أحلام الجولاني المفتون بالحكم في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع ...

أحلام الجولاني المفتون بالحكم

في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع المشهد السوري الجديد، الطريقة الأولى تتمثل في حسم الملف أمنيا وعسكريا، وعدم الوثوق بالنظام الجديد مهما قدّم من قرابين وعرابين، ومهما التزم بآداب حسن الجوار أسوة بنظيره الأردني والمصري وهلم جرا.

بينما الطريقة الثانية وتؤيدها مراكز أبحاث "الأمن القومي اليهودي" تتمثل في التعامل مع النظام السوري الجديد كحليف محتمل مستقبلا، أسوة بسلفه "الأسد" الذي كان يرفع شعار "المقاومة" في الهواء وعلى الأرض يلتزم التزاما حديديا بحماية الحدود اليهودية! مع فارق أن الطاغوت الجديد لا يرفع أي شعارات سوى "السلام".

لكن تبقى النزعة الأمنية اليهودية حتى الآن متغلبة على غيرها في التعامل مع المشهد السوري، وهو ما يصطدم بالأحلام الجولانية الواعدة لمد جسور السلام والوئام مع العدو التقليدي للمسلمين تشبُّثا بالحكم وليس ثمة شيء آخر.

فالسلوك الرسمي للنظام السوري الجديد بدا واضحا منذ الأيام الأولى لتسلُّمه الحكم، وكان حاسما لا يقبل المواربة بأن "سوريا الجديدة" لن تشكل خطرا على اليهود! ولن تسمح لأحد بذلك! وهذا شيء متوقع ليس في الفترة الانتقالية فحسب، بل حتى لو حكم الجولاني مئة عام فلن يسعى لإغضاب الجار اليهودي!، فالرجل المفتون بالحكم طلّق دينه ثلاثا من أجل هذه "اللحظة التاريخية!" أتراه يغامر باللعب في الملف الأخطر على الإطلاق وهو الأمن اليهودي؟!

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

منهج الدولة الإسلامية مع الأحداث ولأن التحليلات تصيب وتخطىء، ولأن التقلبات والمتغيرات السياسية ...

منهج الدولة الإسلامية مع الأحداث

ولأن التحليلات تصيب وتخطىء، ولأن التقلبات والمتغيرات السياسية لا تهدأ؛ فإن من سياسة (النبأ) ربط المسلمين بالعقائد والمناهج فإنها لا تتبدل بمرور الأيام ولا بتغير الأحداث لأن ميزان الشرع ثابت، خلافا لسياسة الحركات والأحزاب الجاهلية ومناهجها المتغيرة.

افتتاحية النبأ "تدجين وتجنيد" 473
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

ويكأنه لا يفلح الكافرون لقد غاب عن هؤلاء أن الطاغوت الأمريكي كغيره مخلوق لا يملك أن يقوم من ...

ويكأنه لا يفلح الكافرون

لقد غاب عن هؤلاء أن الطاغوت الأمريكي كغيره مخلوق لا يملك أن يقوم من مقامه أو يحرّك عضوا من أعضائه إلا بإذن الله، ولو شاء سبحانه لألحقه بسلفه الغابر من طواغيت الكفر كالنمرود وقارون وفرعون وغيرهم ممن طغوا وبغوا، ولكنها حكمة الله تعالى في إمهال هؤلاء واستدراجهم، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}، يعني تصرّفهم في الأرض وعلوّهم وزهوهم فيها، فإنما هو إمهال واستدراج من الله لهم، وقد بيّن الإمام الطبري الحكمة من هذا "الإمهال" رغم شركهم وطغيانهم فقال: "حتى يبلغ الكتاب أجله، ولتحق عليهم كلمة العذاب، وليبلغوا بمعصيتهم ربهم المقدار الذي كتبه لهم من العقاب، ولتتكامل حجج الله عليهم".

افتتاحية النبأ "ويكأنه لا يفلح الكافرون" العدد 469
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

وصف الجندي الأمريكي: الجندي الأمريكي دمية لوحش مخيف، مملوءةٌ هواءً يوشك أن تطيش بوخزة إبرة ولها ...

وصف الجندي الأمريكي:
الجندي الأمريكي دمية لوحش مخيف، مملوءةٌ هواءً يوشك أن تطيش بوخزة إبرة ولها "ووووش"، وهكذا الجندي الأمريكي ما أسرع أن يَنقلب على عقبيه ويُولي الأدبار، وله ضراط عند أول مقاومة يجدها... وأشد من هذا أنهم يبدؤون سراعا بالعُواء كالجراء عند أول صَليَة نار... هذه حقيقة الجندي الأمريكي عارية عن الرتوش التي تخفي وراءها هزالا وخوارا قلّ في التاريخ نظيرها.

مقتطف من كلمة الشيخ أبي أنس الشامي - تقبله الله- (يوميات مجاهد في الفلوجة)
للإستماع للكلمة الصوتية.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

سلسلة خصال المجاهدين، الصادرة عن صحيفة النبأ. الخصلة الخامسة عشرة: شكر الله وحمده الخصلة ...

سلسلة خصال المجاهدين، الصادرة عن صحيفة النبأ.

الخصلة الخامسة عشرة: شكر الله وحمده

الخصلة الخامسة عشرة: قوله تعالى: {الْحَامِدُونَ}، قال القرطبي: "أي الراضون بقضائه المصرفون نعمته في طاعته، الذين يحمدون الله على كل حال" [التفسير]، فهم المعترفون لله بالنعم، والشاكرون في السراء والضراء، فكل فضل يدركهم ينسبونه إلى الله وكل شر يصيبهم يرضون به لأنه قدر الله، ومن أعظم ما يتعلمه المجاهد في سبيل الله أن ينسب كل خير إلى الله تواضعا واعترافا وعبودية لله تعالى وتعلقا به، وإن كان قد اجتهد اجتهادا شديدا فإن الفضل لله أولا وآخرا، وفي قوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} تبيان لهذه الحقيقة، فإن قتلت الكافر فذلك بفضل الله، وإن أثخنت في الكفار فالله هو المسدّد، وإن عظُم بلاؤك فهو بقدر من الله، ومن كان كذلك فهو الموحد، جاء في رسالة سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنهم بعد فتح المدائن: "وإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- على ما منحنا الله الظفر على العدو الذي أطاع شيطانه وأرخى في ميدان الغي عنانه، وقد أجرانا الله سبحانه على جميل العادة وأخذنا الملك من يزدجرد بن كسرى في كثرة أطواده واحتزاز رؤوس أجناده" [فتوح الشام]، وغير هذا كثير في رسائلهم رضي الله عنهم التي يرجعون كل فضل فيها إلى الله سبحانه.

اللهم اجعلنا تائبين عابدين حامدين ولك شاكرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر:
صحيفة النبأ العدد 367
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

قـصـيـدة غــزة قد كنت في جهل وتيه أرتع ** حتى بدت أحداث غزة تصدع عامٌ يضاهي بحث عمر في ...

قـصـيـدة غــزة

قد كنت في جهل وتيه أرتع
** حتى بدت أحداث غزة تصدع

عامٌ يضاهي بحث عمر في الورى
** فضحوا بصوت أنينهم من طبَّعوا

يادمعة نزلت تنادى حيرة
** هل بينكم رجل شريف يسمع

إنا نُهجَّر إن سكنَّا بقعة
** والقصف فوق خيامنا يتتابع

ظلَّت تنادي طفلة من جوعها
** هل بينكم من بالمؤونة يُسرع

قالوا ارحموا الحيوان في أفعالكم
** إن صار صوت صراخنا لا يُفزع

قد شقنا دعم الجميع عداتنا
** وجيوشهم للكافرين تَرَكَّعوا

ما نالها منا اليهود بقصفهم
** خانوا وكنا حالمين ونطمع

يا فرحة الغازي المخرب بالفتاوى
** جرمت من للبضائع قاطعوا

هل مات فينا نسل أحمدَ والصحابة
** من لغير الله لا لن يخضعوا

الشام تندب والعراق تثاقلت
** رام الصليب ديارهم وتمتعوا

فاقت مصائب دُورهم وُصّافها
** تغشى الخطوب الشاهدين فيجزعوا

سوداننا هز النزيف كيانه
** كشمير نادت من لها قد يهرع

إيغور مات جميع من صلى بها
** شيشاننا والبوسنة من يدفع

يا أمتي هلك الكثير بذلة
** مضت السنين ومن لشملنا يجمع

يا أمتي إن الولاء لديننا
** وكذا البراء فلا يضِرْكم خادع

رسموا الحدود ليضعفوا ويفرقوا
** والخمر للأقلام بات ينازع

وفعوا خراقا ضاحكين بسكرة
** قالوا العروبة مرجع لتقطعوا

هاذي الحقيقة أمتي كي تعرفوا
** زاد العناء تنَطعٌ ومطامعُ

طال الحنين لعزة ومناعة
** تشفي كلوم ضعافنا إن ترجعوا

تخزي جموع الكافرين ويخضعوا
** لله رب العالمين ويركعوا

ونقودهم بالشرع طال غيابه
** حكما يعيد العدل فيها يسطع

[قصيدة لأبي تيمية الهاشمي]
...المزيد

سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين ▪️ أولا: النصرة العسكرية 1- استهداف الأحياء اليهودية في ...

سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين

▪️ أولا: النصرة العسكرية
1- استهداف الأحياء اليهودية في أمريكا وأوروبا وسائر العالم.
2- مهاجمة السفارات اليهودية والصليبية بالحرق والتخريب.
3- استهداف المعابد اليهودية (الكنس) المنتشرة في كل مكان.
4- مهاجمة الملاهي الليلية اليهودية واستهداف زوارها بالقتل.
5- استهداف المصالح الاقتصادية اليهودية المنتشرة في العالم.

▪️ ثانيا: النصرة الإعلامية
1- توعية الأجيال بأن المعركة مع اليهود دينية عقائدية بحتة، لا وطنية ولا قومية.
2- وأنّ ميدان المعركة يشمل كل أماكن الوجود اليهودي ولا ينحصر داخل فلسطين.
3- بيان حقيقة اليهود كما جاءت في القرآن، وأنّ اليهود في كل زمان ومكان سواء.

▪️ ثالثا: النصرة بالدعاء
إن الدعاء سلاح المؤمن، وهو سلاح فتّاك إن استوفى شروطه وآدابه، وهو مرافق لكل صور النصرة السابقة ولا ينفكّ عنها بحال، فلا تنسوا المسلمين من الدعاء.

◾️ "ندعوكم للالتحاق بأجناد الخلافة، الذين يسعون لإزالة الحدود والسدود التي تحول بينهم وبين نزال اليهود، والذين قد عزموا -بإذن الله تعالى- لتحطيم الجيوش وإسقاط العروش التي جعلها الصليبيون لبني إسرائيل حصنا ومنعة، ويحرضون إخوانهم في كل مكان للنيل من اليهود والإثخان فيهم، داخل فلسطين وخارجها، ليقتلوهم حيث ثقفوهم، وليشردوا بهم من خلفهم، ويزرعوا الرعب في قلوبهم، حتى يطهروا بيت المقدس من شركهم بالله العظيم، ويعيدوا أرضها إلى دار الإسلام من جديد، وما ذلك على الله بعزيز"
الشيخ المجاهد أبو حمزة القرشي -تقبله الله تعالى-


المصدر:
إنفوغرافيك النبأ العدد 413
سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين
...المزيد

الجهادُ بالـدُّعاء (2) الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله باللسان، ويتأكد ...

الجهادُ بالـدُّعاء (2)

الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله باللسان، ويتأكد بحق المستضعفين من المسلمين ومن لم ييسر الله لهم مباشرة القتال بالنفس والمال، وقد كان الدعاء سبب انتصار طالوت وجنوده الموحدين على جالوت وجنوده الكافرين كما في سورة البقرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول ما يفزع إليه إذا داهم المسلمين عدو أو حاصرهم أو التحمت صفوفهم بالمشركين.

وكذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- وتابعوهم، لا يلجؤون في معاركهم إلّا إلى ربِّهم، يتوكلون عليه، وينكسرون بين يديه، ويتضرعون إليه، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم إلى حوله وقوته سبحانه، فما يلبثون إلا أن يثبِّتهم جلَّ جلاله، وينزّل عليهم السكينة، ويخذل عدوهم ويقذف في قلوبهم الرعب ويردَّهم مهزومين.

فهذا الصحابي الجليل النعمان بن مقرن، أرسله الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على رأس جيشٍ لقتال الفرس الذين خرجوا بمائة وخمسين ألف مقاتل لغزو بلاد المسلمين عام 21 هـ، فالتقى الجمعان في منطقة نهاوند في بلاد فارس، وانتظر النعمان ليبدأ القتال في في أحبِّ الساعات التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحين لقاء العدو فيها، وذلك عند الزوال، فلما كان قريباً من تلك الساعة ركب فرسه وسار في الناس ووقف على كل راية يذكّرهم ويحرّضهم ويعدهم الظفر، وقال لهم: «إني مكبّر ثلاثاً، فإذا كبَّرت الثالثة فإني حامل فاحملوا»، ثم دعا قائلاً: «اللهم أعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيدٍ اليوم، اللهم إني أسألك أن تقرَّ عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام، واقبضني شهيداً»، فبكى الناس وأمَّنوا على دعائه.

فماذا كانت العاقبة؟! فبعد أن اقتتلوا قتالاً شديداً، انهزم الفرس وقُتل منهم ما بين الزوال والإعتام ما ملأ أرض المعركة دماً يزلق به الناس والدواب، فلما أقرَّ الله عين النعمان بالفتح ورأى هزيمة المشركين؛ اصطفاه شهيداً في آخر المعركة استجابةً لدعوته [الكامل في التاريخ لابن الأثير].
ولو أتينا نتتبع آثار السلف الصالح في استخدامهم لسلاح الدعاء في معاركهم، وكيف أن الدعاء كان له الأثر البالغ في انتصاراتهم؛ لطال بنا المقام، فمن ذلك أن الفاتح الكبير القائد قتيبة بن مسلم الباهلي -رحمه الله- كان يصطحب معه في فتوحاته العلماء والفقهاء والعُبَّاد، يستنصر بدعائهم، ففي أواخر القرن الأول الهجري وفي إحدى غزواته، صافَّ قتيبة الترك، فهاله أمرهم وجموعهم وعدتهم؛ فبعث يسأل عن الإمام التابعي محمد بن واسع -رحمه الله- فقيل له: «هو ذاك في ميمنة الجيش متكئاً على قوسه رافعاً إصبعه يناجي ربه النصر على العدو»، فقال قتيبة قولته المشهورة: «تلك الإصبع أحبُّ إليَّ من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير» [سير أعلام النبلاء]، وما قال ذلك واستبشر بالنصر إلا لعلمه بفضل سلاح الدعاء وأهميته، وبالفعل فإنه لما التقى جيش الترك المشركين وقاتلهم؛ فتح الله له وكسرهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم خلقا وأسر آخرين، وغنم أموالا كثيرة [البداية والنهاية].

وتعالوا بنا نقف مع فاتحٍ ثانٍ، إنه القائد البطل والي خراسان أسد بن عبد الله القسري -رحمه الله- ففي إحدى معاركه الطاحنة مع الترك عام 119 هـ صلى بعسكر المسلمين الصبح ثم خطب بهم قائلاً: «إنَّ عدو الله الحارث بن سريج -وهو ممن خرج عن طاعة بني أمية في زمن هشام بن عبد الملك- استجلب طاغيته -يقصد خاقان الترك- ليطفئ نور الله ويبدل دينه، والله مذله إن شاء الله، وإنّ عدوكم الكلب أصاب من إخوانكم ما أصاب، وإن يرد الله نصركم لم تضركم قلتكم وكثرتهم، فاستنصروا الله»، ثم قال: «إنه بلغني أن العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله، وإني نازلٌ وواضعٌ جبهتي، فادعوا الله واسجدوا لربكم وأخلصوا له الدعاء».

ففعلوا ثم رفعوا رؤوسهم وهم لا يشكّون في الفتح، وساروا لقتال الترك المشركين، فلما وصلوا لبَلْخ -إحدى مدن خراسان- صلى بالناس ركعتين طوَّلهما، ثم نادى في الناس أن ادعوا الله، وأطال في الدعاء ودعا بالنصر وأمَّن الناس على دعائه، فقال: «نُصرتم وربِّ الكعبة إن شاء الله» ثلاث مرات.

فلما وصلوا للمشركين والمرتدين انهزم الحارث وولى خاقان مدبراً وتلاشى الترك في الأرض لا يلوون على أحد، فتبعهم المسلمون يقتلون من يقدرون عليه حتى انتهوا إلى أغنامهم، فاستاقوا أكثر من خمس وخمسين ومائة ألف شاة [تاريخ الطبري].

تلك كانت قبسات من مآثر أسلافنا التي نستلهم منها أن الدعاء أحد أهم أسباب النصر على العدو، متى ما تحققت فيه شروط الاستجابة وانتفت موانعها.

ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ومنها: متابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقة دعائه وكيفيته وتجنب البدع والمحدثات في الدعاء، ومنها: العزم والجزم، قال، صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني) [متفق عليه]، ومنها: الثقة بإجابة الله تعالى للدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله لا يستجيبُ لعبدٍ دعاءً من ظهرِ قلبٍ غافل) [رواه أحمد]، ومنها: الرغبة فيما عند الله تعالى من الثواب، والرهبة مما عنده من العقاب، وحضور القلب والخشوع، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

كما أنَّ للدعاء آدابا ومستحبات، تجعل الدعاء أقرب للإجابة، منها: أن يكون الداعي طاهراً ويستقبل القبلة ويرفع يديه، ومنها أن يثني الداعي على الله -عز وجل- بما هو أهله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الدعاء، ومنها: أن يقدِّم بين يدي دعائه عملاً صالحاً، ومنها: الإلحاح على الله في الطلب وتكراره ثلاثاً أو أكثر، والبكاء، ومنها: خفض الصوت بالدعاء إذا كان الداعي منفرداً، أما الإمام فلا بد من رفع صوته حتى يؤمّن الناس على دعائه، ومنها: تحري مواطن إجابة الدعاء، كالثلث الأخير من الليل وأدبار الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند التقائها، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود، وعند سماع صياح الديكة، وعند الفطر من الصوم، وفي السفر...

هذا وليحذر الداعي من موانع استجابة الدعاء، التي منها: دعاء غير الله تعالى والاستشفاع بالأموات والغائبين، فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة، ومنها: التوسل إلى الله بأدعية بِدعية، كدعاء الله سبحانه بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: «اللهم أسألك بجاه نبيّك»، ومنها: تحجير رحمة الله، كأن يقول الداعي: اللهم ارحم فلانا واغفر لفلان ولا ترحم وتغفر لفلان، ومنها: الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، ومنها: ارتكاب المعاصي وخاصةً أكل الحرام كالسرقة والربا والخمر والدخان، وقد ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!) [رواه مسلم]، ومنها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم) [رواه الترمذي وحسنه].

كما على الداعي أن يتجنَّب مكروهات الدعاء، كالجهر الشديد بالصوت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «نزلت هذه الآية {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} في الدعاء» [متفق عليه]، ومنها: التكلُّف والتصنُّع باستخدام ألفاظ مسجوعة أو غير مفهومة للعامة، وإن كانت الفصاحة في الدعاء محمودة لكي لا يتأثر المعنى، لكنّ الخروج عن المألوف في ذلك مذموم، كونه يُذهب الخشوع ويلهي القلوب، ومنها: أن يطلب الداعي مسألة لا يليق طلبها، كأن يسأل الله تعالى أن يخلِّده في الدنيا، أو أن يطلب أن تكون منزلته مثل منزلة الأنبياء...

فيا جنود الدولة الإسلامية ويا أمراءها ويا رعاياها ويا مناصريها، ادعوا الله أن ينصر خلافتكم، وأن يهزم جالوت العصر أمريكا وجنودها، فالله مستجيبٌ دعاءكم ولو بعد حين .


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar
...المزيد

الجهادُ بالـدُّعاء (2) [2/2] ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ...

الجهادُ بالـدُّعاء (2)

[2/2]

ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ومنها: متابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقة دعائه وكيفيته وتجنب البدع والمحدثات في الدعاء، ومنها: العزم والجزم، قال، صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني) [متفق عليه]، ومنها: الثقة بإجابة الله تعالى للدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله لا يستجيبُ لعبدٍ دعاءً من ظهرِ قلبٍ غافل) [رواه أحمد]، ومنها: الرغبة فيما عند الله تعالى من الثواب، والرهبة مما عنده من العقاب، وحضور القلب والخشوع، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

كما أنَّ للدعاء آدابا ومستحبات، تجعل الدعاء أقرب للإجابة، منها: أن يكون الداعي طاهراً ويستقبل القبلة ويرفع يديه، ومنها أن يثني الداعي على الله -عز وجل- بما هو أهله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الدعاء، ومنها: أن يقدِّم بين يدي دعائه عملاً صالحاً، ومنها: الإلحاح على الله في الطلب وتكراره ثلاثاً أو أكثر، والبكاء، ومنها: خفض الصوت بالدعاء إذا كان الداعي منفرداً، أما الإمام فلا بد من رفع صوته حتى يؤمّن الناس على دعائه، ومنها: تحري مواطن إجابة الدعاء، كالثلث الأخير من الليل وأدبار الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند التقائها، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود، وعند سماع صياح الديكة، وعند الفطر من الصوم، وفي السفر...

هذا وليحذر الداعي من موانع استجابة الدعاء، التي منها: دعاء غير الله تعالى والاستشفاع بالأموات والغائبين، فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة، ومنها: التوسل إلى الله بأدعية بِدعية، كدعاء الله سبحانه بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: «اللهم أسألك بجاه نبيّك»، ومنها: تحجير رحمة الله، كأن يقول الداعي: اللهم ارحم فلانا واغفر لفلان ولا ترحم وتغفر لفلان، ومنها: الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، ومنها: ارتكاب المعاصي وخاصةً أكل الحرام كالسرقة والربا والخمر والدخان، وقد ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!) [رواه مسلم]، ومنها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم) [رواه الترمذي وحسنه].

كما على الداعي أن يتجنَّب مكروهات الدعاء، كالجهر الشديد بالصوت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «نزلت هذه الآية {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} في الدعاء» [متفق عليه]، ومنها: التكلُّف والتصنُّع باستخدام ألفاظ مسجوعة أو غير مفهومة للعامة، وإن كانت الفصاحة في الدعاء محمودة لكي لا يتأثر المعنى، لكنّ الخروج عن المألوف في ذلك مذموم، كونه يُذهب الخشوع ويلهي القلوب، ومنها: أن يطلب الداعي مسألة لا يليق طلبها، كأن يسأل الله تعالى أن يخلِّده في الدنيا، أو أن يطلب أن تكون منزلته مثل منزلة الأنبياء...

فيا جنود الدولة الإسلامية ويا أمراءها ويا رعاياها ويا مناصريها، ادعوا الله أن ينصر خلافتكم، وأن يهزم جالوت العصر أمريكا وجنودها، فالله مستجيبٌ دعاءكم ولو بعد حين .


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar
...المزيد

الجهادُ بالـدُّعاء (2) [1/2] الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله ...

الجهادُ بالـدُّعاء (2)

[1/2]

الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله باللسان، ويتأكد بحق المستضعفين من المسلمين ومن لم ييسر الله لهم مباشرة القتال بالنفس والمال، وقد كان الدعاء سبب انتصار طالوت وجنوده الموحدين على جالوت وجنوده الكافرين كما في سورة البقرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول ما يفزع إليه إذا داهم المسلمين عدو أو حاصرهم أو التحمت صفوفهم بالمشركين.

وكذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- وتابعوهم، لا يلجؤون في معاركهم إلّا إلى ربِّهم، يتوكلون عليه، وينكسرون بين يديه، ويتضرعون إليه، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم إلى حوله وقوته سبحانه، فما يلبثون إلا أن يثبِّتهم جلَّ جلاله، وينزّل عليهم السكينة، ويخذل عدوهم ويقذف في قلوبهم الرعب ويردَّهم مهزومين.

فهذا الصحابي الجليل النعمان بن مقرن، أرسله الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على رأس جيشٍ لقتال الفرس الذين خرجوا بمائة وخمسين ألف مقاتل لغزو بلاد المسلمين عام 21 هـ، فالتقى الجمعان في منطقة نهاوند في بلاد فارس، وانتظر النعمان ليبدأ القتال في في أحبِّ الساعات التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحين لقاء العدو فيها، وذلك عند الزوال، فلما كان قريباً من تلك الساعة ركب فرسه وسار في الناس ووقف على كل راية يذكّرهم ويحرّضهم ويعدهم الظفر، وقال لهم: «إني مكبّر ثلاثاً، فإذا كبَّرت الثالثة فإني حامل فاحملوا»، ثم دعا قائلاً: «اللهم أعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيدٍ اليوم، اللهم إني أسألك أن تقرَّ عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام، واقبضني شهيداً»، فبكى الناس وأمَّنوا على دعائه.

فماذا كانت العاقبة؟! فبعد أن اقتتلوا قتالاً شديداً، انهزم الفرس وقُتل منهم ما بين الزوال والإعتام ما ملأ أرض المعركة دماً يزلق به الناس والدواب، فلما أقرَّ الله عين النعمان بالفتح ورأى هزيمة المشركين؛ اصطفاه شهيداً في آخر المعركة استجابةً لدعوته [الكامل في التاريخ لابن الأثير].
ولو أتينا نتتبع آثار السلف الصالح في استخدامهم لسلاح الدعاء في معاركهم، وكيف أن الدعاء كان له الأثر البالغ في انتصاراتهم؛ لطال بنا المقام، فمن ذلك أن الفاتح الكبير القائد قتيبة بن مسلم الباهلي -رحمه الله- كان يصطحب معه في فتوحاته العلماء والفقهاء والعُبَّاد، يستنصر بدعائهم، ففي أواخر القرن الأول الهجري وفي إحدى غزواته، صافَّ قتيبة الترك، فهاله أمرهم وجموعهم وعدتهم؛ فبعث يسأل عن الإمام التابعي محمد بن واسع -رحمه الله- فقيل له: «هو ذاك في ميمنة الجيش متكئاً على قوسه رافعاً إصبعه يناجي ربه النصر على العدو»، فقال قتيبة قولته المشهورة: «تلك الإصبع أحبُّ إليَّ من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير» [سير أعلام النبلاء]، وما قال ذلك واستبشر بالنصر إلا لعلمه بفضل سلاح الدعاء وأهميته، وبالفعل فإنه لما التقى جيش الترك المشركين وقاتلهم؛ فتح الله له وكسرهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم خلقا وأسر آخرين، وغنم أموالا كثيرة [البداية والنهاية].

وتعالوا بنا نقف مع فاتحٍ ثانٍ، إنه القائد البطل والي خراسان أسد بن عبد الله القسري -رحمه الله- ففي إحدى معاركه الطاحنة مع الترك عام 119 هـ صلى بعسكر المسلمين الصبح ثم خطب بهم قائلاً: «إنَّ عدو الله الحارث بن سريج -وهو ممن خرج عن طاعة بني أمية في زمن هشام بن عبد الملك- استجلب طاغيته -يقصد خاقان الترك- ليطفئ نور الله ويبدل دينه، والله مذله إن شاء الله، وإنّ عدوكم الكلب أصاب من إخوانكم ما أصاب، وإن يرد الله نصركم لم تضركم قلتكم وكثرتهم، فاستنصروا الله»، ثم قال: «إنه بلغني أن العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله، وإني نازلٌ وواضعٌ جبهتي، فادعوا الله واسجدوا لربكم وأخلصوا له الدعاء».

ففعلوا ثم رفعوا رؤوسهم وهم لا يشكّون في الفتح، وساروا لقتال الترك المشركين، فلما وصلوا لبَلْخ -إحدى مدن خراسان- صلى بالناس ركعتين طوَّلهما، ثم نادى في الناس أن ادعوا الله، وأطال في الدعاء ودعا بالنصر وأمَّن الناس على دعائه، فقال: «نُصرتم وربِّ الكعبة إن شاء الله» ثلاث مرات.

فلما وصلوا للمشركين والمرتدين انهزم الحارث وولى خاقان مدبراً وتلاشى الترك في الأرض لا يلوون على أحد، فتبعهم المسلمون يقتلون من يقدرون عليه حتى انتهوا إلى أغنامهم، فاستاقوا أكثر من خمس وخمسين ومائة ألف شاة [تاريخ الطبري].

تلك كانت قبسات من مآثر أسلافنا التي نستلهم منها أن الدعاء أحد أهم أسباب النصر على العدو، متى ما تحققت فيه شروط الاستجابة وانتفت موانعها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 47 الإفتتاحية: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم إن القتال في سبيل الله وفاء ...

صحيفة النبأ العدد 47
الإفتتاحية:
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم


إن القتال في سبيل الله وفاء بالعهد الذي بين الله تعالى ومن آمن به حقا، والذي وصفه سبحانه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111]، ولا يكمل إيمان مسلم حتى يوفي ما عليه من شروط هذا البيع، وينال لقاء ذلك الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين حقا، وذلك الفوز العظيم.

ولعظيم درجة الشهداء بين المؤمنين فإن هممهم تتسابق لنيل هذه الدرجة، وبلوغ تلك المرتبة، وإن أنفسهم تتسابق على ورود حياض المنايا، يتنازعون كؤوسها، ويفزعون إلى سوح القتال كلما سمعوا هيعة إليها، يطلبون الموت مظانّه، قربة إلى الله ربّ العالمين، غير متناسين بالطبع الشطر الآخر من مقتضيات الطلب الربّاني منهم، المتمثّل بقتل المشركين، وضرب رقابهم، قربة أخرى إلى الله ربّ العالمين.

وتأكيدا على فضل هذا النوع من القربات، جعل الله تعالى قتل الكافرين وسفك دمائهم كفارة للذنوب والمعاصي، وعهد نجاة من النار لمن فعله من المسلمين، كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا) [رواه مسلم]، بل ورتّب في الزيادة فيه والإكثار منه زيادة في الإيمان، كما قال سبحانه: {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120]، وكل ذلك الفضل ينعم به الله تعالى على المسلمين رغم أنه سبحانه يقتلهم بقضائه وقدره، كما قال جلّ جلاله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، فهو يُنعم على من يجعل فعل القتل للكافرين على أيديهم من أهل الإيمان.

وإن التعبّد بقتل المشركين، والتقرّب بدمائهم إلى الله سبحانه، وطلب التكفير عن الذنوب والخطايا بها، مما أُمر به الموحّدون ممن سبقنا، حيث جعلها الله شرطا لقبول التوبة من بني إسرائيل بعد أن وقعوا في شرك عبادة العجل، فأمر المسلمين منهم بقتل المرتدين، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54]، رغم أنه جل جلاله قد أخذ على بني إسرائيل الميثاق بأن لا يسفكوا دماءهم، ولكن لعظم جريمة الشرك، جعلها الله أشد عنده من القتل وسفك الدماء اللذين جعلهما الله جزاء للكافرين في الدنيا، قبل أن يلاقوا العذاب الأليم في الآخرة، كما في قوله تبارك وتعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 191].

وإذا علم الموحّد أن الله سبحانه جعل جزاء الكفار في الدنيا أن يُقتلوا على أيدي المؤمنين علم أنه يجب عليه أن يتعبّد الله بقتلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبأي وسيلة يمكّنه الله منها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأنه لا يحقر قتل أي فرد من المشركين الحربيين مهما صغر قدره عندهم، وإن كان يسعى لاستهداف أئمة الكفر منهم، وخاصة الطواغيت وجنودهم وعلماء السوء المجادلين عنهم وأحفاد قارون المرتبطين بهم، لما في ذلك من كسر لشوكتهم، وتنكيس لرايتهم.

فليحرص أتباع ملّة إبراهيم -عليه السلام- على قتل المشركين كحرصهم على الشهادة في سبيل الله، وليسْعَ المنغمس في أعداء الله إلى إيقاع أكبر قدر من القتل في صفوف المشركين، فإن له بكل نفس منهم يزهقها عملا صالحا، وكفارة للذنوب، وتحقيقا للنجاة من النار، وخزيا وعذابا للمشركين، وشفاء لصدور المؤمنين، وإذهابا لغيظ قلوبهم، وتوبة من الله يتوب بها على من يشاء من عباده الموحّدين، والله عليم حكيم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

تليغرام
@wmc11ar
...المزيد

من قصص الثبات في حياة الصحابيات الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، إليها ...

من قصص الثبات في حياة الصحابيات

الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، إليها يتسابق المؤمنون، ويتنافس في نيلها المتنافسون، تحار في كنهها العقول، ويعجز عن وصفها فحل قؤول، غير أنها قد حُفّت بالأشواك لا بالورود، ودماء المشترين وأشلاؤهم على ذلك شهود، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، «بالله ما هزلت فيستامها المفلسون، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون، لقد أقيمت للعرض في سوق من يريد، فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطّالون، وقام المحبّون ينتظرون أيُّهم يصلح أن يكون نفسه الثمن» [زاد المعاد].

يقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز قولا عظيما، طوبى لمن قرأه أو سمعه فتأمله وتدبره: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 140-142]، إنه التدبير الرباني المحكم؛ قرح بقرح، ودولة بدولة، والمؤمنون منهم شهداء، والذين آمنوا يُبتلون ليتمايزوا، ويعلو الطيّب على الخبيث، وأما الجنة فثواب من نجح في الاختبار، وصبر عند البلاء، وثبت ساعة الشدة، ولم يفزع أو يسخط، ولم يكن لسان حاله: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، وهيهات لمثل هذا أن ينعم بجنان ربه هيهات.

ولا تظنَّنَّ المسلمة الموحدة أنها بمنأى عن دوائر التمحيص والابتلاء، بل إنها في ذلك والرجل سواء بسواء، وأكثر من ذلك؛ قد يكون لها عظيم الدور في تثبيت الزوج والأبناء.

فهذه خديجة وأسماء، وتلك سمية وخنساء وغيرهن كثيرات ممن لا يسع المقام لذكر مناقبهن؛ أما خديجة فأم المؤمنين صاحبة أول قلب يخفق إيمانا بالرسالة المحمدية، خديجة التي كانت ممن ثبّت الله هذا الدين بتثبيتها زوجها سيد المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم.

أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- وبعد نزول الوحي عليه لأول مرة في غار حراء وفزعه منه، أتى خديجة زوجه فأخبرها الخبر ثم قال: (لقد خشيتُ على نفسي)، قالت له خديجة: «كلا أبشر، فوالله، لا يخزيك الله أبدا، والله، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق...» إن أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وهي تسمع ذاك الخبر العجاب من زوجها، لم تجزع ولم تهلع، ولم تمسك بتلابيب بعلها خوفا من قادم الأيام، ولم تثبّط فؤاده بل ثبّتته، حتى قال العلماء عن كلامها كما نقل النووي فقال: «قال العلماء... وفيه [أي كلام خديجة، رضي الله عنها] أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة -رضي الله عنها- وجزالة رأيها، وقوة نفسها، وثبات قلبها، وعظم فقهها، والله أعلم» [شرح صحيح مسلم].
وتمضي الأيام وينتشر أمر الدعوة ويبطش طواغيت قريش بالموحدين، ويحاصرونهم في شعب أبي طالب ويمنعون عنهم القوت والماء، وأم المؤمنين ثابتة مع زوجها، صابرة محتسبة، يصيبها ما يصيب القوم من جوع وظمأ، وهي من هي، سليلة الحسب والنسب، صاحبة المال والجاه، حتى حوصرت معهم في شعب أبي طالب لعامين، وضرها ما لاقت من جوع وتعب، فماتت وهي صابرة محتسبة، ثابتة على دينها، راض عنها زوجها، عليه الصلاة والسلام، فرضي الله عنها وأرضاها.

أما سمية فهي سمية بنت خياط، أم عمار بن ياسر، وكانت سابع سبعة في الإسلام، وأول شهيدة تسقي بدمائها شجرة التوحيد، نعم يا مسلمة؛ إن أول دماء سالت في سبيل لا إله إلا الله كانت دماء امرأة، فقد كانت سمية وزوجها وابناها من موالي بني مخزوم، ولما أسلموا لقوا صنوفا وألوانا من العذاب، فعن جابر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون، فقال: (أبشروا آل عمار، وآل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [رواه الضياء والحاكم].

إن سمية لم تعذب إلا في الله، كي تعود عن دينها، وتترك سبيل محمد، صلى الله عليه وسلم، هذا الرجل الذي لم يأتهم بمال ولا ذهب ولا فضة، وإنما بدين «جديد» لم يكن عليه الآباء من قبل، بكلمة يشهدونها ويعملون بها فتكون لهم الجنة، ورغم التعذيب الشديد، إلا أن سمية تلك المرأة الضعيفة المستضعفة ثبتت ولم تتزحزح عن دينها، ولم تتراجع عما باتت تعتقده وتدين الله تعالى به، قال ابن إسحاق في «السيرة»: «حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بني المغيرة على الإسلام، وهي تأبى غيره حتى قتلوها»، فكانت خاتمتها الشهادة بعد صبرها وثباتها إذ طعنها عدو الله أبو جهل بحربة فقتلها.

وأما أسماء، فبنت الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها، تلك التي ضربت في الثبات والجهاد أروع الأمثلة، أسماء التي يخرج أبوها مهاجرا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فيأخذ كل ماله ولا يترك لهم شيئا، فلا تتذمر ولا تتبرم، بل تحتال على جدها ولا تفضح أباها، فعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن أباه، حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه: خمسة آلاف درهم، أو ستة آلاف درهم»، قالت: «وانطلق بها معه»، قالت: «فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه»، قالت: «قلت: كلا يا أبه، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا»، قالت: «فأخذت أحجارا، فوضعتها في كوة البيت، كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبه، ضع يدك على هذا المال»، قالت: «فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان قد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ»، قالت: «ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني قد أردت أن أسكّن الشيخ بذلك» [رواه أحمد وغيره].

ولم تسلم ذات النطاقين من بطش الطاغوت أبي جهل إذ تقول: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليه»، فقالوا: «أين أبوك يا بنت أبي بكر؟» قالت: «قلت: لا أدري والله أين أبي»، قالت: «فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة خر منها قرطي»، قالت: «ثم انصرفوا» [حلية الأولياء].

هكذا حال المسلمة المؤمنة بربها، الظانة به ظن الخير، المستعذِبة العذابَ في سبيل دينها، وإنه لما خرج قوم على خليفة المسلمين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- وحاصره الحَجّاج الثقفي في مكة، كانت أسماء تلك الأم التي ثبتت ابنها وحرضته على الموت في سبيل الله تعالى، يقول ابن كثير: «ودخل عبد الله بن الزبير على أمه فشكا إليها خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحَجّاج حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، والقوم يعطونني ما شئت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت: يا بني، أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه، فقد قُتل عليه أصحابك، ولا تمكّن من رقبتك، يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنتَ إنما أردتَ الدنيا فلبئس العبد أنت؛ أهلكتَ نفسك وأهلكتَ من قُتل معك، وإن كنتَ على حق فما وهن الدين، وإلى كم خلودكم في الدنيا؟ القتل أحسن [...] ثم جعلت تذكّره بأبيه الزبير، وجدّه أبي بكر الصديق، وجدّته صفية بنت عبد المطلب، وخالته عائشة زوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وترجيه القدوم عليهم إذا هو قتل شهيدا، ثم خرج من عندها، فكان ذلك آخر عهده بها، رضي الله عنهما وعن أبيه وأبيها» [البداية والنهاية].

وأما الخنساء بنت عمرو، فحالها ليس ببعيد عن حال أسماء، فعن أبي وجزة، عن أبيه، قال: «حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة» [الاستيعاب].

فكان للخنساء ما أرادت، وخرج أبناؤها الأربعة يبتغون الموت مظانه فقتلوا جميعهم في يوم واحد، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».

فلله در نساء كهؤلاء، ما قعدن يبكين وينتحبن في ساعات الشدة والبلاء، بل حملن على أعتاقهن هم الدين والأمة، فهذه تثبت زوجا، وتلك تحرض ابنا...
وبمثل هؤلاء تقتدي المسلمة، وإذا اشتدت الأزمات وضاقت الحلقات، تسلت بذكر ثباتهن، واستعطرت بطيب سيرهن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً