزداد انتشارا، وخاصة بعدما فتح الله عليه في عدة غزوات أشهرها في ذلك الحين فتح كتيبةٍ حصينةٍ للنظام في منطقة (الشيخ سليمان) شمال حلب، التي شاركت فيها (المهاجرون) إلى جانب كتائب (البتار) و(مجلس شورى المجاهدين) وجنود الدولة الإسلامية الذين كانوا يعملون حينها بمسمى (جبهة النصرة)، كما شاركت (المهاجرون) في أغلب الغزوات في ريف حلب كغزوة (الطعانة) و(خان طومان) و(اللواء 80) و(كتيبة حندرات) و(الجندول) و(سجن حلب المركزي) وغيرها، ومع كل فتح جديد يكبر حجمها ويتحسن تسليحها، فصار عمر الشيشاني قائدا لواحدة من أكبر الكتائب في الشام، التي تتنافس الفصائل على كسب ودها، وتتمنى القتال إلى جانبها.

ولكن عمر -تقبله الله- كان مستعدا في كل لحظة أن يتنازل عن ذلك كله ويكون جنديا لدى من يثق بعقيدته ومنهجه، ولم يكن حينها من هم أفضل من (جبهة النصرة) لينضم إليها بجنوده، مع عدم علمه بتبعيتها للدولة الإسلامية، حيث كان القائمون عليها حريصين على إخفاء ذلك لمآرب في أنفسهم فضحها الله فيما بعد، ولما عرض عليه أبو أثير الحلبي -تقبله الله- أن يتوحّد (مجلس شورى المجاهدين) مع (كتيبة المهاجرين) أجابه عمر بعرض آخر هو أن ينضما كلاهما إلى (جبهة النصرة) توحيدا للكلمة وتقوية لصف المجاهدين، لكنّ أبا أثير رفض ذلك لعلمه بانحراف منهج القائمين على الجبهة آنذاك، وسوء أخلاقهم، حيث كان مجاورا لهم في السجن، وخبر معادنهم في السراء والضراء، وخاصة في قصة الاستعصاء الشهير في سجن صيدنايا.

وأوّل المواقف التي كشفت له حقيقة أولئك الغادرين هي مشاركته لهم في غزوتي (الشيخ سليمان) و(كتيبة الطعانة) حيث اغتنم الفاتحون غنائم كثيرة وضعوها في يد القائمين على (جبهة النصرة) لحسن ظنهم بهم، حيث تفاجؤوا بخيانة هؤلاء للأمانة، فأكلوا نصيبهم بالباطل، وتلاعبوا بكميات الأسلحة المغتنمة، وحتى الجزء القليل الذي أقرّوا به حقا لهم، ماطلوا في توزيع حصص الكتائب المشاركة منه لشهور بل وعملوا على ابتزازهم فيما بعد بذلك للضغط عليهم من أجل أن يبايعوهم، فلما أيسوا من ذلك صاروا يساومونهم بها لصدّهم عن بيعة أمير المؤمنين بعد أن أعلنت الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام رسميا.

ورغم هذه المشكلة عرض الغادر الجولاني البيعة على عمر وكتيبته، مستشفعا لتحقيق ذلك بكل من الحاج سلام وأبي أسامة المغربي -تقبلهما الله- لعلمه بحب عمر لهما، فاجتمع عمر بمجلس شوراه واتفقوا على أن تكون بيعتهم للجولاني (الذي بدأ حينها يأخذ البيعة لنفسه) مقتصرة على القتال، وذلك لكي يدرسوا الجبهة عن قرب خلال مشاركتهم معهم في القتال، وحصل اللقاء الذي قدّر الله أن يكون كاشفا لصفة أخرى للخبيث الجولاني غير خيانته في قصة الغنائم، حيث جلس في اللقاء مزهوّا بنفسه، وخاطبهم بكبر وعنجهية، رافضا أي اشتراط في البيعة التي هو من تقدم بعرضها عليهم، فكان أن وقاهم الله من استدراج ذلك الخبيث بما رأوه من سوء طبعه.


المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 39 ولا تتبعوا السُبُل فتفرّق بكم عن سبيله يزعم مشركو الديموقراطية من الذين ...

صحيفة النبأ العدد 39
ولا تتبعوا السُبُل فتفرّق بكم عن سبيله


يزعم مشركو الديموقراطية من الذين يدّعون الانتساب إلى الإسلام أنهم لم يسلكوا هذا الطريق إلا لتجنيب الناس الصدام المكلف مع الطواغيت في طريقهم لإقامة دين الله، ويكذّبهم في زعمهم هذا الحجمُ الكبيرُ للقتلى والجرحى والأسرى والمفقودين الذين يذهبون ضحية لكل تجربة من تجاربهم الديموقراطية الفاشلة.

ويزعمون أن طريق الديموقراطية الكفري هو الطريق الصحيح لإقامة الدين في هذا الزمان، رغم أن تجارب قرن من الزمن تثبت أن مشركي الديموقراطية لم يتمكنوا من إقامة الدين في أي بقعة من الأرض، ولن يتمكنوا من ذلك أبدا، لأن الإسلام دين التوحيد، والديموقراطية دين شركي، ولا يمكن للشرك أن يكون طريقا إلى التوحيد، كما أنه لا يمكن تحصيل الطهارة بالانغماس في النجاسة.

ويزعمون أنهم الوحيدون القادرون على قيادة الأمة، وأنهم الوحيدون الذي يجيدون السياسة، ويحسنون التعامل مع أعداء الإسلام، مع أن أحداث التاريخ المتعددة تفضح سفاهتهم وقلة حيلتهم، ويكفي للكشف عن ذلك أن نستذكر عدد المرات التي أوقعوا فيها أنصارهم ومريديهم فرائس سهلة بيد جيوش الطواغيت، بعد أن أقنعوهم بالخروج عليهم بصدور عارية وأيدٍ خاوية، بدعوى السلمية.

ويزعمون أنهم يريدون الحكم ليقيموا الدين، والتاريخ يثبت أن مشركي الديموقراطية وعبيد الحاضنة الشعبية يزدادون تنازلا عن شعائر الإسلام كلما زاد تمكينهم في الأرض، فيبذلون وسعهم في إرضاء أعداء الله من الصليبيين والطواغيت والمنافقين، ويسعون جهدهم لإقناعهم أنهم لن يأخذوا من الإسلام إلا بمقدار ما يأذنون لهم به، وبمقدار ما هو مباح في دين الديموقراطية الكفري، ورغم كفرهم لا يرضى عنهم أعداء الإسلام، فيزيلون حكمهم، ويزجون بهم وبأنصارهم إلى السجون، ويسوقونهم إلى ساحات الإعدام.

ويفرح السذج اليوم بانتصار الطاغوت أردوغان على بعض خصومه كما فرحوا من قبل بفوز الطاغوت مرسي في الانتخابات، ويمنّي كثير منهم أنفسهم أن الخطوة القادمة ستكون إعلانا لإقامة الدين، وتطبيقا لشريعة الله، متناسين أن تلك الأماني قد وضعوها من قبل في مرسي قبل أن تخيب آمالهم وهم يرونه خلف القضبان مع عشرات الآلاف من الحمقى والمغفلين الذي صدّقوا أكاذيب الأحبار والمرشدين أنه يمكن إقامة الدين باتباع طريقة المشركين، وبمداهنة اليهود والصليبيين.

والواجب على المسلمين أن لا يقعوا في أفخاخ شياطين الإنس فيحصروا أنفسهم في سجن الخيارات الضيقة التي يحاول الكفار إلجاءهم إلى أحدها، من قبيل الاختيار بين أحد طاغوتين، أحدهما يرفع الشعارات العلمانية البحتة، والآخر يحمل شعارات علمانية مع إشارات إسلامية زائفة، بل الواجب عليهم أن يكفروا بكل حكم طاغوتي، ولا يقبلوا بغير أن يكون الدين كله لله، كاملا، غير منقوص ولا مجزوء.

وعليهم أن يكونوا على حذر من الطواغيت، فليأخذوا حذرهم وليأخذوا أسلحتهم، ولا يتركوا لأعدائهم فرصة للنيل منهم، بقتلهم أو اعتقالهم، فإن كان لا بد، فشرف القتل في سبيل الله، والنكاية في أعداء الله، مقدّم على ذل الأسر، وفتنة السجن، فمن عادة الطواغيت المنتسبين للإسلام زورا، أن يقدموا لأسيادهم الصليبيين قرابين من دماء الموحّدين يتقربون بها إليهم زلفى، ويتّقون بها غضبهم تقوى، ويثبتون لهم من خلالها براءتهم من التوحيد وأهله، وولاءهم للشرك وأهله.

وعليهم أن يُعدّوا، ويَستعدّوا، لينتهزوا كل فرصة يمنحهم الله إياها ليظهروا توحيدهم، ويمكّنوا لدينهم في الأرض، ولا تأخذهم رأفة في دين الله بالطواغيت وجنودهم وأنصارهم، ولا يهنوا في ابتغاء القوم المجرمين، ولا يهولنهم جمعهم وعددهم وسلاحهم، فإنهم منصورون عليهم بإذن الله تعالى.

منصورون بتوحيدهم على شرك المشركين، وباتباعهم لمنهاج النبي -صلى الله عليه وسلم- على المبدّلين والمفسدين، وبجماعتهم على جاهلية المتفرّقين، وبجهادهم في سبيل الله على المقاتلين في سبيل الطاغوت أجمعين.

والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.


المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
الثلاثاء 14 شوال 1437 ه‍ـ

* تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وماذا بعد وداع رمضان؟ [1/2] - أحبّ العمل إلى الله أدومه... ومما يجب عليك بعد أن منَّ الله ...

وماذا بعد وداع رمضان؟
[1/2]


- أحبّ العمل إلى الله أدومه...

ومما يجب عليك بعد أن منَّ الله عليك بإتمام الشهر الفضيل الدوام على عباداتك التي كنت تتعبد بها في رمضان، من صيام وقيام وصدقات وقرآن وأذكار... إلخ، فحافظ على ما بدأتَ به كماً ونوعاً، فحافظ على الصلوات في أوقاتها وعلى سننها الراتبة وعلى الخشوع فيها وعلى التبكير إليها في المساجد... وحافظ على الصيام، فالذي شرَّع لك صيام رمضان هو سبحانه الذي شرَّع لك صيام داود -عليه السلام- وصيام ثلاثة أيام من الشهر وصيام الاثنين والخميس، ولْيكن صيامك –كما كنت في رمضان- صيام الظاهر والباطن، وحافظ على تلاوة القرآن وحفظه وتدبره والعمل به، ولا تهجر كتاب الله كما يفعل الكثير من الناس ما إن يهل هلال شوال! وهكذا مع سائر العبادات التي تعبَّدتَ بها الله تعالى.

وقد حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على المداومة على العمل الصالح بعد رمضان، كما في قوله، عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) [رواه مسلم]، فديمومة الصيام في شوال توصل المسلم بأجواء صيام رمضان، وعندما سألت عائشة -رضي الله عنها- رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: (أدْوَمُه وإن قَلَّ) [رواه مسلم]، قال النووي: «وفيه الحث على المداومة على العمل، وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع، وإنما كان القليل الدائم خيراً من الكثير المنقطع، لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة» [شرح صحيح مسلم].

- واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين:

وإياك إياك أن تكون من عبّاد رمضان، الذين لا يعبدون الله حق عبادته إلا في رمضان! أوليسَ الله تعالى هو ربُّ رمضان وربُّ غيره من الشهور؟!
قيل لبعض السلف: «إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان»، فقال: «بئس القوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان! إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها» [اللطائف].

وهل ضمنت -عبد الله- أن الله تعالى قد تقبل منك رمضان وأنك ستموت على ما أنت عليه؟! ألم تسمع قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، وقد قيل في تفسيرها: «واعبد ربك حتى يأتيك الموت، الذي هو مُوقَن به» [تفسير الطبري].

وقوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}، وقد قيل في تفسيرها: «إن الله تعالى، أمر نبيّه أن يجعل فراغه من كلّ ما كان به مشتغلا من أمر دنياه وآخرته، مما أدّى له الشغل به، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته، والاشتغال فيما قرّبه إليه، ومسألته حاجاته، ولم يخصص بذلك حالا من أحوال فراغه دون حال، فسواء كلّ أحوال فراغه، من صلاة كان فراغه، أو جهاد، أو أمر دنيا كان به مشتغلا... وقوله: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك، دون من سواه من خلقه» [تفسير الطبري].

واعلم -يا من أتممت عبادات رمضان- أنَّ من علامات قبول الله تعالى لعباداتك في رمضان، استمرارَك عليها بنفس نشاطك، فدليل قبول الطاعة أن توصل لطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية بعدها، فالحسنة تقول لأختها تعالي، والسيئة كذلك، فانظر حالك وقيِّم نفسك، ولا تكن {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}، ولا تكن من الخَلَف الذين {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ}.

وأخيراً نختم بنصيحة غالية لمن قصَّر في عبادة رمضان، ونقول له: احذر -أخي المسلم- أشد الحذر من الشيطان أن يعدك ويمنيك بأنَّ رمضان قد فات وانقضت أيامه، وأنك ستعوض ما فاتك في رمضان المقبل! فإنَّ هذا من تلبيس إبليس اللعين بالتسويف والمماطلة في العبادة، والأجدر بك أن تبادر فوراً بالتوبة والإنابة وتُقبل على عبادة الله وتستغفره لما فرطت في جنبه سبحانه، أما انتظارك أحد عشر شهراً لكي تتوب فإنَّ هذه لحياة طويلة، ما أنت ولا أي أحد يضمن إدراكها! كما أنَّ تسويفك هذا العام سيتكرر العام القادم! فكم من أناس عاهدوا الله أن يفعلوا كذا وكذا إذا حلَّ رمضان، وإذا بهم يدخل عليهم الشهر ويخرج ولم يفعلوا شيئاً مما عاهدوا الله عليه! فاحذر أخي أشد الحذر من هذا المرض الـمُهلك، وبادر بالتوبة وحسن العبادة من شوال، نسأل الله تعالى أن يبلغك رمضان المقبل فتُري الله منك ما يسرّ.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 38
الثلاثاء 7 شوال 1437 ه‍ـ

مقال:
وماذا بعد وداع رمضان؟
...المزيد

وماذا بعد وداع رمضان؟ [1/2] ها هو ضيفكم العزيز قد رحل، وشهركم الكريم قد أفل! فما أسرعَ انصرام ...

وماذا بعد وداع رمضان؟
[1/2]

ها هو ضيفكم العزيز قد رحل، وشهركم الكريم قد أفل! فما أسرعَ انصرام لياليه وأيامه، وما أعجل انطواء صفحاته وأعماله! رحل الغالي آخذاً شغاف قلوبنا، رحل الحبيبُ تاركاً دموعاً على خدودنا! كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع، وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع! فحريٌّ بقلوب الصائمين لهذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن!

سلام من الرحمن كل أوان
على خير شهر قد مضى وزمانِ
سلام على شهر الصيام فإنه
أمان من الرحمن كل أمانِ
لئن فنيت أيامك الغر بغتة
فما الحزن من قلبي عليك بفانِ

مبارك عليكم إتمام رمضان، وتقبّل الله منكم صيامكم وقيامكم وصدقاتكم وتهجّدكم وسائر عباداتكم.

ولكن ألا يجدر بكم أن تتساءلوا: وماذا بعد وداع رمضان؟

- ولعلّكم تشكرون:

فأولاً عليكم أن تشكروا الله تعالى أن بلغكم رمضان ويسّر لكم إتمام صيامه وقيامه، فكم من محروم من هذه النعمة! ثم عليكم أن تحمدوه سبحانه وتشكروه وتكبروه كثيراً، لأنه أمركم بذلك فقال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185].

قال ابن كثير: «وقوله: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم، كما قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}، وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}...».
وقال ابن رجب: «لما كانت المغفرة والعتق كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه ومغفرته لهم وعتقهم من النار أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته» [لطائف المعارف].

ربّنا تقبّل منّا...

ثم اسألوا الله ثانياً القبول واستغفروه من التقصير، فقد كان السلفُ الصالح -وهم خيرُ القرون- يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه في رمضان، ما لا يجتهدون في غيره، ومع ذلك كانوا يخافون أن يُردَّ ولا يُتقبل منهم! روي عن علي –رضي الله عنه- أنه قال: «كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل»، وعن فضالة بن عبيد قال: «لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}»، وقال مالك بن دينار: «الخوف على العمل أن لا يُتقبل أشد من العمل»، وقال بن أبي رواد: «أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهمُّ أيُقبل منهم أم لا؟!» وخرج عمر بن عبد العزيز في يوم عيد فطر فقال في خطبته: «أيها الناس! إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم»، وكان بعض الصالحين يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيُقال له: إنه يوم فرح! فيقول: «صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟!» [اللطائف]
نعم، أولئك السلف الصالح {الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [سورة المؤمنون: 57-61].

روى الترمذي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال، صلى الله عليه وسلم: (لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم) والحديثُ صحيح.

ومما قيل في تفسير الآية: «أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم، لذا تراهم يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبله الله منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء» [تفسير ابن كثير].


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 38
الثلاثاء 7 شوال 1437 ه‍ـ

مقال:
وماذا بعد وداع رمضان؟
...المزيد

والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّّتها حريّ بكلّ أمٍّ أنعم الله عليها بنعمة الإنجاب في ...

والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّّتها


حريّ بكلّ أمٍّ أنعم الله عليها بنعمة الإنجاب في ربوع دولة الإسلام، أن تستغل هذا الفضل العظيم الذي آتاها الله تعالى دون غيرها من النساء، فتسعى جاهدة لتنشئة أبنائها تنشئة ترضي بها ربها وتنفع بها أمتها، كيف لا؟ وهي الأم المنجبة والحاضنة والمربية، بينما الرجال الآباء هم بين عمل ورباط.

فعن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته) [متفق عليه].

وقد عرّف أهل العلم الراعي على أنه الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما اؤتمن على حفظه، فهو مطلوب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه، ومسؤول هل قام بما يجب لرعيته أو لا.

وعندما يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)، فهذا تكليف عظيم وأمانة كبيرة قد وُسِّدت للمرأة المسلمة، فيها من الأجر والثواب ما فيها، إن هي أدت ما عليها في حق رعيتها وهم الأبناء، وفيها من الحساب والعقاب ما فيها، إن هي ضيّعت هذه الأمانة وفرطت في حق رعيتها.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [سورة التحريم: 6]، وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- لرجل: «أدِّب ابنك، فإنك مسؤول عن ولدك، ماذا أدّبته، وماذا علمته، وإنه مسؤول عن برّك وطواعيته لك» [رواه البيهقي].

- الابتداء بالتوحيد:

وإن أول ما على الأم المسلمة تنشئة الأطفال عليه عند أول نطقهم، تلقينهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومعناها، ومما يروى عن علي بن الحسين -رحمه الله- أنه كان يعلم ولده ويقول: (قل آمنت بالله وكفرت بالطاغوت) [رواه ابن أبي شيبة]، وكذلك تلقن الأم طفلها الأصول الثلاثة: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وأيضا سؤال الطفل: أين الله؟ وما هو القرآن؟ ومثل هذه الأسئلة التي تضع أسسا للعقيدة السليمة والتوحيد الصافي في نفس الطفل.

ومن أجمل ما قد يتعلمه الطفل معية الله -سبحانه وتعالى- لعبيده، فيتعلم الخشية من الله -عز وجل- ويعظم شأن الخالق في نفسه، ويتحسس مراقبته له في سره وعلانيته، وهذا عبد الله التستري -رحمه الله- كان وهو طفل يردد قبل أن ينام: (الله شاهدي، الله ناظري، الله معي) [رواه ابن أبي شيبة].

- صلاح الأم سبب لإصلاح أبنائها:

وعلى الأم المربية المعلمة القدوة أن تصلح من نفسها حتى تنجح في إصلاح رعيتها في بيتها، فإن صلاح الرعية من صلاح الراعي، وصلاح الأبناء من صلاح الأم.

وقد روى ابن أبي الدنيا أن عتبة بن أبي سفيان قال لمؤدِّب ولده: «أبا عبد الصمد، ليكن أول إصلاحك بَنِيَّ إصلاحك نفسك؛ فإن عيوبهم معقودة بعيبك، الحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما استقبحت» [النفقة على العيال].


- التربية على الزهد والخشونة:

كما ويجدر بالأم المسلمة أن تزرع في نفوس أبنائها أن هذه الدنيا دار سفر، وأن الآخرة هي دار القرار، والله -عز وجل- يقول على لسان مؤمن آل فرعون: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [سورة غافر: 39]، وهكذا يزهد هؤلاء الناشئة في هذه الدنيا الفانية فتهون عليهم وتعظم في أعينهم الآخرة، بتربية أمهم لهم على شظف العيش وشيء من الخشونة، وإرضاعهم معنى الزهد، وأن هذه النعم التي نتنعم بها لزوّالة، وليس أفضل في مثل هذا من سيرة إمام الزاهدين -صلى الله عليه وسلم- فعن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نار!» فقلت: «يا خالة ما كان يعيشكم؟» قالت: «الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانهم فيسقينا» [متفق عليه].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) [متفق عليه]؛ قال ابن حجر: «(قوتا): أي اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذل المسألة ولا يكون فيه فضول تبعث على الترفه والتبسط في الدنيا» [فتح الباري].

نعم هذا ما سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- لآل بيته رغم أن جبريل -عليه السلام- قد أتاه بمفاتيح خزائن الأرض ولكنه -صلى الله عليه وسلم- زهد فيها، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم- من طعام ثلاثة أيام حتى قُبض» [رواه البخاري]، وها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- حبيب الحق وصفيه وخير خلقه ينام على الحصير حتى تدمي جنبه ويراه عمر -رضي الله عنه- فيبكي لذلك، فيقول له النبي: (ما يبكيك؟) فيقول: يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) [متفق عليه].

هكذا كان حال نبينا -صلوات ربنا وسلامه عليه- في هذه الدنيا، وعلى مثل هذا يجب أن يتربى جيل الخلافة، فيَنشأ جيلاً صلباً خشناً قد عركته الحياة وشدت عوده، ويتهيأ بذلك لحمل الأمانة وأخذ الراية والاستخلاف في الأرض، عن أبي عثمان النهدي، قال: «أتانا كتاب عمر بن الخطاب: اخشوشنوا، واخشوشبوا، واخلولقوا، وتمعددوا كأنكم معد، وإياكم والتنعم، وزي العجم» [رواه الطحاوي في «شرح معاني الآثار»].


- التربية على حب القتال في سبيل الله:

ومن أعظم نعم الله على الأشبال في أرض الخلافة، التي على الأم استشعارها وحسن استغلالها وشكر الله تعالى عليها، أن ينشأ أبناؤها في كنف بيت أب مجاهد، فيكبرون وقد اعتادت أعينهم الصغيرة على رؤية السلاح من بنادق وجعب ورصاص وقنابل وأحزمة ناسفة، كما وأن متابعة إصدارات المجاهدين وأخبارهم المقروءة والمسموعة، تنمي لدى الشبل حب الجهاد وأهله وبغض من عاداهم، وقد تسمع الأم لوماً من بعض الناس على طريقة تربيتها لأبنائها، متحججين بأن هذا قد يقتل طفولتهم ويميت براءتهم، ولمثل هؤلاء نقول؛ أخرج أبو يعلى بإسناد جيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كان الحسن والحسين -عليهما السلام- يصطرعان بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (هَيَّ حسن) ، فقالت فاطمة، رضي الله عنها: يا رسول الله، لم تقول: (هَيَّ حسن)؟ فقال: (إن جبريل عليه السلام يقول: هَيَّ حسين).

وأخرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: «إني لواقف يوم بدر في الصف، نظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك يا ابني أخي؟ قال: بلغني أنه سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فغمزني الآخر فقال لي مثلها، قال: فتعجبت لذلك، قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت لهما: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه، فاستقبلهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبراه، فقال: (أيكما قتله؟) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال: (هل مسحتما سيفيكما؟) قالا: لا، فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السيفين فقال: (كلاكما قتله)».
وجاء في البداية والنهاية: «عن هشام بن عروة قال: إن أول ما فصح به عبد الله بن الزبير وهو صغير السيف السيف، فكان لا يضعه من فيه، وكان الزبير إذا سمع ذلك منه يقول له: أما والله ليكونن لك منه يوم ويوم وأيام».

وعن عروة بن الزبير أن الزبير أركب ولده عبد الله يوم اليرموك فرسا وهو ابن عشر سنين ووكل به رجلا [رواه البخاري].

- الحرص على اللسان العربي:

وحبذا لو تحرص الأم المسلمة أن تحافظ على عروبة لسان أبنائها، وتقويمه من اللحن، فإن لم يكونوا من العرب فتسعى إلى تعليمهم اللسان العربي، ليتعلموا أمر دينهم، ويختلطوا بجماعة المسلمين، وقد روى الخطيب البغدادي أن عليا وابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- كانوا يضربون أبناءهم على اللحن


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 38
الثلاثاء 7 شوال 1437 ه‍ـ

مقال:
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّّتها
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً